حمي قلاعيه
Foot-and-mouth disease - Fièvre aphteuse
الحمى القلاعية
الحمى القلاعية foot and mouth disease (FMD) مرض حمّوي حاد شديد السراية يصيب بشكل رئيس الحيوانات ذات الأظلاف، ويتصف بتشكل حويصلات على الغشاء المخاطي للقناة الهضمية وخاصة الفم واللثة واللسان وعلى فتحتي الأنف وجلد ما بين الظلفين والضرع. يمكن أن تصل نســبة الإصابة بالمرض إلى 100% ونسبة الوفيات إلى 2-5%، وقد تصل نسبة الوفيات في الحالات الشديدة للمرض إلى 50-70%.
العامل المسبب والأعراض المرضية
يسبب المرض حمة راشحة (فيروس) تنتمي إلى عائلة بايكورنا Picorna viridae يراوح قطرها بين 21-25 نانومتر. وتستطيع مقاومة الإيثير والكلوروفورم. ولهذا الفيروس سبع عترات مصلية مغايرة هي:A, O, C, SAT1, SAT2, SAT3, ASIA1 وكثير من النماذج المصلية العائدة لها.
تختلف الشدة الإمراضية لهذه العترات، وتوجد في كثير من الدول ومنها سورية والدول المجاورة. وتعدّ الأبقار من الحيوانات الشديدة الحساسية للإصابة بهذا المرض، وتصاب به أيضاً الأغنام والماعز والخنازير والحيوانات المجترة البرية والجواميس والزرافات والفيلة والكلاب والقطط والأرانب، وكذلك يصاب الإنسان به إصابة نادرة.
تراوح مدة الحضانة عند الأبقار بين 1-7 أيام وترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب حتى درجتين ونصف زيادة عن معدلها الطبيعي، ويزداد نبضه ويقل تناوله للعلف والماء ثم يتوقف عن تناول العلف وكذلك عن الاجترار، ويسيل لعابه على شكل خيوط طويلة ويكون الغشاء المخاطي للفم ساخناً ومحمراً. وتظهر بعد ذلك حويصلات على السطح الداخلي للشفاه وعلى السطح العلوي وجوانب اللسان واللثة وفتحتي الأنف، وقد تبلغ الحويصلات أحجاماً كبيرة ثم تتمزق بعد 1-3 أيام طارحة منها سائلاً صافياً ومخلِّفة تآكلات مؤلمة تغطّى بعد يوم أو يومين بنسيج ظهاري جديد، وتبقى مدة قصيرة على شكل لطخات عارية صفراء رمادية إلى بنية اللون ثم تختفي بعد ذلك. كما يلتهب ويتورّم الجلد بين الأظلاف ومنطقة الصفائح التاجية مسبباً للحيوان ألماً شديداً وعرجاً. وتكون إصابة الحيوان أحياناً خطرة بسبب وصول العامل المسبب للمرض إلى عضلة القلب.
وأكثر ما يصيب الحيوانات الفتية (العجول) فتتنخر العضلة القلبية وتموت خلال 12-36 ساعة بسبب إخفاق عضلة القلب ومن دون مشاهدة تغيرات في الغشاء المخاطي للفم.
تظهر الحويصلات على جلد الضرع والحلمات في الأبقار المصابة وتتمزق بعد أسبوع ثم تلتئم بعد ذلك، وينخفض إنتاجها من الحليب، وقد تظهر الحويصلات في مدخل الجهاز التناسلي كما يمكن أن تجهض الأبقار الحوامل.
وفي الأغنام والماعز تظهر الحويصلات على الغشاء المخاطي للفم فقط دون اللسان ثم تختفي بسرعة، كما تظهر على مقدمة ومحيط ما بين الأظلاف مؤدية إلى عرج الحيوان الذي قد لا يستطيع الحركة مطلقا.ً وتظهر أيضاً على الضرع والفتحة التناسلية والمهبل، وترتفع درجة حرارة الجسم ويتسارع النبض والتنفس ويفقد الحيوان شهيته للطعام ويصاب بالخمول. تجهض الإناث الحوامل وتنفق نسبة كبيرة من الحملان بسبب سوء حالتها العامة وإصابة العضلة القلبية.
