محاسني (زكي)
Al-Mahasini (Zaki-) - Al-Mahasini (Zaki-)
المحاسني (زكي ـ)
(1909ـ 1972م)
زكي بن شكري المحاسني، أديب ناقد شاعر، ولد بدمشق لأبٍ كان من كُتّاب المحكمة الشرعية بها، توفي والده وعمره سنتان من دون أن يترك له صورة يتأمل فيها ملامحه، فعاش يتيماً، ربتّه أمّه، وكفله عمّه.
أكمل المحاسني دراسته الثانوية في المدرسة التجهيزية (مكتب عنبر)، وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1928.
وقد عُرف عنه في هذه الفترة ولعه الشديد بالمطالعة، يظل يقرأ حتى يرتوي، ويتبع ذلك بكتابة بعض الخواطر.
اختار المحاسني كلية الحقوق ، وحصل على الإجازة الجامعية منها سنة 1931، وزاول المحاماة مدة وجيزة، بيد أن شغفه بالأدب أعاده إلى الدراسة الجامعية ثانية، فنال الإجازة في الآداب سنة 1936 واشتغل بعد تخرجه بتدريس اللغة العربية في أنطاكية، ثم انتقل إلى «التجهيز الأولى» بدمشق وظل يعمل في التدريس الثانوي حتى سنة 1943 حين أوفدته وزارة المعارف إلى القاهرة لمتابعة دراسته العالية في جامعة فؤاد الأول، فحصل على الدكتوراه في الآداب سنة 1947، ولما عاد إلى دمشق عُيِّن أستاذاً مساعداً للأدب العربي في كلية الآداب، وظل يعمل في التدريس إلى أن عُيِّن ملحقاً ثقافياً في السفارة السورية بمصر سنة 1952 ومندوباً في الجامعة العربية للشؤون الثقافية.
وفي عام 1956 عاد المحاسني إلى دمشق، وانتُدب في عهد الوحدة للعمل في (لجنة التربية والتعليم) بوزارة التربية والتعليم، ثم عُيِّن مديراً لدائرة التراث القديم والمخطوطات بوزارة الثقافة والإرشاد القومي بين عامي 1961- 1965، وأُوفِد بعدها أستاذاً معاراً للأدب العربي في كلية الشريعة بجامعة مكة بين عامي 1965- 1966، ثم أصبح أستاذاً في كلية التربية من الجامعة اللبنانية.
انتخب المحاسني عضواً مراسلاً في المجمع الملكي الإسباني عام 1971، وانتُخب أيضاً قبيل وفاته عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة بتزكية من طه حسين، بيد أن المرض حال دون مشاركته في أعمال المؤتمر السنوي للمجمع.
اتسمت شخصيته بالتواضع والنقاء والاعتزاز والثقة بالنفس مع ميل إلى الظرافة والتواصل الاجتماعي، وعُرف أيضاً بأنه كان عفّ القلم واللسان، ينقد ولا يجرح.
خلف المحاسني للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات تميزت بالعمق ومثّلت ألوان الثقافة المعاصرة في موضوعها ومضمونها، سواءً في النقد أو الملحمة أو المقالة أو الدراسة.
وقد عدّ له الدارسون سبعة عشر كتاباً مطبوعاً، وسبعاً من المخطوطات.
وأبرز كتبه المطبوعة «شعر الحرب في أدب العرب في العصرين الأموي والعباسي» نال به شهادة الدكتوراه، تناول فيه البحث الفني في شعر الحرب الذي قالته العرب في عصور مجدها تصف فيه بأس أبطالها في المعارك وفروسيتهم في زحمات القتال، وبلاءهم في أشرف أيامهم وأروعها وأشد حروبهم وأقساها، حين كان بعضهم يغير على بعض ، أو يجتاز حدود بلاده للفتوح في عصر صدر الإسلام، أو يحارب جيوش البيزنطيين زمن المعتصم أو عهد سيف الدولة، وقد امتد هذا البحث على ثلاثة قرون، أي منذ منتصف القرن الأول للهجرة حتى منتصف القرن الرابع، وهي المدة التي ازدهر فيها شعر الحماسة.
