محار
Mussel - Moule
المحار
المحار mussel حيوانات من الرخويات ذوات المصراعين [ر] Bivalvia، جسمها محاط بصدفة مؤلفة من مصراعين، يبرز من بينهما، في الناحية الخلفية العلوية من الحيوان، أنبوبان أحدهما عريض هو الأنبوب الشهيقي inhalant siphon والآخر ضيق هو الأنبوب الزفيري exhalant siphon. ومن مقدمة الحيوان السفلية تبرز قدم تحفر الطين والتراب كما يفعل الفأس، لذلك تسمى هذه الحيوانات أيضاً فأسيات القدم Pelecypoda. كما تتألف غلاصمها (خياشيمها) من صفائح رقيقة، لذلك تُسمى أيضاً صفيحيات الغلاصم Lamellibranchia.
يعيش المحار في الماء، وعلى القاع على أنواع مختلفة من المستندات القاعية، في البحار والمحيطات وفي المياه العذبة، في البحيرات والأنهار والبرك. وهذه الحيوانات بطيئة الحركة تعيش أحياناً مغمورة بالماء حتى منتصفها أو كلها في التربة أو في رمل القاع.
صفاته الخارجية
يُعدّ محار الماء العذب Anodonta rubens المثال النموذجي لهذه الحيوانات. والواقع يوجد نوعان من محار الماء العذب هما أنودونتا روبنز Anodonta rubens وأونيو الرئيس Unio praesidens، ولكن يمتاز النوع الأول بكبر حجمه فيصل طوله إلى 12سم في حين لا يتجاوز طول الثاني 6 سم، وهما متشابهان جداً ولا يختلف أحدهما عن الآخر إلا في بعض التفاصيل الصغيرة .
يعيش الأنودونتا على قاع النهر، حيث يرقد وطرفه الأمامي مغموراً في الطمي متحركاً ببطء شديد بوساطة القدم، ويمر تطوره الجنيني في طور يرقاني يعرف باسم اليرقة السهمية glochidium التي تتثبت على الأسماك العابرة لتنتشر بعيداً عن أمهاتها، مما يفسر انتشار هذا المحار في كثير من أنحاء العالم.
صدفة المحار
تحيط بالحيوان صدفة تتألف من مصراعين (الشكل1) يتمفصلان في الناحية الظهرية ويتصل بعضهما ببعض برباط، ويمكن أن ينغلقا وينفتحا بوساطة مجموعة من العضلات المُقَرِّبَة والمُبَعِّدَة موجودة في الناحية البطنية من الحيوان. سطحها الخارجي خشن لونـها بنـي محمر، وسطحها الداخلي أملس أبيض متلألئ لمَّاع تُشاهد عليه مرتكزات العضلات المقربة والمبعدة للصدفة، تحتل ذروته الأمامية قمة umbo منتفخة صغيرة هي أول ما يتكون من الصدفة في النمو الجنيني، يُضاف إليها تدريجياً، وكلما تقدم العمر بالحيوان، حلقات كلسية جديدة تترك بينها خطوط متحدة المركز تسمى خطوط النمو.
تتألف الصدفة من ثلاث طبقات هي:
1) الطبقة القرنية periostracum وهي طبقة خارجية رقيقة جداً، تتألف من مادة قرنية لحماية الطبقات التي تقع تحتها من الصدفة تسمى الصدفين conchiolin، وهي مادة عضوية قريبة في تركيبها من الكيتين chitin.
2) الطبقة الموشورية prismatic layer هي الطبقة الوسطى، وتتألف من كربونات الكلسيوم.
3) الطبقة اللؤلؤية nacreous layer أو أم اللؤلؤ mother of pearl تتكون، بصفة رئيسة، إلى حد كبير من كربونات الكلسيوم المتلأليء على هيئة طبقات رقيقة موازية لسطح الصدفة، وهي التي تُفْرِزُ، في الأنواع البحرية التي تشكل اللؤلؤ، طبقات رقيقة متحدة المركز حول نواة مركزية مشكلة اللؤلؤ.
البنية الداخلية
يغطي الجسم غشاء رقيق يسمى الرداء mantle ينتشر متدلياً على جانبي الجسم مبطناً مصراعي الصدفة (الشكل2)، ويتحد المصراعان في الخلف في نقطتين تاركين فتحتين واضحتين لبروز أنبوبين قصيرين جداً هما الأنبوب الزفيري الظهري الصغير الأملس الجدران، والأنبوب الشهيقي البطني الواسع الذي تحمل حوافه حليمات تفيد في اختبار حالة الماء الداخل، ومن هذين الأنبوبين يدخل الماء للتنفس والغذاء وتخرج الفضلات.
