منذ سنة
نشطFareed Zaffour
18 أبريل 2022 ·
تمت المشاركة مع العامة
Mohammad Kujjahمثقفو حلب
4 مارس 2022 ·
"نقولا زيادة" شيخ مؤرخي العصر "
7 _ 12 _ 1907 _ الوفاة 27 _ 2006
كلمتي في تأبين الراحل الصديق الدكتور نقولا زيادة، ارسلتها الى الصديق الشاعر هنري زغيب لعدم تمكني من الحضور إلى بيروت بسبب العدوان الصهيوني على لبنان ، وقد نشرت فى الصحف السورية واللبنانية.
6 كانون الأول 2006
1 - شاء القدرُ أن لا تستكمل حلمك المئوي!
قبل أشهر من وفاته، كان يحدثني على الهاتف وهو يرقب الذكرى المئوية لميلاده، وقال لي: أنت مدعوٌّ لحضور الحفل المرتقب مع نخبة من الأصدقاء، وسوف يكون الحفل في داره في حيّ (قريطم) في بيروت.
*****
أيها الراحل الكبير..
كأنك لم تحتمل هول الفظائع الوحشية التي تنهال على بيروت ولبنان في شهر تموز، فآثرتَ الرحيل خلال ذلك الشهر الدمويّ الرهيب، ولم يُتح لبيروت المنكوبة أن تودّعك الوداع اللائق.
قرنٌ كامل من العطاء المعرفي والعلمي والأكاديمي، وحضورٌ لافت في جامعات العالم، وحضورٌ يحمل روح العربيّ المشرقيّ المنزرع في أرض وطنه الكبير.
"نقولا زيادة".. اسم أكبر من الكتب والمؤلفات، وأعمق من الذكريات وبقايا الصور.
*****
2 - حينما زارنا في حلب في مطلع تسعينيات القرن الماضي، لم يقبل أن يلقي محاضرته إلاّ واقفاً، ولم يقبل أن يتّكىء على أي شيء، وحينها أجال نظرةً عميقة في الحاضرين، وبدأ محاضرته بدعابةٍ ذكية قائلاً:
(لقد زرت مدينتكم حلب قبل أن يولد أيّ واحد منكم، كان ذلك عام 1922)، وسأله أحد ظرفاء الحضور: (هل كان ذلك قبل الميلاد أم بعده؟!)
انطلق "نقولا زيادة" يحدثنا عن رحلته الأولى إلى حلب، والتي وصلها مع أحد أصدقائه مشياً على الأقدام، مخترقاً طرقات بلاد الشام التي كان يحبّ أن يطلق عليها هذه التسمية، كيف لا، وهو الذي في مولده وحياته وتنقّله الصورة الحقة لبلاد الشام؟
3 - كان مولده في دمشق، حيث كان والده يعمل موظفاً في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي، وأبواه فلسطينيان من الناصرة، وأسرته عريقة معروفة في فلسطين.
حينما قدّمته ليلقي محاضرته الأولى لدينا في جمعية العاديّات في حلب، قلت: (إنه الرجل الذي يختصر في شخصيته بلاد الشام، جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً، فهو الفلسطيني الأصيل، المولود في دمشق، والعائد إلى فلسطين ليدرس ويتخرج من دار المعلمين في القدس عام 1924، ويمارس التعليم في رحاب فلسطين العربية قبل أن يطعنها خنجر بلفور المسموم بالصهيونية العالمية. وفي فلسطين يطوف معلماً في ترشيحا وعكا والقدس حتى 1947، وخلال ذلك كان يتابع دراسة التاريخ في لندن ليحصل في عام 1950 على شهادة الدكتوراه في موضوع (سورية في العصر المملوكي الأول) وبقي أستاذاً للتاريخ الإسلامي في الجامعة الأمريكية في بيروت حتى 1973، واستمر فيها أستاذ شرف بعد تقاعده، وهكذا ربط بلاد الشام بشخصه وعلمه، من الناصرة إلى دمشق إلى بيروت).