يتم تشخيص المرض اعتماداً على الأعراض السريرية وظهور الحويصلات في عدة حيوانات في آن واحد. ويتم التشخيص المخبري بعزل العامل المسبب وتحديد نوع العترة وتحت النوع، أما التشخيص المصلي فيتم بإجراء اختبارات خاصة.
الوقاية والعلاج
لابد من تنفيذ برامج التحصين الشامل في الدول التي تعاني إصابات دائمة، وذلك بهدف السيطرة على المرض ومنع حدوث خسائر اقتصادية كبيرة. ويكون ذلك باستعمال اللقاح المشتمل على العترات الموجودة في المنطقة الموبوءة، وكذلك تطبيق قوانين الحجر الصحي بشكل صارم، ومعالجة الحيوانات المصابة باستخدام الأدوية المناسبة، وتأمين الراحة التامة للحيوانات المريضة.
الأهمية الاقتصادية للمرض
يُصنَّف مرض الحمى القلاعية ضمن القائمة (A) لمكتب الأوبئة الدولي (وهي قائمة الأمراض شديدة العدوى والسريان). ويمكن أن يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، تعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض الإنتاج والوفيات إلى جانب تكاليف الحجر الصحي والحد من الاتجار ومن تنقل الحيوانات من منطقة إلى أخرى.
هناك المرض في دول أمريكا الجنوبية ودول آسيا وإفريقيا وأوربا وقد أدت برامج التحصين الوقائي المكثف إلى خلو الكثير من البلدان منه في السنوات العشر الماضية، إلا أنه ظهرت إصابات حديثة واسعة في بداية عام 2001 في كل من بريطانيا وهولندا وفرنسا وأدت إلى خسائر فادحة جداً، وخاصة في بريطانيا، ونجم عنها إتلاف أعداد كبيرة جداً من الحيوانات المصابة والمشتبهة والمخالطة. ولم يظهر المرض في أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الشمالية منذ عدة عقود.
وفي سورية والدول المجاورة تنفذ منذ عدة سنوات برامج للتحصين الوقائي لجميع قطعان الأبقار والأغنام والماعز، فيعمل ذلك على منع انتشار هذا المرض وخفض الخسائر الاقتصادية الممكن حدوثها بسببه.
الحمى القلاعية عند الإنسان
تُعد عدوى الإنسان بفيروس مرض الحمى القلاعية من الأمور النادرة، إذ إن الإنسان قليل الاستعداد للإصابة التي قد تحدث نتيجة التماس المباشر مع الحيوانات المريضة في الطبيعة، أو في المسلخ مع الحيوانات المذبوحة، أو في المخابر نتيجة التعامل مع العينات المرضية.
إن العدوى غير المباشرة عن طريق الحليب الملوث ممكنة الحدوث عند الإنسان، ولكن لابد من وجود كميات كبيرة من الفيروسات، أو إن هناك ضراوة شديدة وغير اعتيادية للعترات الفيروسية للحمى القلاعية.
إن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر غير معروفة وليست أكيدة. وتكون مدة الحضانة من 2-6 أيام، فترتفع درجة الحرارة بشكل معتدل، وتسوء الحالة العامة مع آلام في الرأس والأطراف. ويلاحظ احتقان الغشاء المخاطي في الفم وتظهر فقاعات مؤلمة على الشفتين وفي داخل الفم والحلق، وهذه الأعراض نادرة، ولكن قد تظهر قلاعات على الأيدي والأرجل. وتكون الأولوية لهذه القلاعات في نهايات (رؤوس) الأصابع وتكون بحجم رأس المسمار. تجف هذه القلاعات ويظهر مكانها تقرحات تشفى خلال 5-10 أيام شفاءً تاماً.
أما تأكيد التشخيص فيتم بعزل الفيروس المسبب أو بإجراء فحوصات مصلية للكشف عن الأضداد ويكون ذلك ضرورياً في الحالات الوبائية. وللكشف عن العامل المسبب ترسل إلى المخبر عينات من أغشية الفقاعات أو من محتواها، وللكشف عن الأضداد يجب اختبار عينتين من الدم بفاصل زمني مناسب، تؤخذ العينة الأولى في الطور الحاد من المرض أما الثانية فتؤخذ بعد 2-3 أسابيع. وينصح ويفضل دائماً الكشف عن الأضداد لأن عزل الفيروس في الحمى القلاعية عند الإنسان لم يكن دائماً مجدياً.
