ظهور الملامح القومية في اللوحة التشكيلية في "حلب"
حلب
خضعت الحركة التشكيلية في مدينة "حلب" خلال مسيرتها إلى مجموعة من المؤثرات الفكرية التي تركت تأثيرات واضحة في مجمل الإنتاج الفني للفنانين التشكيليين الحلبيين ومن أهم هذه المؤثرات ظهور الملامح القومية في لوحاتهم الفنية.
حول ظهور الملامح القومية في حركة الفن التشكيلي الحلبي يقول الباحث الفني الأستاذ "طاهر البني" بالقول: «على الرغم من نشوء عدد من التيارات الفكرية والسياسية في البلاد في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي إلا أنّ هذه التيارات لم تنعكس في الإنتاج التشكيلي بحلب بصورة واضحة ويعود ذلك لعدد من الأسباب من أبرزها: عدم توفر رؤيا واضحة لدى الفنان التشكيلي في فهم وظيفة التصوير والنحت بالإضافة إلى قصور الأدوات التعبيرية التي كانت تحاول الانعتاق من القيود الكلاسيكية الأمر الذي لم يسمح بعكس الأفكار والمواقف بالصورة التي تبرزها الاتجاهات الفنية الحديثة التي تولي اهتماماً واضحاً للمضامين السياسية والاجتماعية كما هو الحال لدى التعبيرية أو الواقعية والاشتراكية، وبات الفنان التشكيلي الحلبي يدور حول الصياغة الشكلية للعمل الفني دون أي اعتبارات سياسية أو فكرية وذلك حتى مطلع الستينيات من القرن الماضي حيث ظهر معرض الربيع الأول في مدينة "حلب" عقب ثورة الثامن من آذار في العام 1963 حيث بدأت الملامح القومية تظهر في نتاجات عدد من الفنانين الحلبيين من أمثال "فاتح المدرس" و"لؤي كيالي" و"محمد عساني" و"وجيه ستوت" و"محمد إعزازي" و"وحيد مغاربة" و"وحيد استانبولي" و"علي السرميني".
وتعمّق الاتجاه القومي في إنتاج هؤلاء الفنانين عقب نكسة حزيران 1967 حيث عكسوا معاناة الأمة العربية في وجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية وحاولوا التأكيد على هوية الإنسان العربي والمقاومة الفلسطينية وترافق ذلك مع ظهور المقولات الداعية إلى النهوض القومي في وجه التحدي الصهيوني وبروز الدعوة إلى الالتزام في التعبير الفني، وقد ساهم كل ذلك في وجود اتجاه قومي في حركة الفن التشكيلي في "حلب"، حيث شهدت صالات العرض في المتحف الوطني ومركز الفنون التشكيلية أعمالاً إبداعية تحمل سمات النزعة القومية وتطرح ملامحها في لوحات تصور النهوض القومي والتصدي للصهيونية والاستعمار وتبرز دور العمل الفدائي في تحرير الأرض والتعبئة العسكرية في مقاومة المستعمرين».
الفنان فاتح المدرس
وحول أهم الأعمال التي تم إنجازها في تلك المرحلة يقول "البني": «لقد أنجز الفنان "فاتح المدرس" عشرات اللوحات التي تأثرت بالأحداث القومية مثل نكبة فلسطين ونكسة حزيران وحرب تشرين والمقاومة العربية في الأراضي المحتلة ومن أبرز لوحاته في هذا الاتجاه: رهان على جنين في دير ياسين- نساء من الجولان- من وحي تشرين- المقاومة الفلسطينية وغيرها، أما الفنان "لؤي كيالي" فقد جاء تأثره بالحدث القومي بشكل مفاجئ قبيل نكسة حزيران ففي الوقت الذي كان يتوجه بإنتاجه نحو تصوير الموضوعات الاجتماعية والوجوه الحزينة كانت تدور من حوله مقولات عن مفهوم الفن للفن والفن الجماهيري والفن الملتزم وتسربت تلك الأجواء إلى نفسه فبدأ اهتمامه بالقضايا الوطنية والقومية يتبلور فترك الوجوه والمواضيع التي تلقى رواجاً في الأوساط الارستقراطية ليقدم لوحته ثم ماذا؟ عن نازحي الأرض المحتلة والتي كانت نقطة تحول هامة في مسيرته الفنية».