*****
4 - طاف "نقولا زيادة" جامعات العالم ينقل صورة المؤرخ العربي الموضوعي، ويقدم الصورة الحضارية عبر التاريخ الإسلامي العريق، وقد ساعدته ثقافته الشمولية، وإتقانه عدداً من اللغات الأجنبية، كالانكليزية والألمانية واليونانية واللاتينية، إلى جانب تبحّره باللغة العربية علماً وأداءً وأسلوباً.
في أعماله الكاملة -التي صدرت قبل سنوات في ثلاثة وعشرين كتاباً- يلخّص "نقولا زيادة" رؤيته التاريخية ومنهجه العلمي، ويوزّع دراساته في عناوين مختصرة مكثّفة معبرة عن ذلك كتبه: (شاميّات- لبنانيّات- أفريقيّات- مشرقيّات- عربيّات- أفروسيّات- متوسطيّات-صفحات مغربية).
إلى جانب كتبه الأخرى المتخصصة، وأتوقف عند كتابه الهام (المسيحية والعرب) الذي يعتبر من أهم الدراسات الموضوعية التي نحتاج إليها في هذه الظروف العصيبة، التي يحاول فيها كثيرون زرع الشقاق والخلاف بين الأخوة العرب مسلمين ومسيحيين.
*****
5 - كثرت زيارات شيخنا المؤرخ الجليل "نقولا زيادة" إلى مدينة حلب، ولم يكن يتردد في قبول أي دعوة لإلقاء محاضرة أو مشاركة في ندوة وكان يقول لي ممازحاً: (سوف أحضر إلى حلب ويحضر معي الأصدقاء لكي يصفقوا لي).
وفي كل مرة كان يحضر نخبة من الباحثين والأكاديميين يشاركون في الندوات التي كنا نعقدها في رحاب جامعة حلب بالتعاون مع جمعية العاديّات:
ندوة الشيخ الأكبر "محيي الدين بن عربي"، ندوة "ابن حزم الأندلسي"، ندوة "لسان الدين بن الخطيب الأندلسي"، ندوة (قراءة معاصرة في تاريخ الدولة العثمانية).
وكنا في كل مرة نغتنم فرصة وجود المؤرخ الكبير، فنرجوه أن يلقي كلمة الباحثين في حفل الافتتاح، وأن يترأس الجلسة العلمية الأولى، وأن يكون له ورقة بحث في الندوة، وأن يشارك في حفل الختام وتوزيع الشهادات وتكريم الباحثين. وهو في ذلك كله شعلةٌ من النشاط والحيوية والذاكرة اليقظة والذهن اللماح، والحديث الممتع الظريف.
وفي رسائله التي أحتفظ بها باعتزاز كان يردد دائماً أن مدينة حلب فيها قلعتان: قلعتها التاريخية بعمارتها الباذخة، وقلعتها الفكرية التراثية المتمثلة بجمعية العاديّات التي تأسست عام 1924. هذه الجمعية التي وقف مؤرخنا الكبير يلقي المحاضرات من على منبرها مرات ومرات، وكأن ذهنه جهاز كمبيوتر يختزن المعلومات ويرتبها ويعرضها بمهارة وإتقان.
*****
6 - في ختام كتابه الهام " المسيحية والعرب " يمثل نقولا زيادة شخصيته وثقافته وموقفه في قوله ، صفحة 250
( انا العربي المسيحي الأرثوذكسي ، عربي في ثقافتي، عربي في نظرتي الى الأمور ، اي انني اراها بمنظار عربي اداته اللغة العربيه )
7 - شيخ ملأ جوانب القرن العشرين، عاش أفول الدولة العثمانية، ودخول قوات الاحتلال الفرنسي والانكليزي، وشهد استقلال بلاد الشام وبقية الأقطار العربية، وعاش الأحداث الجسام في القرن العشرين بطوله وعرضه، فكأنه رجل يمثل ثلاثة أجيال أو أربعة، لم تقعده الشيخوخة عن الكتابة ولا القراءة ولا متابعة الأحداث، ولا جلسات الأصدقاء، وكانت كتاباته في الأشهر الأخيرة قبل رحيله في زاوية بعنوان: (من قرنتي) في إحدى المجلات الأسبوعية.
