( شخصيات في ذاكرة الرقة --- الشيخ خمري ملا عيسى ) --- 125 ----
الشيخ خمري ملاعيسى حمد الناصر الملقب طابونة جعبر وذلك.لكرمه.
تذكر المصادر التاريخية ولادة الشيخ خمري الملاعيسى حوالي سنة 1825م وقد عاش حوالي التسعين عاما تقريبا
وله من الولد محمد وأحمد ومحمود وعلي وصالح وناصر وعمر وإبراهيم وخلف وكان مشهود لهم بالشجاعة والكرم
وكان يملك أراض واسعة وخصبة على سرير الفرات في منطقة جعبر وتسقى على النصبات أي الدواليب التي تجرها الثيران.
إشتهر الشيخ خمري بكرمه الحاتمي وخصوصا أيام المجاعة التي مرت على المنطقة في بداية القرن التاسع عشر
فأثناء تلك السنوات العجاف جاءه وفد من قبيلة الفدعان يطلبون المأكل لأفراد قبيلتهم فلم يكن امام الشيخ خمري الا إعطاءهم الذرة التي كانت مخزنة كبذار للسنة القادمة .
وقد لقب بطابونة جعبر بسبب هذا الكرم الكبير وقد أنشد الشاعر لطيف ولد سليمان في مدح كرم الشيخ خمري وعيسى المبروك في سنوات الجوع :
ابن الكحيلا طلع .......ابن الشمالي ضاع
خمري وعيسى التقم .... مرباع للسواع
وقد جارى الشيخ خمري الملاعيسى الكرم الحاتمي حيث قدم اليه يوما أحد الشعراء المخضرمين وقد ماتت فرسه التي يتنقل بها بين القبائل منشدا الأبيات التالية :
سوسح ياأبو ردان ....لولح ياأبو ردان
مادحق بعين خمري يا ابو محمد عطاي الحصان
فما كان من الشيخ خمري إلا أن تنازل له عن فرسه التي يملكها ليقضي حاجته مما أثار استغراب الشيخ علي عيسى شيخ الدليم في العراق لهذا الكرم في تلك السنوات العجاف عندما قدم الشاعر إليه .
كان الشيخ خمري الملاعيسى معروف بحسن الجوار في المنطقة مع جميع العشائر المتواجدة في منطقة الزور ووادي الفرات بالاضافة لعلاقاته الجيدة مع العشائر في سوريا والعراق والكل يكن له الاحترام ويطلبون منه النصح والمشورة .
تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته
ملاحظة : المقالة بقلم الأستاذ إبراهيم خلف محمود الخمري
....................
حمصي فرحان الحمادة