ليسوتو Lesotho - Lesotho
ليسوتو
ليسوتو Lesotho مملكة صغيرة، تقع أراضيها التي لاتزيد مساحتها على 30355كم2 في الجزء الجنوبي من القارة الإفريقية، حيث تشغل أكبر جزء من القسم المحدّد في الحافة الشرقية التي تحد جنوب إفريقيا. تحيط بها من كل جهاتها أراضي جمهورية جنوب إفريقيا الواقعة في الجزء المرتفع من جبال دْراكِنْسْبِرغ Drakensberge البازلتية. وقد فرض هذا الوضع التضريسي على أراضي ليسوتو أن يكون 75% منها مناطق جبلية مرتفعة، وأن لايوجد فيها جزء يقل ارتفاعه عن 1100م عن سطح البحر، وأن يصل ارتفاع أطرافها الشمالية الشرقية في جبال مالوتي Maloti- التي يزيد عمرها على الـ 200 مليون سنة - إلى 3500م عن سطح البحر. وبهذا صارت هذه المملكة الإفريقية الصغيرة في قارتها شبيهة من الناحية الطبيعية بسويسرا في أوربا، مما دفع بعضهم إلى تسميتها بسويسرا الإفريقية. وبوجه العموم تتصف تضاريس سطح ليسوتو بالحدة والتخدد.
أما مناخها فهو قاري بوجه عام، إلا أن ارتفاع أراضيها الذي يحول دون وصول الحرارة صيفاً إلى معدلات مرتفعة - ويبقيها حول 32 ْم - يخفف من هذه الصفة القارية، ويرجح الاعتدال، فتتوضح فيه الفصول الأربعة، ويصبح الخريف فصل الحصاد. في حين يسود الثلج، وتقل الأمطار في الشتاء الذي يتميز بأيام مشرقة، وليالي باردة، تنخفض درجات الحرارة فيها إلى -8 ْم، إلاَ أن بقاء كمية الأمطار السنوية مرتفعة نسبياً، حيث لا تقل في الأجزاء المرتفعة عن 1000مم في السنة يجعل منها مصدراً مهماً للمياه الجارية في الأطراف الجنوبية من القارة الإفريقية، والتي يشكل بعضها بداية نهر الأورانج Orange أهم نهر فيها.
تغطي الغابات الدائمة الخضرة بعض المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، أما باقي الأجزاء وخاصة المنخفض منها فتنبت فيها أعشاب الرعي التي يهدد رعي الماشية غير المنتظم لها بزحف التصحر نحوها.
ومن الناحية التاريخية والبشرية:
استوطنت ليسوتو من قبل شعوب البازوتو Basotho الرعوية التي استقدمها مؤسس الدولة الملك موشويشوي الأول Moshoeshoe في أوائل القرن التاسع عشر، ومن نتائج هذا الإعمار من قبل قبائل رعوية متنقلة أن نسبة سكان المدن بقيت متدنية، فهي حتى اليوم لا تـزيد على 17%.
مشهد من المرتفعات الجبلية في ليسوتو
وفي عام 1824 أقام الملك معقلاً محصناً لشعبه في منطقة تابا- بوسيو Thaba-Bosiu، وقد حمى هذا المعقل المملكة البازوتية من الحروب الاستعمارية التي نشبت في المنطقة في تلك الفترة، ففي عام 1836 كانت هذه المملكة الغنية مهددة من قبل حشود البوير الذين كانوا يتطلعون إلى ضمها إلى مستعمراتهم، إلا أن ذلك لم يتحقق لهم على الرغم من الحرب التي شنوها عام 1865 من أجل ذلك، فطلب الملك الحماية من البريطانيين الذين لبوا طلبه من فورهم مقابل أن تصبح ليسوتو محمية بريطانية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر من عام 1966 حصلت المحمية في عهد ملكها موشويشوي الثاني على استقلالها، وأصبحت عضواً في رابطة الشعوب البريطانية، وهي تتمتع بهذا الاستقلال حتى اليوم.
