"طارق الشريف"... ذاكرة الفن التشكيلي
دمشق
ما زالت كتاباته ومؤلفاته مرجعاً أساسياً لكل من يعمل في الحقل التشكيلي "السوري" و"العربي"، ولا يمكن أن نتحدث عن التاريخ المعاصر لهذا الفن الحضاري دون المرور على اسمه.
مدونة وطن eSyria التقت الناقد والكاتب "سعد القاسم" فتحدث عن مسيرة الناقد التشكيلي "طارق الشريف": «لم يكن "طارق الشريف" فناناً تشكيلياً، لكن ما من تشكيلي يجهل اسمه، أو ينتقص من أهمية حضوره في الحياة التشكيلية السورية، والعربية، فعلى مدى أربعة عقود كان واحداً من أكثر الأسماء الحيوية في مجال النقد الفني العربي، والاسم الأبرز على المستوى الوطني في مجال إدارة العمل التشكيلي من مواقع مختلفة تولى مسؤوليتها، وكل ذلك مصحوباً بمعرفة فنية واسعة ومتابعة دقيقة ودؤوبة دفعت لاعتباره ذاكرة الفن التشكيلي "السوري"».
وأضاف: «ولد "طارق الشريف" في "دمشق" عام 1935 ودرس الفلسفة في جامعتها حيث أثارت اهتمامه المواضيع الجمالية والفنية التي تضمنتها مناهج الكلية فتابع الآراء والدراسات النظرية لكبار الفلاسفة في مجال علم الجمال والنقد الفني أمثال "كانت، هيغل، سارتر" وسواهم، وفي الوقت ذاته، تابع المعارض الفنية المحلية، وأقام صلة وثيقة مع عدد من الفنانين التشكيليين السوريين أصحاب التجارب الرائدة ومنهم الأخوان "أدهم ونعيم إسماعيل، عبد القادر أرناؤوط، مروان قصاب باشي". وبتأثير هذه المتابعة المزدوجة بدأ يكتب عن تجاربهم بتطبيق الدراسات النظرية على لوحاتهم في صحيفة "الوحدة" التي كانت تصدر في "دمشق" زمن الوحدة مع "مصر" صحيفة "الثورة" حالياً والتي حقق فيها سابقة غير مألوفة حين خصصت له صفحة كاملة لندوة أعدها عن معرض "الخريف"، المعرض الرسمي الذي كان يقام في "دمشق" سنوياً، والذي تولى فيما بعد مسؤولية إدارته في ذروة تألق الحياة التشكيلية "السورية"، وإلى ذلك نشر في الصحيفة الكثير من المقالات النظرية عن الفن التشكيلي، كما ترجم عدداً من البحوث».
الأستاذ سعد القاسم
وتابع حديثه قائلاً: «قادته متابعته تلك إلى امتلاك وجهة نظر واضحة حيال النقد الفني حيث اعتبره "فن الحكم على الأعمال الفنية" ورأى أن هذا الفن يحتاج إلى قدرة على الرؤية السليمة للأعمال الفنية، وقدرة على الحكم عليها بالاستناد إلى موقف يملكه الناقد ويحكم بموجبه على هذه الأعمال، وهذا يتطلب أن يمتلك الناقد– من أجل قراءة سليمة للعمل الفني- تذوقاً مقارناً، وثقافة واسعة تشمل المعارف العلمية والفلسفية والسياسية والاجتماعية والتقنية، أما وظيفة النقد فهي توصيل ما قاله الفنان بلغة الخط واللون، إلى المتلقي بلغة المخاطبة والكتابة، ولأجل هذا يجب على الناقد أن يكون قادراً على التوصيل السليم بأبسط الطرق وأكثرها صلة بالآخرين، بحيث تكتمل حلقات السلسلة النقدية من الفنان، إلى الناقد، إلى الجمهور.
