حمزاوي (نقيب اشراف)
Al-Hamzawi (Naqib al-Ashraf) - Al-Hamzawi (Naqib al-Achraf)
الحمزاوي (نقيب الأشراف -)
تعد أسرة آل الحمزاوي من أقدم الأسر الدمشقية، ونسبها من أصح الأنساب الهاشمية، فنقابة السادة الأشراف فتحت بجدهم السيد الشريف إسماعيل المعتوق بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن الإمام إسماعيل الأعرج بن الإمام الصادق بن الإمام الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي من السيدة فاطمة بنت رسول الله r، وختمت النقابة هيئة مرتبطة بالدولة بالسيد الشريف محمد سعيد الحمزاوي، والنقابة اليوم بالإجازة في دارهم يشرف عليها عبد الكريم الحمزاوي.
وعبر التاريخ تولى رجال من آل الحمزاوي نقابة الأشراف، ونقيب الأشراف هو المشرف على ضبط أنساب آل البيت لكي لا يدخل فيهم من ليس منهم، وهو يحكم بينهم، ولم يكن يقتصر عمله على ما سبق، بل كان لنقباء الأشراف دور بارز في العلم والمعرفة والوقوف في وجه الظلمة كما سيأتي.
عاش أجداد آل الحمزاوي الأول (إسماعيل، الصادق، الباقر، زين العابدين) في المدينة المنورة، ثم انتقل الشريف محمد بن إسماعيل الأعرج إلى بغداد وصار إمام الميمونة، ثم انتقل بعض أولاده إلى بلد العلماء آنذاك حران الرها، ولما تولى الخليفة العباسي المقتدر بالله الخلافة ولى الشريف إسماعيل (ت347هـ) نقابة أشراف الشام ليكون أول نقيب فيها، فتوجه إلى دمشق ثم عاش فيها من بعده، وفي عهد حفيده الشريف حمزة الخير(553-603هـ) حصلت فتنة في دمشق فتركها ورجع إلى حران الرها، ولما هدأت الفتنة رجع إلى دمشق فقيل لأولاده: بنو حمزة، وعرفوا بذلك في كتب التراجم، وربما قيل لهم آل النقيب لكثرة من تولى النقابة من رجالهم، بل سمي الزقاق الذي سكنوه «زقاق النقيب» وهو بهذا الاسم إلى اليوم من محلة العمارة. وفي القرن الثالث عشر للهجرة عمم النقيب محمد سعيد الحمزاوي لقب آل الحمزاوي عليهم، بعد أن ظهرت أسر تحمل لقب آل حمزة.
ومن فوائد قراءة تاريخ هذه الأسرة فهم تاريخ مدينة دمشق، فهم فيها منذ أكثر من ألف سنة، وفي ذلك يقول شاعر الشام ومؤرخها خليل مردم بك:
«لا أعرف أسرة تسلسل فيها العلم والوجاهة والمجد أربعة عشر قرناً غير بني حمزة، ولا أعرف في دمشق أسرة أقدم زمناً وأرفع في العلم كعبا وأعرق نسبا وأكثر وجاهة منها، فبنو حمزة نقباء الشام وهم أسرة شريفة ذات علم ودين وشهرة عظيمة»
أما عن مذهب الأسرة العقائدي فهو مذهب أهل السنة والجماعة. وقد كان الأئمة الأول من أهل الاجتهاد، فجلهم على مذهب الإمام الشافعي أو أبي حنيفة. والنقباء من آل الحمزاوي لم يكتفوا بدورهم في النقابة بل كان لهم دور مهم في المجال العلمي والاجتماعي والسياسي، ومن أشهر رجالاتهم الذين برزوا في علوم القرآن الكريم والحديث والفقه واللغة والأدب (بعد القرن السابع):
ـ علي بن محمد (759-819هـ): كان نقيب الأشراف، ومن أهل القرآن، قرأ على ابن الدجاني وابن الجوزي وولي مشيخة القراء بالمقدمية بدمشق.
