ستيوارت (أسرة ـ)
أسرة ستيوارت Stuart الاسكتلندية، كانت العائلة المالكة في اسكتلندا (1371ـ1603م)، وفي اسكتلندا وإنكلترا معاً (1603ـ1714م).
عرف تاريخ الأسرة منذ القرن الحادي عشر، عندما قُتل أحد زعمائها ماكبث بنكو، وهرب ابنه فلينتش إلى فرنسا عام 1055م، وتزوج ابنة أحد النبلاء وأنجب ولتر الأول، الذي عاد إلى اسكتلندا وعُيّن قهرماناً (مدبر شؤون المنزل) في منزل الملك، ثم صارت هذه الوظيفة وراثية لآل بيته. وتوالى أفراد العائلة حتى ولتر الرابع، الذي تزوج من ابنة الملك روبرت بروس Bruce عام 1315م. وعندما توفي روبرت عام 1331م،تولت ابنته (زوجة ولتر الرابع) الحكم، ثم تولى بعدها ابنها روبرت الثاني (1371ـ1390م)، وتلاه إبنه روبرت الثالث (1390ـ1406م). وقد كانت مرحلة حكمهما شديدة على الشعب لما كانا عليه من الخلاعة وسوء التدبير، وما تخللها من حروب مع إنكلترا. ثم توالى ملوك الأسرة ومنهم جيمس الأول والثاني حتى الخامس. ثم الملكة Maryماري الأولى (1542ـ1587م) ابنة جيمس الخامس، التي أُرسلت إلى فرنسا وهي في الخامسة لتتعلم،و هناك تزوجت من الأمير الفرنسي المتوّج فرانسوا الثاني ابن هنري الثاني، وهي في الخامسة عشرة. بعد ذلك أصبح زوجها ملكاً، لكنه توفي عام 1560م. فعادت إلى اسكتلندا عام 1561م، ووجدتها قد تحولت إلى بلد بروتستنتي، وهي الكاثوليكية. وفي عام 1565 تزوجت ابن عمها هنري ستيوارت (اللورد دارنلي)، وسبّب صعود هذا الكاثوليكي للسلطة ثورة اللوردات البروتستنت. أُخمدت الثورة، لكن الملكة اكتشفت أن زوجها كان رجلاً ضعيفاً، مما جعلها تكرهه وتميل إلى سكرتيرها الخاص الموسيقار الإيطالي دافيد ريزيو، وتحدثت ألسن الاسكتلنديين عن علاقتها به، لكنه قتل في عام 1566م، عندئذٍ هربت ماري مع زوجها، وبعد شهرين أنجبت ولداً (جيمس الأول)، الذي صار ملك إنكلترا. وفي عام 1567م قتل زوجها. فتزوجت بعد ثلاثة شهور عشيقها جيمس هيبورن، واضطرت للتنازل عن العرش لصالح ابنها، ووضعت في سجن بجزيرة في بحيرة ليفين،وما لبثت أن هربت منه بعد عام وشكلت جيشاً صغيراً، لكنها هزمت وهربت إلى إنكلترا، وهناك بدأت تتآمرعلى ابنة عمها الملكة إليزابيت مدّعية الحق في العرش، فنقلت إلى السجن عام 1586م وضرب عنقها عام 1587م. وقد يكون لهذا الإعدام أثره في وصية إليزابيت بانتقال عرش إنكلترا إلى ملك اسكتلندا جيمس السادس ابن ماري، الذي حكم باسمJames I جيمس الأول (1603ـ1625م)، أو كانت الرغبة عند إليزابيت في إيجاد اتحاد شخصي بين إنكلترا واسكتلندا.
و على الرغم من أن جيمس الأول كان مثقفاً، لكن الإنكليز كرهوه لأسباب كثيرة، فهو غريب عنهم وعن عاداتهم، ويكره الحكم البرلماني، وكان من أنصار الحكم الإلهي المطلق، وقد هادن إسبانيا، العدوة الأساسية، وامتنع عن تقديم العون للثوار الهولنديين.