في عام 1959 نال درجة الإجازة في "الفلسفة"، وفي العام التالي عمل في وزارة "الثقافة" المؤسسة حديثاً ليبقى فيها حتى تقاعده 2001، وفي مرحلة تالية تركز اهتمامه حول الاتجاهات الراهنة في الفن التشكيلي "السوري" أواخر الستينيات، وسعي التجارب الرائدة للمواءمة بين التأثيرات الغربية المعاصرة والإرث الفني المحلي، وتجلى هذا في كتابه "عشرون فناناً من سورية" الذي أنجزه عام 1969 وصدر عن وزارة الثقافة عام 1972 متضمناً مقالات عن عشرين فناناً كتبها بين عامي 1967 و1968 في الوقت الذي كان يتابع فيه بحثه حول بدايات الفن التشكيلي السوري الذي أسس لمحاولته الرائدة لتاريخ هذا الفن، والتي نشرها في مطلع الثمانينيات فكانت مستنداً لكثير من الأبحاث والدراسات التي جاءت بعده، ومنها كتاب "الفن التشكيلي المعاصر في سورية" الذي أصدرته صالة "أتاسي" عام 1998 وأثار اهتماماً واسعاً في الوسط التشكيلي».
أثناء تكريمه في مركز أدهم إسماعيل
وقال أيضاً: «عام 1965 تولى إدارة مركز "أدهم إسماعيل" للفنون الجميلة، وعلى مدى عشر سنوات استطاع أن يصنع له سمعة مرموقة في الحياة الثقافية، ويجعل منه حاضنة للمواهب الشابة التي اكتسبت فيه المعارف التقنية، ونمو مواهبها الإبداعية، وثقافة فنية هامة بفضل المحاضرات التي كان يقدمها للطلبة عن المدارس الفنية، وإثر رحيل الفنان "نعيم إسماعيل" عام 1975 تولى مهام مديرية "الفنون الجميلة" في واحدة من أزهى مراحل الحياة التشكيلية السورية حين كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار ترأس وزارة الثقافة، وتقدم للفن التشكيلي دعماً واسعاً واهتماماً كبيراً. فكان أن وصل المعرض السنوي إلى ذروة تألقه وترجمته للمشهد التشكيلي الإبداعي "السوري"، وكان أن اتسعت حركة المعارض والملتقيات والاقتناء، وتأسس بينالي المحبة في إطار مهرجان المحبة في "اللاذقية"، جامعاً تجارب فنانين من معظم البلاد العربية، وصدرت فصلية "الحياة التشكيلية" التي قامت بشكل مطلق على جهده الشخصي كرئيس تحرير لها، حيث نشر فيها عدداً هاماً من بحوثه ومقالاته عن اتجاهات الفن التشكيلي السوري وأعلامه، وعن مدارس الفن، وعن الفنانين الذين شكلوا علامات فارقة في تاريخ الفن، إضافة بطبيعة الحال لمساهمات الكتاب والباحثين السوريين والعرب، والبحوث المترجمة، التي كان ينتقيها بعناية، فكان أن نالت المجلة سمعة عطرة على امتداد الوطن العربي».
وأنهى "القاسم" حديثه قائلاً: «إلى جانب عدد يصعب حصره من المقالات والبحوث والدراسات نشر عدداً من الكتب منها "الفن واللا فن، فاتح المدرس فن حديث بروح تعبيرية، نعيم إسماعيل فن حديث بروح عربية" وكان آخرها قبل سنتين عن الفنان "لؤي كيالي" وقد قمت بتدقيقه نيابة عنه بتكليف من أمانة دمشق عاصمة الثقافة العربية بسبب ظرفه الصحي الصعب، أما آخر ظهور رسمي له فكان في حفل تكريمه الذي أقيم في مركز "أدهم إسماعيل" بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيس المركز، وفي لقاء مع الصحفيين على هامش الحفل حدد وجهة نظره حيال مسؤولية الفنان العربي في ظل الواقع العالمي الراهن قال: "إن عدم وعينا لأهمية تراثنا سيجعل هذا التراث غريباً عنا، وعدم القراءة الجديدة له عبر واقعنا الراهن سيفسح المجال أمام التشويه المضر بمستقبلنا الإبداعي وبهويتنا الأصيلة، فالمرحلة الراهنة للأمة العربية تتميز بوجود غزو ثقافي يستهدف الوجود ما يستدعي من الفن الحقيقي ان يكون شاهداً على عصره، ومسؤوليات الفنان العربي حيال ذلك كثيرة جداً"».