صفوح حيدر
Foot-and-mouth disease - Fièvre aphteuse
الحمى القلاعية
الحمى القلاعية foot and mouth disease (FMD) مرض حمّوي حاد شديد السراية يصيب بشكل رئيس الحيوانات ذات الأظلاف، ويتصف بتشكل حويصلات على الغشاء المخاطي للقناة الهضمية وخاصة الفم واللثة واللسان وعلى فتحتي الأنف وجلد ما بين الظلفين والضرع. يمكن أن تصل نســبة الإصابة بالمرض إلى 100% ونسبة الوفيات إلى 2-5%، وقد تصل نسبة الوفيات في الحالات الشديدة للمرض إلى 50-70%.
العامل المسبب والأعراض المرضية
يسبب المرض حمة راشحة (فيروس) تنتمي إلى عائلة بايكورنا Picorna viridae يراوح قطرها بين 21-25 نانومتر. وتستطيع مقاومة الإيثير والكلوروفورم. ولهذا الفيروس سبع عترات مصلية مغايرة هي:A, O, C, SAT1, SAT2, SAT3, ASIA1 وكثير من النماذج المصلية العائدة لها.
تختلف الشدة الإمراضية لهذه العترات، وتوجد في كثير من الدول ومنها سورية والدول المجاورة. وتعدّ الأبقار من الحيوانات الشديدة الحساسية للإصابة بهذا المرض، وتصاب به أيضاً الأغنام والماعز والخنازير والحيوانات المجترة البرية والجواميس والزرافات والفيلة والكلاب والقطط والأرانب، وكذلك يصاب الإنسان به إصابة نادرة.
تراوح مدة الحضانة عند الأبقار بين 1-7 أيام وترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب حتى درجتين ونصف زيادة عن معدلها الطبيعي، ويزداد نبضه ويقل تناوله للعلف والماء ثم يتوقف عن تناول العلف وكذلك عن الاجترار، ويسيل لعابه على شكل خيوط طويلة ويكون الغشاء المخاطي للفم ساخناً ومحمراً. وتظهر بعد ذلك حويصلات على السطح الداخلي للشفاه وعلى السطح العلوي وجوانب اللسان واللثة وفتحتي الأنف، وقد تبلغ الحويصلات أحجاماً كبيرة ثم تتمزق بعد 1-3 أيام طارحة منها سائلاً صافياً ومخلِّفة تآكلات مؤلمة تغطّى بعد يوم أو يومين بنسيج ظهاري جديد، وتبقى مدة قصيرة على شكل لطخات عارية صفراء رمادية إلى بنية اللون ثم تختفي بعد ذلك. كما يلتهب ويتورّم الجلد بين الأظلاف ومنطقة الصفائح التاجية مسبباً للحيوان ألماً شديداً وعرجاً. وتكون إصابة الحيوان أحياناً خطرة بسبب وصول العامل المسبب للمرض إلى عضلة القلب.
وأكثر ما يصيب الحيوانات الفتية (العجول) فتتنخر العضلة القلبية وتموت خلال 12-36 ساعة بسبب إخفاق عضلة القلب ومن دون مشاهدة تغيرات في الغشاء المخاطي للفم.
تظهر الحويصلات على جلد الضرع والحلمات في الأبقار المصابة وتتمزق بعد أسبوع ثم تلتئم بعد ذلك، وينخفض إنتاجها من الحليب، وقد تظهر الحويصلات في مدخل الجهاز التناسلي كما يمكن أن تجهض الأبقار الحوامل.
وفي الأغنام والماعز تظهر الحويصلات على الغشاء المخاطي للفم فقط دون اللسان ثم تختفي بسرعة، كما تظهر على مقدمة ومحيط ما بين الأظلاف مؤدية إلى عرج الحيوان الذي قد لا يستطيع الحركة مطلقا.ً وتظهر أيضاً على الضرع والفتحة التناسلية والمهبل، وترتفع درجة حرارة الجسم ويتسارع النبض والتنفس ويفقد الحيوان شهيته للطعام ويصاب بالخمول. تجهض الإناث الحوامل وتنفق نسبة كبيرة من الحملان بسبب سوء حالتها العامة وإصابة العضلة القلبية.
