تويت
لودو (كلود نيكولا) Ledoux (Claude Nicolas-) - Ledoux (Claude Nicolas-)
لودو (كلود نيكولا ـ)
(1736 ـ 1806)
كلود نيكولا لودو Claude Nicolas Ledoux أحد أهم المعماريين الفرنسيين، وُلد في فرنسا في دورمان Dormans الواقعة على نهر المارن la Marne، وتوفي في باريس. بدأ دراسته الأكاديمية عام 1773 وصار معماري الملك لويس السادس عشر Louis XVI. يُعدّ أحد المعماريين الملهمين الذين حققوا أفكاراً سابقة لعصرهم، إذ احتلت هذه الأفكار المكانة التي تستحقها في العصر الحالي. كما برزت أهمية هذا المعمار وذاعت شهرته من رسالته العائدة إلى عام 1804 والتي قَيَّم فيها العمارة وفقاً لعلاقتها بالفن والعادات والتشريعات.
كلود لودو: "مدخل لاڤيليت La Villette في باريس"
أعماله
يعدّ تصميم المدينة المثالية «شو» Chaux The Ideal City (1775- 1779) أبرز أعمال لودو؛ وهي مدينة مثالية صناعية سُمِّيَت نسبة إلى الغابة المجاورة لها «شو»، حيث تخيلها لودو في الريف بين نهر اللو La Loue وتلك الغابة، وصممها للعمال الكيميائيين الذين يعملون في مصانع الملح في آرك - وسينانس Salines d’Arc-et-Senans، وقد قام بعمله هذا بناءً على تكليف من الملك لويس السادس عشر، وأتبع هذه المدينة بالمصنع الملكي لاستخراج الملح في سينانس تتمة وتكملة لمنجم الملح الآخر في آرك في منطقة فرانش كونتيه Franche-Comté.
أعطى لودو لهذا المصنع شكلاً نصف دائري قابلاً للتوسع، لكن هذه المدينة لم تُبن مطلقاً، بالرغم من إعداده لجميع المخططات والرسومات المتعلقة بهذا المشروع الكبير المتكامل، وقد تضمن كل الوظائف الضرورية للمدينة المثالية من أبنية اجتماعية وروحية وتعليمية، إضافة إلى الخدمات المختلفة مثل الأسواق المغطاة والحمامات العامة والجامعة ودار المرضى و«ورشات العمال» ودور التربية والعلم والكنيسة، مؤكداً مبدأ الوظيفة في العمارة، أي مبدأ يجعل الشكل يتبع الوظيفة.
وقد تجلت في تصميمه هذا اللمسة الكلاسية الحديثة néo - classicisme في الطراز الداخلي للبازيليكا التي جاءت على النمط اليوناني، وفي الأعمدة الخارجية. وتظهر في هذا المشروع الثقافة العالية لهذا المعمار وأيديولوجيته المثالية، فقد قدَّم تصاميمه برؤى تجديدية إضافة إلى التأثير اليوناني في أعمدة الواجهات الخارجية.
ومن أهم إنجازاته كذلك مصنع الملح في آرك- وسينانس الذي بدأه عام 1774، وتظهِر فيه الشخصية المبدعة لعمارة لودو، ولكن هذا العمل لم يُستكمل إذ تعارضت العبقرية والتنظيم مع الرؤيا الصناعية. وقد تمّ لاحقاً تصنيف ما تمَّ إنجازه في هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو Patrimoine mondial de l’Unesco.
ومن أبرز أعمال لودو مسرح البيزانسون Le Théâtre de Besançon (1778- 1784)، وقصر تيلسون Thelusson في باريس الذي تهدم عام 1780، والذي تظهر فيه بوضوح نزعة العودة إلى القديم والاستنباط منه، ومنزل هوستِن Hosten في باريس (1787). وقد صمَّم، إضافة إلى ذلك، كثيراً من مداخل مدينة باريس، وأضفى عليها طابعاً مميزاً، منها مدخل ساحة دينفر- روشرو Denfert-Rochereau، ومدخل لاڤيليت La Villette، ومدخل ساحة الناسيون la Nation، وتحمل كلها الخصائص المميزة لفنه.
وإضافة إلى ذلك بنى لودو كثيراً من المنازل الفردية والقصور والجسور والمسارح والمباني العامة، ويُعدّ مشروع كافيه (مقهى) غودو le Café Godeau أول أعماله في مجال الخدمات العامة.
كان لودو مشهوراً في عصره، ولكنه اتُّهِم في أواخر حياته بأنه أضر بالعمارة وانتهك مبادئها بخروجه عن الكلاسية التقليدية، ولاسيما باعتماده على الكرة والهرم على نحو جريء؛ وغير عادي في تصاميمه. ومهما يكن فإن لودو كان عبقرياً ورائداً، وتعبر إبداعاته عن مفاهيمه الاجتماعية وخصائصه الجمالية، فقد أثرى العمارة بكثير من الإنجازات الرائعة، وتميزت مسيرته بربطه العمارة بأيديولوجية اجتماعية مثالية برزت من خلال الأعمال الرائعة التي قام بها ابتداءً من عام 1762.
ارتقى لودو، بقوة إبداعاته وعظمتها، بالـكلاسية الحديثة إلى درجة شديدة من القوة التعبيرية التي مهَّدت لظهور الرومنسية Romantisme. ومنذ سنوات تمّ اكتشاف ثمانين عملاً نحتياً منسياً من أعمال كلود نيكولا لودو، وهي تخص مشروعات معمارية مثالية قرّبته من مثاليي عصر النهضة.