ويتابع "البني": «تبرز النزعة القومية بصورة واضحة في معظم أعمال الفنان "وحيد مغاربة" الذي نشأ في مناخ النهوض القومي وقيام الوحدة بين سورية ومصر فانعكس ذلك في معظم نتاجه الغزير الذي اغتنى بالعناصر القومية والمحلية التي تمثلت بأبطاله الذين أستمدهم من التاريخ العربي ومن أعماله: الفارس العربي- الفارس المثخن بالجراح- عنترة- عائشة والجمل، وتعاظم الشعور القومي لديه أثناء تأديته لخدمة العلم في نهاية الستينيات حيث عاش ملامح البطولة والفداء ورأى جموع المقاتلين يتساقطون شهداء فانعكس كل ذلك على معرضه الذي أقامه في متحف "حلب" في العام 1969 عن البطولة والمقاومة.
الفنان لؤي كيالي
لا تختلف تجربة الفنان "محمد إعزازي" عن تجربة زميله "وحيد مغاربة" من حيث غنانها بالمفردات القومية حيث تركت ظروف الوحدة السورية المصرية وقيام ثورة آذار ونكسة حزيران أثرها في "محمد إعزازي" حيث أبدع في تلك الفترة اللوحة النحاسية وأغناها بالعناصر القومية، وتجلى ذلك في عدد من لوحات التصوير الزيتي كما في لوحة بيد نبني وبيد نقاتل وفي اللوحات النحاسية، القدس لن تموت- المقاومة الفلسطينية- الأرض العربية مهد الحضارات.
ومن التجارب الفنية التي انعكس فيها الروح القومية الفنان "محمد عساني" حيث ظهرت في أعماله النزعة القومية وذلك من خلال معالجته لعدد من الموضوعات المحلية ذات الطابع الريفي مثل: قطاف القطن- استراحة الفلاحين- عرس ريفي، حيث عالجها بأسلوب واقعي وظهر فيها تأثره المباشر بالعناصر المحلية والعربية، وعالجت بعض أعماله بأسلوب تعبيري طفولي استقى مفرداته من الرسوم التعبيرية للأطفال عبر تقنية فنية متميزة تألقت في أعماله التي شارك بها في معرض رواد الفن 1986، واستمر التأثير القومي في نتاجات "العساني" فشمل تلك المرحلة التي أمضاها في بعثته التدريسية إلى اليمن منذ العام 1972 حيث أنتج مجموعة من الأعمال بأسلوب تعبيري يرصد خلالها الملامح المحلية والقومية للحياة العربية في اليمن.
الباحث الفني طاهر البني
ويُعتبر الفنان "علي السرميني" واحداً من أبرز الفنانين الذين ترجموا مواقفهم القومية في لوحاتهم فقد عكس همومه القومية والوطنية في معظم معارضه ولوحاته التي تضمنت عدداً من القضايا التي ظهرت في محيط النضال العربي ضد المحتلين والغزاة ففي معرضه في المتحف الوطني بحلب 1976 عرض مجموعة من الأعمال التصويرية التي تتناول مفهوم السلام مثل: السلام والليل- السلام والجريمة- السلام الأزرق والأحمر- مفهوم إسرائيل للسلام، كما صور انطلاقة الإنسان العربي في محيط البحث عن السلام ومقاومة العدوان وذلك في لوحته الانطلاقة، أما في معرضه الذي أقامه في صالة الشعب بدمشق 1981 تجلت مواقفه القومية في أكثر من عمل جداري يصور همجية المعتدين في فلسطين وما خلفوه من تدمير وحشي.