وحينما أهديته كتابي (محطات أندلسية)، لم أتوقّع أن يقرأه بهذه السرعة وأن يكتب عنه ملخصاً وناقداً في مجلة (المشاهد)، وكنت وإياه على موعد أن يكتب مقدمةً لكتابي (حلب والمتنبي) ولكنني تأخرت في إنجاز الكتاب.. فوافاه الأجل قبل أن يتحفني بكتابته تلك المقدمة.
*****
7 - أية ذكريات إنسانية مع الرجل العظيم الذي لم تعرف الشيخوخة طريقها إليه.. حينما أهداني كتابه النفيس (أيّامي) بمجلديه الاثنين، كان إهداؤه المختصر كأنه مقدمة كتاب، وبخطّه الجميل الأنيق ولغته التي لا يمكن أن تتسرب إليها أية شائبة.
وفي دارنا في حلب كان الشيخ يتبادل الحديث مع كل أفراد الأسرة بحيويةٍ ومودة وبما يتلاءم مع سنّ كل واحد منهم واهتماماته، فكأنه في مقتبل الشباب، وكأنه في نضوج الكهولة، وهو الشيخ الزاحف نحو المائة من السنين.
وفي دارته العامرة في بيروت، كان ملتقى الأصدقاء والأدباء والباحثين، وكم حضرنا هذه اللقاءات الدافئة الغنية بفكرها وإنسانيتها وحوارها المتنوع، وقصائد الشعر التي تلقى فيها، وشيخ المؤرخين يستقبل ضيوفه بترحاب ومودة وابتسامة دائمة .
*****
8 - الصورة المرفقة في ندوة الشهباء في حلب ، من اليمين :
الدكتور نقولا زيادة ، رحمه الله
الدكتور عبد الرحمن الكواكبي ، رحمه الله
محمد قجة
نشطFareed Zaffour
18 أبريل 2022 ·
تمت المشاركة مع العامة
Mohammad Kujjahمثقفو حلب
4 مارس 2022 ·
"نقولا زيادة" شيخ مؤرخي العصر "
7 _ 12 _ 1907 _ الوفاة 27 _ 2006
كلمتي في تأبين الراحل الصديق الدكتور نقولا زيادة، ارسلتها الى الصديق الشاعر هنري زغيب لعدم تمكني من الحضور إلى بيروت بسبب العدوان الصهيوني على لبنان ، وقد نشرت فى الصحف السورية واللبنانية.
6 كانون الأول 2006
1 - شاء القدرُ أن لا تستكمل حلمك المئوي!
قبل أشهر من وفاته، كان يحدثني على الهاتف وهو يرقب الذكرى المئوية لميلاده، وقال لي: أنت مدعوٌّ لحضور الحفل المرتقب مع نخبة من الأصدقاء، وسوف يكون الحفل في داره في حيّ (قريطم) في بيروت.
*****
أيها الراحل الكبير..
كأنك لم تحتمل هول الفظائع الوحشية التي تنهال على بيروت ولبنان في شهر تموز، فآثرتَ الرحيل خلال ذلك الشهر الدمويّ الرهيب، ولم يُتح لبيروت المنكوبة أن تودّعك الوداع اللائق.
قرنٌ كامل من العطاء المعرفي والعلمي والأكاديمي، وحضورٌ لافت في جامعات العالم، وحضورٌ يحمل روح العربيّ المشرقيّ المنزرع في أرض وطنه الكبير.
"نقولا زيادة".. اسم أكبر من الكتب والمؤلفات، وأعمق من الذكريات وبقايا الصور.
