مارينو (جان بتيستا)
Marino (Giambattista-) - Marino (Giambattista-)
مارينو (جان بَتّيستا ـ)
(1569ـ 1625)
جان بَتّيستا مارينو Gian Battista Marino أحد أبرز شعراء عصر الباروك في إيطاليا والملقب بالفارس مارينو. ولد في نابولي Napoli وتوفي فيها وهو في ذروة مجده. كان محباً للتغيير، جريئاً في التعبير غير مبالٍ بالعُرف والتقاليد. وعندما قال نقاده إنه أفسد ذوق العصر ووجّه شعراء القرن السابع عشر نحو أسلوب الباروك baroque الذي يطلق العنان للمخيلة هادفاً الغرابة والحذلقة والتكلّف في الكلام، امتدحه فرانشيسكو دي سانكتيس F.De Sanctis أشهر النقاد الإيطاليين في القرن التاسع عشر قائلاً: «يُقال إنه أفسد ذوق العصر والأصح أن يُقال إن المجتمع هو الذي أفسده، ولكن من العدالة أن أقول إنه ليس مفسداً بل نابغة في عصره».
أظهر منذ نضوجه تمرداً وعصياناً لأوامر والده وتخلى عن دراسة الحقوق التي اختارها له ليتفرغ للشعر وهو في العشرين؛ مما أثار غضب والده، فلم يتردد في طرده من المنزل. بدأ مارينو نظم الشعر، مبرزاً في قصائده كل ما هو شائن في مجتمعه، وبدأت شهرته مع «أنشودة القبلات» Canzone dei baci التي أُدرجت فيما بعد في مؤلفه «القيثارة» La Lira (1616).
عُين أمين سر لدى أحد الأمراء ثم سُجن في عام 1598 بتهمة الخلاعة واختطاف شابة، وكذلك في عام 1600 بتهمة تزوير وثائق لإنقاذ صديق له من الإعدام. وبعد الإفراج عنه ذهب إلى روما واستقر تحت حماية الكاردينال بييترو ألدوبرانديني Pietro Aldobrandini ثم رافقه إلى تورينو Torino وهنا استرعى مارينو اهتمام الدوق كارلو إيمانويلِه الأول Carlo Emanuele I راعي الأدباء والعلماء فمنحه لقب فارس عام 1609 بعد أن استمع إلى قصائد نظمها تكريماً له، وقصائد أخرى ألقاها في مناسبات زفاف Epitalami. وبقي مارينو في بلاط الدوق حتى فقد حظوته لديه وسجن عام 1611 لأسباب مجهولة. وبناء على دعوة من الملكة ماريا دي ميديتشي Maria dei Medici التي خصصت له راتباً شهرياً، ذهب إلى باريس وعزم على نشر رائعته «أدونيس» Adone (1623) في العاصمة الفرنسية التي بهرته ووجد فيها «مجتمعاً رائعاً لغرابة أطواره وشذوذ طباعه وحداثة أفكاره، وهذا ما يجعل الحياة جميلة»، على حد قوله. وقد وافق الجو طباعه ووجد القراء في «أدونيس» معجزة تجاوزت حدود الفكر البشري. فقد كان مارينو يبحث عن الإثارة، ووُصِف شعره بالشهواني والأرعن، فهو حافل بمديح كل ما يشبع الحواس الخمس ولا يكترث لمشاعر الحب أو الهوى. كما أنه لم يهتم بالمسائل الميتافيزيقية التي شغلت معاصريه، وكان يؤثر خداع البصر على خداع الفكر. وبما أنه أتى بالجديد مقارنة بغيره من الشعراء أُلحق أتباعه باسمه في حركة المارينيسمو Marinismo التي استهجنها الاتباعيون وعابها الإبداعيون ووصفها الناقد الإيطالي بنديتو كروتشِه [ر] Benedetto Croce بأنها تيار شعري معاكس.
كان مارينو ضليعاً في علوم الزراعة والفلك والفيزياء وكان شعره مرآة لتعدد علومه. كما كان من هواة الفن؛ لذا خصص ديوانه «صالة العرض» La Galeria (1620) للإشادة بالتحف الفنية من رسم ونحت. يُذكر من مؤلفاته أيضاً «قتل الأبرياء» La Strage degli Innocenti.
كان مارينو يكثر من الطباق والاستعارة ويتلاعب بالكلمات والصور. واختار من الطبيعة العناصر المتحركة غير الجامدة - العاصفة والغسق وقوس قُزَح - التي تظهر بسرعةِ زوالها تقلب الفكر البشري وزوال ظاهر الأشياء.
بيعت مؤلفات الشاعر بسرعة أدهشت معارفه وأصدقاءه؛ وسبب ذلك أنه أتى بالجديد وكشف عن الظروف المعيشية والفكرية للأديب في القرن السابع عشر.
