تصویر مذنب هايلي او الكواكب والمذنبات المشابهة
في حال استطاع قارئنا العربي في « فن التصوير » متابعة هذا الموضوع ودراسته جيداً قبل ظهور المذنب فإن باستطاعته حتماً أن يقوم بالاحتفاظ بصورة لمذنب هايلي من تصويره هو ، وهذه ستكون أكثر أهمية من أي صورة أخرى يحصل عليها من أي مصدر ثان ، خصوصاً وأننا سنضع بين يديه ما يجعل هذه العملية سهلة للغاية .
أما في حال مر « هايلي » دون تحقيق ذلك ، فيمكن الاستفادة من الموضوع لتصوير كواكب أخرى مشابهة ، معروفة أو طارئة .
يعتبر المذنب هايلي - اهم جسم قد يمر أمام عدسة الكاميرا وعلى رغم أنه عرف منذ ما قبل ايام القياصرة فإن زيارة هايلي هذا العام هي الثـانيـة فقط منذ إختراع التصوير ، والأولى منذ طورت الكاميرات والأفلام لتصبح بمتناول كل راغب في اخذ صور ناجحة للمذنب .
إن تصوير المذنب هايلي : يصبح ممكناً حالما يبدو للعيان وقد حدد بين منتصف کانون الأول ١٩٨٥ و ايار ١٩٨٦ ، ومن الطبيعي أن تمتلىء الصحف والمجلات ونشرات أخبار التلفزيون بصوره إلا أن ذلك ليس بديلا لأخذ صور خاصة تمنحك رابطاً شخصيا بالتاريخ انها فرصة فريدة تتم باستعمال أي كاميرا ذات عدسة جيدة ، على أن تنميز بالقدرة على اخذ لقطات طويلة الوقت ولا يبقى سوى ايجاد المكان المناسب لتصوير هايلي ، منه .
- الحرباء الفلكية
في العام ١٩٨٦ يقترب هذا المذنب الشهير من الشمس للمرة التاسعة والعشرين في التاريخ المدون ، الأمر الذي يكرره كل ٧٦ عاما أما شكله فهو كالحرباء وهو يتفاعل مع الشمس بالتحول من كتلة صغيرة متجمدة إلى جسم ضخم شديد التوهج .
وتتبخر المواد المتجمدة في نواة المذنب لتنتج سحابة هائلة من الغازات وذرات الغبار ، مشكلة غشاوة ضبابية حول النواة ويساعد ذلك في جعل المذنب يبدو ضخماً للغاية ، وعلى رغم أن طول نواة هايلي قد يزيد على ٢ أو ۳ كيلومترات ، فان غشاوته الضبابية قد تمتد في شكل كروي يبلغ قطره ٤٠٠ ألف كيلومتر ، أي ما يفوق الكثير من الكواكب .
كما تساعد الشمس في ابراز ذنيه وهو الظاهرة التي تحوله الى منظر فلكي رائع وجذاب وفي الواقع فإن المذنبات سميت كذلك بسبب هذه الظاهرة الفريدة التي تتميز بها ويتكون الذنب من الغبار الذي قد يمتد خلف الرأس على شكل مقوس الى مسافة ملايين الكيلومترات وذلك لدى اقتراب المذنب من الشمس .
إما إسم . هايلي ، فيعود الى اقتراح للفلكي البريطاني ادموند هايلي ، وهو صديق اسحق نيوتن بان المذنبات تتبع مدارات قد تكون بيضوية الشكل ومطولة جدا وكان هايلي قد عاين مذنباً عام ١٦٨٢ ، وبناء على قانون الجاذبية لنيوتن ، ظن انه يسير في مدار حول الشمس ولدي دراسته للسجلات السابقة اكتشف ان مذنبات الأعوام ١٤٥٦ و ١٥٣١ و ١٦٠٧ سارت في مدارات مماثلة ، فكانت تظهر كل ٧٥ أو ٧٦ عاماً .
وبناء على ذلك تنبأ أن يظهر مذنب ١٦٨٢ مجدداً عام ١٧٥٨ ولم يعش هايلي فيرى أن المذنب عاد حقا وصار بذلك أول مذنب دوري معروف وأطلق عليه اسم مذنب هايلي منذ ذلك الحين .
