"حنيف حمو": لا يمكن أن أختار مسبقاً مدرستي الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "حنيف حمو": لا يمكن أن أختار مسبقاً مدرستي الفنية


    "حنيف حمو": لا يمكن أن أختار مسبقاً مدرستي الفنية
    • نضال يوسف


    حلب
    فنان تشكيلي استمد موضوعات لوحاته من طبيعة بلدته "عفرين" الجميلة، بعد أن ملأ ذاكرته منذ الطفولة بتفاصيل القرية، فتراكمت عبر الزمن لتشكل أساس تجربته الفنية، ينتقل بين "الواقعي الانطباعي" و"التجريدي التعبيري".

    إنه الفنان التشكيلي "حنيف حمو" الذي قابلته مدونة وطن "eSyria" في مدينة "عفرين"، وتحدث عن بداياته الفنية بالقول: «اكتشفت محبتي للرسم وميلي الواضح له منذ كنت في المرحلة "الابتدائية"، وكنت أحصل على العلامة التامة في مادة التربية الفنية، وفي المرحلة "الثانوية" انتسبت إلى مركز "فتحي محمد" للفنون التشكيلية، وكان ذلك عام 1979 وحصلت على الجائزة الأولى لفن "الغرافيك" في معرض مشترك لطلاب مراكز الفنون على مستوى "القطر"، وعام 1980 تخرجت في "مركز الفنون التشكيلية" في "دمشق"، ودرست بعدها في "كلية الفنون الجميلة" في "دمشق" وتخرجت عام 1986، وخلال فترة الدراسة شاركت في العديد من المعارض الجماعية التي أقيمت في مختلف المحافظات، وتملك وزارة الثقافة مجموعة من أعمالي على سبيل الاقتناء».
    كل ما يهمني أن تشد أعمالي المتلقي وتعجبه، فحينها أدرك بأن رسالتي الفنية تحققت

    وحول المدرسة الفنية التي يجد نفسه منتمياً إليها، يقول: «لقد بدأت تجربتي الفنية متبعاً "المدرسة الواقعية"، وعملت طويلاً بالأسلوب "الانطباعي"، أما اليوم فأصبح اتجاهي أكثر ميلاً نحو "التجريد" و"التجريدية التعبيرية"، التي وجدت نفسي فيها أكثر، وبشكل عام أرى أن ريشة الفنان وأسلوبه في الرسم هي من أهم العناصر التي تحدد انتماءه إلى مدرسة فنية ما، بمعنى أنه لا يمكنه أن يختار مسبقاً مدرسته دون أن يجرب».


    من أعماله

    وبالنسبة للمواضيع التي تستهوي "حمو" فيرسمها في لوحاته، يقول: «منذ طفولتي كنت أتأمل الطبيعة من حولي وبأدق تفاصيلها، ففي الليل وفي غياب نور الكهرباء في قريتي البعيدة "موسكة" التابعة لناحية "راجو"، كنت أنظر إلى النجوم فأشعر باندماجي بها، وكانت حالة من الرهبة تصيبني في كثير من الأحيان، وفي النهار كنت أتأمل النباتات والجبال والينابيع في مختلف الفصول، حيث تتغير ألوانها وتتبدل تكويناتها بين الظل والنور والشمس والمطر وتحت الماء وغيرها، إضافة إلى اهتمامي بأشكال "المشغولات اليدوية" لجدات قريتي، والزخارف التي نقشها أجدادي على حجارة البيوت الريفية المقنطرة، كل هذه المشاهدات اليومية كان لها تأثير واضح في لوحاتي وأعمالي الفنية، لتظهر طبيعة قرى "عفرين" الجميلة في تجربتي الفنية كعنصر رئيسي فيها».

    وحول رأيه بواقع "الحركة التشكيلية" في "حلب"، يقول: «هي حركة شبه نشطة، فهناك عدد كبير من الأسماء الفنية اللامعة على مستوى "سورية" والعالم، لكن أغلبهم لم يأخذوا دورهم المناسب إعلامياً، أما الثقافة الفنية عموماً فهي غائبة في مجتمعنا، والسبب قد يعود إلى عدم وجود برامج فنية ضمن مدارسنا لتعليم الأجيال أهمية الفن وعلم الجمال وتأثيراته في المجتمع، ودخوله في مختلف مجالات الحياة، إضافة إلى أن النقد الفني في "حلب" ضعيف إلى حد كبير، فهناك حركة نقدية أدبية أكثر منها حركة نقدية فنية، وتسودها غالباً "المحاباة"، فإذا كان الفنان صديقاً للناقد، فإنه يكتب عنه ويهتم بمعارضه وأعماله والعكس صحيح».


    من أعماله

    وعن "عفرين" خصوصاً، يشير "حنيف" إلى أنها منطقة تشهد حركة فنية نشطة، ففيها العديد من الفنانين المبدعين والمميزين، وجمهورها تواق إلى مختلف أنواع الفنون وفي مقدمتها "الفن التشكيلي"، ويظهر ذلك من خلال زياراتهم للمعارض وتعطشهم لتعليمه لأطفالهم، ويضيف: «يوجد عشرات من الأطفال يتعلمون الرسم في المراسم والورشات الفنية الموجودة، على الرغم من أن المدرسين فيها غير متخصصين في تعليم الأطفال، وهذه نقطة مهمة يجب التركيز عليها، ولكن أعتقد أنه سيكون للكثيرين منهم مستقبلاً فنياً مشرقاً».

    وعن رسالته التي يحاول إيصالها إلى الجمهور عبر لوحاته، قال: «كل ما يهمني أن تشد أعمالي المتلقي وتعجبه، فحينها أدرك بأن رسالتي الفنية تحققت».


    الفنان حنيف حمو في لقائه بموقعنا

    أما الفنان التشكيلي "إبراهيم داوود" فيلخص تجربة "حمو" الفنية بالقول: «يعالج في أعماله العلاقة بين الإنسان والأرض والزيتون‏ والبيوت العتيقة، ليحمل مفردات العمل الفني التي استخدم فيها الأجواء الضبابية وحلق في أفق الواقع وأخذ جماليات اللون والتكوين، واستطاع الولوج إلى عالم اللوحة الذي وصل إلى درجة النضج، وأثبت نفسه من خلال أعماله فأخذ ذكرياته ومحبته لأرضه، فكان صدق أعماله من روحه وإحساسه، وكانت لوحاته هي نفسها "حنيف" بكل مفرداته وصدقه ضمن أسلوب "تعبيري" يقترب إلى "التجريد" في أكثر الحالات».‏

    يذكر أن الفنان "حنيف حمو" من مواليد 1956 في مدينة "القنيطرة"، من سكان "عفرين"، شارك في العديد من المعارض الجماعية وأقام العديد من المعارض الفردية، تم تكريمه في عدد من المناسبات كان آخرها في موقع "تيريج عفرين" الثقافي في عام 2010، هو مدّرس ورئيس قسم "معهد التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية" في "حلب"، كما درّس كأستاذ محاضر في كليتي "العمارة" و"الفنون الجميلة" في جامعة "حلب"، وأستاذ في مركز "فتحي محمد للفنون التشكيلية" في "حلب".
يعمل...
X