شارل الأول ابن جيمس الأول (1625ـ1649م): كان ضعيفاً وأسلم الحكم لمستشاريه، ولم يحرك ساكناً عندما طرد الهولنديون الإنكليز من تجارة توابل الشرق. ودعا إلى تشكيل ثلاثة برلمانات في أربع سنوات وقام بحلها، لأنهم لم يذعنوا لطلباته. وفي عام 1628م انتهك عريضة البرلمان الثالث بفرضه ضرائب غير قانونية ومضاعفة الرسوم الجمركية وإعطائه شركات التجارة للمقربين منه. وحكم من دون برلمان في المدة بين عامي 1629و1640م، وحاول إجبار الاسكتلنديين على استخدام شعائر إنكليزية في العبادة، فثاروا عليه عام 1639م، مما اضطره إلى دعوة برلمان آخر عرف بالطويل، وعندما حاول القبض على خمسة من قادته عام 1642م اندلعت حرب أهلية ساند فيها النبلاء الملك، والتجار مع البرلمان، وهرب الملك إلى اسكتلندا، لكن الاسكتلنديين سلموه إلى البرلمان وانتهت الحرب عام 1646م. ثم هرب وبدأت حرب أهلية أخرى عام 1648م، وألقي القبض على الملك وحكم عليه بالخيانة عام 1649م وأعدم، وقضي على الحكم الملكي، ونصب كرومويل[ر] Cromwell رئيساً وتمّ إعلان الجمهورية (1649ـ1659م).
شارل الثاني ابن شارل الأول (1660ـ1685م): فرّ إلى فرنسا عام 1651م، ثم عاد وتسلم العرش. كان يؤخذ عليه حبه للإسراف، فاستدان من فرنسا مقابل عدّ الكاثوليكية ديانة رسمية، ولما عارض البرلمان ذلك، عمل على حله وحكم من دونه.
خلفه أخوه جيمس الثاني (1685ـ1688م)، وكان كاثوليكياً متعصباً فثار عليه البرلمان عام 1688م مدعوماً من حاكم هولندا وليم أوف أورانج (صهره زوج أخته ماري) لتولية ماري. ففر جيمس الثاني إلى فرنسا وتسلمت العرش ماري الثانية، ومن بعدها أختها آن ثم أسرة هانوفر الألمانية، التي ترتبط بعلاقات القربى بأسرة ستيوارت.
أضحت إنكلترا في القرن السابع عشر (واسكتلندا تابعة لها) سيدة البحار، وحلت محل هولندا، ونمت تجارتها البحرية، وغدت لندن مركز العالم التجاري بعد تأسيس بنك إنكلترا في عام 1694م، وأصبح الجنيه الاسترليني أقوى عملة في أوربا، وقويت سيادة الكنيسة الأنغليكانية والمذهب الواحد، كل ذلك في ظل حكم أسرة ستيوارت. وفي عام 1707م رفض الاسكتلنديون مرسوم وراثة العرش، فصدر مرسوم الاتحاد الذي ثبّت الوحدة السياسية للمملكتين تحت اسم مملكة بريطانيا المتحدة.
غطاس نعمة
أسرة ستيوارت Stuart الاسكتلندية، كانت العائلة المالكة في اسكتلندا (1371ـ1603م)، وفي اسكتلندا وإنكلترا معاً (1603ـ1714م).
عرف تاريخ الأسرة منذ القرن الحادي عشر، عندما قُتل أحد زعمائها ماكبث بنكو، وهرب ابنه فلينتش إلى فرنسا عام 1055م، وتزوج ابنة أحد النبلاء وأنجب ولتر الأول، الذي عاد إلى اسكتلندا وعُيّن قهرماناً (مدبر شؤون المنزل) في منزل الملك، ثم صارت هذه الوظيفة وراثية لآل بيته. وتوالى أفراد العائلة حتى ولتر الرابع، الذي تزوج من ابنة الملك روبرت بروس Bruce عام 1315م. وعندما توفي روبرت عام 1331م،تولت ابنته (زوجة ولتر الرابع) الحكم، ثم تولى بعدها ابنها روبرت الثاني (1371ـ1390م)، وتلاه إبنه روبرت الثالث (1390ـ1406م). وقد كانت مرحلة حكمهما شديدة على الشعب لما كانا عليه من الخلاعة وسوء التدبير، وما تخللها من حروب مع إنكلترا. ثم توالى ملوك الأسرة ومنهم جيمس الأول والثاني حتى الخامس. ثم الملكة Maryماري الأولى (1542ـ1587م) ابنة جيمس الخامس، التي أُرسلت إلى فرنسا وهي في الخامسة لتتعلم،و هناك تزوجت من الأمير الفرنسي المتوّج فرانسوا الثاني ابن هنري الثاني، وهي في الخامسة عشرة. بعد ذلك أصبح زوجها ملكاً، لكنه توفي عام 1560م. فعادت إلى اسكتلندا عام 1561م، ووجدتها قد تحولت إلى بلد بروتستنتي، وهي الكاثوليكية. وفي عام 1565 تزوجت ابن عمها هنري ستيوارت (اللورد دارنلي)، وسبّب صعود هذا الكاثوليكي للسلطة ثورة اللوردات البروتستنت. أُخمدت الثورة، لكن الملكة اكتشفت أن زوجها كان رجلاً ضعيفاً، مما جعلها تكرهه وتميل إلى سكرتيرها الخاص الموسيقار الإيطالي دافيد ريزيو، وتحدثت ألسن الاسكتلنديين عن علاقتها به، لكنه قتل في عام 1566م، عندئذٍ هربت ماري مع زوجها، وبعد شهرين أنجبت ولداً (جيمس الأول)، الذي صار ملك إنكلترا. وفي عام 1567م قتل زوجها. فتزوجت بعد ثلاثة شهور عشيقها جيمس هيبورن، واضطرت للتنازل عن العرش لصالح ابنها، ووضعت في سجن بجزيرة في بحيرة ليفين،وما لبثت أن هربت منه بعد عام وشكلت جيشاً صغيراً، لكنها هزمت وهربت إلى إنكلترا، وهناك بدأت تتآمرعلى ابنة عمها الملكة إليزابيت مدّعية الحق في العرش، فنقلت إلى السجن عام 1586م وضرب عنقها عام 1587م. وقد يكون لهذا الإعدام أثره في وصية إليزابيت بانتقال عرش إنكلترا إلى ملك اسكتلندا جيمس السادس ابن ماري، الذي حكم باسمJames I جيمس الأول (1603ـ1625م)، أو كانت الرغبة عند إليزابيت في إيجاد اتحاد شخصي بين إنكلترا واسكتلندا.
