ماغريت (رونيه)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماغريت (رونيه)

    ماغريت (رونيه)

    Magritte (René-) - Magritte (René-)

    ماغريت (رونيه ـ)
    (1898ـ 1967)

    رونيه ماغريت René Magritte، رسام ومصوّر سريالي بلجيكي، ولد في لِسِّين Lessines وتوفي في بروكسل ببلجيكا، تدرب في بروكسل ثم سافر إلى كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا. درس الفن دراسة حرة بأكاديمية الفنون الجميلة في بروكسل في العام 1922. وفي السنة نفسها تزوج بجورجيت برجيه Georgette Berger التي قامت بدور موديل (نموذج) في كثير من أعماله. وفي العام 1922 بعد رؤيته أعمالاً ميتافيزيقية لجورجيو دي كيريكو G. de Chirico للمرة الأولى، تبين له الاتجاه الذي كان يرغب في أن تنحو أعماله منحاه. «لقد أراني كيريكو أن أهم شيء هو: ماذا تريد أن ترسم أو تصور؟». عاش ماغريت بالقرب من باريس ما بين 1927و 1930 واتصل بالحركة السريالية الفرنسية، على الرغم من تصويره بعض اللوحات بأسلوب انطباعي إبّان الحرب العالمية الثانية، ثم أقام عقب الحرب في بروكسل، وصور لوحات جدارية murals لبناء البوليس البلجيكي. إن أعماله الفنية الشبحية الباهتة تمتاز بنقاء شبيه بالحلم، مع ذكاء غير متوقع غالباً. وهناك نماذج من أعمال ماغريت في كل من كارديف Cardiff، شيكاغو، أدنبره Edinburgh، ونيويورك «متحف الفن الحديث» وفي لندن «تيت غاليري».
    تلقى ماغريت تدريبه الفني في أكاديمية بروكسل للفنون Brussels Academy بين عامي 1916- 1918. وصار عضواً في حلقة الطليعة الأدبية للمدينة، حيث كانت تناقش أفكار الدادا والسريالية وتطبق. بعد عدم ترحيب النقاد بأعماله السريالية المذكورة، انتقل في عام 1927 إلى باريس، حيث قام بدور نشط في جماعة بريتون Breton من الفنانين والكتّاب. وفي عام 1930 عاد إلى بروكسل مؤقتاً، ليتحرر من تشديدات بريتون بخصوص تشويش المضامين. وقد شجع بريتون لاحقاً السريالي المصري جورج حنين على إصدار بيان ينتقم فيه من ماغريت ويشوه سمعته.
    الشكل (1)
    تتضمن أعمال ماغريت منذ ما قبل عام 1930 اتجاهين محددين، أحدهما باتجاه استكشاف النفس البشرية، والآخر باتجاه المقاربات المدهشة للأوضاع العادية، مبيناً غالباً حجم التناقضات والتبدلات الحاصلة. كان ذلك في النموذج الأدبي الذي تخصص به ماغريت بعد العام 1930 على نحو واسع، لأنه شعر أنه يحتوي على كمون أكبر من أجل المصلحة العامة. إن عمله الموسوم باختراق الزمن أو الديمومة المخترقة La durée poignardée زيت على القماش (146×97.8 سم)، معهد الفن بشيكاغو مجموعة collection Winterbotham (الشكل1)، على سبيل المثال، يصوّر الظهور المخيف لقاطرة locomotive تطلق دخانها، وهي تخرج من غرفة طعام فارغة. إن تأثير بعض الأعمال يعتمد على قراءة الرموز وفهمها كرمزي المذكر والمؤنث. وعلى كل حال، إن ماغريت نفسه كان يصر على أن هذا العمل لايمكن مقاربته بهذه الطريقة، فهو من جهة لا يرغب في أن يخضع الفنان للتحليل النفسي من خلال فنه، ويرى أن ذلك يقود النظارة بعيداً عن نواياه الواعية.