طارق الشريف - صورة قديمة
الفنانة التشكيلية "ريم الخطيب" قالت عنه: «"طارق الشريف" له خصوصية من حيث إنه ناقد تشكيلي امتلك القدرة على مواكبة الفن التشكيلي في "سورية" منذ ستينيات القرن الماضي من خلال عشرات المقالات والكتب المرافقة لتجارب العديد من الفنانين السوريين. وقد تميز بحيادية نقدية وقدرة عالية على تقديم نص مواز للوحة التشكيلية من دون أن ينحاز إلا للجمال وقيمته الحقيقية على مدى أكثر من خمسة وأربعين عاماً من العمل الدؤوب والمتواصل. إنه كاتب عصري وموسوعي في الفن والجمال والنحت والغرافيك والحياة والحداثة المعاصرة، وحقيقة لم أجد موضوعاً ضعيفاً عنده رغم اختلاف الموضوعات والفنون، بل كان في كل ما كتبه راصداً بإجادة بالغة وبخبرة المؤرخ والباحث فجاءت كل هذه المواضيع مرجعاً للدارسين ومتعة للباحثين، وثقافة عميقة لكل الناهلين والمحبين للكلمة والمعنى».
وبرحيل الأستاذ "طارق الشريف" في بداية شهر آذار الفائت 2013 تكون الاوساط الفنية والثقافية السورية والعربية قد خسرت ناقداً تشكيلياً من الطراز الرفي
- إدريس مراد
دمشق
ما زالت كتاباته ومؤلفاته مرجعاً أساسياً لكل من يعمل في الحقل التشكيلي "السوري" و"العربي"، ولا يمكن أن نتحدث عن التاريخ المعاصر لهذا الفن الحضاري دون المرور على اسمه.
مدونة وطن eSyria التقت الناقد والكاتب "سعد القاسم" فتحدث عن مسيرة الناقد التشكيلي "طارق الشريف": «لم يكن "طارق الشريف" فناناً تشكيلياً، لكن ما من تشكيلي يجهل اسمه، أو ينتقص من أهمية حضوره في الحياة التشكيلية السورية، والعربية، فعلى مدى أربعة عقود كان واحداً من أكثر الأسماء الحيوية في مجال النقد الفني العربي، والاسم الأبرز على المستوى الوطني في مجال إدارة العمل التشكيلي من مواقع مختلفة تولى مسؤوليتها، وكل ذلك مصحوباً بمعرفة فنية واسعة ومتابعة دقيقة ودؤوبة دفعت لاعتباره ذاكرة الفن التشكيلي "السوري"».
لم يكن "طارق الشريف" فناناً تشكيلياً، لكن ما من تشكيلي يجهل اسمه، أو ينتقص من أهمية حضوره في الحياة التشكيلية السورية، والعربية، فعلى مدى أربعة عقود كان واحداً من أكثر الأسماء الحيوية في مجال النقد الفني العربي، والاسم الأبرز على المستوى الوطني في مجال إدارة العمل التشكيلي من مواقع مختلفة تولى مسؤوليتها، وكل ذلك مصحوباً بمعرفة فنية واسعة ومتابعة دقيقة ودؤوبة دفعت لاعتباره ذاكرة الفن التشكيلي "السوري"
وأضاف: «ولد "طارق الشريف" في "دمشق" عام 1935 ودرس الفلسفة في جامعتها حيث أثارت اهتمامه المواضيع الجمالية والفنية التي تضمنتها مناهج الكلية فتابع الآراء والدراسات النظرية لكبار الفلاسفة في مجال علم الجمال والنقد الفني أمثال "كانت، هيغل، سارتر" وسواهم، وفي الوقت ذاته، تابع المعارض الفنية المحلية، وأقام صلة وثيقة مع عدد من الفنانين التشكيليين السوريين أصحاب التجارب الرائدة ومنهم الأخوان "أدهم ونعيم إسماعيل، عبد القادر أرناؤوط، مروان قصاب باشي". وبتأثير هذه المتابعة المزدوجة بدأ يكتب عن تجاربهم بتطبيق الدراسات النظرية على لوحاتهم في صحيفة "الوحدة" التي كانت تصدر في "دمشق" زمن الوحدة مع "مصر" صحيفة "الثورة" حالياً والتي حقق فيها سابقة غير مألوفة حين خصصت له صفحة كاملة لندوة أعدها عن معرض "الخريف"، المعرض الرسمي الذي كان يقام في "دمشق" سنوياً، والذي تولى فيما بعد مسؤولية إدارته في ذروة تألق الحياة التشكيلية "السورية"، وإلى ذلك نشر في الصحيفة الكثير من المقالات النظرية عن الفن التشكيلي، كما ترجم عدداً من البحوث».