ولم يخرج الفنان "وجيه ستوت" عن تأثير المناخ القومي فقد أنتج إثر عودته من بعثته الدراسية في مصر مجموعة من الأعمال التي تتسم بالنزعة القومية التي تضمنت تشكيلات مستمدة من البيئة العربية كما في لوحته العرس الشعبي التي أظهر فيها الملامح العربية للشخوص المعالج بأسلوب تركيبي مبسّط يتضمن الملابس والأدوات العربية».
ويختم الباحث التشكيلي الحلبي الأستاذ "طاهر البني" حديثه حول ظهور الملامح القومية في اللوحة التشكيلية الحلبية قائلاً: «وأخيراً ولعله من المفيد هنا الإشارة إلى تجربة الفنان "عبد الرحمن مهنا" التي تجلت في معرضه الأول في نهاية الستينيات في صالة المتحف الوطني بحلب والذي حمل عنوان /الإنسان العربي ومعركة المصير/ حيث ظهر التأثير القومي واضحاً، فقد شمل المعرض مجموعة من الأعمال التي نفذها الفنان بالأبيض والأسود متأثراً بتجربة الفنان "لؤي كيالي" في معرضه /في سبيل القضية/ من حيث الأهداف القومية والمعالجة التي اقتصرت على الأسود والأبيض كما يبدو تأثير تجربة الفنان "نذير نبعة" في تصويره للمقاومة الفلسطينية من حيث المعالجة التشكيلية وإن كانت تجربة الفنان "عبد الرحمن مهنا" تتسم بخصوصية متفردة تتجلى في اعتماده على الحلول التشكيلية الموجودة في المنحوتات الحثية المتواجدة في متحف "حلب"».
- نضال يوسف
حلب
خضعت الحركة التشكيلية في مدينة "حلب" خلال مسيرتها إلى مجموعة من المؤثرات الفكرية التي تركت تأثيرات واضحة في مجمل الإنتاج الفني للفنانين التشكيليين الحلبيين ومن أهم هذه المؤثرات ظهور الملامح القومية في لوحاتهم الفنية.
حول ظهور الملامح القومية في حركة الفن التشكيلي الحلبي يقول الباحث الفني الأستاذ "طاهر البني" بالقول: «على الرغم من نشوء عدد من التيارات الفكرية والسياسية في البلاد في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي إلا أنّ هذه التيارات لم تنعكس في الإنتاج التشكيلي بحلب بصورة واضحة ويعود ذلك لعدد من الأسباب من أبرزها: عدم توفر رؤيا واضحة لدى الفنان التشكيلي في فهم وظيفة التصوير والنحت بالإضافة إلى قصور الأدوات التعبيرية التي كانت تحاول الانعتاق من القيود الكلاسيكية الأمر الذي لم يسمح بعكس الأفكار والمواقف بالصورة التي تبرزها الاتجاهات الفنية الحديثة التي تولي اهتماماً واضحاً للمضامين السياسية والاجتماعية كما هو الحال لدى التعبيرية أو الواقعية والاشتراكية، وبات الفنان التشكيلي الحلبي يدور حول الصياغة الشكلية للعمل الفني دون أي اعتبارات سياسية أو فكرية وذلك حتى مطلع الستينيات من القرن الماضي حيث ظهر معرض الربيع الأول في مدينة "حلب" عقب ثورة الثامن من آذار في العام 1963 حيث بدأت الملامح القومية تظهر في نتاجات عدد من الفنانين الحلبيين من أمثال "فاتح المدرس" و"لؤي كيالي" و"محمد عساني" و"وجيه ستوت" و"محمد إعزازي" و"وحيد مغاربة" و"وحيد استانبولي" و"علي السرميني".