هذا وقد أصبح بالامكان معاينة هايلي بالعين المجردة خلال هذه الأيام من ايار ، ١٩٨٦ . وفي غضون هذه الفترة تكفي كاميرا عاكسة ( SLR ) ذات عدسة عادية ٥٠ ملم أو أكبر لتصوير هايلي على افتراض أنه يجر ذنباً هائلاً ونحتاج الى عدسة كبيرة ٢٠٠ ملم أو أكبر لتصوير رأس المذنب ومن الضروري أيضا اختيار الفيلم والمكان المناسبين كما يجب اتخاذ الاجراءات المناسبة للتمكن من أخذ تعريضات طويلة أكثر من العادة .
أما بالنسبة للأفلام فان سرعة ٤٠٠ آزا في الاختيار المناسب لتصوير هايلي . وهي تتضمن افلام كوداکولور ، في ار ٤٠٠ للصور بالألوان ، وأفلام كوداك اکتاکروم ٤٠٠ للسلايدات و افلام كوداك ( Tri - Pan ) للصور بالأبيض والأسود . كما يمكن استعمال افلام كوداكولور في أن ۱۰۰۰ ، ذات سرعة ۱۰۰۰ آزا ، ولكنها لن تجدي كثيراً للتعـريـضـات الطويلة . ففي تعريضات تزيد على عشر ثوان . مثلا فإن السرعة الفعلية لفيلم كوداكولور ، في أر 400 . هي تقريباً ذات سرعة فيلم ، في از ۱۰۰۰ . ، فيما يتمتع فيلم ٤٠٠ آزا بنقاوة الفضل ويتنبا الفلكيون أن ظهور هايلي هذه المرة سيكون باهتاً ، فإن صحت توقعاتهم وجب اخذ تعريضات قد تمتد الى دقائق عدة .
هذا وباستعمال فتحة العدسة / ٢،٨ وفیلم سرعة متوسطة - أو سريعة - فان تعريضات من دقيقة الى ۲۰ دقيقة قد تصبح ضرورية أما إذا كان المذنب متوهجاً فإن التعريضات تقتصر على بضع ثوان - ثانية أو ٢ او ٤ او ٨ او ١٥ او ۳۰ - .
هذا ومن الضروري اختيار مكان منقشع الرؤية ومعتم قدر المستطاع للحفاظ على تباين قوي
بين السماء السوداء والمذنب المتوهج .
- في حال مروره
هذا وفي حـال مـر هـذا المذنب ، فيكون قد انقضى الأمر بحيث لن يظهر في سمائنا إلا مرة كل ٧٦ سنة ، ولا نظن ان
أحداً منا سيستطيع تصويره عند مروره ثانية ولكننا نتحدث عن سبل تصويره على أمل أننا قد نجد أنفسنا في يوم من الأيام في مواجهة حدث فضائي آخر لمذنب او كوكب مختلف ربما فاذا تقيدنا بالارشادات البسيطة مما سنورده في هذا المقال يصبح بمقدورنا التقاط صور واقعة للمذئب بكاميرا ( SLR ) ٣٥ ملم وعدسة تيليفوتو ١٣٥ ملم عادية - أو عدسة زوم بنفس الطول البؤري - وواحد من الأفلام السريعة لن نحتاج الى عدسات تيليفوتو بالغة الطول او تيليسكوبات ذات حاملات استوائية خاصة أو شيء من هذا القبيل رغم أهمية وجود ركيزة ثلاثية الأرجل صامدة مع رأس تمبيل وتدوير ، ورأس تمييل اضافي و ، إطار تسديد بيتي الصنع او مشتري من مخزن ، مع أو بدون وصلة مجال توقيع ( Spotting scope ) صغيرة .
- تصوير المذنب
هذا وبالنسبة لمعظم المصورين الفوتوغرافيين سوف يكون التقاط الصور الجيدة للمذنب شيئاً رائعاً , الا انه فرصة فالتقاط مشحونة بالتحديات الصور للنجوم والاشياء الأخرى في السماء الليلية فيما عدا القمر - بـاديء الأمر يتطلب تعريضات ضوئية زمنية معنى هذا انه حتى مع أسرع العدسات والأفلام نبقى بحاجة لفتح المغلاق على ( B ) وإجـراء تعريض ضوئي يتراوح بين نصف دقيقة حتى ٣ الى ٤ دقائق إذا كانت العدسة معتدلة السرعة هذا ، وعند أخذ تعريض ضوئی زمني للنجوم والمذنب ، يجب أن نتابع هذه المواضيع عمليا ، أي بتحريك الكاميرا ، لأن الأرض تدور والنجوم تتحرك من الشرق الى الغرب .