*****
2 - حينما زارنا في حلب في مطلع تسعينيات القرن الماضي، لم يقبل أن يلقي محاضرته إلاّ واقفاً، ولم يقبل أن يتّكىء على أي شيء، وحينها أجال نظرةً عميقة في الحاضرين، وبدأ محاضرته بدعابةٍ ذكية قائلاً:
(لقد زرت مدينتكم حلب قبل أن يولد أيّ واحد منكم، كان ذلك عام 1922)، وسأله أحد ظرفاء الحضور: (هل كان ذلك قبل الميلاد أم بعده؟!)
انطلق "نقولا زيادة" يحدثنا عن رحلته الأولى إلى حلب، والتي وصلها مع أحد أصدقائه مشياً على الأقدام، مخترقاً طرقات بلاد الشام التي كان يحبّ أن يطلق عليها هذه التسمية، كيف لا، وهو الذي في مولده وحياته وتنقّله الصورة الحقة لبلاد الشام؟
3 - كان مولده في دمشق، حيث كان والده يعمل موظفاً في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي، وأبواه فلسطينيان من الناصرة، وأسرته عريقة معروفة في فلسطين.
حينما قدّمته ليلقي محاضرته الأولى لدينا في جمعية العاديّات في حلب، قلت: (إنه الرجل الذي يختصر في شخصيته بلاد الشام، جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً، فهو الفلسطيني الأصيل، المولود في دمشق، والعائد إلى فلسطين ليدرس ويتخرج من دار المعلمين في القدس عام 1924، ويمارس التعليم في رحاب فلسطين العربية قبل أن يطعنها خنجر بلفور المسموم بالصهيونية العالمية. وفي فلسطين يطوف معلماً في ترشيحا وعكا والقدس حتى 1947، وخلال ذلك كان يتابع دراسة التاريخ في لندن ليحصل في عام 1950 على شهادة الدكتوراه في موضوع (سورية في العصر المملوكي الأول) وبقي أستاذاً للتاريخ الإسلامي في الجامعة الأمريكية في بيروت حتى 1973، واستمر فيها أستاذ شرف بعد تقاعده، وهكذا ربط بلاد الشام بشخصه وعلمه، من الناصرة إلى دمشق إلى بيروت).
*****
4 - طاف "نقولا زيادة" جامعات العالم ينقل صورة المؤرخ العربي الموضوعي، ويقدم الصورة الحضارية عبر التاريخ الإسلامي العريق، وقد ساعدته ثقافته الشمولية، وإتقانه عدداً من اللغات الأجنبية، كالانكليزية والألمانية واليونانية واللاتينية، إلى جانب تبحّره باللغة العربية علماً وأداءً وأسلوباً.
في أعماله الكاملة -التي صدرت قبل سنوات في ثلاثة وعشرين كتاباً- يلخّص "نقولا زيادة" رؤيته التاريخية ومنهجه العلمي، ويوزّع دراساته في عناوين مختصرة مكثّفة معبرة عن ذلك كتبه: (شاميّات- لبنانيّات- أفريقيّات- مشرقيّات- عربيّات- أفروسيّات- متوسطيّات-صفحات مغربية).
إلى جانب كتبه الأخرى المتخصصة، وأتوقف عند كتابه الهام (المسيحية والعرب) الذي يعتبر من أهم الدراسات الموضوعية التي نحتاج إليها في هذه الظروف العصيبة، التي يحاول فيها كثيرون زرع الشقاق والخلاف بين الأخوة العرب مسلمين ومسيحيين.
*****
5 - كثرت زيارات شيخنا المؤرخ الجليل "نقولا زيادة" إلى مدينة حلب، ولم يكن يتردد في قبول أي دعوة لإلقاء محاضرة أو مشاركة في ندوة وكان يقول لي ممازحاً: (سوف أحضر إلى حلب ويحضر معي الأصدقاء لكي يصفقوا لي).
وفي كل مرة كان يحضر نخبة من الباحثين والأكاديميين يشاركون في الندوات التي كنا نعقدها في رحاب جامعة حلب بالتعاون مع جمعية العاديّات:
ندوة الشيخ الأكبر "محيي الدين بن عربي"، ندوة "ابن حزم الأندلسي"، ندوة "لسان الدين بن الخطيب الأندلسي"، ندوة (قراءة معاصرة في تاريخ الدولة العثمانية).