وأخيراً ولعله من المفيد هنا الإشارة إلى تجربة الفنان "عبد الرحمن مهنا" التي تجلت في معرضه الأول في نهاية الستينيات في صالة المتحف الوطني بحلب والذي حمل عنوان /الإنسان العربي ومعركة المصير/ حيث ظهر التأثير القومي واضحاً، فقد شمل المعرض مجموعة من الأعمال التي نفذها الفنان بالأبيض والأسود متأثراً بتجربة الفنان "لؤي كيالي" في معرضه /في سبيل القضية/ من حيث الأهداف القومية والمعالجة التي اقتصرت على الأسود والأبيض كما يبدو تأثير تجربة الفنان "نذير نبعة" في تصويره للمقاومة الفلسطينية من حيث المعالجة التشكيلية وإن كانت تجربة الفنان "عبد الرحمن مهنا" تتسم بخصوصية متفردة تتجلى في اعتماده على الحلول التشكيلية الموجودة في المنحوتات الحثية المتواجدة في متحف "حلب"
وتعمّق الاتجاه القومي في إنتاج هؤلاء الفنانين عقب نكسة حزيران 1967 حيث عكسوا معاناة الأمة العربية في وجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية وحاولوا التأكيد على هوية الإنسان العربي والمقاومة الفلسطينية وترافق ذلك مع ظهور المقولات الداعية إلى النهوض القومي في وجه التحدي الصهيوني وبروز الدعوة إلى الالتزام في التعبير الفني، وقد ساهم كل ذلك في وجود اتجاه قومي في حركة الفن التشكيلي في "حلب"، حيث شهدت صالات العرض في المتحف الوطني ومركز الفنون التشكيلية أعمالاً إبداعية تحمل سمات النزعة القومية وتطرح ملامحها في لوحات تصور النهوض القومي والتصدي للصهيونية والاستعمار وتبرز دور العمل الفدائي في تحرير الأرض والتعبئة العسكرية في مقاومة المستعمرين».
الفنان فاتح المدرس
وحول أهم الأعمال التي تم إنجازها في تلك المرحلة يقول "البني": «لقد أنجز الفنان "فاتح المدرس" عشرات اللوحات التي تأثرت بالأحداث القومية مثل نكبة فلسطين ونكسة حزيران وحرب تشرين والمقاومة العربية في الأراضي المحتلة ومن أبرز لوحاته في هذا الاتجاه: رهان على جنين في دير ياسين- نساء من الجولان- من وحي تشرين- المقاومة الفلسطينية وغيرها، أما الفنان "لؤي كيالي" فقد جاء تأثره بالحدث القومي بشكل مفاجئ قبيل نكسة حزيران ففي الوقت الذي كان يتوجه بإنتاجه نحو تصوير الموضوعات الاجتماعية والوجوه الحزينة كانت تدور من حوله مقولات عن مفهوم الفن للفن والفن الجماهيري والفن الملتزم وتسربت تلك الأجواء إلى نفسه فبدأ اهتمامه بالقضايا الوطنية والقومية يتبلور فترك الوجوه والمواضيع التي تلقى رواجاً في الأوساط الارستقراطية ليقدم لوحته ثم ماذا؟ عن نازحي الأرض المحتلة والتي كانت نقطة تحول هامة في مسيرته الفنية».
ويتابع "البني": «تبرز النزعة القومية بصورة واضحة في معظم أعمال الفنان "وحيد مغاربة" الذي نشأ في مناخ النهوض القومي وقيام الوحدة بين سورية ومصر فانعكس ذلك في معظم نتاجه الغزير الذي اغتنى بالعناصر القومية والمحلية التي تمثلت بأبطاله الذين أستمدهم من التاريخ العربي ومن أعماله: الفارس العربي- الفارس المثخن بالجراح- عنترة- عائشة والجمل، وتعاظم الشعور القومي لديه أثناء تأديته لخدمة العلم في نهاية الستينيات حيث عاش ملامح البطولة والفداء ورأى جموع المقاتلين يتساقطون شهداء فانعكس كل ذلك على معرضه الذي أقامه في متحف "حلب" في العام 1969 عن البطولة والمقاومة.
الفنان لؤي كيالي
لا تختلف تجربة الفنان "محمد إعزازي" عن تجربة زميله "وحيد مغاربة" من حيث غنانها بالمفردات القومية حيث تركت ظروف الوحدة السورية المصرية وقيام ثورة آذار ونكسة حزيران أثرها في "محمد إعزازي" حيث أبدع في تلك الفترة اللوحة النحاسية وأغناها بالعناصر القومية، وتجلى ذلك في عدد من لوحات التصوير الزيتي كما في لوحة بيد نبني وبيد نقاتل وفي اللوحات النحاسية، القدس لن تموت- المقاومة الفلسطينية- الأرض العربية مهد الحضارات.