فاذا لم تفعل ذلك فإن النجوم والمذنب ستتسجل كمجرد خطوط على الفيلم وتضيع تفاصيل المذنب .
في الناحية النموذجية يجب العمل كالفلكيين باستعمال حامل تيلسكوب فلکی مع دافع ساعة ( Clock drive ) يدير العدسة والكاميرا ـ أو التيلسكوب - ليمارس التصحيح لحركة الأرض . مع ذلك يمكن إنجاز عمل جيد باستعمال قليل من الأدوات البسيطة جدا وزهيدة الثمن ، تصنع من قطع يسهل الحصول عليها من مخازن بيع ملحقات الكاميرا ، الفكرة كلها هي أن نصنع إطاراً للكاميرا تستطيع تحريكه بلطف ، دونما دافع ساعة حتى تلاحق المذنب خلال التعريض الضوئي الزمني هذا وعلى الرغم من أن الملاحقة الأساسية لا تستدعي غير محور مائل واحد نبقى بحاجة الى رأس تمبيل وتحريف آخر على قمة الركيزة ثلاثية الأرجل حتى نتمكن من تصويب الكاميرا للعثور على نجوم تعتمدها كمرجـع وعلى المذنب وحـالـمـا نمبل رأس الركيزة أمام النجم القطبي ينبغي إقفال ضوابط التعبيـل والتحريف هذا وحالما تنتهي من اعداد رأس الركيزة ذات المحورين ، تركب الكاميرا على اطار واسع فاسحين المجـال لتركيب تيليسكوب صغير او قضيب تسديد بسيط ، على التيلسكوب أن يتميز بشعر تعامد ( Crosshaivs ) أو بدائرة في وسط عدسة العين بحيث تستطيع أن نلاحق المذنب والنجوم القريبة بدقة والتيلسكوب مفضل طالما أنه يعطي صورة مكبرة ثم عند اجـراء التعريض الضوئي الحقيقي نستطيـع مـلاحـقـة المذنب - أو النجوم - عن طريق دفع إطار الكاميرا بلطف شديد بينما كل من الكاميرا والتيلسكوب متصلة به المقصود هنا هو المحافظة على المذنب وسط المنظر الذي يعطيه التيلسكوب أو على النقطة البيضاء من قضيب التسديد ، ومع عدسة ١٣٥ ملم يجب القيام بهذا العمل كل دقائق معدودات .
التعريضات الضوئية القصيرة التي استدعتها الضرورة لالتقاط صور مذنب هالي مع السلام وعدسات اليوم السريعة تجعلنا قادرين على العمل بكل بساطة مع إطار كاميرا بسيط ووسيلة تساعد على التصويب وضع رأس الركيزة ذي المحورين .
- العدسات المطلوبة
يجب التخلي عن عدسة التيليفوتو بالغة الطول باديء ذي بده . وذلك أنها لن تغطي زاوية كافية الاتساع لتصوير الطول الكلي للمذنب ثانيا ، تستطيع الاستغناء عن عدسة التيليفتوتو بالغة السرعة . فكل ما نحتاجه هو عدسة ذات فتحة قصوى تبلغ ف ۳.۵ او أسرع ، والعدسة النموذجية ربما هي تلك القديمة المعروفة ١٣٥ ملم ف / ۲،۸ إحتل مذنب هالي زاوية مشاهدة بلغت ما بين ٥ و ٧ درجات تقريباً مما يعني أن العدسات ذات الطول البؤري ٤٠٠ ملم لا تستطيع تسجيل المذنب كله على
فیلم .
اسوا من هذا أن عدسات التيليفوتو بالغة الطول تزداد صعوبة الملاحقة الدقيقة بها أكثر بكثير ، وبالتالي فقد تتسجل أية نجوم في السماء كمجرد لطخات قصيرة في الصورة مع ذلك واذا كانت لدينا عدسة أسرع سنتمكن من العمل بفترات تعريض ضوئي اقصر ، الأمر الذي يجعل الملاحقة أسهل الى حد ما .
- ماذا عن العدسة العادية - ٥٠ الى ٥٥ ملم ـ في كاميرا ال ( SLR ) .
