ويبدو أن الأشكال المنفتحة تؤكد التقنيات البسيطة لأنه بهذه الطرق المنكشفة ذاتياً يستطيع صانع الفلم أن يؤكد الجوانب المباشرة والمألوفة والصميمية للواقع. وتصور هذه الصور أحياناً في مواقف تتم عليها سيطرة جزئية فقط. ومثل هذه الصدفة في الظروف يمكن أن تعطينا إحساساً بالعفوية والمباشرة اللتين يصعب الحصول عليهما في سياق استثيرت السيطرة عليه الأشكال المغلقة أكثر احتمالاً في تأكيدها على غير المألوف. الصور غنية في تباينها النسيجي وفي مؤثراتها الصورية الفعالة ولأن الميزانسين أكثر طرازية وسيطرة من ناحية الدقة فإن هنالك في الغالب اصطناع مقصود في هذه الصور - هو إحساس باللا إحتمال الصوري وبأننا على بعد خطوة من الواقع يغلب على الأشكال المغلقة تشبع كثيف بالمعلومات الصورية، طالما أن الاقتصاد بالوسائل يأخذ الأولوية على اعتبارات الواقعية السطحية. إذا ما تصاعد الصراع في الأشكال المنفتحة فإن الجمال الشكلي يضحى به من أجل الحقيقة في الأشكال المغلقة يضحى بالحقيقة الحرفية أحياناً من أجل الجمال.
يستغل التكوين في الأشكال المنفتحة والمغلقة الإطار بصورتين مختلفتين . في صور الشكل المنفتح يغلب على الإطار عدم التأكيد. فهو يوحي بالحجب المؤقت ويشير إلى أن هنالك معلومات أكثر أهمية تقع خارج حافات التكوين. الفراغ متواصل في هذه اللقطات ومن أجل تأكيد تواصله خارج الإطار فإن المخرجين يفضلون في الغالب حركة استدارة الكاميرا عبر موقع التصوير. اللقطات في الشكل المنفتح تبدو وكأنها غير كافية، ضيقة إلى درجة أنها لا تستطيع أن تحتوي في حدودها سعة مادة الموضوع وكما في العديد من لوحات أدكار ديكا الذي يفضل عادة الأشكال المنفتحة فإن الأشياء وحتى الأجسام تقطع اعتباطاً بأضلاع الإطار من أجل تقوية تواصل مادة الموضوع إلى أبعد من الحافات الشكلية للتكوين (۲ - ۲۸) تمثل اللقطة في الشكل المغلق نوعاً من العالم المصغر فيه كل المعلومات الضرورية مركبة بعناية ضمن حدود الإطار. ويبدو الفراغ محاطاً وتام الاحتواء أكثر منه متواصلاً. العناصر خارج الإطار غير ذات موضوع على الأقل فيما يخص المميزات الشكلية للقطة المنفردة التي تنعزل بمعنى من المعاني عن السياق الفراغي (٢- ٢٩).
الصور الفوتوغرافية المأخوذة من أفلام يغلب عليها الانفتاح في الشكل تبدو في الغالب غير مؤثرة فنياً، إذ إنها نادراً ما تكون شديدة الوقع بذاتها أو جاذبة للعين. أكثر كتب الأفلام تفضل الصور المأخوذة من أفلام ذات شكل مغلق لأنه حتى هذه الأجزاء المقطعة تبدو أكثر وضوحاً في تأثيرها الفني». جمال الصورة ذات الإطار المنفتح من الناحية الأخرى يكون عموماً صعب المنال ويمكن تشبيهه بصورة نأخذها لتعبير صريح تحافظ عليه الصورة بمعجزة، هو نوع من الحقيقة الآنية بالصدفة. الشكل المنفتح يتمنى أيضاً غموضاً صورياً معيناً. يكون سحر مثل هذه الصور غالباً بالضبط في عدم قدرتنا على النفاذ إليه فهو نصف ابتسامة غامضة على وجه الشخصية مثلاً أو هو ظل مثير يلقي بشكل غريب عبر المنظر المبني .