ومن التجارب الفنية التي انعكس فيها الروح القومية الفنان "محمد عساني" حيث ظهرت في أعماله النزعة القومية وذلك من خلال معالجته لعدد من الموضوعات المحلية ذات الطابع الريفي مثل: قطاف القطن- استراحة الفلاحين- عرس ريفي، حيث عالجها بأسلوب واقعي وظهر فيها تأثره المباشر بالعناصر المحلية والعربية، وعالجت بعض أعماله بأسلوب تعبيري طفولي استقى مفرداته من الرسوم التعبيرية للأطفال عبر تقنية فنية متميزة تألقت في أعماله التي شارك بها في معرض رواد الفن 1986، واستمر التأثير القومي في نتاجات "العساني" فشمل تلك المرحلة التي أمضاها في بعثته التدريسية إلى اليمن منذ العام 1972 حيث أنتج مجموعة من الأعمال بأسلوب تعبيري يرصد خلالها الملامح المحلية والقومية للحياة العربية في اليمن.
الباحث الفني طاهر البني
ويُعتبر الفنان "علي السرميني" واحداً من أبرز الفنانين الذين ترجموا مواقفهم القومية في لوحاتهم فقد عكس همومه القومية والوطنية في معظم معارضه ولوحاته التي تضمنت عدداً من القضايا التي ظهرت في محيط النضال العربي ضد المحتلين والغزاة ففي معرضه في المتحف الوطني بحلب 1976 عرض مجموعة من الأعمال التصويرية التي تتناول مفهوم السلام مثل: السلام والليل- السلام والجريمة- السلام الأزرق والأحمر- مفهوم إسرائيل للسلام، كما صور انطلاقة الإنسان العربي في محيط البحث عن السلام ومقاومة العدوان وذلك في لوحته الانطلاقة، أما في معرضه الذي أقامه في صالة الشعب بدمشق 1981 تجلت مواقفه القومية في أكثر من عمل جداري يصور همجية المعتدين في فلسطين وما خلفوه من تدمير وحشي.
ولم يخرج الفنان "وجيه ستوت" عن تأثير المناخ القومي فقد أنتج إثر عودته من بعثته الدراسية في مصر مجموعة من الأعمال التي تتسم بالنزعة القومية التي تضمنت تشكيلات مستمدة من البيئة العربية كما في لوحته العرس الشعبي التي أظهر فيها الملامح العربية للشخوص المعالج بأسلوب تركيبي مبسّط يتضمن الملابس والأدوات العربية».
ويختم الباحث التشكيلي الحلبي الأستاذ "طاهر البني" حديثه حول ظهور الملامح القومية في اللوحة التشكيلية الحلبية قائلاً: «وأخيراً ولعله من المفيد هنا الإشارة إلى تجربة الفنان "عبد الرحمن مهنا" التي تجلت في معرضه الأول في نهاية الستينيات في صالة المتحف الوطني بحلب والذي حمل عنوان /الإنسان العربي ومعركة المصير/ حيث ظهر التأثير القومي واضحاً، فقد شمل المعرض مجموعة من الأعمال التي نفذها الفنان بالأبيض والأسود متأثراً بتجربة الفنان "لؤي كيالي" في معرضه /في سبيل القضية/ من حيث الأهداف القومية والمعالجة التي اقتصرت على الأسود والأبيض كما يبدو تأثير تجربة الفنان "نذير نبعة" في تصويره للمقاومة الفلسطينية من حيث المعالجة التشكيلية وإن كانت تجربة الفنان "عبد الرحمن مهنا" تتسم بخصوصية متفردة تتجلى في اعتماده على الحلول التشكيلية الموجودة في المنحوتات الحثية المتواجدة في متحف "حلب"».