جهاز الهضم: يتألف غذاء المحار من مواد عضوية، تدخل الجوف الردائي مع الماء الشهيقي البطني ومن ثم إلى الفم الذي يقع بين شفعين من الصفائح تسمى اللوامس الفموية labial palps؛ تحف بهما، والغشاء الردائي، مجموعة من الأهداب التي تدفع المعلقات الغذائية نحو الفم (الشكل3). ومن هناك تنتقل الأغذية إلى البلعوم ثم المعدة. وعلى كل من جانبي المعدة توجد غدة هاضمة تفرز كل منهما إفرازاتها الهاضـمة لتصب في المعدة.
ينتقل الغذاء المهضوم إلى الأمعاء التي تتلفف فوق القدم ثم تخترق الجوف حول القلب أو جوف التامور pericardial cavity ثم تنتهي بالشرج ثم الأنبوب الزفيري.
الجهاز التنفسي: يتمثل بالغلاصم التي يوجد منها غلصمتان كبيرتان جداً تتدليان في تجويف الرداء على كل من جانبي الجسم. تتألف كل غلصمة من صفيحتين غلصميتين تتدليان جنباً إلى جنب، تتألف كل منهما من صفيحة خارجية وأخرى داخلية، تلتحم الصفيحة الداخلية من الغلصمة الخارجية بالصفيحة الخارجية من الغلصمة الداخلية، في الناحية الظهرية لتجويف الرداء، لتتكون في الأعلى أجوافٌ فوق غلصمية (الشكل 2 و4). وتتألف كل صفيحة عملياً من عدد كبير من الخيوط الغلصمية gill filaments الطويلة، التي تتصل بعضها ببعض بوصلات بين غشائية interlamellar junctions تقسم الحيز الواقع بينها إلى حجرات واضحة تُعرف باسم الفراغات بين الصفيحية interlamellar spaces أو الأنابيب المائية water tubes توجد بينها عدة ثقوب دقيقة تسمح بمرور الماء من فراغ إلى آخر (الشكل 5).
يغطي الخيوط الغلصمية نسيج ظهاري مهدب يُحْدِث تياراً من الماء المحمَّل بالأكسجين الذي يدخل في التجويف الردائي عن طريق الأنبوب الشهيقي، يمر عن طريق الفتحات إلى الفراغات بين الصفيحتين ومنها إلى التجويف فوق الغلصمي. وفي النهاية يترك هذا الماء الذي حُمِّلَ بثنائي أكسيد الكربون جسمَ الحيوان إلى الوسط الخارجي عن طريق الأنبوب الزفيري.
إضافة إلى ذلك تمثل أهداب الحيوان جهازاً فعالاً لجمع الغذاء، الذي يُرَشِّح دقائق الغذاء من تيار الماء ويدفعها إلى الأمام في حبال مخاطية باتجاه اللوامس الشفوية باتجاه الفتحة الفموية. وهكذا فإن الغلاصم تقوم بوظيفة التنفس وجمع الغذاء بآن واحد.
جهاز الدوران: يوجد القلب في جوف التامور، ويتألف من بطين وأذينين (الشكل 3). يحيط الأول بالمستقيم، ويخرج منه الشريان الأمامي والخلفي، ويمر منهما الدم إلى الشرايين ثم يعود في الوريد الأجوف vena cava إلى الكليتين ومنهما إلى الغلاصم ثم إلى الأذينين.
يقوم الرداء أيضاً بدور تنفسي، إذ يعود الدم منه إلى الأذينين مباشرة نقيّاً محملاً بالأكسجين المستخلص من ماء الجوف الردائي مباشرة.
والدم بصورة عامة لا لون له، ولكنه عند بعض الأنواع يكون لونه أحمر أو أزرق.
الجهاز العصبي: يتألف من عقدتين مخيتين صغيرتين تقعان على جانبي المريء وتتصل إحداهما بالأخرى بالحلقة حول المريء، كما تتصلان بعقدتين قدميتين pedal ganglia ملتحمتين وبوصلتين طويلتين بعقدتين حشويتين visceral ganglia ملتحمتين (الشكل 3).
لا يحمل محار الماء العذب جهازاً حسياً جيداً، بل هناك حويصل صغير هو حويصل التوازن [ر] statocyst يوجد خلف العقدة القدمية، يحوي بداخله كرة كلسية هي الحجر التوازني statolith الذي يمثل عضو التوازن لدى الحيوان.