في أفلام الشكل المنفتح يقود الفعل الدرامي عموماً آلة التصوير. في أفلام مثل وجوه وأزواج مثلاً يؤكد جون كازافيت سيولة الكاميرا فهي تقوم بمتابعة الممثلين مطيعة وذلك أينما اتجهوا وهي تبدو وكأنها وضعت تحت تصرفهم مثل هذه الأفلام توحي بأن عناصر الصدفة تلعب دوراً مهما في تقرير المؤثرات الصورية. لا داعي للقول على أية حال أن ليس المهم ما يجري داخل بناء المنظر وإنما ما يبدو أنه يحدث على الشاشة إذ إن أكثر أهم
أن تم المؤثرات «بساطة» في الفلم ذي الشكل المنفتح يتحقق بعد معالجة وجهد كبير مضن. تميل الكاميرا في الأفلام ذات الشكل المغلق من الناحية الثانية إلى توقع الفعل الدرامي الأشياء ،والممثلون تصمم حركاتهم صورياً ضمن أبعاد موقع للكاميرا سبق تحديده المواقع التنبؤية يغلب عليها معنى القدرية أو الحتمية إذ إن آلة التصوير تعرف بالنتيجة ما سيجري حتى قبل حدوثه. فمثلاً نجد في أغلب أفلام المخرج فريتزلانك أن الكاميرا تنتظر» في غرفة، وينفتح الباب فتدخل الشخصية ويبدأ الحدث في بعض أفلام هتشكوك نشاهد إحدى الشخصيات حافة التكوين وتبدو آلة التصوير وكأنها قد وضعت في موقع غير حسن أبعد مما يجب من المكان الذي يظهر أن الفعل سيقع فيه . غير أن الشخصية «تقرر العودة إلى البقعة التي كانت تنتظر فيها الكاميرا. عند استخدام مثل هذه المواقع لآلة التصوير في فلم ما فإننا نميل إلى توقع الحدث. إذ أننا نتوقع غريزياً أن شيئاً سيملأ التخلخل الصوري في اللقطة (۲- ۳۰ توحي الأشكال المنفتحة من الناحية الفلسفية بحرية الاختيار وتعدد الفرص المفتوحة أمام الشخصيات أما الأشكال المغلقة فيغلب على مضامينها حتمية المصير ولا جدوى الإرادة إذ إنه لا يبدو على الشخصيات أنها قد قامت باختيارات مهمة فقد قامت بذلك آلة التصوير.
الأشكال المغلقة والمنفتحة يزداد تأثيرها في الأفلام التي تكون فيها هذه التقنيات مناسبة لمادة الموضوع فلم تدور حوادثه في سجن لا يحتمل أن يقنعنا عاطفياً باستخدامه الأشكال المغلقة في غالبيته، بالطبع ما لم يكن المخرج يعالج نوعاً من الحرية الروحية ضمن سياق الاحتباس الفيزيائي . تستخدم أغلب الأفلام الشكلين المغلق والمنفتح اعتماداً على السياق الدرامي المحدد. فلم المخرج رنوار الوهم العظيم مثلاً يستخدم الأشكال المغلقة في أغلب مشاهد معسكر السجن، والأشكال المنفتحة بعد هرب إثنين من السجناء. كما أن المخرجين لا يستخدمون بالضرورة نفس الأشكال لكل فلم. في الأعمال الأولى للمخرج بيركمان مثل الكرز البري والختم السابع نجد سيادة الأشكال المغلقة في أعمال بيركمان الأخيرة مثل عار وهيام آنا يغلب عليهما الشكل المنفتح للأشكال المنفتحة والمغلقة كبقية التقنيات السينمائية حدود معينة إضافة للمزايا. عند استخدام الأشكال المغلقة بصورة سيئة فإنها يمكن أن تبدو
ساذجة ومتعثرة مثل فلم بيتي يفتقر للفن في أغلب الأحوال تبدو الأشكال المفتوحة عديمة السيطرة وحتى قبيحة وفي أحيان قليلة تكون هذه الأساليب متدنية الإنارة وعديمة التحريض لدرجة أن المرئيات تكون مملة وخالية من الدرامات بشكل فظيع وفي أسوا الحالات يمكن للأشكال المغلقة أن تبدو متكلفة وجافة . الصور فيها ذات سيطرة مبالغ فيها وتخلو من العفوية حتى أن العناصر التشكيلية فيها تبدو وكأنها مبرمجة بواسطة آلة حاسبة يرتد الكثير من المشاهدين عن بعض الأفلام ذات الشكل المغلق بسبب الأبهة المسرحية الأوبرالية. وتبدو هذه الأفلام في الأغلب مرهقة الصنع متفسخة - كثير من الطلاء بدون الكيكة الأصلية.
