لورنس(هنري) نحنات فرنسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لورنس(هنري) نحنات فرنسي

    لورنس (هنري)

    Laurens (Henri-) - Laurens (Henri-)

    لورَنس (هنري ـ)
    (1885ـ 1954)

    هنري لورَنس Henri Laurens نحات فرنسي، يتحدر من عائلة عمالية، عصامي تعلم النحت بنفسه. عمل بعد إنهاء دراسته الابتدائية في مشغل لصنع العناصر الزخرفية؛ حيث تعرف مبادئ التقانات النحتية، وتدرب في الوقت نفسه على الرسم في دورة مسائية. اهتم بالنحت النصبي، فصمّم ونفذ حلولاً زخرفية لباليه روسيا Ballets Russes. ومن اهتماماته الأخرى الحفر والطباعة وفن الكتاب. كانت أعماله الأولى قريبة من الطبيعة وامتلكت في الوقت نفسه خصائص الفن القديم ولاسيما الفنون القوطية Gothic arts.
    في عام 1911 تعرف لورَنس الفنانَ الفرنسي الشهير براك Braque الذي عرَّفه الوسط الباريسي الطليعي. وبفضله بدأ اهتماماته بالاتجاه التكعيبي، وتيقَّن، بعد طول مراقبة، من ضرورة مواكبة هذا البحث التشكيلي الجديد.
    في عام 1914 بدأ لورَنس بتنفيذ تكوينات نحتية جديدة، معتمداً الاتجاه التكعيبي، مستخدماً في بنائها مواد مختلفة كالخشب والجبس والحديد والصفائح المعدنية والورق المقوى (الكرتون)، مخضعاً هذه المواد غير المألوفة في النحت حينذاك لموضوعات من الوسط الواقعي المحيط؛ منها ما يمثل القيثارة أو الزجاجة، وصنع منها منحوتات بارزة ذات أبعاد ثلاثة (تكوين من الخشب الملون والجبس عام 1918) و(زجاجة مع صحيفة عام 1919). كما نفذ تكوينات استخدم فيها الخشب الملون مع صفائح الحديد. كان معظم هذه التكوينات يميل إلى التجربة، لكنها منفذة وفق نظام الطبيعة الصامتة، ومنها عمله المؤلف من الصفائح المعدنية باللونين الأحمر والأسود الذي نفّذه عام 1914. كما نفذ تكوينات نحتية غير خاضعة لقانون الطبيعة الصامتة كتلك التي تمثل وجوهاً بشرية.
    هنري لويس: "آمفيون" (1953)
    نقل لورَنس عنصر (موتيف) motif الطبيعة الصامتة إلى المنحوتات البارزة، وقد نفذها ببساطة وانسجام واضحين مبتعداً فيها عن العناصر المتنافرة والتوتر بين المستويات، ورصفها كلها في مستوى واحد تقريباً، لا يفصل بينها سوى خطوط محفورة بوضوح. وقد ميز بين هذه العناصر بوساطة معالجته لملامس السطوح؛ فمنها الملساء والخشنة، فجاءت الأشكال المؤلِّفة للموضوع متوحدة البنية وبسيطة إلى درجة كبيرة. وكان من أهم أعمال هذه المرحلة «القيثارة واليراعة»، (نُفِّذ بالحجر الملون ويعود إلى عام 1920). وكان لهذه العناصر، مع بساطتها، حضور قوي في منحوتاته الفراغية (الكتلة في الفراغ) التي استخدم فيها تقانات تقليدية. ومن أهم هذه المنحوتات «القيثارة» التي نفذها عام 1919 بالطين المشوي الملون (الخزف) و«القيثارة» التي نفذها عام 1920 بالحجر.
    في مرحلة الإبداع التكعيبية نفذ مجموعة من الأعمال الكلاسية فجاءت شخوصه ثابتة ومتوازنة تذكر بالأشكال المعمارية، واستطاع من خلالها تقديم بنائية جديدة في التشكيل النحتي. ومن الملحوظ أنه من أجل استحضار عناصر تكوينه لم يكن مهتماً بإعادة البناء بقدر اهتمامه بالبحث عن تداعي الأفكار والمعاني. ومن أعمال هذه المرحلة «امرأة أمام المرآة» (1917) الذي استخدم في بنائه الأشكال الأسطوانية، ثم أعقبها بمنحوتات سخر فيها كتلاً مكعبة تجلى فيها بوضوح تقطيع الأشكال البارزة والغائرة، ومعالجة السطوح بصيغ متنوعة. وقد استخدم لورَنس في الوقت نفسه اللون، وأسبغ عليه أهمية كبيرة، إذ أراد من خلاله التأكيد على حضور الكتلة في الضوء، ورأى أن الكتلة في الفراغ وتلك الملونة بالأحمر- على سبيل المثال- تظل محافظة على حضورها في حالات الإضاءة كلها. وبهذه الطريقة، وبفضل اللون، تحافظ المنحوتة على لونها الخاص وتتحرر من الصدف الناتجة من انعكاسات الإضاءة غير المتوقعة من قبل النحات المبدع.
    استمرت التجارب التي قدمها لورَنس في تلوين المنحوتات حتى عام 1925، أي حتى اللحظة التي خرج فيها من دائرة البحث في مجال النحت التكعيبي. ومن الجدير بالذكر أنه بدأ، منذ عام 1920، يبتعد تدريجياً عن التكوينات الهندسية، مستدرجاً أشكالاً طبيعية، مكوّرة ومتجانسة، وكان النموذج الرئيس لأعماله جَسَد المرأة، وبحلول عام 1927 انتهت بصورة نهائية مرحلة إبداعاته التكعيبية.
    أحمد الأحمد
يعمل...
X