أن هذه العدسة أيضاً ممكنة الاستعمال تماماً لأخذ صور للمذنب صحيح أن صورة المذنب ستكون أصغر بكثير على الفيلم ، ولكن يمكن تكبيرها داخل الغرفة المظلمة فيما بعد . بل وقد تؤمن عدسة ال ٥٠ ملم فائدة خاصة في حقيقة الأمر . فاذا قصرت التعريضات الضوئية على أقل من ٣٠ ثانية ـ وهو ما نستطيعه مع عدسة ف/ ۲ أو أسرع مع فيلم سرعة ۱۰۰۰ مدفوعا وقفة واحدة - لا يصبح عليناملاحقة النجوم إطلاقا . يكفي أن تبقي الكاميرا ساكنة على ركيزة ثلاثية الأرجل أثناء التعر يض الضوئي أما أي طول بؤري أطول فسينبغي ارشاده اثناء التعريض الضوئي .
- الفيلم المناسب
اختيار الفيلم مسالة سهلة جداً فعدا عن الأفلام التي سبق ذكرها يكفي أن نستعمل أسرع فیلم تستطيع العثور عليه مع ذلك قد يحدث لبعض الأفلام الملونة أن تسبب تحولا لونياً عندما تستعمل لتصوير أهداف قائمة كالمذنب ، بفترات تعريض ضوئي طويلة وسنقدم جدولا حول بعض أفضل الأفلام المعروفة والتحولات اللونية التي يمكن توقعها على أننا نستطيع دائماً أن تعوض عن هذا التحول فيما بعد ، وذلك بتصحيح التوازن
اللوني لأفلام السلبية الملونة عند الطبع أو باستعمال محاليل ملونة في ناسخ سلايد . كذلك يمكن لأفلام السلبية السوداء ـ البيضاء بالغة السرعة أن تثبت فعالية مدهشة طالما ان المذنب أبيض صرف فيما عدا قليل من اللون في الذيل ربما .
عندما تنتهي من إعداد الكاميرا على ركيزتنا ثلاثية الأرجل نتمرن اولا على ملاحقة المذنب او احدى النجوم القريبة طيلة دقائق معدودات نأخذ وقتنا ، طالما أن المذنب يبقى طويلا في الأجواء ويعود الى الظهور مرات متعددة خلال فترة مروره بجوار كوكب الأرض . من هنا ، نقترح اجراء عدد من التعريضات الضوئية التجريبية تم الكشف على النتائج بينما المجال ما يزال متوفراً للعودة الى الالتقاط من جديد نشير هنا إلى أن فيلم السلبية الأسود والأبيض هو اختيار رائع طالما أننا نستطيع تظهيره بأنفسنا وبسهولة حيث تتاح هكذا فرصة تتفحص السلبيات للاطلاع على جودتها .
- كيف تتأهب لتصوير المذنب
١ - إبحث عن موقع بعيد عن المدينة من المستحسن أن يوفر لك مشاهدة واضحة للأفق
الجنوبي .
٢ - إستعن بركيزة ثلاثية الأرجل صامدة وثقيلة الوزن وبالرأس ذي المحورين - او تركيبة تيليسكوب استوائي .
٣ - إعمل بعدسة سريعة يستحسن أن تكون ذات طول بؤري بين ١٠٠ و ١٥٠ ملم .
٤ - اعمل بفيلم سریع ، ۱۰۰۰ آزا وصعوداً .
ه - جهز الكاميرا بتيلسكوب ارشاد أو قضيب تصويب .
٦ - اعمل بسلك التقاط يقفل بينما قرص المغلاق على موقع ( B ) .
۷ - جهز الرأس بحيث يكون المحور الرئيسي موجها نحو القطب الشمالي أو الجنوبي في السماء .
۸ - تمرن بلطف محركا الكاميرا لتبقيها مصوبة على المذنب أو على نجمة مجاورة .
٩ - اصنع سلسلة من التعريضات الضوئية بادئاً من ١٥ ثانية تقريباً وصعوداً حتى ٣ أو ٤ ثوان - ضاعف فترة التعريض الضوئي لكل خطوة لاحقة .