رضوان طحلاوي
لودو (كلود نيكولا ـ)
(1736 ـ 1806)
كلود نيكولا لودو Claude Nicolas Ledoux أحد أهم المعماريين الفرنسيين، وُلد في فرنسا في دورمان Dormans الواقعة على نهر المارن la Marne، وتوفي في باريس. بدأ دراسته الأكاديمية عام 1773 وصار معماري الملك لويس السادس عشر Louis XVI. يُعدّ أحد المعماريين الملهمين الذين حققوا أفكاراً سابقة لعصرهم، إذ احتلت هذه الأفكار المكانة التي تستحقها في العصر الحالي. كما برزت أهمية هذا المعمار وذاعت شهرته من رسالته العائدة إلى عام 1804 والتي قَيَّم فيها العمارة وفقاً لعلاقتها بالفن والعادات والتشريعات.
كلود لودو: "مدخل لاڤيليت La Villette في باريس"
أعماله
يعدّ تصميم المدينة المثالية «شو» Chaux The Ideal City (1775- 1779) أبرز أعمال لودو؛ وهي مدينة مثالية صناعية سُمِّيَت نسبة إلى الغابة المجاورة لها «شو»، حيث تخيلها لودو في الريف بين نهر اللو La Loue وتلك الغابة، وصممها للعمال الكيميائيين الذين يعملون في مصانع الملح في آرك - وسينانس Salines d’Arc-et-Senans، وقد قام بعمله هذا بناءً على تكليف من الملك لويس السادس عشر، وأتبع هذه المدينة بالمصنع الملكي لاستخراج الملح في سينانس تتمة وتكملة لمنجم الملح الآخر في آرك في منطقة فرانش كونتيه Franche-Comté.
أعطى لودو لهذا المصنع شكلاً نصف دائري قابلاً للتوسع، لكن هذه المدينة لم تُبن مطلقاً، بالرغم من إعداده لجميع المخططات والرسومات المتعلقة بهذا المشروع الكبير المتكامل، وقد تضمن كل الوظائف الضرورية للمدينة المثالية من أبنية اجتماعية وروحية وتعليمية، إضافة إلى الخدمات المختلفة مثل الأسواق المغطاة والحمامات العامة والجامعة ودار المرضى و«ورشات العمال» ودور التربية والعلم والكنيسة، مؤكداً مبدأ الوظيفة في العمارة، أي مبدأ يجعل الشكل يتبع الوظيفة.
وقد تجلت في تصميمه هذا اللمسة الكلاسية الحديثة néo - classicisme في الطراز الداخلي للبازيليكا التي جاءت على النمط اليوناني، وفي الأعمدة الخارجية. وتظهر في هذا المشروع الثقافة العالية لهذا المعمار وأيديولوجيته المثالية، فقد قدَّم تصاميمه برؤى تجديدية إضافة إلى التأثير اليوناني في أعمدة الواجهات الخارجية.
ومن أهم إنجازاته كذلك مصنع الملح في آرك- وسينانس الذي بدأه عام 1774، وتظهِر فيه الشخصية المبدعة لعمارة لودو، ولكن هذا العمل لم يُستكمل إذ تعارضت العبقرية والتنظيم مع الرؤيا الصناعية. وقد تمّ لاحقاً تصنيف ما تمَّ إنجازه في هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو Patrimoine mondial de l’Unesco.
ومن أبرز أعمال لودو مسرح البيزانسون Le Théâtre de Besançon (1778- 1784)، وقصر تيلسون Thelusson في باريس الذي تهدم عام 1780، والذي تظهر فيه بوضوح نزعة العودة إلى القديم والاستنباط منه، ومنزل هوستِن Hosten في باريس (1787). وقد صمَّم، إضافة إلى ذلك، كثيراً من مداخل مدينة باريس، وأضفى عليها طابعاً مميزاً، منها مدخل ساحة دينفر- روشرو Denfert-Rochereau، ومدخل لاڤيليت La Villette، ومدخل ساحة الناسيون la Nation، وتحمل كلها الخصائص المميزة لفنه.
وإضافة إلى ذلك بنى لودو كثيراً من المنازل الفردية والقصور والجسور والمسارح والمباني العامة، ويُعدّ مشروع كافيه (مقهى) غودو le Café Godeau أول أعماله في مجال الخدمات العامة.
كان لودو مشهوراً في عصره، ولكنه اتُّهِم في أواخر حياته بأنه أضر بالعمارة وانتهك مبادئها بخروجه عن الكلاسية التقليدية، ولاسيما باعتماده على الكرة والهرم على نحو جريء؛ وغير عادي في تصاميمه. ومهما يكن فإن لودو كان عبقرياً ورائداً، وتعبر إبداعاته عن مفاهيمه الاجتماعية وخصائصه الجمالية، فقد أثرى العمارة بكثير من الإنجازات الرائعة، وتميزت مسيرته بربطه العمارة بأيديولوجية اجتماعية مثالية برزت من خلال الأعمال الرائعة التي قام بها ابتداءً من عام 1762.
ارتقى لودو، بقوة إبداعاته وعظمتها، بالـكلاسية الحديثة إلى درجة شديدة من القوة التعبيرية التي مهَّدت لظهور الرومنسية Romantisme. ومنذ سنوات تمّ اكتشاف ثمانين عملاً نحتياً منسياً من أعمال كلود نيكولا لودو، وهي تخص مشروعات معمارية مثالية قرّبته من مثاليي عصر النهضة.
رضوان طحلاوي