لورسا(الأخوان)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لورسا(الأخوان)

    لورسا (اخوان)

    Lurcat brothers - Frères Lurcat

    لورسا (الأخوان ـ)

    جان لورسا Jean Lurçat (2881-6691): مصور وحفار فرنسي، ولد في برويير Bruyères، وتوفي في سان - بول - دي ڤانس Saint-Paul-de-Vence.
    بعد شروعه في دراسة الطب درس جان التصوير على يد ڤكتور بروڤيه Victor Prové. أقام في باريس عام 1913، وصور أعمالاً متأثرة إلى حد ما بالتكعيبية [ر] cubisme، وبعد رحلاته إلى إسبانيا وشمالي إفريقيا اصطبغت أعماله بالسريالية [ر] surréalisme، كما أنجز ديكورات للمسرح وكثيراً من أعمال الطباعة على الحجر. وقد شهر لورسا بأعمال الكرتون (:cartons رسوم تصميمية للسجاد)، إضافة إلى موهبته وبراعته في ميادين أخرى كثيرة التنوع كالتصوير والرسم والرسم المائي والرشم estampes والرسم على الزجاج والخزف [ر] والفسيفساء [ر] والحلي (الصياغة) [ر] وديكور المسرح والشعر والنقد الفني. ونُفِّذت أعماله الأولى في النجود tapisseries (ستور تعلق على الجدران من الداخل للزينة) بطريقة الغرزة على شبكة التطريز canevas (1915-1932)، وفي عام 1933 أنجزت السيدة كوتولي Cuttoli في مشغلها بأوبوسون Aubusson تصميم لورسا «العاصفة» صناعياً وبطريقة «السَّدى الأفقي» en basse lisse، في حين أن تصميم «أوهام إيكاروس» Illusions d’Icare نُسج بطريقة «السدى العمودي» en haute lisse في مشاغل غوبلان Gobelins الشهيرة (قدمت هذه النجود إلى مملكة الأراضي الواطئة لتزيين القصر الملكي في لاهاي La Haye)، لكن هذه الأعمال كانت مخيبة للآمال لأنها لم تضف شيئاً إلى التصوير peinture.
    جان لورسا: "ماعز وديك" (1940)
    اكتشف لورسا عام 1938 «رؤيا القديس يوحنا» على سدائل tentures في محافظة أنجِه Angers، فكانت بالنسبة إليه كشفاً جمالياً (من حيث مساحتها الكبيرة وشاعريتها)، وتقانياً (النسج الخشن والألوان المختزلة والرسم المختصر والمبسط)؛ ما دفع لورسا إلى ابتكار «الكرتون الملون»، ليس بالطبع الكرتون المصبوغ، وإنما المرقم والمحدد رقمياً، فأدى ذلك إلى ثورة تقانية وثورة تجارية، وصار نسج السداء (تسدية) آلياً، وقصر زمن التنفيذ.
    أندريه لورسا: "فير غوغنبوهل (1926) Guggenbühl
    كان لورسا رمزياً في جوهره على الرغم من تأثره بالوحشيين les fauves والتكعيبيين والسرياليين، وغالباً ما كان يكرر بعض هذه الرموز في أعماله «الديك مبشر بالفجر، والشمس رمز الحياة»، أو يستخدم في مواضعَ أخرى رموزاً أصيلة أو مصطنعة في رسوم نمطية stylisés منمنمة، واضحة وكثيفة، يتكرر فيها استخدام العنصر النباتي. وجَّهت الحرب العالمية الثانية لورسا نحو الموضوعات الملتزمة: «إس لا ڤرداد» Es la verdad (1942) و«الحرية» (1943)، المستوحاة من قصيدة الشاعر الفرنسي بول إيلوار [ر] وقد نسجت اللوحتان سراً في أوبوسون، ثم اتجه لورسا نحو الأعمال النصبية الكبيرة لتزيين الكنائس والأبنية العامة. وفي أوبوسون أيضاً نفذ عام 1957 أعمالاً عملاقة توزعت في عشر لوحات بعنوان «نشيد العالم» (من مقتنيات مجلس بلدية أنجه)، وهي تصور على امتداد ثمانين متراً عذابات الإنسان وآماله في عصر الذرة، وكان «الشعر» برأيه هو الرد الأمثل، المتفائل والمنتصر على كل الاعتداءات التي يمثلها إنسان هيروشيما.
    كان لورسا أحد الرواد الرئيسين في بينالي biénnale النجود الذي أقيم في لوزان Lausanne (سويسرا) عام 1962.
    يبدو اليوم أن عمل لورسا العملاق - والمؤلف من 800 قطعة منسوجة (1940- 1062) - أكاديمي إلى حد ما، ومع ذلك فإليه وإلى حميته يعود الفضل في إنقاذ النسيج النصبي وازدهاره.
