تويت
عاصي (نهر)
Asi river - Assi
العاصي (نهر ـ)
عرف العاصي باسم نهر حماة، كما عرف باسم نهر الأرنط L’Oronte، وباسم النهر المقلوب لجريانه من الجنوب إلى الشمال مخالفاً جريان الأنهار الأخرى. وعرف باسم العاصي، وهو الاسم الذي غلب عليه، لاستصعاب استجرار المياه منه من غير النواعير، ولكونه يجري معاكساً لميل الطبقات الجيولوجية. وهو من أنهار الوادي الانهدامي في شمالي لبنان وسورية.
منابعه
ينبع نهر العاصي من الأراضي اللبنانية، حيث هضبة بعلبك التي تشكِّل أعاليها خط تقسيم المياه ما بين حوض العاصي شمالاً وحوض الليطاني جنوباً. ويحدد بعضهم بداية العاصي من نبع اللبوة، ولكن التحديد الأكثر استخداماً هو أن بدايته تبدأ بنبع (عين) الزرقاء إلى الجنوب من الهرمل بنحو عشرة كيلومترات، وتغذيته في منابعه هي تغذية مطرية بالدرجة الأولى وثلجية بالدرجة الثانية،حيث تتراكم الثلوج فوق جبال لبنان الشرقية في فصل الشتاء.
مجراه
يسير العاصي في الأراضي اللبنانية بعد منبعه في وجهة شمالية شرقية ضمن البقاع الشمالي مسافة نحو 46كم، قبل أن يدخل الأراضي السورية، عند طاحونة العمرية، محولاً اتجاهه شمالاً مسافة نحو 20كم، ليدخل بحيرة قطينة من طرفها الجنوبي الغربي، وليخرج من طرفها الشمالي الشرقي،منحدراً انحداراً لطيفاً باتجاه الشمال الشرقي، ماراً إلى الغرب من مدينة حمص مباشرة، ومتجهاً بعدها شمالآً حتى الرستن، ليدخل بعدها أراضي محافظة حماة في اتجاه شرقي شمالي، ويعبر مدينة حماة في منتصفها، ويخرج من هضبة محردة عند الطرف الشمالي من شيزر، وينعطف غرباً بدخوله سهل العشارنة، وبعد بلدة العشارنة ينعطف مجراه باتجاه الشمال، وبعد تجاوزه بلدة دركوش يدخل أراضي لواء الاسكندرون عند حدوده الشرقية ليدخل سهل العمق، قبل طريق حلب ـ أنطاكية بنحو 8كم، ولينعطف في السهل غرباً ومن ثم الجنوب الغربي ليمر في مدينة أنطاكية، ويصب في خليج السويدية بالبحر المتوسط.
يبلغ طول نهر العاصي الإجمالي نحو 571كم، منها 525كم في الأراضي السورية، التي يعبر فيها ثلاث محافظات (حمص وحماه وإدلب) ولواء الإسكندرون.
روافد نهر العاصي
يرفد نهر العاصي في الأراضي السورية العديد من الأنهار ذات الجريان الموسمي، وبعض الأنهار الدائمة؛ فمن الروافد اليمينية: نهر أبو همامة، نهر الكافات، ونهر قسطون، إضافة إلى نهري عفرين والأسود اللذين يشكلان عند نهاية بحيرة العمق التي جففت، مجرى مائياً يدعى بالعاصي الصغير. ومن أهم الروافد اليسارية الأكثر عدداً والأوفر ماءً: نهر الساروت ونهر سلحب ونهر أبو قبيس ونهر البارد، والعديد من المجاري القصيرة لمياه الينابيع العديدة المتفجرة عند المقدمات الشرقية للجبال الساحلية.