۱۰ - خذ ملحوظات حـول المواقع التي أعددتها للتصوير وأخرى حول الوقت وفترة التعريضات الضوئية ، والعدسة والفتحة ، والفيلم المستعمل . ١١ - إعمل على ارشاد الكاميرا والتيلسكوب باستمرار ، بحيث أن النجم أو المذنب الذي تلاحقه يظهر ساكنا⏹
في حال استطاع قارئنا العربي في « فن التصوير » متابعة هذا الموضوع ودراسته جيداً قبل ظهور المذنب فإن باستطاعته حتماً أن يقوم بالاحتفاظ بصورة لمذنب هايلي من تصويره هو ، وهذه ستكون أكثر أهمية من أي صورة أخرى يحصل عليها من أي مصدر ثان ، خصوصاً وأننا سنضع بين يديه ما يجعل هذه العملية سهلة للغاية .
أما في حال مر « هايلي » دون تحقيق ذلك ، فيمكن الاستفادة من الموضوع لتصوير كواكب أخرى مشابهة ، معروفة أو طارئة .
يعتبر المذنب هايلي - اهم جسم قد يمر أمام عدسة الكاميرا وعلى رغم أنه عرف منذ ما قبل ايام القياصرة فإن زيارة هايلي هذا العام هي الثـانيـة فقط منذ إختراع التصوير ، والأولى منذ طورت الكاميرات والأفلام لتصبح بمتناول كل راغب في اخذ صور ناجحة للمذنب .
إن تصوير المذنب هايلي : يصبح ممكناً حالما يبدو للعيان وقد حدد بين منتصف کانون الأول ١٩٨٥ و ايار ١٩٨٦ ، ومن الطبيعي أن تمتلىء الصحف والمجلات ونشرات أخبار التلفزيون بصوره إلا أن ذلك ليس بديلا لأخذ صور خاصة تمنحك رابطاً شخصيا بالتاريخ انها فرصة فريدة تتم باستعمال أي كاميرا ذات عدسة جيدة ، على أن تنميز بالقدرة على اخذ لقطات طويلة الوقت ولا يبقى سوى ايجاد المكان المناسب لتصوير هايلي ، منه .
- الحرباء الفلكية
في العام ١٩٨٦ يقترب هذا المذنب الشهير من الشمس للمرة التاسعة والعشرين في التاريخ المدون ، الأمر الذي يكرره كل ٧٦ عاما أما شكله فهو كالحرباء وهو يتفاعل مع الشمس بالتحول من كتلة صغيرة متجمدة إلى جسم ضخم شديد التوهج .
وتتبخر المواد المتجمدة في نواة المذنب لتنتج سحابة هائلة من الغازات وذرات الغبار ، مشكلة غشاوة ضبابية حول النواة ويساعد ذلك في جعل المذنب يبدو ضخماً للغاية ، وعلى رغم أن طول نواة هايلي قد يزيد على ٢ أو ۳ كيلومترات ، فان غشاوته الضبابية قد تمتد في شكل كروي يبلغ قطره ٤٠٠ ألف كيلومتر ، أي ما يفوق الكثير من الكواكب .
كما تساعد الشمس في ابراز ذنيه وهو الظاهرة التي تحوله الى منظر فلكي رائع وجذاب وفي الواقع فإن المذنبات سميت كذلك بسبب هذه الظاهرة الفريدة التي تتميز بها ويتكون الذنب من الغبار الذي قد يمتد خلف الرأس على شكل مقوس الى مسافة ملايين الكيلومترات وذلك لدى اقتراب المذنب من الشمس .
إما إسم . هايلي ، فيعود الى اقتراح للفلكي البريطاني ادموند هايلي ، وهو صديق اسحق نيوتن بان المذنبات تتبع مدارات قد تكون بيضوية الشكل ومطولة جدا وكان هايلي قد عاين مذنباً عام ١٦٨٢ ، وبناء على قانون الجاذبية لنيوتن ، ظن انه يسير في مدار حول الشمس ولدي دراسته للسجلات السابقة اكتشف ان مذنبات الأعوام ١٤٥٦ و ١٥٣١ و ١٦٠٧ سارت في مدارات مماثلة ، فكانت تظهر كل ٧٥ أو ٧٦ عاماً .
وبناء على ذلك تنبأ أن يظهر مذنب ١٦٨٢ مجدداً عام ١٧٥٨ ولم يعش هايلي فيرى أن المذنب عاد حقا وصار بذلك أول مذنب دوري معروف وأطلق عليه اسم مذنب هايلي منذ ذلك الحين .