ـ عز الدين حمزة بن أحمد (818-874هـ): جمع القراءات من الشاطبية، قال عنه ابن حجر: الشريف المحدث الفاضل عز الدين حمزة»
ـ محمد بن علي الحسيني (715-765هـ): قال ابن قاضي شهبة: «السيد الشريف المحدث المفيد (وذكر نسبه) سمع ورحل وقرأ وصنف ومن مؤلفاته: اختصار الأطراف، والتذكرة في الرجال العشرة والإلمام».
ـ إبراهيم بن محمد نقيب الأشراف (1054-1120هـ): محدث أديب فقيه، له مصنفات منها: «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» وهو أهم كتاب في بابه.
ـ أبو البقاء كمال الدين محمد (850-933هـ) : نقيب الأشراف ومفتي دار العدل. قال ابن مفلح: «كان علامة وقته انتهت إليه رئاسة الشافعية ومشيخة الإسلام».
ـ أبو الفضل محمد بن كمال الدين نقيب الأشراف (1024-1058هـ) : كان من كبار فقهاء الحنفية في زمانه، تولى تدريس الفقه في جامع بني أمية وله مصنفات فقهية.
ـ محمود بن نسيب الحمزاوي (1235-1305هـ): علامة وقته ومفتي الشام، صاحب التصانيف الكثيرة منها: الفتاوى الحمزاوية، والفرائد البهية في القواعد الفقهية، وفتوى الخواص.
ـ حسين بن كمال الدين (1013-1072هـ) : له: «التذكرة الحسينية» ذكر فيها شعراء متقدمين وختمه بذكر معاصريه وذكر حصة من شعره.
ـ عبد الرحمن بن محمد (1048-1081هـ) : كان نادرة وقته في الفقه والأدب وله قصيدة جمع فيها مغنيي الدولتين الأموية والعباسية.
ـ محمد نسيب الحمزاوي (1201-1265هـ): من أدباء دمشق ووجهائها،له ديوان شعر سماه « قريضة الفكر»، وشرح على «الكافي في العروض والقوافي».
أما المناصب والوظائف الدينية والعلمية التي تولاها آل الحمزاوي فكانت:
ـ نقابة الأشراف: وقد أفردت أسماء النقباء في كتاب خاص هو: «منتخبات من تاريخ نقابة الأشراف والطالبيين، وذلك بترجمة من تولاها من آل الحمزاوي الدمشقيين».
ـ وظائف في الجامع الأموي: درس فيه عدد كثير من آل الحمزاوي منهم: أبو البقاء كمال الدين محمد نقيب الأشراف (ت933هـ)، أبو الفضل محمد نقيب الأشراف (ت1085هـ).
تولى حسين بن يحيى الحمزاوي (ت1203هـ) نظارة جامع الأموي، وتولى شهاب الدين أحمد بن علي بن حمزة (ت848هـ) رئاسة المؤذنين بالأموي، وصار كل من سليم الحمزاوي (ت 1301هـ) وعبد الكريم الحمزاوي (ت1346هـ) وحسين الحمزاوي (ت1395هـ) قيماً على مشهد الحسين في الأموي وإماماً ومسؤولاً عن الشعرات النبوية.
ـ الإفتاء: تولاه: نقيب الأشراف كمال الدين محمد (ت 933ه)، محمود الحمزاوي (ت1305هـ).
كما كان لآل الحمزاوي دور في الملمات، فهذا محمود الحمزاوي (ت1305هـ) يقف في وجه الرعاع الذين اعتدوا على النصارى، وهذا محمد سعيد الحمزاوي نقيب الأشراف (ت 1398هـ) يقدم دراسات جادة لمشاكل فيضان بردى ومشكلة ردمه.
وأخيراً تجدر الإشارة إلى أهمية خزانة كتب آل الحمزاوي وهي من أشهر الخزائن الدمشقية.
