السِجِسْتَاني (محمد بن عزيز ـ)
(…ـ 330هـ/… ـ 941م)
أبو بكر محمد بن عُزَيز أو عزير السِجِسْتَانيّ الإمام المفسر. كان أديباً فاضلاً متواضعاً أخذ عن أبي بكر بن الأنباري (ت328هـ) وصنف كتابه «غريب القرآن» المشهور وليس له غيره. أقام في بغداد وتوفي فيها.
قال أبو عبدالله ابن خالويه (ت370هـ): «كان أبو بكر بن عزيز هذا من أكابر تلامذة ابن الأنباري علماً وسناً وسيراً وصلاحاً وكان يؤدب أولاد العامة ويأتي جامع المدينة ببغداد كل جمعة ومعه زنبيل صغير فيه رقائق يطيل الصمت فإذا تكلم قال حقاً وكان ثقة».
يقع كتابه «غريب القرآن» في مجلد متوسط الحجم، شرح فيه المفردات الغريبة في القرآن الكريم، متتبعاً دوران بعض المفردات مع اشتقاقها في السور والآيات، وشرحه يتفاوت بين القصر والإطالة، فربما شرح اللفظة بكلمة واحدة، وربما توسع فشرحها بعدة أسطر، وهو أقرب ما يكون إلى الشرح اللغوي الممزوج ـ في بعض الأحيان ـ بأقوال المفسرين الذين سبقوه أو عاصروه، مع غناه بالشواهد: من الآيات القرآنية؛ والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية، ومن الأمثال وأقوال العرب وآراء اللغويين.
كانت كُتب غريب القرآن قبل أبي بكر السِجِسْتَانيّ قد رُتبت فيها المواد حسب تسلسل الآيات والسور، ثم جاء فوضع منهجاً جديداً سبق فيه غيره؛ ويقوم منهجه في الكتاب على ترتيب الألفاظ على حروف المعجم ولكن دون إرجاعها إلى أصولها أو حذف الحروف الزائدة منها بل يذكرها كما هي في القرآن الكريم، والترتيب ليس فيه مراعاة للحرف الثاني وما بعده، وقسَّم كل حرف إلى ثلاثة أبواب حسب الحركات الإعرابية الثلاث فيبدأ بالفتحة ثم الضمة ثم الكسرة. إلا أنه يؤخذ عليه أنه لم يرتب المفردات ذات الحرف الواحد غالباً على نسق السور والآيات، مما يجعل الطريق في الوصول إلى كثير من الألفاظ وعراً. مما حدا بعدد من العلماء إلى إعادة ترتيبه، منهم شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري الذي جمع ما تفرَّق من غريب كل سورة فيما هو كالفصل، مع زيادة أشياء في بعض المواضع على الأصل لتسهل مطالعته.
ورتبه أيضا فخر الدين بن محمد الطريحي (ت1085هـ) وزاد عليه في كتابه: غريب القرآن؛ إذ يقول: «إلا أن المطلوب منه يعسر تناوله لقصور في ترتيبه ولخلل في تبوبيه فاستخرت الله تعالى على تغيير ذلك الترتيب على وجه له فيه رضا فشرعت فيه ورتبته على أبواب الحروف الهجائية».
وفي العصر الحديث رتبه الشيخ محمد مصطفى أبو العلا؛ إذ قال: «إلا أنه غير مرتب على ترتيب سور القرآن مما يشق على الطالب استخراج معاني بعض الكلمات من سورها حسب التلاوة وقد أردت ترتيبه على ترتيب سور القرآن ليسهل على من يريد فهم كلمة قرآنية الرجوع إليها دون عناء ولا تعب».
نصار نصار
(…ـ 330هـ/… ـ 941م)
أبو بكر محمد بن عُزَيز أو عزير السِجِسْتَانيّ الإمام المفسر. كان أديباً فاضلاً متواضعاً أخذ عن أبي بكر بن الأنباري (ت328هـ) وصنف كتابه «غريب القرآن» المشهور وليس له غيره. أقام في بغداد وتوفي فيها.
قال أبو عبدالله ابن خالويه (ت370هـ): «كان أبو بكر بن عزيز هذا من أكابر تلامذة ابن الأنباري علماً وسناً وسيراً وصلاحاً وكان يؤدب أولاد العامة ويأتي جامع المدينة ببغداد كل جمعة ومعه زنبيل صغير فيه رقائق يطيل الصمت فإذا تكلم قال حقاً وكان ثقة».
يقع كتابه «غريب القرآن» في مجلد متوسط الحجم، شرح فيه المفردات الغريبة في القرآن الكريم، متتبعاً دوران بعض المفردات مع اشتقاقها في السور والآيات، وشرحه يتفاوت بين القصر والإطالة، فربما شرح اللفظة بكلمة واحدة، وربما توسع فشرحها بعدة أسطر، وهو أقرب ما يكون إلى الشرح اللغوي الممزوج ـ في بعض الأحيان ـ بأقوال المفسرين الذين سبقوه أو عاصروه، مع غناه بالشواهد: من الآيات القرآنية؛ والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية، ومن الأمثال وأقوال العرب وآراء اللغويين.
كانت كُتب غريب القرآن قبل أبي بكر السِجِسْتَانيّ قد رُتبت فيها المواد حسب تسلسل الآيات والسور، ثم جاء فوضع منهجاً جديداً سبق فيه غيره؛ ويقوم منهجه في الكتاب على ترتيب الألفاظ على حروف المعجم ولكن دون إرجاعها إلى أصولها أو حذف الحروف الزائدة منها بل يذكرها كما هي في القرآن الكريم، والترتيب ليس فيه مراعاة للحرف الثاني وما بعده، وقسَّم كل حرف إلى ثلاثة أبواب حسب الحركات الإعرابية الثلاث فيبدأ بالفتحة ثم الضمة ثم الكسرة. إلا أنه يؤخذ عليه أنه لم يرتب المفردات ذات الحرف الواحد غالباً على نسق السور والآيات، مما يجعل الطريق في الوصول إلى كثير من الألفاظ وعراً. مما حدا بعدد من العلماء إلى إعادة ترتيبه، منهم شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري الذي جمع ما تفرَّق من غريب كل سورة فيما هو كالفصل، مع زيادة أشياء في بعض المواضع على الأصل لتسهل مطالعته.
ورتبه أيضا فخر الدين بن محمد الطريحي (ت1085هـ) وزاد عليه في كتابه: غريب القرآن؛ إذ يقول: «إلا أن المطلوب منه يعسر تناوله لقصور في ترتيبه ولخلل في تبوبيه فاستخرت الله تعالى على تغيير ذلك الترتيب على وجه له فيه رضا فشرعت فيه ورتبته على أبواب الحروف الهجائية».
وفي العصر الحديث رتبه الشيخ محمد مصطفى أبو العلا؛ إذ قال: «إلا أنه غير مرتب على ترتيب سور القرآن مما يشق على الطالب استخراج معاني بعض الكلمات من سورها حسب التلاوة وقد أردت ترتيبه على ترتيب سور القرآن ليسهل على من يريد فهم كلمة قرآنية الرجوع إليها دون عناء ولا تعب».
نصار نصار