مانتينيا (أندريا ـ)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مانتينيا (أندريا ـ)

    مانتينيا (اندريا)

    Mantegna (Andrea-) - Mantegna (Andrea-)

    مانتينيا (أندريا ـ)
    (1430ـ 1506)

    أندريا مانتينيا Andrea Mantegna مصور وحفار إيطالي ولد في جمهورية البندقية Venice، وتُوفِّي في مانتوا Mantoua. شغف بالرسم حين كان سنه اثني عشر عاماً في بادوا Padua، نشأ في واقع عسير، وتعلّم على يد المصور سكوارتشيوني Squarcione، وصار من أوائل فناني عصر النهضة في شمالي إيطاليا، أسلوبه في التصوير مثل أساليب فناني عصر النهضة Renaissance الذين يمتحون من روح الفنون القديمة ولاسيما من فن النحت الروماني.
    أندريا مانتينيا: "القديس جورج" (1460)
    في الوقت الذي كانت أعماله في التصوير غير معروفة إلاّ في إيطاليا، كانت أعماله في الحفر في مقدمة الإصدارات الإيطالية التي عبرت جبال الألب في القرن السادس عشر وبقيت هي المعروفة حتى ظهور مشغل الفنان رومان ماركانتونيو Roman Marcantonio وإنتاجه الوفير في الموضوعات العارية، ومع هذا بقيت أعمال مانتينيا المحفورة في إيطاليا متداولة بكثرة لتميزها وخصوصيّتها، وقد عُدَّ دوماً في عداد الفنانين الكبار، أمثال دورر Dürer وريبيرا Ribera ورمبرانت Rembrandt.
    برزت براعة مانتينيا في أعوام 1488- 1490 عندما كلّفه البابا في روما تزيين الكنيسة الخاصّة بقصر بلفدير Belvedere في روما التي هدمت عام 1780، وكان أكثر أعماله رسوماً زخرفية على الزجاج، وله أعمال مهمة في التصوير الجداري في كنيسة أوڤيتاري Overtari، وفي كنيسة إرميتاني Eremitani، وفي بادوا، وفي لوحة «انتصارات القيصر» أظهر خصائص أسلوبه المميّز في نهجه الكلاسي إذ أمضى قسماً كبيراً من حياته مصوراً للبلاط لدى دوق مانتوا، وقد أعدَّ له مجموعة ًمن الفن الكلاسي رئيسة.
    تميزت شخصية مانتينيا بالحرص على حريته واستقلاليته، فعندما كان في تصرف المركيز لودوفيكو غونتساغا Ludovico Gonzague عام 1489 تقيدت حريته بحكم ارتباطه بالمكان الذي يعمل فيه، وفرضت قيود على إمكاناته في التنقل والسفر والاتصال مع أنصاره ومريديه؛ الأمر الذي دفعه إلى أن يعاف عمله، فارتحل إلى فلورن، ثم إلى بيزا عام 1466-1467، وهناك اتصل من جديد بأعمال الفنان دوناتلّو Donatello، وفيليبو ليبي Filippo Lippi وباولو أوتشيللو Paulo Uccello، وأندريا دل كاستانيو Andrea del Castagno، فأبدع في عقد من الزمن (1460- 1470) أفضل مجموعة من أعماله الصغيرة مثل: «عيد الختان» و«فينيس سان جورج» Venice St.George.
    ضمنت رعاية غونتساغا للفنان دخلاً مهماً ودعماً معنوياً، ووفر له فرصة لإشهار ما تبقى من أعماله، مثل «حجرة الزفاف» و«الغرفة المصوّرة» في بلاط الدوقية في مانتوا.
    بنى مانتينيا- اعتماداً على نظرية المنظور في القرن الخامس عشر - نظامه وطريقته في لوحة «حجرة الزفاف» بوساطة التصوير على الجدران الأربعة، فأبرز على الجداران والسقوف العناصر المعمارية بدءاً من مستوى الأرض، وأظهر فيها الأبعاد الثلاثة للأشياء، مبرزاً الرؤية الإلهامية إلى حدها الأقصى عبر امتدادات خطوط المنظور بحيث صار بإمكان الرائي أن يقدر عمق الغرفة على الواقع. وعلى الرغم من أن السقف كان مسطحاً لكنه كان يوحي بالتحدب حيث كان شكل الغرفة مرتباً على هيئة سرادق Pavillon أنيق منفتح على الطبيعة، وبذلك أظهر مانتينيا تمازجاً بارعاً بين الواقع والخيال قائماً على مبدأ عمارة الحصون في القرون الوسطى.