بسام الحمزاوي
Al-Hamzawi (Naqib al-Ashraf) - Al-Hamzawi (Naqib al-Achraf)
الحمزاوي (نقيب الأشراف -)
تعد أسرة آل الحمزاوي من أقدم الأسر الدمشقية، ونسبها من أصح الأنساب الهاشمية، فنقابة السادة الأشراف فتحت بجدهم السيد الشريف إسماعيل المعتوق بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن الإمام إسماعيل الأعرج بن الإمام الصادق بن الإمام الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي من السيدة فاطمة بنت رسول الله r، وختمت النقابة هيئة مرتبطة بالدولة بالسيد الشريف محمد سعيد الحمزاوي، والنقابة اليوم بالإجازة في دارهم يشرف عليها عبد الكريم الحمزاوي.
وعبر التاريخ تولى رجال من آل الحمزاوي نقابة الأشراف، ونقيب الأشراف هو المشرف على ضبط أنساب آل البيت لكي لا يدخل فيهم من ليس منهم، وهو يحكم بينهم، ولم يكن يقتصر عمله على ما سبق، بل كان لنقباء الأشراف دور بارز في العلم والمعرفة والوقوف في وجه الظلمة كما سيأتي.
عاش أجداد آل الحمزاوي الأول (إسماعيل، الصادق، الباقر، زين العابدين) في المدينة المنورة، ثم انتقل الشريف محمد بن إسماعيل الأعرج إلى بغداد وصار إمام الميمونة، ثم انتقل بعض أولاده إلى بلد العلماء آنذاك حران الرها، ولما تولى الخليفة العباسي المقتدر بالله الخلافة ولى الشريف إسماعيل (ت347هـ) نقابة أشراف الشام ليكون أول نقيب فيها، فتوجه إلى دمشق ثم عاش فيها من بعده، وفي عهد حفيده الشريف حمزة الخير(553-603هـ) حصلت فتنة في دمشق فتركها ورجع إلى حران الرها، ولما هدأت الفتنة رجع إلى دمشق فقيل لأولاده: بنو حمزة، وعرفوا بذلك في كتب التراجم، وربما قيل لهم آل النقيب لكثرة من تولى النقابة من رجالهم، بل سمي الزقاق الذي سكنوه «زقاق النقيب» وهو بهذا الاسم إلى اليوم من محلة العمارة. وفي القرن الثالث عشر للهجرة عمم النقيب محمد سعيد الحمزاوي لقب آل الحمزاوي عليهم، بعد أن ظهرت أسر تحمل لقب آل حمزة.
ومن فوائد قراءة تاريخ هذه الأسرة فهم تاريخ مدينة دمشق، فهم فيها منذ أكثر من ألف سنة، وفي ذلك يقول شاعر الشام ومؤرخها خليل مردم بك:
«لا أعرف أسرة تسلسل فيها العلم والوجاهة والمجد أربعة عشر قرناً غير بني حمزة، ولا أعرف في دمشق أسرة أقدم زمناً وأرفع في العلم كعبا وأعرق نسبا وأكثر وجاهة منها، فبنو حمزة نقباء الشام وهم أسرة شريفة ذات علم ودين وشهرة عظيمة»
أما عن مذهب الأسرة العقائدي فهو مذهب أهل السنة والجماعة. وقد كان الأئمة الأول من أهل الاجتهاد، فجلهم على مذهب الإمام الشافعي أو أبي حنيفة. والنقباء من آل الحمزاوي لم يكتفوا بدورهم في النقابة بل كان لهم دور مهم في المجال العلمي والاجتماعي والسياسي، ومن أشهر رجالاتهم الذين برزوا في علوم القرآن الكريم والحديث والفقه واللغة والأدب (بعد القرن السابع):
ـ علي بن محمد (759-819هـ): كان نقيب الأشراف، ومن أهل القرآن، قرأ على ابن الدجاني وابن الجوزي وولي مشيخة القراء بالمقدمية بدمشق.