    إن هدف ماغريت: «عدم تصديق الحقيقة العادية، وتبيان حقيقة ما يسمى بأسرار العالم وغموضه، فالتحليل النفسي ببساطة طريقة أخرى لشرح الأشياء، في حين كان هو على النقيض من ذلك، يريد أن يعرض الغموض الذي لا معنى له»، معوضاً عن التركيز على الرمزية التلميحية وحدها. أراد ماغريت، علاوة على ذلك، الاستماع ببساطة إلى سريالية المشهد الرائع، للبطلان الرائع للمشهد والتعجب من تحول القاطرة أو من التضخيم المفرط للغرفة. والواقع أن ماغريت يعرض رؤية شعرية تزاوج بين الواقعية البرجوازية وعناصر الدهشة والصدمة. في عام 1925 طوّر ماغريت أسلوباً سريالياً نادراً ما ابتعد عنه في فترة عمله الفني الطويلة. وبدءاً من العام 1927 حتى عام 1930 عاش بالقرب من باريس حيث تعرّف الفنانين السرياليين الفرنسيين وعرض أعماله معهم، ولاسيما في المعرض الدولي للسرياليين عام 1938. من الأعمال المعروفة للفنان ماغريت «المرآة الكاذبة» (1928) و«امبراطور الضوء» (1950) و«ذاكرة رحلة» (1955)، وهذه اللوحات الثلاث موجودة في متحف الفن الحديث بنيويورك.
    رونيه ماغريت: "العودة" (1940)
    عمل ماغريت إبّان دراسته في أكاديمية بروكسل مصمماً designer في معمل ورق جدران، وأنجز رسوماً إعلانية لمساعدة إحدى صالات العرض في بروكسل، ثم صار مصوّراً بدوام كامل عام 1926، ثم أعقب ذلك تحوله إلى السريالية.
    راح ماغريت يصوّر البحر والسماء، محط اهتمامه في طفولته، في أغلب أعماله التصويرية، فلوحة «ذكرى رحلة» عبارة عن تفاحة وإجاصة على خلفية من البحر والسماء، ولوحة «قصر البيرينيه» عبارة عن صخرة كبيرة تعلوها قلعة البيرينيه تطير فوق سطح البحر كما المنطاد. وتتناول لوحات أخرى سمكة برِجْل بشرية تخرج الغيوم من لوحة فوق مسندها، ورجل يجوب في قفص طائر، وفي لوحة «غولكوندا» Golconde (اسم مدينة هندية) (1953) يتساقط الرجال كالمطر باتجاه شارع محاط بالأبنية.
    رونيه ماغريت: "شهرزاد" (1948)
    تشكيل الصور (فوتومونتاج)
    يتلخص تشكيل الصور photomontage بجمع أجزاء من صور مقصوصة ومعاد ترتيبها ضمن صورة جديدة لتشكل موضوعاً أو أكثر. وقد لجأ أسلاف الدادا إلى تشكيل الصور مثل ماكس إرنست M.Ernst الذي كان أستاذ هذا الصنف في فن التلصيق. استخدم الدادائيون تقانة التكعيبية التركيبية للاستهزاء والسخرية من العادات والموروث الاجتماعي والجمالي. ومع أن تشكيل الصور يعتمد أكثر على المصادفة فقد استخدمه السرياليون ليكون شكلاً من أشكال الكتابة اليدوية على الأرضيات التي تستجيب لتيار الوعي. وقد تأثر معظم السرياليين ممن استخدموا تشكيل الصور بالمصور البلجيكي رونيه ماغريت؛ حيث عولجت الخيالات السحرية بواقعية سحرية تناقض الكتابة الآلية. ولابد هنا من التنويه بتأثير ماغريت في فن التصوير الضوئي الحديث.
    ربما كان ماغريت من أكثر المصوّرين تفلسفاً في تصويره بين أفراد الجماعة السريالية، ومع ذلك كان ماغريت يعتمد في عمله التصويري على التجريب وعلى اقتباس التراكيب الصورية من حيث قدراتها الدلالية وما تفضي إليه من استقراء فلسفي، وعلى اختبارات مركبة لمكونات الصورة في صيغتها المبسطة وقدراتها الدلالية الأكيدة. ومع ميزات الذاتية المفرطة لدى كل فرد من أفراد الجماعة السريالية ترسخ النهج الذاتي بما لا يقاس في تجارب الفن الحديث عموماً، وأعطى الفن التشكيلي الحديث والمعاصر مادة غنية لتطوير أساليب التصوير اللاحقة، وصولاً إلى ما بعد الحداثة.
    ترى راوية صادق، مترجمة كتاب ماغريت، لمؤلفه برنار نويل Bernard Noël، الصادر عام 1977، أنه: «كانت سريالية ماغريت متفردة، فقد رفض اعتبار الحلم مصدراً للتصوير، ولم ينشغل كثيراً بموضوع التعبير عن ذاته اللاواعية، ولا بالبحث عن أشكال فنية جديدة في التعبير، وهو صاحب الجملة الشهيرة: «على التصوير أن يخدم شيئاً آخر غير التصوير».
    كمال محيي الدين حسين
يعمل...
X