أسرة أبو الحكم الدمشقي (طبيب نصراني) (من صدر الدولة الأموية إلى صدر الدولة العباسية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسرة أبو الحكم الدمشقي (طبيب نصراني) (من صدر الدولة الأموية إلى صدر الدولة العباسية)

    حكم دمشقي (اسره)

    Abu al-Hakam al-Dimashqi family - Famille d’Abou al-Hakam al-Dimachqi

    أبو الحكم الدمشقي (أسرة)
    (من صدر الدولة الأموية إلى صدر الدولة العباسية)

    أبو الحكم الدمشقي
    طبيب نصراني، اشتهر في صدر الدولة الأموية، وكان عالماً بأنواع العلاج والأدوية. استطبه معاوية بن أبي سفيان، واعتمد عليه في تركيبات أدوية لأغراض قصدها. أرسله مع ابنه يزيد طبيباً إلى مكة، عندما سيرّه أميراً على الحج. وروى عيسى بن الحكم عن أبيه أن جدّه كان طبيباً أيضاً لعبد الملك بن مروان، حينما أصيب بالحمى قبيل وفاته. وأن جدّه أعلمه أنه كان حمى عبد الملك من شرب الماء في علّته. وأعلمه أنه متى شرب الماء قبل نضج علته توفي، فاحتمى الخليفة عن الماء يومين وبعض الثالث، ثم دعا بالماء فشربه فقضى نحبه لساعته.
    ويقال إن أبا الحكم عمّر طويلاً حتى جاوز المئة سنة.
    الحكم الدمشقي
    (105-210هـ/723- 826م)
    هو ابن أبي الحكم المار ذكره، اشتهر في صدر الدولة العباسية، وكان يلحق بأبيه في معرفته بالمداواة والأعمال الطبية. خرج مع عبد الصمد بن علي ابن عبد الله بن العباس طبيباً إلى مكة.
    ذكر عيسى بن الحكم أن والده توفي سنة عشر ومئتين وكان عبد الله بن طاهر بدمشق، وأن عبد الله بن طاهر سأله عن مبلغ عمر أبيه فأعلمه أن عمره مئة وخمس سنين، لم يتغير عقله ولم ينقص علمه.
    وذكر عيسى أنه ركب مع أبيه الحكم بمدينة دمشق، فاجتازا حانوت حجّام قد وقف عليه بشر كثير. «فلما بصر بنا بعض الوقوف قالوا: أفرجوا هذا حكم المتطبب وعيسى ابنه، فأفرج القوم، فإذا رجل قد فصده الحجّام في عرق الباسليق فصداً واسعاً، وكان الباسليق على الشريان، فلم يحسن الحجام تعليق العرق فأصاب الشريان، ولم يكن عند الحجّام حيلة في قطع الدم، فاستعملنا الحيلة في قطعه بالرفائد ونسج العنكبوت والوبر، فلم ينقطع» فسأل الحكم ولده عيسى ما الحيلة؟ فأعلمه أنه لا حيلة عنده. فيقول عيسى: «فدعا أبي بفستقة مشقوقة، فأمر بفتحها وطرح ما فيها. ثم أخذ أحد نصفي القشرة فجعله على موضع الفصد، ثم أخذ حاشية كتان غليظ فلفّ بها موضع الفصد، على قشر الفستقة لفاً شديداً.. ثم أمر بحمل الرجل إلى نهر بردى فأدخل يده في الماء ووطّأ له على شط النهر ونومّه عليه، بعد أن حسّاه مح البيض، ووكل به تلميذاً من تلاميذه، وأمره بمنعه من إخراج يده من موضع الفصد، من الماء، إلاّ عند وقت الصلاة أو عندما يتخوف عليه الموت من شدة البرد، ففعل ذلك إلى الليل، وفي اليوم الرابع لاحظ الحكم أن عضد المريض وذراعه أصابهما ورم شديد فنفّس من الشد شيئاً يسيراً. ولما كان اليوم الخامس حلّ الشد فوجد قشر الفستقة ملتصقاً بلحم الرجل، فحذّر المريض من قلع القشرة». ويقول عيسى إن القشر سقط من نفسه في اليوم السابع، وبقي مكانه دم يابس، نهى أبي المريض عن العبث به، أو حكّ ما حوله، أو فتّ شيء منه. وبعد أربعين ليلة برأ الرجل.
    عيسى بن الحكم
    وهو المشهور بمسيح. كان نسطورياً من أهالي دمشق، ثم رحل إلى بغداد وأقام فيها زمن الرشيد (170-193هـ/786-808م) حيث اشتهر وأصبح من كبار الأطباء.
    وقد عرض لغضيض أم ولد الرشيد، قولنج، فأحضرت عيسى بن الحكم، وأحضرت الأَبح والطبري المنجمين، وسألت عيسى عما يرى في معالجتها فقال: إن القولنج قد استحكم بها، وإنها إن لم تبادر بالحقنة لم يؤمن عليها التلف. فقالت للأبح والطبري: اختارا لي وقتاً أعالج فيه. فقال الأبح: علتك هذه ليست من العلل التي يمكن أن يؤخر لها العلاج إلى وقت يحمده المنجمون. ولما سألت الطبري عن رأيه قال: القمر اليوم مع زحل، وهو في غدٍ مع المشتري، وأنا أرى لك أن تؤخري العلاج حتى مقارنة القمر بالمشتري. فقبلت غضيض قول الطبري، وهذا ما أدّى إلى وفاتها قبل ذلك الحين.
    وقال يوسف بن إبراهيم: نزلت على عيسى بن حكم في منزله بدمشق سنة 225هـ وبي نزلة (زكام) صعبة، فكان يغذوني بأغذية طيبة، ويسقيني الماء بالثلج. وكنت أنكر ذلك، وأعلمه أن تلك الأغذية مضرّة بالنزلة، فيعتلّ عليّ بالهواء، ويقول أنا أعلم بهواء بلدي منك. وهذه الأشياء المضرّة بالعراق نافعة بدمشق، فكنت أغتذي بما يغذوني به، فلما خرجت عن البلد خرج مشيعاً لي حتى صرنا على الموضع المعروف بالراهب، وهو الموضع الذي فارقني فيه، فقال لي: «قد أعددت لك طعاماً يحمل معك يخالف الأطعمة التي كنت تأكلها، وأنا آمرك أن لا تشرب ماء بارداً، ولا تأكل من الأغذية مثل التي كنت تأكلها في منزلي. ثم قال وإن والدي توفي وهو ابن مئة وخمس سنين، ولم يتشنج له وجه، ولم يتغير ماء وجهه، لأشياء كان يفعلها، فاعمل أنت بها. وهي: أن لا تذوق القديد، ولا تغسل يديك ورجليك عند خروجك من الحمام إلا بماء بارد، فالزم ذلك فأنت منتفع به».
    ولعيسى بن الحكم كتاب في منافع الحيوان، اشتهر باسم «الكناش الكبير». وكتاب «الأعشاب والعقاقير»، نسخته الخطية في مكتبة الرباط في المغرب. و«الكافية الهارونية» أو «الرسالة الياقوتية»، تتضمن أبواباً عن طب العين كتبها لهارون الرشيد، نسخها الخطية في دور الكتب العربية والأوربية جاء ذكرها في كتاب «الحاوي» للرازي.
    توفي عيسى بن الحكم في رواية زمن الخليفة المأمون.
    زهير البابا
يعمل...
X