    أندريا مانتينا: "عبادة المجوس" (1468)
    رسم مانتينيا فوق مركز الغرفة شكلاً بيضويّاً أو دائرياً مفتوحاً على السماء مع عدد من الملائكة والنساء وقد تحلقوا حول (الدرابزين) balustrade في وضع منظوري درامي. كما رسم الشكل البيضوي محوراً يوجه نظر المتلقي إلى نقطة محددة في داخل الغرفة، تلك النقطة التي يرى فيها الناظر تداخل الفراغ مع الشخوص وهم يندفعون نحو الأمام باتجاه الناظر عبر ممر ضيّق، يمتد فيه إفريز يصل إلى مكان مشتعل في الجدار.
    إن الإيهام المنظوري أو خداع البصر الذي ولد بوساطة مانتينيا لم يكشف النقاب عنه تماماً حتى مجيء جوفاني لانفرانكو G.Lanfranco وأندريا بوتسو Andrea Pozzo، فاستخدما في القرن السابع عشر نظرية خداع البصر اعتماداً على الموضع الافتراضي لعين الناظر وهو يقف في نقطة محددة من الغرفة.
    فُقدت معظم أعمال مانتينيا، ولم يبق منها إلا تسعة أعمال تصوير على القماش تصور موكب النصر الروماني؛ التي بدأ برسمها عام 1486، واستمر العمل فيها سنوات عدة، وقد تجلت في هذه الأعمال ذروة الذوق الكلاسي الذي توصل إليه الفنان في أعماله الأخيرة.
    في عام 1495 تقدم مانتينيا في العمر، واعتلت صحته، ولكنه استمرَّ في التصوير بغزارة، ففي عام 1495 رسم لوحة «مادونا النصر»، وفي آخر سنة من حياته صوّر لوحة «بارناسوس» Parnassus وهي صورة احتفالية لزواج إزابيلا من فرانشيسكو غونتساغا، وفي عام 1502 رسم لوحة «الحكمة تهزم القوة» على حجرة إيزابيلا الخاصة المزينة بلوحات التصوير والنقوش النافرة ذات الموضوعات الأسطورية.
    واللوحة الأخيرة التي بدأ برسمها دون أن يكملها موجودة في اللوڤر Louvre، وكانت بعنوان «God Comus»، أكملها من بعده أحد مريديه لورنزو كوستا Lorenzo Costa.
    أهديت جميع الديكورات المنفذة بالتصوير الجداري والقبة المصورة في كنيسة سانت أندريا في مانتوا إلى مانتينيا تخليداً لذكراه وتقديراً لقيمته، وربما يكون تصوير القبّة للفنان كورّيجيو Correggio.
    أنشأ مانتينيا ما يشبه جمعية للمصورين الإيطاليين الذين قدموا أعمالاً محفورة بلغت 35 عملاً، من بينها سبعة أعمال للفنان مانتينيا نفسه؛ واحدة من هذه الأعمال مستوحاة من موضوع للفنان دوناتلّو في النحت البارز بعنوان «مادونا هوميلتي» Madonna Homility ومحفورتان بعنوان «معركة إله البحر»، ولوحتان من رسومه بعنوان: «الجَلْد» تمَّ تنفيذها حفراً على المعدن من بعده.
    كان مانتينيا مصوراً وحفاراً، ومن لوحاته الشهيرة في الحفر :gravure «استيقاظ المسيح» وقد ظهر في هذا العمل تأثره بفن الباروك Baroque.
    ومن أعمال الفنان المهمة لوحته «صراع في الحديقة» رسمها عام 1460م، وهي موجودة في (غاليري لندن)؛ وفي هذه اللوحة خمسة ملائكة يطلّون على المسيح وهو يصلي غير مبال بما يجري حوله، في حين يتقدم منه يهوذا مع مجموعة من الجنود الذين جاؤوا لاعتقاله.
    يبقى الفنان مانتينيا أحد الفنانين الكبار في التصوير والحفر الإيطاليين على مدى التاريخ.
    عبد الكريم فرج
يعمل...
X