الأستاذ سعد القاسم
وتابع حديثه قائلاً: «قادته متابعته تلك إلى امتلاك وجهة نظر واضحة حيال النقد الفني حيث اعتبره "فن الحكم على الأعمال الفنية" ورأى أن هذا الفن يحتاج إلى قدرة على الرؤية السليمة للأعمال الفنية، وقدرة على الحكم عليها بالاستناد إلى موقف يملكه الناقد ويحكم بموجبه على هذه الأعمال، وهذا يتطلب أن يمتلك الناقد– من أجل قراءة سليمة للعمل الفني- تذوقاً مقارناً، وثقافة واسعة تشمل المعارف العلمية والفلسفية والسياسية والاجتماعية والتقنية، أما وظيفة النقد فهي توصيل ما قاله الفنان بلغة الخط واللون، إلى المتلقي بلغة المخاطبة والكتابة، ولأجل هذا يجب على الناقد أن يكون قادراً على التوصيل السليم بأبسط الطرق وأكثرها صلة بالآخرين، بحيث تكتمل حلقات السلسلة النقدية من الفنان، إلى الناقد، إلى الجمهور.
في عام 1959 نال درجة الإجازة في "الفلسفة"، وفي العام التالي عمل في وزارة "الثقافة" المؤسسة حديثاً ليبقى فيها حتى تقاعده 2001، وفي مرحلة تالية تركز اهتمامه حول الاتجاهات الراهنة في الفن التشكيلي "السوري" أواخر الستينيات، وسعي التجارب الرائدة للمواءمة بين التأثيرات الغربية المعاصرة والإرث الفني المحلي، وتجلى هذا في كتابه "عشرون فناناً من سورية" الذي أنجزه عام 1969 وصدر عن وزارة الثقافة عام 1972 متضمناً مقالات عن عشرين فناناً كتبها بين عامي 1967 و1968 في الوقت الذي كان يتابع فيه بحثه حول بدايات الفن التشكيلي السوري الذي أسس لمحاولته الرائدة لتاريخ هذا الفن، والتي نشرها في مطلع الثمانينيات فكانت مستنداً لكثير من الأبحاث والدراسات التي جاءت بعده، ومنها كتاب "الفن التشكيلي المعاصر في سورية" الذي أصدرته صالة "أتاسي" عام 1998 وأثار اهتماماً واسعاً في الوسط التشكيلي».
