عبد الله حسين اول
Abdullah ibn al-Hussein I - Abdullah ibn al-Hussein I
عبد الله بن الحسين الأول
(1299ـ 1370هـ/1882ـ 1951م)
عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد الحسني الهاشمي، من آل عون من أشراف الحجاز، أمير شرقي الأردن، أول ملك للمملكة الأردنية الهاشمية (1946ـ1951). ولد في مكة، وهو الابن الثاني للشريف الحسين شريف مكة وملك الحجاز عام 1917، وينتهي نسب الأسرة إلى الحسن بن علي بن أبي طالب. تعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ علي المنصوري في مكة ثم على يد الشيخ ياسين البسيوني في الطائف، ثم تلقى مبادئ العلوم العربية والتركية والعسكرية مع أخويه علي وفيصل على أيدي معلمين مختصين. تابع دراسته في اصطنبول حيث كان يقيم مع والده قبل أن يعين شريفاً لمكة عام 1908 بفرمان من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني. وفي عام 1912 انتدب نائباً عن مكة في البرلمان العثماني الذي كان يسمى «مجلس المبعوثان»، وفوّضه والده في التباحث مع القنصل البريطاني العام في مصر اللورد كيتشنر Lord Kitchener حينما زارها عام 1914 في طريق عودته من اصطنبول إلى مكة؛ ليؤكد له الأخير دعم بريطانيا للشريف حسين في حال قيامه بثورة على الأتراك وتنصيبه خليفة على العرب، واعداً إياه باستقلال العرب في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية تحت ظل السيادة الهاشمية، وعرفت هذه المفاوضات بمراسلات الحسين ـ مكماهون.
شارك عبد الله في الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الشريف حسين في وجه الدولة العثمانية في 10حزيران/يونيو 1916، فقاد جيشاً حاصر الحامية العثمانية في الطائف إلى أن استسلمت، وأرسله والده لنجدة أخيه علي بن الحسين في حصاره للمدينة المنورة، فأقام مرابطاً في «وادي العيص» إلى أن انتهت الحرب واستسلمت حامية المدينة، وبعد أن أعلن والده نفسه ملكاً على الحجاز عام 1917 اختاره وزيراً للخارجية ومستشاراً سياسياً له.
أُعلن الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على سورية، التي كانت تضم ما يعرف الآن بلبنان والأردن وفلسطين وسورية (بلاد الشام)، ورشح الأمير عبد الله ملكاً على العراق، إلا أن الإنكليز رفضوا ذلك. وعندما احتل الفرنسيون سورية عام 1920، وأسقطوا حكم أخيه، حشد جيشاً لاسترداد العرش الهاشمي، ووصل إلى معان في تشرين الثاني/نوڤمبر 1920، ثم إلى عمَّان عام 1921. وقبل أن يصل إلى سورية، اقترح عليه وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل أن يستقر في شرقي الأردن، وأن تعترف به بريطانيا أميراً على هذه المنطقة. وفي القاهرة عقد تشرشل عام 1921 مؤتمراً مع كبار موظفي وزارة المستعمرات ومستشاريها، وممثلي بريطانيا في الأقطار العربية، وعرض عليهم هذا الاقتراح وتمت الموافقة عليه، وقابل الأمير عبد الله تشرشل في القدس، ووضعا أسس إمارة شرقي الأردن، واعترفت بريطانيا بشرقي الأردن كإمارة مستقلة عن فلسطين ضمن الانتداب البريطاني، واستثنيت من أحكام الفقرة الخاصة بإقامة وطن قومي لليهود.
شارك الأمير عبد الله في الاجتماع التأسيسي لجامعة الدول العربية بالقاهرة، ثم أعلن نفسه ملكاً على إمارة شرقي الأردن في أيار/مايو 1946، بعد أن حصلت على استقلالها وسميت المملكة الأردنية الهاشمية.
بعد أن أنهت بريطانيا احتلالها لفلسطين وأعلنت دولة «إسرائيل» في عام 1948، اختير الملك عبد الله قائداً عاماً للجيوش العربية التي دخلت فلسطين، وخسرت الدول العربية الحرب، وكان أحد الأسباب ممارسة بريطانيا الضغوط على الدول العربية وامتناعها عن دفع قسط إعانة الجيش الأردني، مما دفع الملك عبد الله إلى الجنوح للقبول بالهدنة ثم الالحاح على قبولها، رغم معارضة بعض الأطراف العربية، وكان للضباط الإنكليز دور كبير في تراجع القوات الأردنية من ساحات القتال، والتخلي عن اللد والرملة.