يعد شعب ليسوتو نحو 2.2 مليون نسمة ، كما جاء في إحصاءات عام 2003، أغلبيتهم من الباسوتو، مع مجموعات صغيرة من الأوربيين والآسيويين. ويتجمع معظم السكان في الأجزاء المنخفضة في الشمال والغرب، وفي أودية الجزء الشرقي المرتفع، حيث تقع معظم الأراضي الزراعية، وتنتشر القرى والمدن التي تتصدرها كل من ماسيرو Maseru العاصمة، ومافيتنغ Mafeteng وروما Roma التجاريتين.
ماسيرو: وتقع في أطراف وادٍ عميق، على ضفة نهر كاليدون Caledon، وهي المركز التجاري الرئيسي في البلاد. كان عدد سكانها نحو 195000 نسمة في عام 2003. وتتجلى ملامح هذه المدينة العاصمة بالشكل الذي يجمع في أبنيتها بين القديم والحديث، كما في مبنى الحصن الأنكو - بويري الذي أقيم قبل مطلع القرن العشرين، وفي الأبنية الجديدة لبعض الفنادق الدولية والمراكز العلمية التي منها كلية الزراعة.
سد كيتس في الأراضي المرتفعة
منظر من ريف لسوتو
مافيتنغ: وتقع على مسافة 78كم إلى الجنوب من العاصمة، وتعد من أهم المراكز التجارية في المملكة.
روما: وتقع مبانيها في وادي روما على بعد 35كم من العاصمة، وهي المركز الديني والثقافي للروم الكاثوليك، وتضم جامعة ليسوتو الدولية التي تجتذب الطلاب من جميع أنحاء القارة الإفريقية.
يقدر المسيحيون الكاثوليك بـ70% من سكان ليسوتو. وينتمي الباقي إلى البروتستنتية والأنغليكانية، مع وجود نسبة قليلة من المسلمين في شمالي البلاد. اللغة الإنكليزية لغة رسمية يتكلمها غالبية السكان في أعمالهم، وتدرس في المدارس مع اللغة الليسوتية المحلية.
ومن الناحية الاقتصادية:
بسبب الواقع السياسي الاستعماري والعنصري الذي كان يسود مناطق جنوبي القارة الإفريقية في بداية الفترة التي أقيمت فيها مملكة ليسوتو. كانت حياة هذه المملكة من الناحية الاقتصادية تقوم على المساعدات المالية التي تدفعها بريطانيا. أما بعد الاستقلال في عام 1966، ثم بعد تحرر جمهورية جنوب إفريقيا من النظام العنصري فقد تغيرت الأوضاع الاقتصادية في هذه المملكة الصغيرة، خاصة بعد أن جرت فيها انتخابات ديمقراطية في عام 2003 أوصلت إلى الحكم حكومة حرصت على تطبيق سياسة وطنية حكيمة ومسؤولة تنسجم مع مصلحة المملكة، ومع واقعها ومستقبلها السياسي والاقتصادي.
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة كان قد أصبح في مطلع القرن الحالي قرابة 889 مليون دولار أمريكي، وأن الزراعة بإنتاجها المحدود الذي يقتصر على بعض الزراعات المعيشية من ذرة وقمح وشعير، وأن تربية الحيوانات الماعز بالدرجة الأولى، ثم الأبقار والخنازير لم تتجاوز نسبة مساهمتها في هذا الناتج 11%، في حين كانت نسبة مساهمة الصناعة فيه نحو 43%، على الرغم من أنشطتها المتواضعة والمتمثلة ببعض الصناعات الغذائية والنسيجية اليدوية والآلية.
أما نسبة 46% المتبقية من هذا الناتج المحلي فتتحقق أولاً من إنتاج بعض المعادن النافعة والثمينة، كالماس والأورانيوم والذهب والكروم والنيكل والبلاتين، ثانياً من السياحة التي تعتمد على جمال الطبيعة في معظم أنحاء المملكة، ثالثاً وأخيراً من عمل أعداد كبيرة من أبناء المملكة في مناجم جمهورية إفريقيا الجنوبية.