ـ عز الدين حمزة بن أحمد (818-874هـ): جمع القراءات من الشاطبية، قال عنه ابن حجر: الشريف المحدث الفاضل عز الدين حمزة»
ـ محمد بن علي الحسيني (715-765هـ): قال ابن قاضي شهبة: «السيد الشريف المحدث المفيد (وذكر نسبه) سمع ورحل وقرأ وصنف ومن مؤلفاته: اختصار الأطراف، والتذكرة في الرجال العشرة والإلمام».
ـ إبراهيم بن محمد نقيب الأشراف (1054-1120هـ): محدث أديب فقيه، له مصنفات منها: «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» وهو أهم كتاب في بابه.
ـ أبو البقاء كمال الدين محمد (850-933هـ) : نقيب الأشراف ومفتي دار العدل. قال ابن مفلح: «كان علامة وقته انتهت إليه رئاسة الشافعية ومشيخة الإسلام».
ـ أبو الفضل محمد بن كمال الدين نقيب الأشراف (1024-1058هـ) : كان من كبار فقهاء الحنفية في زمانه، تولى تدريس الفقه في جامع بني أمية وله مصنفات فقهية.
ـ محمود بن نسيب الحمزاوي (1235-1305هـ): علامة وقته ومفتي الشام، صاحب التصانيف الكثيرة منها: الفتاوى الحمزاوية، والفرائد البهية في القواعد الفقهية، وفتوى الخواص.
ـ حسين بن كمال الدين (1013-1072هـ) : له: «التذكرة الحسينية» ذكر فيها شعراء متقدمين وختمه بذكر معاصريه وذكر حصة من شعره.
ـ عبد الرحمن بن محمد (1048-1081هـ) : كان نادرة وقته في الفقه والأدب وله قصيدة جمع فيها مغنيي الدولتين الأموية والعباسية.
ـ محمد نسيب الحمزاوي (1201-1265هـ): من أدباء دمشق ووجهائها،له ديوان شعر سماه « قريضة الفكر»، وشرح على «الكافي في العروض والقوافي».
أما المناصب والوظائف الدينية والعلمية التي تولاها آل الحمزاوي فكانت:
ـ نقابة الأشراف: وقد أفردت أسماء النقباء في كتاب خاص هو: «منتخبات من تاريخ نقابة الأشراف والطالبيين، وذلك بترجمة من تولاها من آل الحمزاوي الدمشقيين».
ـ وظائف في الجامع الأموي: درس فيه عدد كثير من آل الحمزاوي منهم: أبو البقاء كمال الدين محمد نقيب الأشراف (ت933هـ)، أبو الفضل محمد نقيب الأشراف (ت1085هـ).
تولى حسين بن يحيى الحمزاوي (ت1203هـ) نظارة جامع الأموي، وتولى شهاب الدين أحمد بن علي بن حمزة (ت848هـ) رئاسة المؤذنين بالأموي، وصار كل من سليم الحمزاوي (ت 1301هـ) وعبد الكريم الحمزاوي (ت1346هـ) وحسين الحمزاوي (ت1395هـ) قيماً على مشهد الحسين في الأموي وإماماً ومسؤولاً عن الشعرات النبوية.
ـ الإفتاء: تولاه: نقيب الأشراف كمال الدين محمد (ت 933ه)، محمود الحمزاوي (ت1305هـ).
كما كان لآل الحمزاوي دور في الملمات، فهذا محمود الحمزاوي (ت1305هـ) يقف في وجه الرعاع الذين اعتدوا على النصارى، وهذا محمد سعيد الحمزاوي نقيب الأشراف (ت 1398هـ) يقدم دراسات جادة لمشاكل فيضان بردى ومشكلة ردمه.
وأخيراً تجدر الإشارة إلى أهمية خزانة كتب آل الحمزاوي وهي من أشهر الخزائن الدمشقية.
بسام الحمزاوي