وفي عام 1949 عقد الملك عبد الله مؤتمراً بأريحا حضره عدد من وجهاء فلسطين أعلن فيه ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وفُرضت القوانين الأردنية على الضفة الغربية، وبدءاً من 17 آذار/مارس 1949 أعطيت الجنسية الأردنية لجميع الفلسطينيين المقيمين على أراضي الضفة الغربية، وانتخب مجلس نواب جديد وقسمت مقاعده مناصفة بين الضفتين، ولم يستطع الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية مقاومة هذا المخطط لعدم وجود قيادة موحدة قادرة على توجيه نضاله، مما دفع منظمة الجهاد المقدس إلى اغتيال الملك عبد الله عند مدخل المسجد الأقصى في 20تموز/يوليو 1951 على يد مصطفى عشو
كان عبد الله شغوفاً بالقراءة والكتابة له مذكرات مطبوعة أسماها «دفتر حياتي»ومن هواياته الشطرنج والمناظرة وكثرة المزاح مع خاصته.
محمد أحمد
Abdullah ibn al-Hussein I - Abdullah ibn al-Hussein I
عبد الله بن الحسين الأول
(1299ـ 1370هـ/1882ـ 1951م)
شارك عبد الله في الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الشريف حسين في وجه الدولة العثمانية في 10حزيران/يونيو 1916، فقاد جيشاً حاصر الحامية العثمانية في الطائف إلى أن استسلمت، وأرسله والده لنجدة أخيه علي بن الحسين في حصاره للمدينة المنورة، فأقام مرابطاً في «وادي العيص» إلى أن انتهت الحرب واستسلمت حامية المدينة، وبعد أن أعلن والده نفسه ملكاً على الحجاز عام 1917 اختاره وزيراً للخارجية ومستشاراً سياسياً له.
أُعلن الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على سورية، التي كانت تضم ما يعرف الآن بلبنان والأردن وفلسطين وسورية (بلاد الشام)، ورشح الأمير عبد الله ملكاً على العراق، إلا أن الإنكليز رفضوا ذلك. وعندما احتل الفرنسيون سورية عام 1920، وأسقطوا حكم أخيه، حشد جيشاً لاسترداد العرش الهاشمي، ووصل إلى معان في تشرين الثاني/نوڤمبر 1920، ثم إلى عمَّان عام 1921. وقبل أن يصل إلى سورية، اقترح عليه وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل أن يستقر في شرقي الأردن، وأن تعترف به بريطانيا أميراً على هذه المنطقة. وفي القاهرة عقد تشرشل عام 1921 مؤتمراً مع كبار موظفي وزارة المستعمرات ومستشاريها، وممثلي بريطانيا في الأقطار العربية، وعرض عليهم هذا الاقتراح وتمت الموافقة عليه، وقابل الأمير عبد الله تشرشل في القدس، ووضعا أسس إمارة شرقي الأردن، واعترفت بريطانيا بشرقي الأردن كإمارة مستقلة عن فلسطين ضمن الانتداب البريطاني، واستثنيت من أحكام الفقرة الخاصة بإقامة وطن قومي لليهود.
شارك الأمير عبد الله في الاجتماع التأسيسي لجامعة الدول العربية بالقاهرة، ثم أعلن نفسه ملكاً على إمارة شرقي الأردن في أيار/مايو 1946، بعد أن حصلت على استقلالها وسميت المملكة الأردنية الهاشمية.
بعد أن أنهت بريطانيا احتلالها لفلسطين وأعلنت دولة «إسرائيل» في عام 1948، اختير الملك عبد الله قائداً عاماً للجيوش العربية التي دخلت فلسطين، وخسرت الدول العربية الحرب، وكان أحد الأسباب ممارسة بريطانيا الضغوط على الدول العربية وامتناعها عن دفع قسط إعانة الجيش الأردني، مما دفع الملك عبد الله إلى الجنوح للقبول بالهدنة ثم الالحاح على قبولها، رغم معارضة بعض الأطراف العربية، وكان للضباط الإنكليز دور كبير في تراجع القوات الأردنية من ساحات القتال، والتخلي عن اللد والرملة.
وفي عام 1949 عقد الملك عبد الله مؤتمراً بأريحا حضره عدد من وجهاء فلسطين أعلن فيه ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وفُرضت القوانين الأردنية على الضفة الغربية، وبدءاً من 17 آذار/مارس 1949 أعطيت الجنسية الأردنية لجميع الفلسطينيين المقيمين على أراضي الضفة الغربية، وانتخب مجلس نواب جديد وقسمت مقاعده مناصفة بين الضفتين، ولم يستطع الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية مقاومة هذا المخطط لعدم وجود قيادة موحدة قادرة على توجيه نضاله، مما دفع منظمة الجهاد المقدس إلى اغتيال الملك عبد الله عند مدخل المسجد الأقصى في 20تموز/يوليو 1951 على يد مصطفى عشو
كان عبد الله شغوفاً بالقراءة والكتابة له مذكرات مطبوعة أسماها «دفتر حياتي»ومن هواياته الشطرنج والمناظرة وكثرة المزاح مع خاصته.
محمد أحمد