في الفصلين الأولين انصب اهتمامنا على أهم مصدر للمعنى في السينما ألا وهو الصورة المرئية. إلا إن الأفلام تتواجد بالطبع ضمن إطار الزمان ولها مسائل متعددة أخرى لإيصال المعلومات لهذا السبب فإن الصورة الفلمية يجب في بعض الأحيان أن تطوع وأن تكون أقل إشباعاً بالمعنى من اللوحة الزيتية أو الفوتوغراف حيث نجد أن الإطار الواحد يحتوي على كل المعلومات الضرورية. إن أسس التنويع والتطويع نجدها في كل الفنون الزمانية. في السينما نجد هذه الأسس في الصور التي تبدو غير مثيرة للاهتمام بعض الشيء عادة لأن التباين الطاغي موجود في مكان آخر مثل هذا الهبوط الصوري المقصود ضروري في السينما بسبب طبيعة السينما الزمانية و بسبب الامكانية التقنية الضخمة في التعبير، نقاط الهبوط هذه بمعنى آخر إذاً مناطق استراحة صورية .
إن أمام المخرج السينمائي مثلاً مئات الطرق المختلفة لإيصال المعنى. فهو كالرسام والمصور الفوتوغرافي يستطيع تأكيد التباينات الطاغية البصرية. فمثلاً في مشهد يصور العنف يمكنه استخدام الخطوط المائلة أو متغيرة الاتجاه والألوان الصارخة واللقطات الكبيرة والزوايا الواطئة جداً والتباين الحاد جداً في الإضاءة والتكوينات غير المتوازنة والحجوم الكبيرة وغير ذلك. وعلى خلاف الفنانين التشكيليين الآخرين (البصريين) يستطيع المخرج السينمائي الإيحاء بالعنف عن طريق الحركة حركة الموضوع نفسه أو حركة آلة التصوير. أي بسبب الفنان الفلمي يمكنه الإيجاء بالعنف عن طريق المونتاج. زد على ذلك قدرته على استخدام الشريط الصوتي إذ يمكن إيصال العنف بواسطة الحوار القوي السريع أو المؤثرات الصوتية الحادة والموسيقى الصاخبة. وبسبب ذلك بالذات أن لدى المخرج السينمائي طرقاً عدة لإيصال التأثير المطلوب فإنه سوف ينوع تأكيداته، حيناً يؤكد على الصوت وحيناً على الحركة وأحياناً أخرى على الصوت في أحيان قليلة وخاصة في المشاهد المتصاعدة سوف يستخدم المخرج هذه الطرق جميعاً. حتى أعظم الأفلام إذا فيها بعض الصور ذات الاهتمام الروتيني فقط، حيث أن هنالك أوقاتاً تستدعي وجود تباين طاغ غير صوري وحينئذ تقوم الصورة بمهمة التباين الثانوي المؤقت.
يستغل التكوين في الأشكال المنفتحة والمغلقة الإطار بصورتين مختلفتين . في صور الشكل المنفتح يغلب على الإطار عدم التأكيد. فهو يوحي بالحجب المؤقت ويشير إلى أن هنالك معلومات أكثر أهمية تقع خارج حافات التكوين. الفراغ متواصل في هذه اللقطات ومن أجل تأكيد تواصله خارج الإطار فإن المخرجين يفضلون في الغالب حركة استدارة الكاميرا عبر موقع التصوير. اللقطات في الشكل المنفتح تبدو وكأنها غير كافية، ضيقة إلى درجة أنها لا تستطيع أن تحتوي في حدودها سعة مادة الموضوع وكما في العديد من لوحات أدكار ديكا الذي يفضل عادة الأشكال المنفتحة فإن الأشياء وحتى الأجسام تقطع اعتباطاً بأضلاع الإطار من أجل تقوية تواصل مادة الموضوع إلى أبعد من الحافات الشكلية للتكوين (۲ - ۲۸) تمثل اللقطة في الشكل المغلق نوعاً من العالم المصغر فيه كل المعلومات الضرورية مركبة بعناية ضمن حدود الإطار. ويبدو الفراغ محاطاً وتام الاحتواء أكثر منه متواصلاً. العناصر خارج الإطار غير ذات موضوع على الأقل فيما يخص المميزات الشكلية للقطة المنفردة التي تنعزل بمعنى من المعاني عن السياق الفراغي (٢- ٢٩).