محمود رمزي
ليسوتو
ليسوتو Lesotho مملكة صغيرة، تقع أراضيها التي لاتزيد مساحتها على 30355كم2 في الجزء الجنوبي من القارة الإفريقية، حيث تشغل أكبر جزء من القسم المحدّد في الحافة الشرقية التي تحد جنوب إفريقيا. تحيط بها من كل جهاتها أراضي جمهورية جنوب إفريقيا الواقعة في الجزء المرتفع من جبال دْراكِنْسْبِرغ Drakensberge البازلتية. وقد فرض هذا الوضع التضريسي على أراضي ليسوتو أن يكون 75% منها مناطق جبلية مرتفعة، وأن لايوجد فيها جزء يقل ارتفاعه عن 1100م عن سطح البحر، وأن يصل ارتفاع أطرافها الشمالية الشرقية في جبال مالوتي Maloti- التي يزيد عمرها على الـ 200 مليون سنة - إلى 3500م عن سطح البحر. وبهذا صارت هذه المملكة الإفريقية الصغيرة في قارتها شبيهة من الناحية الطبيعية بسويسرا في أوربا، مما دفع بعضهم إلى تسميتها بسويسرا الإفريقية. وبوجه العموم تتصف تضاريس سطح ليسوتو بالحدة والتخدد.
أما مناخها فهو قاري بوجه عام، إلا أن ارتفاع أراضيها الذي يحول دون وصول الحرارة صيفاً إلى معدلات مرتفعة - ويبقيها حول 32 ْم - يخفف من هذه الصفة القارية، ويرجح الاعتدال، فتتوضح فيه الفصول الأربعة، ويصبح الخريف فصل الحصاد. في حين يسود الثلج، وتقل الأمطار في الشتاء الذي يتميز بأيام مشرقة، وليالي باردة، تنخفض درجات الحرارة فيها إلى -8 ْم، إلاَ أن بقاء كمية الأمطار السنوية مرتفعة نسبياً، حيث لا تقل في الأجزاء المرتفعة عن 1000مم في السنة يجعل منها مصدراً مهماً للمياه الجارية في الأطراف الجنوبية من القارة الإفريقية، والتي يشكل بعضها بداية نهر الأورانج Orange أهم نهر فيها.
تغطي الغابات الدائمة الخضرة بعض المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، أما باقي الأجزاء وخاصة المنخفض منها فتنبت فيها أعشاب الرعي التي يهدد رعي الماشية غير المنتظم لها بزحف التصحر نحوها.
ومن الناحية التاريخية والبشرية:
استوطنت ليسوتو من قبل شعوب البازوتو Basotho الرعوية التي استقدمها مؤسس الدولة الملك موشويشوي الأول Moshoeshoe في أوائل القرن التاسع عشر، ومن نتائج هذا الإعمار من قبل قبائل رعوية متنقلة أن نسبة سكان المدن بقيت متدنية، فهي حتى اليوم لا تـزيد على 17%.
مشهد من المرتفعات الجبلية في ليسوتو
وفي عام 1824 أقام الملك معقلاً محصناً لشعبه في منطقة تابا- بوسيو Thaba-Bosiu، وقد حمى هذا المعقل المملكة البازوتية من الحروب الاستعمارية التي نشبت في المنطقة في تلك الفترة، ففي عام 1836 كانت هذه المملكة الغنية مهددة من قبل حشود البوير الذين كانوا يتطلعون إلى ضمها إلى مستعمراتهم، إلا أن ذلك لم يتحقق لهم على الرغم من الحرب التي شنوها عام 1865 من أجل ذلك، فطلب الملك الحماية من البريطانيين الذين لبوا طلبه من فورهم مقابل أن تصبح ليسوتو محمية بريطانية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر من عام 1966 حصلت المحمية في عهد ملكها موشويشوي الثاني على استقلالها، وأصبحت عضواً في رابطة الشعوب البريطانية، وهي تتمتع بهذا الاستقلال حتى اليوم.