هذا وقد أصبح بالامكان معاينة هايلي بالعين المجردة خلال هذه الأيام من ايار ، ١٩٨٦ . وفي غضون هذه الفترة تكفي كاميرا عاكسة ( SLR ) ذات عدسة عادية ٥٠ ملم أو أكبر لتصوير هايلي على افتراض أنه يجر ذنباً هائلاً ونحتاج الى عدسة كبيرة ٢٠٠ ملم أو أكبر لتصوير رأس المذنب ومن الضروري أيضا اختيار الفيلم والمكان المناسبين كما يجب اتخاذ الاجراءات المناسبة للتمكن من أخذ تعريضات طويلة أكثر من العادة .
أما بالنسبة للأفلام فان سرعة ٤٠٠ آزا في الاختيار المناسب لتصوير هايلي . وهي تتضمن افلام كوداکولور ، في ار ٤٠٠ للصور بالألوان ، وأفلام كوداك اکتاکروم ٤٠٠ للسلايدات و افلام كوداك ( Tri - Pan ) للصور بالأبيض والأسود . كما يمكن استعمال افلام كوداكولور في أن ۱۰۰۰ ، ذات سرعة ۱۰۰۰ آزا ، ولكنها لن تجدي كثيراً للتعـريـضـات الطويلة . ففي تعريضات تزيد على عشر ثوان . مثلا فإن السرعة الفعلية لفيلم كوداكولور ، في أر 400 . هي تقريباً ذات سرعة فيلم ، في از ۱۰۰۰ . ، فيما يتمتع فيلم ٤٠٠ آزا بنقاوة الفضل ويتنبا الفلكيون أن ظهور هايلي هذه المرة سيكون باهتاً ، فإن صحت توقعاتهم وجب اخذ تعريضات قد تمتد الى دقائق عدة .
هذا وباستعمال فتحة العدسة / ٢،٨ وفیلم سرعة متوسطة - أو سريعة - فان تعريضات من دقيقة الى ۲۰ دقيقة قد تصبح ضرورية أما إذا كان المذنب متوهجاً فإن التعريضات تقتصر على بضع ثوان - ثانية أو ٢ او ٤ او ٨ او ١٥ او ۳۰ - .
هذا ومن الضروري اختيار مكان منقشع الرؤية ومعتم قدر المستطاع للحفاظ على تباين قوي
بين السماء السوداء والمذنب المتوهج .
- في حال مروره
هذا وفي حـال مـر هـذا المذنب ، فيكون قد انقضى الأمر بحيث لن يظهر في سمائنا إلا مرة كل ٧٦ سنة ، ولا نظن ان
أحداً منا سيستطيع تصويره عند مروره ثانية ولكننا نتحدث عن سبل تصويره على أمل أننا قد نجد أنفسنا في يوم من الأيام في مواجهة حدث فضائي آخر لمذنب او كوكب مختلف ربما فاذا تقيدنا بالارشادات البسيطة مما سنورده في هذا المقال يصبح بمقدورنا التقاط صور واقعة للمذئب بكاميرا ( SLR ) ٣٥ ملم وعدسة تيليفوتو ١٣٥ ملم عادية - أو عدسة زوم بنفس الطول البؤري - وواحد من الأفلام السريعة لن نحتاج الى عدسات تيليفوتو بالغة الطول او تيليسكوبات ذات حاملات استوائية خاصة أو شيء من هذا القبيل رغم أهمية وجود ركيزة ثلاثية الأرجل صامدة مع رأس تمبيل وتدوير ، ورأس تمييل اضافي و ، إطار تسديد بيتي الصنع او مشتري من مخزن ، مع أو بدون وصلة مجال توقيع ( Spotting scope ) صغيرة .
- تصوير المذنب
هذا وبالنسبة لمعظم المصورين الفوتوغرافيين سوف يكون التقاط الصور الجيدة للمذنب شيئاً رائعاً , الا انه فرصة فالتقاط مشحونة بالتحديات الصور للنجوم والاشياء الأخرى في السماء الليلية فيما عدا القمر - بـاديء الأمر يتطلب تعريضات ضوئية زمنية معنى هذا انه حتى مع أسرع العدسات والأفلام نبقى بحاجة لفتح المغلاق على ( B ) وإجـراء تعريض ضوئي يتراوح بين نصف دقيقة حتى ٣ الى ٤ دقائق إذا كانت العدسة معتدلة السرعة هذا ، وعند أخذ تعريض ضوئی زمني للنجوم والمذنب ، يجب أن نتابع هذه المواضيع عمليا ، أي بتحريك الكاميرا ، لأن الأرض تدور والنجوم تتحرك من الشرق الى الغرب .
