ارهارد (لودفيغ)
Erhard (Ludwig-) - Erhard (Ludwig-)
إِرهارد (لودفيغ -)
(1897-1977)
لودفيغ إِرهارد Ludwig Erhard رجل دولة واقتصادي ألماني يعد مهندس المعجزة الاقتصادية الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية ومنفذها. وُلد في مدينة فورث (بافارية) وشارك في الحرب العالمية الأولى وأصيب بجروح بليغة, درس في كلية التجارة بنورمبرغ وحاز درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة فرانكفورت وعين منذ تخرجه عام 1927 مديراً لمعهد نورمبرغ للدراسات الاقتصادية. وفي عام 1942 أجبره النازيون على الاستقالة من منصبه بسبب أفكاره المناهضة لهم, فترأس مكتب بحوث السوق إِلى عام 1945.
كلفه الحلفاء بعيد الحرب إِعادة بناء الصناعة في منطقة نورمبرغ - فورث لسمعته ومناوأته للحكم النازي, ثم غدا خبيراً اقتصادياً في فرنكونية الوسطى والعليا, ثم وزيراً للاقتصاد في بافارية (1945-1946), فرئيساً للجنة الاستشارية لشؤون النقد والحسابات (1947-1948) فمديراً للمجلس الاقتصادي في المنطقة المحتلة المشتركة بين إِنكلترة والولايات المتحدة الأمريكية (1948-1949), وكان إِرهارد في منصبه الأخير هذا مسؤولاً عن إِعادة تقييم النقد الألماني والتخطيط الاقتصادي.
وكان قراره إِلغاء الرقابة على الأسعار والتقنين والجمع بين إِصلاح النقد واقتصاد السوق الحرة الأساس الذي قامت عليه المعجزة الاقتصادية التي وفرت لألمانية الغربية (سابقاً) ازدهاراً لم يعرف له مثيل. وقد أوصله النجاح الذي حققه ونظريته عن اقتصاد السوق الاجتماعي أو ما سميت بنظرية الرفاه إِلى أن ينتخب في عام 1949 عضواً في البوندستاغ (مجلس النواب الألماني الاتحادي) عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيراً للشؤون الاقتصادية في حكومة ألمانية الاتحادية الحديثة العهد آنذاك, وأضيف إِليه في عام 1957 منصب نائب المستشار (نائب رئيس مجلس الوزراء). ومع أن إِرهارد لم يكن على وفاق مع المستشار كونراد أديناور, فقد انتخبه البوندستاغ ليخلفه مستشاراً لألمانية الاتحادية في تشرين الأول 1963, واستطاع أن يحقق لحزبه نصراً باهراً في انتخابات عام 1965 ليحل محل أديناور في زعامة الحزب (آذار 1966), ومع ذلك فقد تبين أن مهارة إِرهارد في الأمور السياسية كانت أقل من مهارته في الاقتصاد, إِذ أخفق في الحفاظ على وحدة الحزب وفي الخروج من الأزمة السياسية التي عصفت بألمانية بسبب مواقفه الموالية للولايات المتحدة الأمريكية, في الوقت الذي دخل فيه الاقتصاد الألماني مرحلة ركود, وازداد التضخم, فنشَبت أزمة برلمانية أدت إِلى تنحيته عن منصب المستشارية (تشرين الأول 1966) وعن زعامة الحزب (أيار 1967) مع احتفاظه بمقعده في البوندستاغ.
كان إِرهارد نصيراً لاقتصاد السوق الحرة ولخطط الولايات المتحدة من أجل إِقامة «مجتمع الأطلسي» وموالياً لسياستها في أوربة, كما كان لأفكاره أثر بالغ في التحولات العميقة التي طرأت على الاشتراكية الألمانية, وما يزال رمزاً للمعجزة الاقتصادية التي شهدتها ألمانية بعد الحرب.
عرض إِرهارد أفكاره ونظريته عن «اقتصاد السوق الاجتماعي» في كتابه «الاقتصاد الناجح» الذي نشره عام 1963.
كمال غالي