أثناء تكريمه في مركز أدهم إسماعيل
وقال أيضاً: «عام 1965 تولى إدارة مركز "أدهم إسماعيل" للفنون الجميلة، وعلى مدى عشر سنوات استطاع أن يصنع له سمعة مرموقة في الحياة الثقافية، ويجعل منه حاضنة للمواهب الشابة التي اكتسبت فيه المعارف التقنية، ونمو مواهبها الإبداعية، وثقافة فنية هامة بفضل المحاضرات التي كان يقدمها للطلبة عن المدارس الفنية، وإثر رحيل الفنان "نعيم إسماعيل" عام 1975 تولى مهام مديرية "الفنون الجميلة" في واحدة من أزهى مراحل الحياة التشكيلية السورية حين كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار ترأس وزارة الثقافة، وتقدم للفن التشكيلي دعماً واسعاً واهتماماً كبيراً. فكان أن وصل المعرض السنوي إلى ذروة تألقه وترجمته للمشهد التشكيلي الإبداعي "السوري"، وكان أن اتسعت حركة المعارض والملتقيات والاقتناء، وتأسس بينالي المحبة في إطار مهرجان المحبة في "اللاذقية"، جامعاً تجارب فنانين من معظم البلاد العربية، وصدرت فصلية "الحياة التشكيلية" التي قامت بشكل مطلق على جهده الشخصي كرئيس تحرير لها، حيث نشر فيها عدداً هاماً من بحوثه ومقالاته عن اتجاهات الفن التشكيلي السوري وأعلامه، وعن مدارس الفن، وعن الفنانين الذين شكلوا علامات فارقة في تاريخ الفن، إضافة بطبيعة الحال لمساهمات الكتاب والباحثين السوريين والعرب، والبحوث المترجمة، التي كان ينتقيها بعناية، فكان أن نالت المجلة سمعة عطرة على امتداد الوطن العربي».
وأنهى "القاسم" حديثه قائلاً: «إلى جانب عدد يصعب حصره من المقالات والبحوث والدراسات نشر عدداً من الكتب منها "الفن واللا فن، فاتح المدرس فن حديث بروح تعبيرية، نعيم إسماعيل فن حديث بروح عربية" وكان آخرها قبل سنتين عن الفنان "لؤي كيالي" وقد قمت بتدقيقه نيابة عنه بتكليف من أمانة دمشق عاصمة الثقافة العربية بسبب ظرفه الصحي الصعب، أما آخر ظهور رسمي له فكان في حفل تكريمه الذي أقيم في مركز "أدهم إسماعيل" بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيس المركز، وفي لقاء مع الصحفيين على هامش الحفل حدد وجهة نظره حيال مسؤولية الفنان العربي في ظل الواقع العالمي الراهن قال: "إن عدم وعينا لأهمية تراثنا سيجعل هذا التراث غريباً عنا، وعدم القراءة الجديدة له عبر واقعنا الراهن سيفسح المجال أمام التشويه المضر بمستقبلنا الإبداعي وبهويتنا الأصيلة، فالمرحلة الراهنة للأمة العربية تتميز بوجود غزو ثقافي يستهدف الوجود ما يستدعي من الفن الحقيقي ان يكون شاهداً على عصره، ومسؤوليات الفنان العربي حيال ذلك كثيرة جداً"».
طارق الشريف - صورة قديمة
الفنانة التشكيلية "ريم الخطيب" قالت عنه: «"طارق الشريف" له خصوصية من حيث إنه ناقد تشكيلي امتلك القدرة على مواكبة الفن التشكيلي في "سورية" منذ ستينيات القرن الماضي من خلال عشرات المقالات والكتب المرافقة لتجارب العديد من الفنانين السوريين. وقد تميز بحيادية نقدية وقدرة عالية على تقديم نص مواز للوحة التشكيلية من دون أن ينحاز إلا للجمال وقيمته الحقيقية على مدى أكثر من خمسة وأربعين عاماً من العمل الدؤوب والمتواصل. إنه كاتب عصري وموسوعي في الفن والجمال والنحت والغرافيك والحياة والحداثة المعاصرة، وحقيقة لم أجد موضوعاً ضعيفاً عنده رغم اختلاف الموضوعات والفنون، بل كان في كل ما كتبه راصداً بإجادة بالغة وبخبرة المؤرخ والباحث فجاءت كل هذه المواضيع مرجعاً للدارسين ومتعة للباحثين، وثقافة عميقة لكل الناهلين والمحبين للكلمة والمعنى».
وبرحيل الأستاذ "طارق الشريف" في بداية شهر آذار الفائت 2013 تكون الاوساط الفنية والثقافية السورية والعربية قد خسرت ناقداً تشكيلياً من الطراز الرفي