الصور الفوتوغرافية المأخوذة من أفلام يغلب عليها الانفتاح في الشكل تبدو في الغالب غير مؤثرة فنياً، إذ إنها نادراً ما تكون شديدة الوقع بذاتها أو جاذبة للعين. أكثر كتب الأفلام تفضل الصور المأخوذة من أفلام ذات شكل مغلق لأنه حتى هذه الأجزاء المقطعة تبدو أكثر وضوحاً في تأثيرها الفني». جمال الصورة ذات الإطار المنفتح من الناحية الأخرى يكون عموماً صعب المنال ويمكن تشبيهه بصورة نأخذها لتعبير صريح تحافظ عليه الصورة بمعجزة، هو نوع من الحقيقة الآنية بالصدفة. الشكل المنفتح يتمنى أيضاً غموضاً صورياً معيناً. يكون سحر مثل هذه الصور غالباً بالضبط في عدم قدرتنا على النفاذ إليه فهو نصف ابتسامة غامضة على وجه الشخصية مثلاً أو هو ظل مثير يلقي بشكل غريب عبر المنظر المبني .
في أفلام الشكل المنفتح يقود الفعل الدرامي عموماً آلة التصوير. في أفلام مثل وجوه وأزواج مثلاً يؤكد جون كازافيت سيولة الكاميرا فهي تقوم بمتابعة الممثلين مطيعة وذلك أينما اتجهوا وهي تبدو وكأنها وضعت تحت تصرفهم مثل هذه الأفلام توحي بأن عناصر الصدفة تلعب دوراً مهما في تقرير المؤثرات الصورية. لا داعي للقول على أية حال أن ليس المهم ما يجري داخل بناء المنظر وإنما ما يبدو أنه يحدث على الشاشة إذ إن أكثر أهم
أن تم المؤثرات «بساطة» في الفلم ذي الشكل المنفتح يتحقق بعد معالجة وجهد كبير مضن. تميل الكاميرا في الأفلام ذات الشكل المغلق من الناحية الثانية إلى توقع الفعل الدرامي الأشياء ،والممثلون تصمم حركاتهم صورياً ضمن أبعاد موقع للكاميرا سبق تحديده المواقع التنبؤية يغلب عليها معنى القدرية أو الحتمية إذ إن آلة التصوير تعرف بالنتيجة ما سيجري حتى قبل حدوثه. فمثلاً نجد في أغلب أفلام المخرج فريتزلانك أن الكاميرا تنتظر» في غرفة، وينفتح الباب فتدخل الشخصية ويبدأ الحدث في بعض أفلام هتشكوك نشاهد إحدى الشخصيات حافة التكوين وتبدو آلة التصوير وكأنها قد وضعت في موقع غير حسن أبعد مما يجب من المكان الذي يظهر أن الفعل سيقع فيه . غير أن الشخصية «تقرر العودة إلى البقعة التي كانت تنتظر فيها الكاميرا. عند استخدام مثل هذه المواقع لآلة التصوير في فلم ما فإننا نميل إلى توقع الحدث. إذ أننا نتوقع غريزياً أن شيئاً سيملأ التخلخل الصوري في اللقطة (۲- ۳۰ توحي الأشكال المنفتحة من الناحية الفلسفية بحرية الاختيار وتعدد الفرص المفتوحة أمام الشخصيات أما الأشكال المغلقة فيغلب على مضامينها حتمية المصير ولا جدوى الإرادة إذ إنه لا يبدو على الشخصيات أنها قد قامت باختيارات مهمة فقد قامت بذلك آلة التصوير.
