أبو سفيان (صخر بن حرب)
(57 ق.هـ ـ 31هـ/567 ـ 652م)
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن مناف الأموي القرشي، أحد رجالات قريش الكبار في الجاهلية ووالد معاوية رأس الدولة الأموية في الإسلام وصارت إليه راية الرؤساء في قريش بعد مقتل أبي جهل في غزوة بدر، وكان من رؤساء المشركين في حرب الإسلام في بدء الدعوة النبوية وقاد قريشاً وكنانة في حربهما المسلمين يوم أحد ويوم الخندق، ثم أسلم يوم فتح مكة سنة ثمانية للهجرة وعقب قول رسول اللهr: «من دخل البيت الحرام كان آمناً، ومن دخل دار أبي سفيان كان آمناً» وحسُن إسلامه برأي معظم المؤرخين وأصحاب السِّير، وشهد حُنيناً مع النبيr وأعطاه من غنائمها مئة بعير وأربعين أوقية، ثم شهد فتح الطائف معه، ثم شهد اليرموك تحت راية ولده يزيد، وكان من الشجعان الأبطال، قال المسيب: «فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يا نصر الله اقترب، فنظرت فإذا هو صوت أبي سفيان، وفقئت عينه الأولى يوم الطائف ثم فقئت الثانية يوم اليرموك فعمى»، وكان عامل رسول اللهr على نجران، وكان رسول اللهr قد تزوج ابنته أم حبيبة وأبو سفيان لا يزال مشركاً، وأقرّ أبو سفيان زواج الرسولrمنها، فكان بذلك حمو النبيr (وكان أسن من النبيr بعشر سنين، وعاش بعده عشرين سنة) وكان عمر بن الخطاب يحترمه لأنه كان كبير بني أمية وكانت له منزلة كبيرة في خلافة ابن عمه عثمان بن عفان.
قدم الشام تاجراً مرات حين كان مشركاً، واجتمع بقيصر ببيت المقدس حين جاءه دحية الكلبي بكتاب رسول اللهr يدعوه فيه إلى الإسلام، وجرى بينهما حوار طويل سأله فيه قيصر عن أمور مختلفات تخص رسول اللهr فأجابه في وصفه له بصدق، فما كان من قيصر في آخر الحوار إلا أن قال لأبي سفيان: «إن كان كما تقول فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم». وروى عن رسول اللهrأحاديث كثيرة نقلها عنه عبد الله بن عباس وأوردها له البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي. توفي بالمدينة المنورة وله نحو من تسعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان، وقيل ابنه معاوية، ودفن في البقيع.
محمود الأرناؤوط
(57 ق.هـ ـ 31هـ/567 ـ 652م)
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن مناف الأموي القرشي، أحد رجالات قريش الكبار في الجاهلية ووالد معاوية رأس الدولة الأموية في الإسلام وصارت إليه راية الرؤساء في قريش بعد مقتل أبي جهل في غزوة بدر، وكان من رؤساء المشركين في حرب الإسلام في بدء الدعوة النبوية وقاد قريشاً وكنانة في حربهما المسلمين يوم أحد ويوم الخندق، ثم أسلم يوم فتح مكة سنة ثمانية للهجرة وعقب قول رسول اللهr: «من دخل البيت الحرام كان آمناً، ومن دخل دار أبي سفيان كان آمناً» وحسُن إسلامه برأي معظم المؤرخين وأصحاب السِّير، وشهد حُنيناً مع النبيr وأعطاه من غنائمها مئة بعير وأربعين أوقية، ثم شهد فتح الطائف معه، ثم شهد اليرموك تحت راية ولده يزيد، وكان من الشجعان الأبطال، قال المسيب: «فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يا نصر الله اقترب، فنظرت فإذا هو صوت أبي سفيان، وفقئت عينه الأولى يوم الطائف ثم فقئت الثانية يوم اليرموك فعمى»، وكان عامل رسول اللهr على نجران، وكان رسول اللهr قد تزوج ابنته أم حبيبة وأبو سفيان لا يزال مشركاً، وأقرّ أبو سفيان زواج الرسولrمنها، فكان بذلك حمو النبيr (وكان أسن من النبيr بعشر سنين، وعاش بعده عشرين سنة) وكان عمر بن الخطاب يحترمه لأنه كان كبير بني أمية وكانت له منزلة كبيرة في خلافة ابن عمه عثمان بن عفان.
قدم الشام تاجراً مرات حين كان مشركاً، واجتمع بقيصر ببيت المقدس حين جاءه دحية الكلبي بكتاب رسول اللهr يدعوه فيه إلى الإسلام، وجرى بينهما حوار طويل سأله فيه قيصر عن أمور مختلفات تخص رسول اللهr فأجابه في وصفه له بصدق، فما كان من قيصر في آخر الحوار إلا أن قال لأبي سفيان: «إن كان كما تقول فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم». وروى عن رسول اللهrأحاديث كثيرة نقلها عنه عبد الله بن عباس وأوردها له البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي. توفي بالمدينة المنورة وله نحو من تسعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان، وقيل ابنه معاوية، ودفن في البقيع.
محمود الأرناؤوط