Souad kaddouri :
... مرة أخرى عادت الطفلة البريئة إلى الغابة تبحث عن محفظة صغيرة ضاعت منها ، وفي طريقها وجدت كثيرا من الطيور بكل أنواعها ، جلست تستريح لتستعيد أنفاسها لأنه كان يوما حارا، وبينما هي جالسة مستندة على شجرة تنظر الى طيور تحلق في السماء ، كلمتهم قائلة : ألم تصادفكم محفظة صغيرة هنا ؟
قال طائر : اذا ضاع منك شيئا هنا لن تجدينه أبدا لأن هذه غابة ممتلئة بالوحوش ، ولا شك أن محفظتك ستكون في يدهم الآن ، أجابت الطفلة : حقا الا يمكنكم مساعدتي في العثور عليها ، قال طائر آخر وهو يبتسم : طبعا لن نساعدك لأننا طيور فقط ولا يمكننا مواجهة وحشا من وحوش الغابة لأنه ان فعلنا ذلك سيكون مصيرنا الموت ، وقال طائر عجوز : اسمعي يا ابنتي إن الغابة شيئ خطير و بالرغم من أنها جميلة وفيها مناظر خلابة إلا أنها مفجعة لأن هنا القوي يأكل الضعيف ، لذلك عودي الى بيتك قبل أن يحل الظلام ، قالت لن اعود حتى أعثر على محفظتي لأنها هدية من أبي ووعدته أني لن أضيعها يوما ، وأنا واثقة أنني سأجدها
استمرت الطفلة الجميلة في البحث عن محفظتها ولم تتوقف عن البحث ، لكنها لم تجد شيئاً والظلام حل بالغابة وأصبحت مخيفة ...، وفجأة سمعت صوتا غريبا ومخيفا يتجه نحوها واذا هو صوت غريب ينادي تعالي لقد عثرت على محفظتك ، هيا خذيها يا صغيرتي ، شعرت الفتاة بالخوف لكنها تشجعت و توجهت نحو محفظتها ، لعلها تستعيدها ...لكن سرعان ما أتى طائر يدعى سقر رفرف بجناحيه وأمسك بالصغيرة ورفعها إلى السماء ... اجتمع الطيور وهجموا عليه بمنقارهم على وجهه حتى صار في صورة مشوهة ، وتقدم عصفور صغير الى الطفلة وقال لها ها هي محفظتك خذيها ، فرحت الطفلة كثيرا و أخرجت من محفظتها بعض فتات الحلوى وأعطته للطيور ، ثم تقدم عصفور صغير وقال لها هل أنت جائعة أجابت الطفلة لا أشعر بالجوع ، وقف العصفور على كتفها وهمس في أذنها ، هل تقبلين أن أكون صديقك وأعدك أني سأحميك من أي شيئ وسأرافقك دائما ،احتضنت الطفلة العصفور الصغير وقالت له من الآن فصاعدا أنت صديقي ... وقبل مغادرتها الغابة قالت لهم أنتم لستم ضعفاء بل أنتم أقوياء ، إن القوة تكمن دائماً في الحيل والخداع ، وخير مثال على ذلك جيري الذي كان يخدع دائماً طوم ... أجاب الطيور وقالوا: شكرا لك أنت حقا معجزة حدثت لنا ، و تركتي أثرا في قلوبنا وجعلتنا نثق في أنفسنا بعدما كان هؤلاء الوحوش يهددون حياتنا بالموت ، لكن من الآن فصاعدا : سيكون لقبنا أمراء الغابة وأنت ملكتنا....