تتباين غزارة العاصي في قطاعاته المختلفة، فبينما هي بنحو 14م3/ثا في قطاعه الأعلى قبل بحيرة قطينة، فإنها ترتفع إلى نحو 24م3/ثا عند قرقور، وإلى نحو 87 م3/ثا عند أنطاكية. ويعود هذا التغير في العاصي على طول مجراه إلى كثرة الروافد النهرية والسيلية والعديد من الينابيع التي تغذيه على طول مجراه، والتي تتزايد في قطاعيه الأوسط والأدنى. ولأن تغذية العاصي مطرية عموماً، فإن غزارته القصوى تحدث شتاء، والدنيا في أواخر الصيف. وفي سنوات الأمطار الغزيرة ترتفع غزارته إلى 400 م3/ثا تقريباً، كما حدث في شهر شباط عام 2003م في قطاعه الأوسط.
التغيرات في مجرى العاصي
يمكن تقسيم تلك التغيرات إلى قسمين:
ـ التغيرات في مجرى العاصي في سهلي العشارنة والغاب بمحافظة حماة، بعد تجفيف الغاب عام 1954بكسر العتبة البازلتية التي كانت تعترض مجراه، فيما بين قرقور والكفير لتسهيل تصريف المياه؛ ففي سهل العشارنة تم تعديل المجرى باقتطاع الأكواع المترنحة العديدة فيه؛ وفي سهل الغاب ابتداء من بلدة العشارنة وحتى قرية حورات عمورين عدل المجرى تعديلاً باقتطاع أكواعه، وبعدها افتتح مجرى جديد لنهر العاصي على استقامة واحدة تقريباً إلى غرب مجراه القديم، وذلك حتى قرقور، وعرف المجرى الجديد باسم المصرف رقم (1).
ـ ضبط مياه نهر العاصي، وذلك بإقامة سدين تخزينيين كبيرين؛ أحدهما شمالي بلدة الرستن مباشرة ويعرف باسم سد الرستن، والآخر شمالي مدينة محردة ويعرف باسم سد محردة، إضافة إلى سد العشارنة التحويلي شمالي بلدة العشارنة، والغاية منه تحويل جزء من مياه نهر العاصي إلى قناتي الري (جـ1، جـ2) اللتين تسهمان في ري سهل الغاب بجانب قناتين أخريين.
ولابد من ذكر بحيرة قطينة على مجرى العاصي الأعلى إلى الجنوب الغربي من مدينة حمص بنحو 10كم، وهي بحيرة طبيعية ـ اصطناعية، تكونت بادئ الأمر خلف عتبة صخرية بازلتية، وأسهم الإنسان في زيادة اتساعها بتشييد سد على العتبة البازلتية، ثم رفعه عدة مرات كان آخرها في أواخر الخمسينات من القرن العشرين. وتبلغ مساحة بحيرة قطينة 5كم2، وارتفاع السد7م وعرض قاعدته 35م وعرض سطحه العلوي 5م وطوله 1120م، ومن طرفه الشمالي الشرقي تجري قناة ري حمص ـ حماة.
يمر نهر العاصي في قطاعيه الأوسط والأدنى بثلاثة سهول خصبة، وذات أهمية حيوية؛ لأنها عماد حياة سكانها بما تجود من زراعات متنوعة (قطن، شوندر سكري) وهذه السهول هي:
ـ سهل العشارنة: إلى الجنوب الشرقي من الغاب، فيما بين شيزر والعشارنة، بطول نحو 30كم، واتساع نحو 20كم، ومساحة نحو 24ألف هكتار، وارتفاع عن سطح البحر نحو 210م.
ـ سهل الغاب: يمتد من العشارنة إلى جسر الشغور بطول نحو 80كم،منها نحو 50كم، في محافظة حماة، واتساع نحو 10ـ12كم، ومساحة 50ألف هكتار، وارتفاع متوسط 190م عن سطح البحر. بُدئ بتجفيفه عام 1954، ودخل الاستثمار الرزاعي عام 1959، وقد شقت فيه مصارف رئيسة عدة، وأربع أقنية ري.
