ليشتنبرغ (غيورغ كريستوف) Lichtenberg (Georg Christoph-) - Lichtenberg (Georg Christoph-)
ليشتنبِرغ (غيورغ كريستوف ـ)
(1742 ـ 1799)
ولد العالم والفيلسوف والأديب الألماني غيورغ كريستوف ليشتنبِرغGeorg Christoph Lichtenberg بقرب مدينة دارمشتات Darmstadt وتوفي في مدينة غوتّينغن Göttingen. كان أول أستاذ جامعي ألماني في الفيزياء التجريبية Experimentalphysik. هو الابن الأصغر الثامن عشر لأبيه القس البروتستنتي. تلقى حتى سن العاشرة دروساً خصوصية في بيت العائلة، وتحول في عام 1752 إلى المدرسة اللاتينية المسماة «مربي دارمشتات» Darmstadter Paedagog، وكوفئ مرات عدة على اجتهاده وألمعيته، وحصل في عام 1763 على منحة دراسية سنوية من الأمير لودڤيغ Ludwig الثامن بقيمة مئتي غولدن، الأمر الذي مكّنه من دراسة الرياضيات والعلوم الطبيعية في جامعة غوتينغن.
بعد إتمام دراسته غادر ليشتنبِرغ إلى إنكلترا. وأطلع الملك جورج الثالث، ملك إنكلترا وهانوفر، على وضع المرصد الفلكي في ريتشموند على نهر التيمز Richmond upon Thames وتقانته، فأعجب الملك به إعجاباً شديداً وأمر بتعيينه بروفسوراً فوق العادة. وصار أستاذاً للفيزياء والرياضيات وعلم الفلك Astronomie والفيزياء. عانى طوال حياته انحناءً في العمود الفقري مما أسفر عن حدبة بارزة في ظهره وقصر في قامته.
اشتغل ليشتنبِرغ على نطاق واسع في مجالات شتى من العلوم الطبيعية Naturwissenschaften مثل علم قياس سطح الأرض Geodaesie، وعلم الظواهر الجوية والفلك والكيمياء. وهو الذي اكتشف عنصري الموجب Positiv والسالب Negativ في الكهرباء وأدخل هذين التعبيرين إلى ساحة التداول. وأثبت مهارته بصفته فيزيائياً تجريبياً بتطوير جهاز الاليكتروفور Elektrophor لفصل الشحنات الكهربائية، واستطاع بهذا الجهاز توليد توترات عالية جداً وإحداث شرارات بطول أربعين سنتمتراً. ويعدّ من مؤسسي فيزياء البلازما Plasmaphysik، فقد اكتشف فوق غبار إحدى الصفائح العازلة من جهاز الإليكتروفور نماذج أشكال سُميّت فيما بعد باسمه. وهو أيضاً أول من أدخل مانعات الصواعق Blitzableiter- التي اخترعها بنجامين فرنكلين [ر] Benjamin Franklin- إلى مدينة غوتينغن. إضافة إلى اكتشافاته في مجال العلوم الطبيعية فإن ليشتنبِرغ بفضل أسلوب تفكيره النقدي - التحليلي وتركيزه على مبدأ التجربة في الفيزياء يعدّ واحداً من أهم مؤسسي علم المنهج الحديث في بحوث العلوم الطبيعية، كما يعدّ من رواد حركة التنوير ومن تلامذة الفيلسوفين الشهيرين كانت [ر] واسبينوزا [ر].
إن ليشتنبِرغ هو الذي عرَّف الناس في ألمانيا بالنوع الأدبي «الحكمة الموجزة» Aphorismus. إلا أن حكمه لم تُنشر إلا في الفترة بين عامي 1800- 1806 ضمن مجموعة «الكتابات المختلطة» Vermischte Schriften التي أصدرها حينذاك، حيث يمتزج حب الملاحظة بالتحليل التنويري ذي النظرة الحادة. لم يرتب ليشتنبِرغ حكمه - التي هي في حقيقة الأمر «شظايا أفكار» حسب موضوعاتها- فهي من الشمولية بمكان بحيث تستطيع الإحاطة بكل ما يواجه الإنسان في حياته. لخّص العالم المنوِّر ليشتنبِرغ إنجازات حركة التنوير بقوله: «لقد اقتحمنا بالقلم حصوناً أكثر مما استطاع البعض بالسيف والحرمان الكنسي».
