عبد رحمن حسان
Abdul Rahman ibn Hassan - Abdel Rahman ibn Hassan
عبد الرَّحمن بن حسَّان
(6 ـ 104هـ/627 ـ 722م)
عبد الرَّحمن بن حسَّان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاريّ، شاعرٌ إسلاميٌّ، أدرك رسولَ اللهr، أبوه حسَّان شاعرُ الرَّسول. له روايةٌ عن أبيه، وأمُّه سِيرين القبطيَّة أختُ مارية أمُّ المؤمنين.
رأى حسَّانُ في ولده عبدِ الرَّحمن ميلاً إلى نظم الشِّعر على حداثة سنِّه، وممَّا يُروى من خبره مع أبيه أنَّه رجع إليه وهو صبيٌّ صغيرٌ، يبكي ويقول: «لَسَعَني طائرٌ، فقال حسَّانُ: صِفْهُ يا بُنيَّ، فقال: كأنَّه مُلْتَفٌّ في بُرْدَي حِبرَة، وكان لسعَهُ زُنْبُور، فقال حسَّان: قال ابني الشِّعرَ وربِّ الكعبةِ». قال الجرجانيُّ في «أسرار البلاغة» في تفسير هذا الخبر «أفلا تراه (أي حسَّان) جَعل هذا التَّشبيهَ ممَّا يُستدَلُّ به على مقدار قُوّة الطبعِ، ويُجْعَل عِياراً في الفَرْق بين الذِّهن المستعدّ للشِّعر وغير المستعدِّ له». يُروى أنَّ معلّمَهُ عاقبَ صبياناً، وأراده بالعقوبة، فقال :
اللهُ يعلمُ أنِّي كنْتُ منتبِذاً
في دارِ حسَّانَ أصطادُ اليَعاسِيْبا
كان آلُ حسانَ يعتدُّون ستة في نسقٍ كلُّهم شاعرٌ، وهم سعيد بن عبد الرَّحمن بن حسَّان بن ثابت بن المُنذر ابن حرام، فإنَّهم أهلُ بيتٍ كلُّهم شاعرٌ، يتوارثونه كابراً عن كابر.
أكثرُ شعره في الغزل والهجاء والفخر، يُروى أنَّه شَبَّبَ برَمْلَةَ بنتِ معاويةَ بن أبي سفيان، وكان من قوله فيها:
رملُ هل تذكرينَ يومَ غزالٍ
إذ قَطَعْنا مسيرَنا بالتَّمنِّي
إذ تقولين عمرك الله هل شي
ءٌ وإنْ جَلَّ سوف يُسْلِيكَ عنِّي؟
أمْ هل اطمعْتُ منكم يابن حسَّا
نَ كما قد أراك أطمعْتَ منِّي؟!
فبلغ ذلك يزيدَ بن معاويةَ بن أبي سفيان فغضب، فدخل على معاويةَ فقال: يا أميرَ المؤمنين، ألا ترى إلى هذا العِلْجِ من أهل يَثْرِب، يتهكَّمُ بأعراضنا ويشبِّبُ بنسائنا؟ قال: ومن هو؟ قال عبد الرَّحمن بن حسَّان، وأنشده شعرَه، فقال: يا يزيدُ ليست العقوبةُ من أحدٍ أقبحَ منها من ذوي القدرة. وإنَّما فعلَ معاويةُ ذلك كما قال ابن الجَوزيِّ: «مخافةَ أن يكون ذلك سبباً للخوضِ في ذكرِ رَمْلَةَ. فيزيدُ زائدٌ، ويكثر مكثِّرٌ».
كان شاعراً مرهوبَ اللِّسان، يجيدُ الهجاءَ، وكانت بين عبد الرَّحمن بن حسَّان وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص مخالطةٌ، ثم تهاجيا. قيل إن أوَّل التَّهاجي بينهما أنَّهما خرجا إلى الصَّيد بكلابٍ لهما، فقال ابن الحكم لابن حسَّان:
ازْجُرْ كلابَك إنَّها قَلْطِيَّةٌ
بُقْعٌ ومِثْلُ كلابِكُمْ لم تَصْطَدِ
فردَّ عليه ابنُ حسَّان:
إنَّا أُناسٌ رَيِّقونَ وأمُّكُمْ
ككلابِكمْ في الوَلْغِ والمترصَّدِ
ثم رجعا إلى المدينة فجعلا يتقارضان، وكانت بينهما نقائضُ، يقول ابن الحكم القصيدة فينقضها عبدُ الرَّحمن بن حسَّان عليه بأخرى، ولما كَثُرَ التَّهاجي بينهما وأفحشـا كتب معاويةُ إلى عامله على المدينة سعيد بن العاص أن يجلد كلَّ واحدٍ منهما مئةَ سوطٍ، وكان ابن حسَّان صديقاً لسعيدٍ، وما مدحَ أحداً غيرَه قطُّ، فَكَرِهَ أن يضربَه أو يضرب ابنَ عمِّه، فأمسكَ عنهما.
كان الأخطلُ ومسكين الدَّرِاميُّ الشَّاعران صديقين لابن الحكم، فاستعانَ بهما على ابن حسَّان فهجاه الأخطل وأمسك مسكينُ الدَّارِمِيُّ، وفاخرَهُ مسكينُ، فردَّ عليه ابنُ حسَّانَ المفاخرةَ بقصيدةٍ أجود من قصيدة مسكين وأطول، فأمسكَ عن مفاخرته.