ـ سهل العمق: وموقعه في لواء الاسكندرون، يبلغ طوله نحو 85كم، واتساعه نحو 18ـ 20كم، وكانت تحتل أخفض نقطة فيه بحيرة العمق 80م، التي جُففت في السبعينات من القرن العشرين.
علي موسى
Asi river - Assi
العاصي (نهر ـ)
 |
منابعه
ينبع نهر العاصي من الأراضي اللبنانية، حيث هضبة بعلبك التي تشكِّل أعاليها خط تقسيم المياه ما بين حوض العاصي شمالاً وحوض الليطاني جنوباً. ويحدد بعضهم بداية العاصي من نبع اللبوة، ولكن التحديد الأكثر استخداماً هو أن بدايته تبدأ بنبع (عين) الزرقاء إلى الجنوب من الهرمل بنحو عشرة كيلومترات، وتغذيته في منابعه هي تغذية مطرية بالدرجة الأولى وثلجية بالدرجة الثانية،حيث تتراكم الثلوج فوق جبال لبنان الشرقية في فصل الشتاء.
مجراه
يسير العاصي في الأراضي اللبنانية بعد منبعه في وجهة شمالية شرقية ضمن البقاع الشمالي مسافة نحو 46كم، قبل أن يدخل الأراضي السورية، عند طاحونة العمرية، محولاً اتجاهه شمالاً مسافة نحو 20كم، ليدخل بحيرة قطينة من طرفها الجنوبي الغربي، وليخرج من طرفها الشمالي الشرقي،منحدراً انحداراً لطيفاً باتجاه الشمال الشرقي، ماراً إلى الغرب من مدينة حمص مباشرة، ومتجهاً بعدها شمالآً حتى الرستن، ليدخل بعدها أراضي محافظة حماة في اتجاه شرقي شمالي، ويعبر مدينة حماة في منتصفها، ويخرج من هضبة محردة عند الطرف الشمالي من شيزر، وينعطف غرباً بدخوله سهل العشارنة، وبعد بلدة العشارنة ينعطف مجراه باتجاه الشمال، وبعد تجاوزه بلدة دركوش يدخل أراضي لواء الاسكندرون عند حدوده الشرقية ليدخل سهل العمق، قبل طريق حلب ـ أنطاكية بنحو 8كم، ولينعطف في السهل غرباً ومن ثم الجنوب الغربي ليمر في مدينة أنطاكية، ويصب في خليج السويدية بالبحر المتوسط.
يبلغ طول نهر العاصي الإجمالي نحو 571كم، منها 525كم في الأراضي السورية، التي يعبر فيها ثلاث محافظات (حمص وحماه وإدلب) ولواء الإسكندرون.
روافد نهر العاصي
يرفد نهر العاصي في الأراضي السورية العديد من الأنهار ذات الجريان الموسمي، وبعض الأنهار الدائمة؛ فمن الروافد اليمينية: نهر أبو همامة، نهر الكافات، ونهر قسطون، إضافة إلى نهري عفرين والأسود اللذين يشكلان عند نهاية بحيرة العمق التي جففت، مجرى مائياً يدعى بالعاصي الصغير. ومن أهم الروافد اليسارية الأكثر عدداً والأوفر ماءً: نهر الساروت ونهر سلحب ونهر أبو قبيس ونهر البارد، والعديد من المجاري القصيرة لمياه الينابيع العديدة المتفجرة عند المقدمات الشرقية للجبال الساحلية.
تتباين غزارة العاصي في قطاعاته المختلفة، فبينما هي بنحو 14م3/ثا في قطاعه الأعلى قبل بحيرة قطينة، فإنها ترتفع إلى نحو 24م3/ثا عند قرقور، وإلى نحو 87 م3/ثا عند أنطاكية. ويعود هذا التغير في العاصي على طول مجراه إلى كثرة الروافد النهرية والسيلية والعديد من الينابيع التي تغذيه على طول مجراه، والتي تتزايد في قطاعيه الأوسط والأدنى. ولأن تغذية العاصي مطرية عموماً، فإن غزارته القصوى تحدث شتاء، والدنيا في أواخر الصيف. وفي سنوات الأمطار الغزيرة ترتفع غزارته إلى 400 م3/ثا تقريباً، كما حدث في شهر شباط عام 2003م في قطاعه الأوسط.