حنان المالكي
Marino (Giambattista-) - Marino (Giambattista-)
مارينو (جان بَتّيستا ـ)
(1569ـ 1625)
جان بَتّيستا مارينو Gian Battista Marino أحد أبرز شعراء عصر الباروك في إيطاليا والملقب بالفارس مارينو. ولد في نابولي Napoli وتوفي فيها وهو في ذروة مجده. كان محباً للتغيير، جريئاً في التعبير غير مبالٍ بالعُرف والتقاليد. وعندما قال نقاده إنه أفسد ذوق العصر ووجّه شعراء القرن السابع عشر نحو أسلوب الباروك baroque الذي يطلق العنان للمخيلة هادفاً الغرابة والحذلقة والتكلّف في الكلام، امتدحه فرانشيسكو دي سانكتيس F.De Sanctis أشهر النقاد الإيطاليين في القرن التاسع عشر قائلاً: «يُقال إنه أفسد ذوق العصر والأصح أن يُقال إن المجتمع هو الذي أفسده، ولكن من العدالة أن أقول إنه ليس مفسداً بل نابغة في عصره».
أظهر منذ نضوجه تمرداً وعصياناً لأوامر والده وتخلى عن دراسة الحقوق التي اختارها له ليتفرغ للشعر وهو في العشرين؛ مما أثار غضب والده، فلم يتردد في طرده من المنزل. بدأ مارينو نظم الشعر، مبرزاً في قصائده كل ما هو شائن في مجتمعه، وبدأت شهرته مع «أنشودة القبلات» Canzone dei baci التي أُدرجت فيما بعد في مؤلفه «القيثارة» La Lira (1616).
عُين أمين سر لدى أحد الأمراء ثم سُجن في عام 1598 بتهمة الخلاعة واختطاف شابة، وكذلك في عام 1600 بتهمة تزوير وثائق لإنقاذ صديق له من الإعدام. وبعد الإفراج عنه ذهب إلى روما واستقر تحت حماية الكاردينال بييترو ألدوبرانديني Pietro Aldobrandini ثم رافقه إلى تورينو Torino وهنا استرعى مارينو اهتمام الدوق كارلو إيمانويلِه الأول Carlo Emanuele I راعي الأدباء والعلماء فمنحه لقب فارس عام 1609 بعد أن استمع إلى قصائد نظمها تكريماً له، وقصائد أخرى ألقاها في مناسبات زفاف Epitalami. وبقي مارينو في بلاط الدوق حتى فقد حظوته لديه وسجن عام 1611 لأسباب مجهولة. وبناء على دعوة من الملكة ماريا دي ميديتشي Maria dei Medici التي خصصت له راتباً شهرياً، ذهب إلى باريس وعزم على نشر رائعته «أدونيس» Adone (1623) في العاصمة الفرنسية التي بهرته ووجد فيها «مجتمعاً رائعاً لغرابة أطواره وشذوذ طباعه وحداثة أفكاره، وهذا ما يجعل الحياة جميلة»، على حد قوله. وقد وافق الجو طباعه ووجد القراء في «أدونيس» معجزة تجاوزت حدود الفكر البشري. فقد كان مارينو يبحث عن الإثارة، ووُصِف شعره بالشهواني والأرعن، فهو حافل بمديح كل ما يشبع الحواس الخمس ولا يكترث لمشاعر الحب أو الهوى. كما أنه لم يهتم بالمسائل الميتافيزيقية التي شغلت معاصريه، وكان يؤثر خداع البصر على خداع الفكر. وبما أنه أتى بالجديد مقارنة بغيره من الشعراء أُلحق أتباعه باسمه في حركة المارينيسمو Marinismo التي استهجنها الاتباعيون وعابها الإبداعيون ووصفها الناقد الإيطالي بنديتو كروتشِه [ر] Benedetto Croce بأنها تيار شعري معاكس.
كان مارينو ضليعاً في علوم الزراعة والفلك والفيزياء وكان شعره مرآة لتعدد علومه. كما كان من هواة الفن؛ لذا خصص ديوانه «صالة العرض» La Galeria (1620) للإشادة بالتحف الفنية من رسم ونحت. يُذكر من مؤلفاته أيضاً «قتل الأبرياء» La Strage degli Innocenti.
كان مارينو يكثر من الطباق والاستعارة ويتلاعب بالكلمات والصور. واختار من الطبيعة العناصر المتحركة غير الجامدة - العاصفة والغسق وقوس قُزَح - التي تظهر بسرعةِ زوالها تقلب الفكر البشري وزوال ظاهر الأشياء.
بيعت مؤلفات الشاعر بسرعة أدهشت معارفه وأصدقاءه؛ وسبب ذلك أنه أتى بالجديد وكشف عن الظروف المعيشية والفكرية للأديب في القرن السابع عشر.
حنان المالكي