وكنا في كل مرة نغتنم فرصة وجود المؤرخ الكبير، فنرجوه أن يلقي كلمة الباحثين في حفل الافتتاح، وأن يترأس الجلسة العلمية الأولى، وأن يكون له ورقة بحث في الندوة، وأن يشارك في حفل الختام وتوزيع الشهادات وتكريم الباحثين. وهو في ذلك كله شعلةٌ من النشاط والحيوية والذاكرة اليقظة والذهن اللماح، والحديث الممتع الظريف.
وفي رسائله التي أحتفظ بها باعتزاز كان يردد دائماً أن مدينة حلب فيها قلعتان: قلعتها التاريخية بعمارتها الباذخة، وقلعتها الفكرية التراثية المتمثلة بجمعية العاديّات التي تأسست عام 1924. هذه الجمعية التي وقف مؤرخنا الكبير يلقي المحاضرات من على منبرها مرات ومرات، وكأن ذهنه جهاز كمبيوتر يختزن المعلومات ويرتبها ويعرضها بمهارة وإتقان.
*****
6 - في ختام كتابه الهام " المسيحية والعرب " يمثل نقولا زيادة شخصيته وثقافته وموقفه في قوله ، صفحة 250
( انا العربي المسيحي الأرثوذكسي ، عربي في ثقافتي، عربي في نظرتي الى الأمور ، اي انني اراها بمنظار عربي اداته اللغة العربيه )
7 - شيخ ملأ جوانب القرن العشرين، عاش أفول الدولة العثمانية، ودخول قوات الاحتلال الفرنسي والانكليزي، وشهد استقلال بلاد الشام وبقية الأقطار العربية، وعاش الأحداث الجسام في القرن العشرين بطوله وعرضه، فكأنه رجل يمثل ثلاثة أجيال أو أربعة، لم تقعده الشيخوخة عن الكتابة ولا القراءة ولا متابعة الأحداث، ولا جلسات الأصدقاء، وكانت كتاباته في الأشهر الأخيرة قبل رحيله في زاوية بعنوان: (من قرنتي) في إحدى المجلات الأسبوعية.
وحينما أهديته كتابي (محطات أندلسية)، لم أتوقّع أن يقرأه بهذه السرعة وأن يكتب عنه ملخصاً وناقداً في مجلة (المشاهد)، وكنت وإياه على موعد أن يكتب مقدمةً لكتابي (حلب والمتنبي) ولكنني تأخرت في إنجاز الكتاب.. فوافاه الأجل قبل أن يتحفني بكتابته تلك المقدمة.
*****
7 - أية ذكريات إنسانية مع الرجل العظيم الذي لم تعرف الشيخوخة طريقها إليه.. حينما أهداني كتابه النفيس (أيّامي) بمجلديه الاثنين، كان إهداؤه المختصر كأنه مقدمة كتاب، وبخطّه الجميل الأنيق ولغته التي لا يمكن أن تتسرب إليها أية شائبة.
وفي دارنا في حلب كان الشيخ يتبادل الحديث مع كل أفراد الأسرة بحيويةٍ ومودة وبما يتلاءم مع سنّ كل واحد منهم واهتماماته، فكأنه في مقتبل الشباب، وكأنه في نضوج الكهولة، وهو الشيخ الزاحف نحو المائة من السنين.
وفي دارته العامرة في بيروت، كان ملتقى الأصدقاء والأدباء والباحثين، وكم حضرنا هذه اللقاءات الدافئة الغنية بفكرها وإنسانيتها وحوارها المتنوع، وقصائد الشعر التي تلقى فيها، وشيخ المؤرخين يستقبل ضيوفه بترحاب ومودة وابتسامة دائمة .
*****
8 - الصورة المرفقة في ندوة الشهباء في حلب ، من اليمين :
الدكتور نقولا زيادة ، رحمه الله
الدكتور عبد الرحمن الكواكبي ، رحمه الله
محمد قجة