فاذا لم تفعل ذلك فإن النجوم والمذنب ستتسجل كمجرد خطوط على الفيلم وتضيع تفاصيل المذنب .
في الناحية النموذجية يجب العمل كالفلكيين باستعمال حامل تيلسكوب فلکی مع دافع ساعة ( Clock drive ) يدير العدسة والكاميرا ـ أو التيلسكوب - ليمارس التصحيح لحركة الأرض . مع ذلك يمكن إنجاز عمل جيد باستعمال قليل من الأدوات البسيطة جدا وزهيدة الثمن ، تصنع من قطع يسهل الحصول عليها من مخازن بيع ملحقات الكاميرا ، الفكرة كلها هي أن نصنع إطاراً للكاميرا تستطيع تحريكه بلطف ، دونما دافع ساعة حتى تلاحق المذنب خلال التعريض الضوئي الزمني هذا وعلى الرغم من أن الملاحقة الأساسية لا تستدعي غير محور مائل واحد نبقى بحاجة الى رأس تمبيل وتحريف آخر على قمة الركيزة ثلاثية الأرجل حتى نتمكن من تصويب الكاميرا للعثور على نجوم تعتمدها كمرجـع وعلى المذنب وحـالـمـا نمبل رأس الركيزة أمام النجم القطبي ينبغي إقفال ضوابط التعبيـل والتحريف هذا وحالما تنتهي من اعداد رأس الركيزة ذات المحورين ، تركب الكاميرا على اطار واسع فاسحين المجـال لتركيب تيليسكوب صغير او قضيب تسديد بسيط ، على التيلسكوب أن يتميز بشعر تعامد ( Crosshaivs ) أو بدائرة في وسط عدسة العين بحيث تستطيع أن نلاحق المذنب والنجوم القريبة بدقة والتيلسكوب مفضل طالما أنه يعطي صورة مكبرة ثم عند اجـراء التعريض الضوئي الحقيقي نستطيـع مـلاحـقـة المذنب - أو النجوم - عن طريق دفع إطار الكاميرا بلطف شديد بينما كل من الكاميرا والتيلسكوب متصلة به المقصود هنا هو المحافظة على المذنب وسط المنظر الذي يعطيه التيلسكوب أو على النقطة البيضاء من قضيب التسديد ، ومع عدسة ١٣٥ ملم يجب القيام بهذا العمل كل دقائق معدودات .
التعريضات الضوئية القصيرة التي استدعتها الضرورة لالتقاط صور مذنب هالي مع السلام وعدسات اليوم السريعة تجعلنا قادرين على العمل بكل بساطة مع إطار كاميرا بسيط ووسيلة تساعد على التصويب وضع رأس الركيزة ذي المحورين .
- العدسات المطلوبة
يجب التخلي عن عدسة التيليفوتو بالغة الطول باديء ذي بده . وذلك أنها لن تغطي زاوية كافية الاتساع لتصوير الطول الكلي للمذنب ثانيا ، تستطيع الاستغناء عن عدسة التيليفتوتو بالغة السرعة . فكل ما نحتاجه هو عدسة ذات فتحة قصوى تبلغ ف ۳.۵ او أسرع ، والعدسة النموذجية ربما هي تلك القديمة المعروفة ١٣٥ ملم ف / ۲،۸ إحتل مذنب هالي زاوية مشاهدة بلغت ما بين ٥ و ٧ درجات تقريباً مما يعني أن العدسات ذات الطول البؤري ٤٠٠ ملم لا تستطيع تسجيل المذنب كله على
فیلم .
اسوا من هذا أن عدسات التيليفوتو بالغة الطول تزداد صعوبة الملاحقة الدقيقة بها أكثر بكثير ، وبالتالي فقد تتسجل أية نجوم في السماء كمجرد لطخات قصيرة في الصورة مع ذلك واذا كانت لدينا عدسة أسرع سنتمكن من العمل بفترات تعريض ضوئي اقصر ، الأمر الذي يجعل الملاحقة أسهل الى حد ما .
- ماذا عن العدسة العادية - ٥٠ الى ٥٥ ملم ـ في كاميرا ال ( SLR ) .
