لونان(الإخوة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لونان(الإخوة)

    لونان (اخوه) Le Nain brothers - Frères Le Nain
    لونان (الإخوة ـ)



    كان الأب إسحاق لونان Isaac Le Nain ضابطاً صغيراً في مدينة لاون Laon (فرنسا)، يتمتع بوضع مادي مريح، ولكن زوجته التي ماتت مبكرة، تركت له خمسة أولاد، والإخوة الثلاثة الذين اشتهروا من هذه الأسرة هم، أنطوان Antoine الذي ولد نحو عام 1588، ولويس Louis الذي ولد في عام 1593، وماتيو Mathieu المولود في عام 1605.

    لا تعرف ما هي أسباب اتجاه أنطوان نحو فن التصوير ولعل السبب هو مرور مصور هولندي في منطقتهم، كان له الأثر في تشجيعه على التصوير بعد أن اكتشف موهبته، ثم مضى أنطوان إلى باريس في عام 1629 ليدرس الفن، ممهداً الطريق لأخويه اللذين التحقا به، وكانت لوحة «البشارة» الموجودة في كنيسة القديس جاك من أولى أعماله التصويرية في باريس. وفي عام 1632 تعاقد أنطوان لونان لإنجاز صورة شخصية جماعية وثماني صور مستقلة للحاكم ومستشاريه ضاعت كلها.



    لويس لونان: "العربة أو عودة الحصاد" (1641)

    وفي باريس نجح أنطوان في اجتياز فحص أدّاه في القصر، فصار مصوراً بامتياز في بلاط الملك لويس الثالث عشر، وهكذا التحق بمجموعة المصورين في حي سان جرمن ديه بريه Saint. Germain- des- Près، ولكن أخويه الاثنين لم يحصلا على هذا الامتياز، مما جعل المصورَين يشاركان أنطوان في لوحات تحمل توقيعه هو أو توقيع العائلة، علماً أن ماتيو استطاع أن ينفرد بإنجاز لوحة شخصية للملكة آن ملكة النمسا في عام 1643.

    تلقى المصورون الثلاثة عروضاً لإنجاز لوحات دينية الموضوع، واحدة لمصلّى العذراء في كنيسة الأوغسطينيين الصغار Petits-Augustins وتمثّل «البشارة»، وأخرى لكاتدرائية نوتردام [ر] Notre- Dame وموضوعها «القديس ميشيل يقدم أسلحته إلى العذراء»، (في كنيسة القديس بطرس في نيفير Nevers)، ولوحة «ولادة العذراء» (في كنيسة القديسة إيتيين St. Étienne في باريس).

    ومن أشهر اللوحات ذات الموضوعات الأسطورية، لوحة «فينوس في كور فولكان» Vénus dans la forge de Vulcain (1461) (فولكان: إله الحديد والمعدن وزوج فينوس) واللوحة في متحف ريمز Reims. وكانت معالجة الموضوعات شعبية وليست نقدية.

    وبعد وفاة الأخوين لويس وأنطوان لونان في العام 1648 بعد إصابتهما بوباء الطاعون، ابتدأ ماتيو بتصوير الموضوعات الدينية والاختصاص باللوحات الشخصية، ولكنه وقد شغف بالحياة العسكرية سعى إلى أن يكون فارساً كباقي الرسامين في عصره. وهكذا صار منذ عام 1633 ملازماً في كتيبة، ثم لم يلبث أن حصل عام 1662، بفضل ترشيح ماريشال ألبرت، على لقب فارس تابعاً للملك لويس الرابع عشر، ونال وسام سان ميشيل.



    أنطوان لونان: "اجتماع الأسرة" (1642)

    وكان ماتيو قد حصل على إذن الملك بحمل هذا الوسام لأجلٍ محدد. ولكنه استمر حاملاً الوسام حتى موته في العام 1677.

    وعلى الرغم من أن اللوحات الدينية التي أنجزها الإخوة لو نان كانت متميزة ورائعة، وأن لوحاتهم الشخصية كانت موضع تقدير عال، إلا أن الأعمال التصويرية التي سببت لهم الشهرة والمجد، كانت مشاهد الفلاحين، ومنها اللوحات: «فلاحون في مشهد طبيعي» Paysans dans un paysage الموجودة في هارتفورد Hartford، و«عائلة الفلاحين في الداخل» Famille de paysans dans un intérieur، و«عربة العلف» La Charette de foin الموجودة في متحف اللوڤر [ر]، و«فلاحون أمام بيتهم» Paysans devant leur maison الموجودة في سان فرانسيسكو.

    على أن اللوحات القروية التي صورها لويس لونان تبقى الأكثر متانة، وتتميّز من اللوحات الهولندية.

    ومع أن أسرة لونان قد اشتهرت بالموضوعات الدينية والقروية، وتصوير الجنود والشحاذين، فقد اشتهرت بالموضوعات الأسطورية أيضاً، شأنهم شأن مصوري جيلهم، ففي لوحة «فينوس في كور فولكان»، يُرى العمال وقد ارتدوا ملابس تحمل طراز العصر يحيطون بشخص فولكان إله النار والمعدن الذي جلس متهالكاً، يحمل بيده مطرقته وبين أقدامه توزعت قطع أسلحة الإله مارس، وهي أسلحة جديدة معاصرة أيضاً كالملابس تنظر إليها فينوس (إلهة الجمال) وكيوبيد (إله الحب) باهتمام. وتذكر هذه اللوحة بلوحة فيلاسكيز Vélasquez التي تحمل العنوان ذاته.



    ماتيو لونان: "البستاني"

    لقد استطاع الإخوة لونان تصوير الأشخاص بتعابير متفائلة تبشر بظهور الطبقة البرجوازية والنبيلة، القادرة على إثارة الاهتمام، وتبقى هذه الوجوه شاهداً على التطور الاجتماعي في مدينة باريس الكبيرة.

    وبصورة عامة، فإن التصوير الشخصي الذي ظهر في هولندا، وفي جميع المدن الفلمنكية كان قد امتد تأثيره إلى فرنسا، ويشهد على ذلك ظهور ذلك المصور الهولندي في لاون وتأثيره في الإخوة الثلاثة، ثم إن أنطوان كان قد درس التصوير على يد فنان فلمنكي كان قد علمه تصوير اللوحات الشخصية الصغيرة.

    على أن تأثير روما كان واضحاً أيضاً، ذلك أن لويس كان تلميذاً لأخيه أنطوان، وكان ماتيو تلميذاً لأخيه لويس، الذي أُطلق عليه نعت المصور الرومي، نسبة إلى مدينة روما. وكانت لوحاتهم تحمل غالباً اسم كنيتهم، لونان عند عدم وجود الاسم الأول.

    لقد مثّل الإخوة لونان في فرنسا، النزعة الأوربية باتجاه تصوير الموضوعات الريفية والعمالية التي يعيشها سواد الشعب، مما نراه في ذلك العصر في إيطاليا وهولندا وبلاد الفلمنك، وفي إسبانيا ولاسيما أعمال فيلاسكيز، ولكن لابد من الإشارة إلى أن ما قدّمه الإخوة لونان، كان يتميّز بالواقعية والإثارة الضوئية وبالدلالات الإنسانية والاجتماعية التي تتمظهر في أوضاع شخصيات اللوحات، وفي وجوههم وملابسهم، على الرغم من أن تموضع هذه الشخصيات كان مصطنعاً، ولم يكن عفوياً، كان سكونياً ولم يكن متحركاً.

    عفيف البهنسي
يعمل...
X