التغيرات في مجرى العاصي
 |
| نهر العاصي في مدينة حماة |
ـ التغيرات في مجرى العاصي في سهلي العشارنة والغاب بمحافظة حماة، بعد تجفيف الغاب عام 1954بكسر العتبة البازلتية التي كانت تعترض مجراه، فيما بين قرقور والكفير لتسهيل تصريف المياه؛ ففي سهل العشارنة تم تعديل المجرى باقتطاع الأكواع المترنحة العديدة فيه؛ وفي سهل الغاب ابتداء من بلدة العشارنة وحتى قرية حورات عمورين عدل المجرى تعديلاً باقتطاع أكواعه، وبعدها افتتح مجرى جديد لنهر العاصي على استقامة واحدة تقريباً إلى غرب مجراه القديم، وذلك حتى قرقور، وعرف المجرى الجديد باسم المصرف رقم (1).
ـ ضبط مياه نهر العاصي، وذلك بإقامة سدين تخزينيين كبيرين؛ أحدهما شمالي بلدة الرستن مباشرة ويعرف باسم سد الرستن، والآخر شمالي مدينة محردة ويعرف باسم سد محردة، إضافة إلى سد العشارنة التحويلي شمالي بلدة العشارنة، والغاية منه تحويل جزء من مياه نهر العاصي إلى قناتي الري (جـ1، جـ2) اللتين تسهمان في ري سهل الغاب بجانب قناتين أخريين.
ولابد من ذكر بحيرة قطينة على مجرى العاصي الأعلى إلى الجنوب الغربي من مدينة حمص بنحو 10كم، وهي بحيرة طبيعية ـ اصطناعية، تكونت بادئ الأمر خلف عتبة صخرية بازلتية، وأسهم الإنسان في زيادة اتساعها بتشييد سد على العتبة البازلتية، ثم رفعه عدة مرات كان آخرها في أواخر الخمسينات من القرن العشرين. وتبلغ مساحة بحيرة قطينة 5كم2، وارتفاع السد7م وعرض قاعدته 35م وعرض سطحه العلوي 5م وطوله 1120م، ومن طرفه الشمالي الشرقي تجري قناة ري حمص ـ حماة.
يمر نهر العاصي في قطاعيه الأوسط والأدنى بثلاثة سهول خصبة، وذات أهمية حيوية؛ لأنها عماد حياة سكانها بما تجود من زراعات متنوعة (قطن، شوندر سكري) وهذه السهول هي:
ـ سهل العشارنة: إلى الجنوب الشرقي من الغاب، فيما بين شيزر والعشارنة، بطول نحو 30كم، واتساع نحو 20كم، ومساحة نحو 24ألف هكتار، وارتفاع عن سطح البحر نحو 210م.
ـ سهل الغاب: يمتد من العشارنة إلى جسر الشغور بطول نحو 80كم،منها نحو 50كم، في محافظة حماة، واتساع نحو 10ـ12كم، ومساحة 50ألف هكتار، وارتفاع متوسط 190م عن سطح البحر. بُدئ بتجفيفه عام 1954، ودخل الاستثمار الرزاعي عام 1959، وقد شقت فيه مصارف رئيسة عدة، وأربع أقنية ري.
ـ سهل العمق: وموقعه في لواء الاسكندرون، يبلغ طوله نحو 85كم، واتساعه نحو 18ـ 20كم، وكانت تحتل أخفض نقطة فيه بحيرة العمق 80م، التي جُففت في السبعينات من القرن العشرين.
علي موسى