يتم تشخيص المرض اعتماداً على الأعراض السريرية وظهور الحويصلات في عدة حيوانات في آن واحد. ويتم التشخيص المخبري بعزل العامل المسبب وتحديد نوع العترة وتحت النوع، أما التشخيص المصلي فيتم بإجراء اختبارات خاصة.
الوقاية والعلاج
لابد من تنفيذ برامج التحصين الشامل في الدول التي تعاني إصابات دائمة، وذلك بهدف السيطرة على المرض ومنع حدوث خسائر اقتصادية كبيرة. ويكون ذلك باستعمال اللقاح المشتمل على العترات الموجودة في المنطقة الموبوءة، وكذلك تطبيق قوانين الحجر الصحي بشكل صارم، ومعالجة الحيوانات المصابة باستخدام الأدوية المناسبة، وتأمين الراحة التامة للحيوانات المريضة.
الأهمية الاقتصادية للمرض
يُصنَّف مرض الحمى القلاعية ضمن القائمة (A) لمكتب الأوبئة الدولي (وهي قائمة الأمراض شديدة العدوى والسريان). ويمكن أن يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، تعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض الإنتاج والوفيات إلى جانب تكاليف الحجر الصحي والحد من الاتجار ومن تنقل الحيوانات من منطقة إلى أخرى.
هناك المرض في دول أمريكا الجنوبية ودول آسيا وإفريقيا وأوربا وقد أدت برامج التحصين الوقائي المكثف إلى خلو الكثير من البلدان منه في السنوات العشر الماضية، إلا أنه ظهرت إصابات حديثة واسعة في بداية عام 2001 في كل من بريطانيا وهولندا وفرنسا وأدت إلى خسائر فادحة جداً، وخاصة في بريطانيا، ونجم عنها إتلاف أعداد كبيرة جداً من الحيوانات المصابة والمشتبهة والمخالطة. ولم يظهر المرض في أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الشمالية منذ عدة عقود.
وفي سورية والدول المجاورة تنفذ منذ عدة سنوات برامج للتحصين الوقائي لجميع قطعان الأبقار والأغنام والماعز، فيعمل ذلك على منع انتشار هذا المرض وخفض الخسائر الاقتصادية الممكن حدوثها بسببه.
الحمى القلاعية عند الإنسان
تُعد عدوى الإنسان بفيروس مرض الحمى القلاعية من الأمور النادرة، إذ إن الإنسان قليل الاستعداد للإصابة التي قد تحدث نتيجة التماس المباشر مع الحيوانات المريضة في الطبيعة، أو في المسلخ مع الحيوانات المذبوحة، أو في المخابر نتيجة التعامل مع العينات المرضية.
إن العدوى غير المباشرة عن طريق الحليب الملوث ممكنة الحدوث عند الإنسان، ولكن لابد من وجود كميات كبيرة من الفيروسات، أو إن هناك ضراوة شديدة وغير اعتيادية للعترات الفيروسية للحمى القلاعية.
إن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر غير معروفة وليست أكيدة. وتكون مدة الحضانة من 2-6 أيام، فترتفع درجة الحرارة بشكل معتدل، وتسوء الحالة العامة مع آلام في الرأس والأطراف. ويلاحظ احتقان الغشاء المخاطي في الفم وتظهر فقاعات مؤلمة على الشفتين وفي داخل الفم والحلق، وهذه الأعراض نادرة، ولكن قد تظهر قلاعات على الأيدي والأرجل. وتكون الأولوية لهذه القلاعات في نهايات (رؤوس) الأصابع وتكون بحجم رأس المسمار. تجف هذه القلاعات ويظهر مكانها تقرحات تشفى خلال 5-10 أيام شفاءً تاماً.
أما تأكيد التشخيص فيتم بعزل الفيروس المسبب أو بإجراء فحوصات مصلية للكشف عن الأضداد ويكون ذلك ضرورياً في الحالات الوبائية. وللكشف عن العامل المسبب ترسل إلى المخبر عينات من أغشية الفقاعات أو من محتواها، وللكشف عن الأضداد يجب اختبار عينتين من الدم بفاصل زمني مناسب، تؤخذ العينة الأولى في الطور الحاد من المرض أما الثانية فتؤخذ بعد 2-3 أسابيع. وينصح ويفضل دائماً الكشف عن الأضداد لأن عزل الفيروس في الحمى القلاعية عند الإنسان لم يكن دائماً مجدياً.
صفوح حيدر