لويس التاسع(القديس)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لويس التاسع(القديس)

    لويس تاسع اقديس Louis IX (Saint Louis) - Louis IX
    لويس التاسع أو القديس

    (1214ـ 1270م)



    ولد لويس التاسع Louis IX في يوم عيد القديس مرقس الإنجيلي، كان والده ملك فرنسا لويس الثامن، وأمه الملكة بلانش، وهي إسبانية الأصل (قشتالية)، وقد نشأ نشأة دينية منذ صغره بفضل توجيهات والدته، ولم يلبث أن فاق والدته في الصلاح والتقوى، فلقب القديس.


    وصوله إلى عرش فرنسا

    توفي ملك فرنسا لويس الثامن فجأة بعد حكم دام ثلاث سنوات (1223- 1226) فتوج ابنه الصغير لويس التاسع ملكاً على فرنسا تحت وصاية والدته، وكان عمره آنذاك اثني عشر عاماً. وقد استغل كبار الإقطاعيين صغر سن الملك، ووصاية أمه، وتآمروا عليه بالاشتراك مع ملك إنكلترا هنري الثالث Henry III، وذلك من أجل الحد من نفوذ الملكية المتزايد، لكن تلك المؤامرات أخفقت بفضل حزم الملكة الوالدة، ومساندة البابوية للسلطة الملكية في فرنسا، وهكذا استمرت الأوضاع حتى انتهت فترة الوصاية سنة 1235م.

    سياسته الداخلية

    حرص الملك لويس التاسع على احترام حقوق أتباعه vassales من كبار الأمراء الإقطاعيين، في الوقت الذي احتفظ بسلطانه الملكي وحقوقه العليا في السيادة على الدولة.

    وقد امتاز عهده بإصلاحات متعددة في النواحي الإدارية والقضائية والمالية، إذ طور النظم القديمة التي كانت سائدة، وكي يتأكد من حسن سير الجهاز الحكومي، دأب على إرسال مندوبين ملكيين لسماع شكاوى الأهالي، والتحقيق فيها، فضلاً عن التفتيش على الحكام المحليين، مما جعلهم شديدي الشبه بالمبعوثين الملكيين أيام شارلمان. كما تمسك بحقه في أن تستأنف أمامه القضايا كافة، على أن يكون رأيه نهائياً وملزماً حتى على كبار الإقطاعيين.

    أما من الناحية المالية، فقد جعل العملة الملكية صالحة للتداول في كل أنحاء فرنسا، في حين أن العملات الخاصة بكبار الأمراء الإقطاعيين لا تسري صلاحيتها إلا في إقطاعاتهم وحدها.

    كذلك اهتم لويس التاسع برعاية التجارة وحماية الكومونات (الإدارات المحلية الصغرى)، ونشر الأمن والسلام.

    أما سياسته تجاه الكنيسة، فقد عمل على حمايتها من جشع الأمراء والموظفين الملكيين، وفي الوقت نفسه تمسك بحقوق الملكية تجاه الكنيسة كاملة غير منقوصة.

    سياسته الخارجية

    عمل لويس التاسع على مسالمة ملك إنكلترا هنري الثالث، وقد أدت سياسة المسالمة هذه إلى إقرار صلح باريس بين فرنسا وإنكلترا سنة 1259م، بعد فترة طويلة من الحروب المتقطعة بين الدولتين، كما أدت تلك السياسة إلى نزول هنري الثالث عن حقوقه الاسمية في كثير من المقاطعات الإنكليزية الموجودة في فرنسا، في حين تؤدي بقية المقاطعات الإنكليزية الأخرى (الموجودة في فرنسا) جميع فروض التبعية لملك فرنسا، وتتعهد بعدم المشاركة في أي ثورة ضده.

    اتسمت سياسة لويس التاسع الخارجية عموماً بطابع المسالمة، فلم يحاول استغلال الظروف السيئة التي أحاطت ببيت هوهنشتاوفن Hohenstaufen لتحقيق مكاسب خاصة، كما رفض أن يقحم نفسه في النـزاع بين البابوية والامبراطورية، فضلاً عن أنه لم يفكر في استغلال سوء أحوال إنكلترا ليعتدي على أملاكها في فرنسا، ويمكن القول إن هذه السياسة إضافة إلى سوء الأوضاع التي كانت تمر فيها أوربا آنذاك، جعلت من فرنسا في أواخر عهد لويس التاسع، أقوى دولة في أوربا.

    دوره في الحروب الصليبية

    قام الملك لويس التاسع بقيادة الحملة الصليبية المشهورة، المعروفة بالحملة السابعة التي جاءت رداً على استرداد المسلمين بيت المقدس سنة 642هـ/1244م، وبعد ثلاث سنوات من الاستعداد للحملة، أبحر الملك الفرنسي إلى الشرق سنة 1248م، قاصداً مصر (بالرغم من معارضة والدته ونصح وزرائه) وذلك بعد أن اقتنع الصليبيون بأن مصر هي المفتاح المؤدي إلى بيت المقدس.وقد اصطحب معه زوجته وأخويه، فضلاً عن عدد آخر من كبار الأمراء الفرنسيين وصغارهم، وكانت نتيجة تلك الحملة انهزام الجيش الصليبي، ووقوع لويس التاسع أسيراً في أيدي المسلمين في معركة المنصورة، ولم يطلق سراحه إلا بعد دفع فدية ضخمة.ومن الجدير بالذكر أن الحملة السابعة ترافقت مع سقوط الدولة الأيوبية وقيام دولة المماليك، كما ترافقت تلك الحملة مع ظهور المغول واقترابهم من الدولة العربية الإسلامية.

    وبعد عودة لويس التاسع إلى فرنسا، انشغل في إصلاحاته الداخلية، وفي أواخر أيامه أخذ يفكر في القيام بحملة صليبية جديدة، وكانت وجهته شمالي إفريقيا هذه المرة، وما إن أرسى أسطوله سنة 1270م على شواطئ تونس، في وقت من أسوأ فصول السنة - وكان لويس قد بلغ سنا لا تمكنه من ركوب المخاطر - حتى وافته المنية.

    أهميته ومكانته

    جمع لويس التاسع بين صفات الملك العادل والقائد الناجح والقديس التقي، فامتاز عهده بالسلام الشامل، وبالتقدم الحضاري الكبير في ميادين العلوم والفنون، فجامعة باريس الناشئة أخذت تخطو بالدراسات المتنوعة إلى الأمام، في حين بلغ الفن القوطي عصره الذهبي، كما يبدو في كاتدرائيات ذلك العصر؛ لذلك يعد لويس التاسع من ملوك فرنسا العظام.

    وفاء جوني
يعمل...
X