يعد شعب ليسوتو نحو 2.2 مليون نسمة ، كما جاء في إحصاءات عام 2003، أغلبيتهم من الباسوتو، مع مجموعات صغيرة من الأوربيين والآسيويين. ويتجمع معظم السكان في الأجزاء المنخفضة في الشمال والغرب، وفي أودية الجزء الشرقي المرتفع، حيث تقع معظم الأراضي الزراعية، وتنتشر القرى والمدن التي تتصدرها كل من ماسيرو Maseru العاصمة، ومافيتنغ Mafeteng وروما Roma التجاريتين.
ماسيرو: وتقع في أطراف وادٍ عميق، على ضفة نهر كاليدون Caledon، وهي المركز التجاري الرئيسي في البلاد. كان عدد سكانها نحو 195000 نسمة في عام 2003. وتتجلى ملامح هذه المدينة العاصمة بالشكل الذي يجمع في أبنيتها بين القديم والحديث، كما في مبنى الحصن الأنكو - بويري الذي أقيم قبل مطلع القرن العشرين، وفي الأبنية الجديدة لبعض الفنادق الدولية والمراكز العلمية التي منها كلية الزراعة.
سد كيتس في الأراضي المرتفعة
منظر من ريف لسوتو
مافيتنغ: وتقع على مسافة 78كم إلى الجنوب من العاصمة، وتعد من أهم المراكز التجارية في المملكة.
روما: وتقع مبانيها في وادي روما على بعد 35كم من العاصمة، وهي المركز الديني والثقافي للروم الكاثوليك، وتضم جامعة ليسوتو الدولية التي تجتذب الطلاب من جميع أنحاء القارة الإفريقية.
يقدر المسيحيون الكاثوليك بـ70% من سكان ليسوتو. وينتمي الباقي إلى البروتستنتية والأنغليكانية، مع وجود نسبة قليلة من المسلمين في شمالي البلاد. اللغة الإنكليزية لغة رسمية يتكلمها غالبية السكان في أعمالهم، وتدرس في المدارس مع اللغة الليسوتية المحلية.
ومن الناحية الاقتصادية:
بسبب الواقع السياسي الاستعماري والعنصري الذي كان يسود مناطق جنوبي القارة الإفريقية في بداية الفترة التي أقيمت فيها مملكة ليسوتو. كانت حياة هذه المملكة من الناحية الاقتصادية تقوم على المساعدات المالية التي تدفعها بريطانيا. أما بعد الاستقلال في عام 1966، ثم بعد تحرر جمهورية جنوب إفريقيا من النظام العنصري فقد تغيرت الأوضاع الاقتصادية في هذه المملكة الصغيرة، خاصة بعد أن جرت فيها انتخابات ديمقراطية في عام 2003 أوصلت إلى الحكم حكومة حرصت على تطبيق سياسة وطنية حكيمة ومسؤولة تنسجم مع مصلحة المملكة، ومع واقعها ومستقبلها السياسي والاقتصادي.
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة كان قد أصبح في مطلع القرن الحالي قرابة 889 مليون دولار أمريكي، وأن الزراعة بإنتاجها المحدود الذي يقتصر على بعض الزراعات المعيشية من ذرة وقمح وشعير، وأن تربية الحيوانات الماعز بالدرجة الأولى، ثم الأبقار والخنازير لم تتجاوز نسبة مساهمتها في هذا الناتج 11%، في حين كانت نسبة مساهمة الصناعة فيه نحو 43%، على الرغم من أنشطتها المتواضعة والمتمثلة ببعض الصناعات الغذائية والنسيجية اليدوية والآلية.
أما نسبة 46% المتبقية من هذا الناتج المحلي فتتحقق أولاً من إنتاج بعض المعادن النافعة والثمينة، كالماس والأورانيوم والذهب والكروم والنيكل والبلاتين، ثانياً من السياحة التي تعتمد على جمال الطبيعة في معظم أنحاء المملكة، ثالثاً وأخيراً من عمل أعداد كبيرة من أبناء المملكة في مناجم جمهورية إفريقيا الجنوبية.
محمود رمزي