الأشكال المغلقة والمنفتحة يزداد تأثيرها في الأفلام التي تكون فيها هذه التقنيات مناسبة لمادة الموضوع فلم تدور حوادثه في سجن لا يحتمل أن يقنعنا عاطفياً باستخدامه الأشكال المغلقة في غالبيته، بالطبع ما لم يكن المخرج يعالج نوعاً من الحرية الروحية ضمن سياق الاحتباس الفيزيائي . تستخدم أغلب الأفلام الشكلين المغلق والمنفتح اعتماداً على السياق الدرامي المحدد. فلم المخرج رنوار الوهم العظيم مثلاً يستخدم الأشكال المغلقة في أغلب مشاهد معسكر السجن، والأشكال المنفتحة بعد هرب إثنين من السجناء. كما أن المخرجين لا يستخدمون بالضرورة نفس الأشكال لكل فلم. في الأعمال الأولى للمخرج بيركمان مثل الكرز البري والختم السابع نجد سيادة الأشكال المغلقة في أعمال بيركمان الأخيرة مثل عار وهيام آنا يغلب عليهما الشكل المنفتح للأشكال المنفتحة والمغلقة كبقية التقنيات السينمائية حدود معينة إضافة للمزايا. عند استخدام الأشكال المغلقة بصورة سيئة فإنها يمكن أن تبدو
ساذجة ومتعثرة مثل فلم بيتي يفتقر للفن في أغلب الأحوال تبدو الأشكال المفتوحة عديمة السيطرة وحتى قبيحة وفي أحيان قليلة تكون هذه الأساليب متدنية الإنارة وعديمة التحريض لدرجة أن المرئيات تكون مملة وخالية من الدرامات بشكل فظيع وفي أسوا الحالات يمكن للأشكال المغلقة أن تبدو متكلفة وجافة . الصور فيها ذات سيطرة مبالغ فيها وتخلو من العفوية حتى أن العناصر التشكيلية فيها تبدو وكأنها مبرمجة بواسطة آلة حاسبة يرتد الكثير من المشاهدين عن بعض الأفلام ذات الشكل المغلق بسبب الأبهة المسرحية الأوبرالية. وتبدو هذه الأفلام في الأغلب مرهقة الصنع متفسخة - كثير من الطلاء بدون الكيكة الأصلية.
في الفصلين الأولين انصب اهتمامنا على أهم مصدر للمعنى في السينما ألا وهو الصورة المرئية. إلا إن الأفلام تتواجد بالطبع ضمن إطار الزمان ولها مسائل متعددة أخرى لإيصال المعلومات لهذا السبب فإن الصورة الفلمية يجب في بعض الأحيان أن تطوع وأن تكون أقل إشباعاً بالمعنى من اللوحة الزيتية أو الفوتوغراف حيث نجد أن الإطار الواحد يحتوي على كل المعلومات الضرورية. إن أسس التنويع والتطويع نجدها في كل الفنون الزمانية. في السينما نجد هذه الأسس في الصور التي تبدو غير مثيرة للاهتمام بعض الشيء عادة لأن التباين الطاغي موجود في مكان آخر مثل هذا الهبوط الصوري المقصود ضروري في السينما بسبب طبيعة السينما الزمانية و بسبب الامكانية التقنية الضخمة في التعبير، نقاط الهبوط هذه بمعنى آخر إذاً مناطق استراحة صورية .
إن أمام المخرج السينمائي مثلاً مئات الطرق المختلفة لإيصال المعنى. فهو كالرسام والمصور الفوتوغرافي يستطيع تأكيد التباينات الطاغية البصرية. فمثلاً في مشهد يصور العنف يمكنه استخدام الخطوط المائلة أو متغيرة الاتجاه والألوان الصارخة واللقطات الكبيرة والزوايا الواطئة جداً والتباين الحاد جداً في الإضاءة والتكوينات غير المتوازنة والحجوم الكبيرة وغير ذلك. وعلى خلاف الفنانين التشكيليين الآخرين (البصريين) يستطيع المخرج السينمائي الإيحاء بالعنف عن طريق الحركة حركة الموضوع نفسه أو حركة آلة التصوير. أي بسبب الفنان الفلمي يمكنه الإيجاء بالعنف عن طريق المونتاج. زد على ذلك قدرته على استخدام الشريط الصوتي إذ يمكن إيصال العنف بواسطة الحوار القوي السريع أو المؤثرات الصوتية الحادة والموسيقى الصاخبة. وبسبب ذلك بالذات أن لدى المخرج السينمائي طرقاً عدة لإيصال التأثير المطلوب فإنه سوف ينوع تأكيداته، حيناً يؤكد على الصوت وحيناً على الحركة وأحياناً أخرى على الصوت في أحيان قليلة وخاصة في المشاهد المتصاعدة سوف يستخدم المخرج هذه الطرق جميعاً. حتى أعظم الأفلام إذا فيها بعض الصور ذات الاهتمام الروتيني فقط، حيث أن هنالك أوقاتاً تستدعي وجود تباين طاغ غير صوري وحينئذ تقوم الصورة بمهمة التباين الثانوي المؤقت.
تعليق