و على الرغم من أن جيمس الأول كان مثقفاً، لكن الإنكليز كرهوه لأسباب كثيرة، فهو غريب عنهم وعن عاداتهم، ويكره الحكم البرلماني، وكان من أنصار الحكم الإلهي المطلق، وقد هادن إسبانيا، العدوة الأساسية، وامتنع عن تقديم العون للثوار الهولنديين.
شارل الأول ابن جيمس الأول (1625ـ1649م): كان ضعيفاً وأسلم الحكم لمستشاريه، ولم يحرك ساكناً عندما طرد الهولنديون الإنكليز من تجارة توابل الشرق. ودعا إلى تشكيل ثلاثة برلمانات في أربع سنوات وقام بحلها، لأنهم لم يذعنوا لطلباته. وفي عام 1628م انتهك عريضة البرلمان الثالث بفرضه ضرائب غير قانونية ومضاعفة الرسوم الجمركية وإعطائه شركات التجارة للمقربين منه. وحكم من دون برلمان في المدة بين عامي 1629و1640م، وحاول إجبار الاسكتلنديين على استخدام شعائر إنكليزية في العبادة، فثاروا عليه عام 1639م، مما اضطره إلى دعوة برلمان آخر عرف بالطويل، وعندما حاول القبض على خمسة من قادته عام 1642م اندلعت حرب أهلية ساند فيها النبلاء الملك، والتجار مع البرلمان، وهرب الملك إلى اسكتلندا، لكن الاسكتلنديين سلموه إلى البرلمان وانتهت الحرب عام 1646م. ثم هرب وبدأت حرب أهلية أخرى عام 1648م، وألقي القبض على الملك وحكم عليه بالخيانة عام 1649م وأعدم، وقضي على الحكم الملكي، ونصب كرومويل[ر] Cromwell رئيساً وتمّ إعلان الجمهورية (1649ـ1659م).
شارل الثاني ابن شارل الأول (1660ـ1685م): فرّ إلى فرنسا عام 1651م، ثم عاد وتسلم العرش. كان يؤخذ عليه حبه للإسراف، فاستدان من فرنسا مقابل عدّ الكاثوليكية ديانة رسمية، ولما عارض البرلمان ذلك، عمل على حله وحكم من دونه.
خلفه أخوه جيمس الثاني (1685ـ1688م)، وكان كاثوليكياً متعصباً فثار عليه البرلمان عام 1688م مدعوماً من حاكم هولندا وليم أوف أورانج (صهره زوج أخته ماري) لتولية ماري. ففر جيمس الثاني إلى فرنسا وتسلمت العرش ماري الثانية، ومن بعدها أختها آن ثم أسرة هانوفر الألمانية، التي ترتبط بعلاقات القربى بأسرة ستيوارت.
أضحت إنكلترا في القرن السابع عشر (واسكتلندا تابعة لها) سيدة البحار، وحلت محل هولندا، ونمت تجارتها البحرية، وغدت لندن مركز العالم التجاري بعد تأسيس بنك إنكلترا في عام 1694م، وأصبح الجنيه الاسترليني أقوى عملة في أوربا، وقويت سيادة الكنيسة الأنغليكانية والمذهب الواحد، كل ذلك في ظل حكم أسرة ستيوارت. وفي عام 1707م رفض الاسكتلنديون مرسوم وراثة العرش، فصدر مرسوم الاتحاد الذي ثبّت الوحدة السياسية للمملكتين تحت اسم مملكة بريطانيا المتحدة.
غطاس نعمة