    أندريه لورسا André Lurçat (0791- 4981): معمار فرنسي، وممثل للحركة المسماة «الطراز العالمي» وأحد كبار المنظرين والعمليين الماركسيين في عصره. سافر بعد إنهاء دراساته الأكاديمية وتخرجه في مدرسة الفنون الجميلة بباريس إلى كثير من البلدان؛ فاكتشف العمارة في القرون الوسطى وعصر النهضة بإيطاليا، والتقى المعمار النمساوي هوفمن Hoffmann في بلجيكا، وغروبيوس [ر] Gropius في ألمانيا حين دعاه عام 1926 إلى حفل تأسيس الـ«باوهاس» [ر] Bauhaus، والتقى أيضاً الأخوين تاوت Taut وأود Oud في البلاد الواطئة. ورأس لجنة تنظيم المدن وتخطيطها في مؤتمر ساراز Sarraz عام 1928، المؤتمر العالمي الأول للعمارة الحديثة، وقد حضره المعمار الشهير لوكوربوزييه [ر] Le Corbusier رئيساً للجنة العمارة. ولم يكن المؤتمر يتعلق بجمع بعض العناصر المضافة إلى العمارة الحديثة modernité فحسب (تلك العناصر التي استخدمها لورسا لاحقاً مثل: الشرفات والأفاريز المدعمة والجدران العارية، والنوافذ على شكل شريط متواصل، والفتحات المزججة)، بل التفكير في وظيفة العمارة وعلاقتها بتنظيم المدن أيضاً. وقد أعرب معظم المعماريين المنظمين مؤتمرات العمارة الأممية الحديثة (C.I.A.M) عن أسفهم لأنهم لم يستطيعوا أن يبنوا إلا بيوتاً خاصة، والملكية الخاصة - كما يرى لورسا - عائق يحول دون تخطيط تمديني urbanistique، ما يدل على فهم سياسي.
    في عام 1930 وبالاتفاق مع مجلس البلدية الشيوعي الذي يديره بول ڤيان - كوترييه Paul Vaillant-Couturier أنشأ لورسا فريق كارل ماركس Karl Marx المدرسي؛ محاولاً تطبيق عمارة «ديمقراطية»، وداعياً الأهلين إلى الإسهام في المشروع، فكانت لهذا الفريق شهرة عالمية، إذ اجتاحت العمارة الحديثة بلداناً كثيرة بفضل أبنية خصصت لمثل هذه الوظائف. التقى لورسا إبان دعوته إلى الاتحاد السوڤييتي المعماريين «الإنشائيين» constructivistes، فأعجب بعملهم كثيراً، وقرر العودة إلى تلك البلاد للعمل فيها، وقد عاد فعلاً ودرس في الاتحاد السوڤييتي بين عامي 1934-1937، وأسهم في مسابقة أكاديمية العلوم بموسكو عام 1934، ولكنه لم يستطع البدء بالبناء مباشرة، إلا أن تعليمه الناقد كان نافذاً ومسموعاً لولا محاربة المعماريين الرجعيين له ولآرائه في العهد الستاليني.
    وخلافاً لمواقف المعماريين الغربيين العاملين في الاتحاد السوڤييتي كشف لورسا قصور المعماريين السوڤييت النظري، ليس بعبارات جمالية أو تقانية، وإنما بعبارات سياسية: «إن تخلفهم المعماري مردّه إلى نقص في تكونهم السياسي، إن فهم الماركسية يساعد المعمار على أن يجعل من العمارة فناً قائماً على فهم الوقائع، وعلى علم القوانين أن يديرها ويوجهها على ما كانت عليه العمارة حتى المرحلة الرأسمالية». وكتب لورسا في موسكو عن «الإنسان والتقانة والعمارة» في مجلة إيزڤستيا موسكو 1937.
    إن فهم لورسا للماضي يرتكز على أطروحات المادية الجدلية: «أليست الاصطفائية éclectisme نسخة جافة لا روح فيها، يمليها احترام أعمال الماضي، دونما حسبان لمضمونها وقيمتها الإيديولوجية، وللعصر والمجتمع الذي وجدت فيه؟!». ولسوف يشعر لورسا بالخيبة من استقبال المسؤولين لأقواله: «العمارة السوڤييتية سوف تغرق وتتلاشى في كلاسية محدثة néo-classicisme أكثر الحركات أكاديمية» (جموداً وتخلفاً).
    أحدث لورسا بعد عودته إلى فرنسا، وإبان الحرب العالمية الثانية «الجبهة الوطنية للمعماريين المقاومين»، ولم يعد إلى نشاطه السابق في تنظيم المدن إلا بعد الحرب: في موبوج Maubeuge (1946- 1958)، وفي بلان - مِنيل Blanc-Mesnil (1950- 1967)، وفي سان - دُني Saint- Denis (1947- 1967)، وفي أي مكان يجد فيه سلطة سياسية تدعم عمله.
    فائق دحدوح
يعمل...