أن هذه العدسة أيضاً ممكنة الاستعمال تماماً لأخذ صور للمذنب صحيح أن صورة المذنب ستكون أصغر بكثير على الفيلم ، ولكن يمكن تكبيرها داخل الغرفة المظلمة فيما بعد . بل وقد تؤمن عدسة ال ٥٠ ملم فائدة خاصة في حقيقة الأمر . فاذا قصرت التعريضات الضوئية على أقل من ٣٠ ثانية ـ وهو ما نستطيعه مع عدسة ف/ ۲ أو أسرع مع فيلم سرعة ۱۰۰۰ مدفوعا وقفة واحدة - لا يصبح عليناملاحقة النجوم إطلاقا . يكفي أن تبقي الكاميرا ساكنة على ركيزة ثلاثية الأرجل أثناء التعر يض الضوئي أما أي طول بؤري أطول فسينبغي ارشاده اثناء التعريض الضوئي .
- الفيلم المناسب
اختيار الفيلم مسالة سهلة جداً فعدا عن الأفلام التي سبق ذكرها يكفي أن نستعمل أسرع فیلم تستطيع العثور عليه مع ذلك قد يحدث لبعض الأفلام الملونة أن تسبب تحولا لونياً عندما تستعمل لتصوير أهداف قائمة كالمذنب ، بفترات تعريض ضوئي طويلة وسنقدم جدولا حول بعض أفضل الأفلام المعروفة والتحولات اللونية التي يمكن توقعها على أننا نستطيع دائماً أن تعوض عن هذا التحول فيما بعد ، وذلك بتصحيح التوازن
اللوني لأفلام السلبية الملونة عند الطبع أو باستعمال محاليل ملونة في ناسخ سلايد . كذلك يمكن لأفلام السلبية السوداء ـ البيضاء بالغة السرعة أن تثبت فعالية مدهشة طالما ان المذنب أبيض صرف فيما عدا قليل من اللون في الذيل ربما .
عندما تنتهي من إعداد الكاميرا على ركيزتنا ثلاثية الأرجل نتمرن اولا على ملاحقة المذنب او احدى النجوم القريبة طيلة دقائق معدودات نأخذ وقتنا ، طالما أن المذنب يبقى طويلا في الأجواء ويعود الى الظهور مرات متعددة خلال فترة مروره بجوار كوكب الأرض . من هنا ، نقترح اجراء عدد من التعريضات الضوئية التجريبية تم الكشف على النتائج بينما المجال ما يزال متوفراً للعودة الى الالتقاط من جديد نشير هنا إلى أن فيلم السلبية الأسود والأبيض هو اختيار رائع طالما أننا نستطيع تظهيره بأنفسنا وبسهولة حيث تتاح هكذا فرصة تتفحص السلبيات للاطلاع على جودتها .
- كيف تتأهب لتصوير المذنب
١ - إبحث عن موقع بعيد عن المدينة من المستحسن أن يوفر لك مشاهدة واضحة للأفق
الجنوبي .
٢ - إستعن بركيزة ثلاثية الأرجل صامدة وثقيلة الوزن وبالرأس ذي المحورين - او تركيبة تيليسكوب استوائي .
٣ - إعمل بعدسة سريعة يستحسن أن تكون ذات طول بؤري بين ١٠٠ و ١٥٠ ملم .
٤ - اعمل بفيلم سریع ، ۱۰۰۰ آزا وصعوداً .
ه - جهز الكاميرا بتيلسكوب ارشاد أو قضيب تصويب .
٦ - اعمل بسلك التقاط يقفل بينما قرص المغلاق على موقع ( B ) .
۷ - جهز الرأس بحيث يكون المحور الرئيسي موجها نحو القطب الشمالي أو الجنوبي في السماء .
۸ - تمرن بلطف محركا الكاميرا لتبقيها مصوبة على المذنب أو على نجمة مجاورة .
٩ - اصنع سلسلة من التعريضات الضوئية بادئاً من ١٥ ثانية تقريباً وصعوداً حتى ٣ أو ٤ ثوان - ضاعف فترة التعريض الضوئي لكل خطوة لاحقة .
۱۰ - خذ ملحوظات حـول المواقع التي أعددتها للتصوير وأخرى حول الوقت وفترة التعريضات الضوئية ، والعدسة والفتحة ، والفيلم المستعمل . ١١ - إعمل على ارشاد الكاميرا والتيلسكوب باستمرار ، بحيث أن النجم أو المذنب الذي تلاحقه يظهر ساكنا⏹
تعليق