وله أيضاً «أبو العلاء ناقد المجتمع» نال به شهادة الماجستير، وتحدث فيه عن شخصية أبي العلاء ناقداً لكل شيء؛ للملوك والأمراء، والأغنياء والفقراء، والقضاة والحكام، وأهل الأذكار، والمتصوفة، والمنجمين، والفقهاء.
وله «النواسي شاعرٌ من عبقر» بسط فيه الكلام على شخصية أبي نواس وشعره.
و«المتنبي» تناول فيه حياة هذا الشاعر وألوان شعره، و«طوقان شاعر فلسطين، حياته وشعره»، و«دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة»، و«نظرات في أدبنا المعاصر».
أما كتبه المخطوطة فأشهرها ديوانه ، وقد وصف المحاسني بأنه غزير الإنتاج، ويرتجل الشعر أحياناً، وقد تناول في شعره موضوعات شتى، فتحدث عن الأندلس حديث المحب، وتحدث عن معارك العرب قديماً وحديثاً، وتحدث عن الشهداء، وله مطارحات مع أصدقائه، وله أيضاً أشعارٌ وجدانية رقيقة كان آخرها ما قاله قبل وفاته بيوم واحد:
توفي المحاسني بدمشق في الثالث والعشرين من شهر آذار/مارس، وأطلق اسمه على الساحة المجاورة لجامع الإيمان بحي المزرعة. كان «وجهاً حلواً من وجوه الثقافة الرفيعة في بلاد الشام، وكان مع زوجته الأديبة الكبيرة الراحلة السيدة «وداد سكاكيني» [ر] يمثلان ثنائياً متناغماً ومتناسقاً تتطلع إليه القلوب بالحب والاحترام ، وتهفو إلى رؤياه وسماعه وقراءة آثاره جماهير الأدب والمثقفين».
نبيل أبو عمشة
Al-Mahasini (Zaki-) - Al-Mahasini (Zaki-)
المحاسني (زكي ـ)
(1909ـ 1972م)
زكي بن شكري المحاسني، أديب ناقد شاعر، ولد بدمشق لأبٍ كان من كُتّاب المحكمة الشرعية بها، توفي والده وعمره سنتان من دون أن يترك له صورة يتأمل فيها ملامحه، فعاش يتيماً، ربتّه أمّه، وكفله عمّه.
وقد عُرف عنه في هذه الفترة ولعه الشديد بالمطالعة، يظل يقرأ حتى يرتوي، ويتبع ذلك بكتابة بعض الخواطر.
اختار المحاسني كلية الحقوق ، وحصل على الإجازة الجامعية منها سنة 1931، وزاول المحاماة مدة وجيزة، بيد أن شغفه بالأدب أعاده إلى الدراسة الجامعية ثانية، فنال الإجازة في الآداب سنة 1936 واشتغل بعد تخرجه بتدريس اللغة العربية في أنطاكية، ثم انتقل إلى «التجهيز الأولى» بدمشق وظل يعمل في التدريس الثانوي حتى سنة 1943 حين أوفدته وزارة المعارف إلى القاهرة لمتابعة دراسته العالية في جامعة فؤاد الأول، فحصل على الدكتوراه في الآداب سنة 1947، ولما عاد إلى دمشق عُيِّن أستاذاً مساعداً للأدب العربي في كلية الآداب، وظل يعمل في التدريس إلى أن عُيِّن ملحقاً ثقافياً في السفارة السورية بمصر سنة 1952 ومندوباً في الجامعة العربية للشؤون الثقافية.