أحمد حيدر
ليشتنبِرغ (غيورغ كريستوف ـ)
(1742 ـ 1799)
ولد العالم والفيلسوف والأديب الألماني غيورغ كريستوف ليشتنبِرغGeorg Christoph Lichtenberg بقرب مدينة دارمشتات Darmstadt وتوفي في مدينة غوتّينغن Göttingen. كان أول أستاذ جامعي ألماني في الفيزياء التجريبية Experimentalphysik. هو الابن الأصغر الثامن عشر لأبيه القس البروتستنتي. تلقى حتى سن العاشرة دروساً خصوصية في بيت العائلة، وتحول في عام 1752 إلى المدرسة اللاتينية المسماة «مربي دارمشتات» Darmstadter Paedagog، وكوفئ مرات عدة على اجتهاده وألمعيته، وحصل في عام 1763 على منحة دراسية سنوية من الأمير لودڤيغ Ludwig الثامن بقيمة مئتي غولدن، الأمر الذي مكّنه من دراسة الرياضيات والعلوم الطبيعية في جامعة غوتينغن.
بعد إتمام دراسته غادر ليشتنبِرغ إلى إنكلترا. وأطلع الملك جورج الثالث، ملك إنكلترا وهانوفر، على وضع المرصد الفلكي في ريتشموند على نهر التيمز Richmond upon Thames وتقانته، فأعجب الملك به إعجاباً شديداً وأمر بتعيينه بروفسوراً فوق العادة. وصار أستاذاً للفيزياء والرياضيات وعلم الفلك Astronomie والفيزياء. عانى طوال حياته انحناءً في العمود الفقري مما أسفر عن حدبة بارزة في ظهره وقصر في قامته.
اشتغل ليشتنبِرغ على نطاق واسع في مجالات شتى من العلوم الطبيعية Naturwissenschaften مثل علم قياس سطح الأرض Geodaesie، وعلم الظواهر الجوية والفلك والكيمياء. وهو الذي اكتشف عنصري الموجب Positiv والسالب Negativ في الكهرباء وأدخل هذين التعبيرين إلى ساحة التداول. وأثبت مهارته بصفته فيزيائياً تجريبياً بتطوير جهاز الاليكتروفور Elektrophor لفصل الشحنات الكهربائية، واستطاع بهذا الجهاز توليد توترات عالية جداً وإحداث شرارات بطول أربعين سنتمتراً. ويعدّ من مؤسسي فيزياء البلازما Plasmaphysik، فقد اكتشف فوق غبار إحدى الصفائح العازلة من جهاز الإليكتروفور نماذج أشكال سُميّت فيما بعد باسمه. وهو أيضاً أول من أدخل مانعات الصواعق Blitzableiter- التي اخترعها بنجامين فرنكلين [ر] Benjamin Franklin- إلى مدينة غوتينغن. إضافة إلى اكتشافاته في مجال العلوم الطبيعية فإن ليشتنبِرغ بفضل أسلوب تفكيره النقدي - التحليلي وتركيزه على مبدأ التجربة في الفيزياء يعدّ واحداً من أهم مؤسسي علم المنهج الحديث في بحوث العلوم الطبيعية، كما يعدّ من رواد حركة التنوير ومن تلامذة الفيلسوفين الشهيرين كانت [ر] واسبينوزا [ر].
إن ليشتنبِرغ هو الذي عرَّف الناس في ألمانيا بالنوع الأدبي «الحكمة الموجزة» Aphorismus. إلا أن حكمه لم تُنشر إلا في الفترة بين عامي 1800- 1806 ضمن مجموعة «الكتابات المختلطة» Vermischte Schriften التي أصدرها حينذاك، حيث يمتزج حب الملاحظة بالتحليل التنويري ذي النظرة الحادة. لم يرتب ليشتنبِرغ حكمه - التي هي في حقيقة الأمر «شظايا أفكار» حسب موضوعاتها- فهي من الشمولية بمكان بحيث تستطيع الإحاطة بكل ما يواجه الإنسان في حياته. لخّص العالم المنوِّر ليشتنبِرغ إنجازات حركة التنوير بقوله: «لقد اقتحمنا بالقلم حصوناً أكثر مما استطاع البعض بالسيف والحرمان الكنسي».
أحمد حيدر