أسـامة اختيار
Abdul Rahman ibn Hassan - Abdel Rahman ibn Hassan
عبد الرَّحمن بن حسَّان
(6 ـ 104هـ/627 ـ 722م)
عبد الرَّحمن بن حسَّان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاريّ، شاعرٌ إسلاميٌّ، أدرك رسولَ اللهr، أبوه حسَّان شاعرُ الرَّسول. له روايةٌ عن أبيه، وأمُّه سِيرين القبطيَّة أختُ مارية أمُّ المؤمنين.
رأى حسَّانُ في ولده عبدِ الرَّحمن ميلاً إلى نظم الشِّعر على حداثة سنِّه، وممَّا يُروى من خبره مع أبيه أنَّه رجع إليه وهو صبيٌّ صغيرٌ، يبكي ويقول: «لَسَعَني طائرٌ، فقال حسَّانُ: صِفْهُ يا بُنيَّ، فقال: كأنَّه مُلْتَفٌّ في بُرْدَي حِبرَة، وكان لسعَهُ زُنْبُور، فقال حسَّان: قال ابني الشِّعرَ وربِّ الكعبةِ». قال الجرجانيُّ في «أسرار البلاغة» في تفسير هذا الخبر «أفلا تراه (أي حسَّان) جَعل هذا التَّشبيهَ ممَّا يُستدَلُّ به على مقدار قُوّة الطبعِ، ويُجْعَل عِياراً في الفَرْق بين الذِّهن المستعدّ للشِّعر وغير المستعدِّ له». يُروى أنَّ معلّمَهُ عاقبَ صبياناً، وأراده بالعقوبة، فقال :
اللهُ يعلمُ أنِّي كنْتُ منتبِذاً
في دارِ حسَّانَ أصطادُ اليَعاسِيْبا
كان آلُ حسانَ يعتدُّون ستة في نسقٍ كلُّهم شاعرٌ، وهم سعيد بن عبد الرَّحمن بن حسَّان بن ثابت بن المُنذر ابن حرام، فإنَّهم أهلُ بيتٍ كلُّهم شاعرٌ، يتوارثونه كابراً عن كابر.
أكثرُ شعره في الغزل والهجاء والفخر، يُروى أنَّه شَبَّبَ برَمْلَةَ بنتِ معاويةَ بن أبي سفيان، وكان من قوله فيها:
رملُ هل تذكرينَ يومَ غزالٍ
إذ قَطَعْنا مسيرَنا بالتَّمنِّي
إذ تقولين عمرك الله هل شي
ءٌ وإنْ جَلَّ سوف يُسْلِيكَ عنِّي؟
أمْ هل اطمعْتُ منكم يابن حسَّا
نَ كما قد أراك أطمعْتَ منِّي؟!
فبلغ ذلك يزيدَ بن معاويةَ بن أبي سفيان فغضب، فدخل على معاويةَ فقال: يا أميرَ المؤمنين، ألا ترى إلى هذا العِلْجِ من أهل يَثْرِب، يتهكَّمُ بأعراضنا ويشبِّبُ بنسائنا؟ قال: ومن هو؟ قال عبد الرَّحمن بن حسَّان، وأنشده شعرَه، فقال: يا يزيدُ ليست العقوبةُ من أحدٍ أقبحَ منها من ذوي القدرة. وإنَّما فعلَ معاويةُ ذلك كما قال ابن الجَوزيِّ: «مخافةَ أن يكون ذلك سبباً للخوضِ في ذكرِ رَمْلَةَ. فيزيدُ زائدٌ، ويكثر مكثِّرٌ».
كان شاعراً مرهوبَ اللِّسان، يجيدُ الهجاءَ، وكانت بين عبد الرَّحمن بن حسَّان وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص مخالطةٌ، ثم تهاجيا. قيل إن أوَّل التَّهاجي بينهما أنَّهما خرجا إلى الصَّيد بكلابٍ لهما، فقال ابن الحكم لابن حسَّان:
ازْجُرْ كلابَك إنَّها قَلْطِيَّةٌ
بُقْعٌ ومِثْلُ كلابِكُمْ لم تَصْطَدِ
فردَّ عليه ابنُ حسَّان:
إنَّا أُناسٌ رَيِّقونَ وأمُّكُمْ
ككلابِكمْ في الوَلْغِ والمترصَّدِ
ثم رجعا إلى المدينة فجعلا يتقارضان، وكانت بينهما نقائضُ، يقول ابن الحكم القصيدة فينقضها عبدُ الرَّحمن بن حسَّان عليه بأخرى، ولما كَثُرَ التَّهاجي بينهما وأفحشـا كتب معاويةُ إلى عامله على المدينة سعيد بن العاص أن يجلد كلَّ واحدٍ منهما مئةَ سوطٍ، وكان ابن حسَّان صديقاً لسعيدٍ، وما مدحَ أحداً غيرَه قطُّ، فَكَرِهَ أن يضربَه أو يضرب ابنَ عمِّه، فأمسكَ عنهما.
كان الأخطلُ ومسكين الدَّرِاميُّ الشَّاعران صديقين لابن الحكم، فاستعانَ بهما على ابن حسَّان فهجاه الأخطل وأمسك مسكينُ الدَّارِمِيُّ، وفاخرَهُ مسكينُ، فردَّ عليه ابنُ حسَّانَ المفاخرةَ بقصيدةٍ أجود من قصيدة مسكين وأطول، فأمسكَ عن مفاخرته.
أسـامة اختيار