وفي عام 1956 عاد المحاسني إلى دمشق، وانتُدب في عهد الوحدة للعمل في (لجنة التربية والتعليم) بوزارة التربية والتعليم، ثم عُيِّن مديراً لدائرة التراث القديم والمخطوطات بوزارة الثقافة والإرشاد القومي بين عامي 1961- 1965، وأُوفِد بعدها أستاذاً معاراً للأدب العربي في كلية الشريعة بجامعة مكة بين عامي 1965- 1966، ثم أصبح أستاذاً في كلية التربية من الجامعة اللبنانية.
انتخب المحاسني عضواً مراسلاً في المجمع الملكي الإسباني عام 1971، وانتُخب أيضاً قبيل وفاته عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة بتزكية من طه حسين، بيد أن المرض حال دون مشاركته في أعمال المؤتمر السنوي للمجمع.
اتسمت شخصيته بالتواضع والنقاء والاعتزاز والثقة بالنفس مع ميل إلى الظرافة والتواصل الاجتماعي، وعُرف أيضاً بأنه كان عفّ القلم واللسان، ينقد ولا يجرح.
خلف المحاسني للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات تميزت بالعمق ومثّلت ألوان الثقافة المعاصرة في موضوعها ومضمونها، سواءً في النقد أو الملحمة أو المقالة أو الدراسة.
وقد عدّ له الدارسون سبعة عشر كتاباً مطبوعاً، وسبعاً من المخطوطات.
وأبرز كتبه المطبوعة «شعر الحرب في أدب العرب في العصرين الأموي والعباسي» نال به شهادة الدكتوراه، تناول فيه البحث الفني في شعر الحرب الذي قالته العرب في عصور مجدها تصف فيه بأس أبطالها في المعارك وفروسيتهم في زحمات القتال، وبلاءهم في أشرف أيامهم وأروعها وأشد حروبهم وأقساها، حين كان بعضهم يغير على بعض ، أو يجتاز حدود بلاده للفتوح في عصر صدر الإسلام، أو يحارب جيوش البيزنطيين زمن المعتصم أو عهد سيف الدولة، وقد امتد هذا البحث على ثلاثة قرون، أي منذ منتصف القرن الأول للهجرة حتى منتصف القرن الرابع، وهي المدة التي ازدهر فيها شعر الحماسة.
وله أيضاً «أبو العلاء ناقد المجتمع» نال به شهادة الماجستير، وتحدث فيه عن شخصية أبي العلاء ناقداً لكل شيء؛ للملوك والأمراء، والأغنياء والفقراء، والقضاة والحكام، وأهل الأذكار، والمتصوفة، والمنجمين، والفقهاء.
وله «النواسي شاعرٌ من عبقر» بسط فيه الكلام على شخصية أبي نواس وشعره.
و«المتنبي» تناول فيه حياة هذا الشاعر وألوان شعره، و«طوقان شاعر فلسطين، حياته وشعره»، و«دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة»، و«نظرات في أدبنا المعاصر».
أما كتبه المخطوطة فأشهرها ديوانه ، وقد وصف المحاسني بأنه غزير الإنتاج، ويرتجل الشعر أحياناً، وقد تناول في شعره موضوعات شتى، فتحدث عن الأندلس حديث المحب، وتحدث عن معارك العرب قديماً وحديثاً، وتحدث عن الشهداء، وله مطارحات مع أصدقائه، وله أيضاً أشعارٌ وجدانية رقيقة كان آخرها ما قاله قبل وفاته بيوم واحد:
دَلَفَ الربيعُ ولستُ أنساهُ قـد هيج الأرواحَ ذِكْرَاهُ ساءَلتُ إلهامِي وخاطرتي وأنـا ضجيعٌ كيف ألقَاهُ فتململَ الجسمُ الذي شَقِيتْ أعضـاؤهُ كحبيسِ دُنيـَاهُ فلسفتُ أشعاري وقلتُ لها خَـلِّي الهوى يُدني سَجايَاهُ أنا هائمٌ بالله أَنشدهُ رحمـاتِه وعميـمَ ملـقاهُ |
نبيل أبو عمشة