كما تغطي كلاً من العقدتين الحشويتين خلايا ظهارية صفراء تشكّل ما يسمى osphradium لا تُعرف وظيفتها تماماً، لكن يعتقد أنها تتفحص الماء الداخل إلى الجوف الردائي للحيوان. كما توجد خلايا حسية منتشرة على حافة الرداء، تكون غزيرة على الأنبوب البطني وتتحسس خاصة باللمس والضوء.
أعضاء الإطراح: هناك كليتان تقعان على جانبي التامور وتحته، لكل منهما شكل حرف U، تنتهي كل منهما بمثانة بولية تنفتحان معاً بفتحة بولية كبيرة خلف الحيوان في الحجرة فوق الغلصمية، في حين ينفتح كل من الكليتين أمامياً في التامور (الشكل 3).
التكاثر: المحار منفصل الجنس، والمناسل كبيرة ومزدوجة، وتنفتح الفوهة التناسلية أمام فوهة الشرج مباشرة على كلا الجانبين (الشكل 3). تُحْمَل النطاف إلى الماء عبر الأنبوب الزفيري للذكر، وتدخل الجوف الردائي للأنثى عبر أنبوبها الشهيقي، ويتم إلقاح البيضة في الجيب الردائي لتُحْضَن البيضة الملقحة بين الغلاصم. تتحول البيضة الملقحة إلى يرقة تسمى اليرقة السهمية glochidium (الشكل 5) التي تحيط بها صدفتان جانبيتان. تبقى هذه اليرقة بين غلاصم المحارة طوال الشتاء، ثم تنطلق في الربيع إلى الماء لتتعلق بغلاصم الأسماك بخيوطها اللاصقة byssus لتعيش حياة طفيلية على الأسماك. ثم لاتلبث أن تتحول إلى محار بالغ.
تربية المحار وأهميته الاقتصادية
يُستزرَع المحار لأنه يعد مصدراً غذائياً جيداً للإنسان وللأسماك، وقد استزرعه الرومان منذ زمن طويل. ويهتم العالم كثيراً بتربية المحاريات ويعد من المشروعات الواسعة الانتشار في أربع عشرة دولة. والأنواع التي تُربى في العالم هي: الجنس أوسترِيا Ostrea الذي تُربى أنواعه لأهميته التجارية، والجنس كراسوسترِيا Crassostrea الذي يضم سبعة أنواع تُربى على مستوى تجاري واسع، وكلا الجنسين منتشران في جميع بلدان العالم وخاصة في المياه الدافئة. ويُربى النوع الياباني كراسوسترِيا العملاق Crassostrea gigas بنجاح كبير في اليابان منذ القرن الثامن عشر حيث تُصَدَّر يرقاته بكميات كبيرة إلى بريطانيا وكندا وفرنسا وأمريكا. كما يُربى المحار الأمريكي الأصلي كراسوسترِيا الفضي C.virginica على نطاق واسع في كل مكان من أمريكا وكندا وعلى طول شاطئ المحيط الأطلسي بالشمال. ويُربى النوعان كراسوسترِيا الزاوي C.angulata وكراسوسترِيا التجاري C.commercialis في أستراليا. ويربى في الفيليبين النوع ميرسيناريا سْماراغدينوس Mercenaria smaragdinus الأصفر. ويربى في أمريكا ثنائي المصراع ميرسيناريا التجاري M.mercenaria الذي ينتشر على طول شاطئ الأطلسي، وكذلك النوع مايا أريناريا Mya arenaria الذي يصلح أيضاً للتربية.
أما في أوربا فيربى المحار كثيراً لسهولة تربيته، فتربيته لا تكلف كثيراً، والنوع الذي يُربى على نطاق واسع هو مايتيلوس إيدوليس Mytilus edulis، الذي يتثبت على الصخور بوساطة الخيوط اللاصقة. وتأتي إسبانيا في طليعة الدول المنتجة لهذا النوع، التي تطرح في الأسواق نحو 150 ألف طن سنوياً، وتأتي بعدها فرنسا وإيطاليا، وقد استبدل هذا النوع في إيطاليا بنوع البحر المتوسط مايتيلوس غالوبروفينسياليس Mytilus galloprovincialis. وتتم التربية في المنطقة الشاطئية، في منطقة المد والجزر، وفي الأحواض العائمة والمنطقة تحت الشاطئية.
إضافة إلى أهمية المحار الغذائية للإنسان، تؤدي المحاريات دوراً مهماً في النظام البيئي في الأحواض المائية العالمية، إذ تستخدم غذاءً لكثير من اللافقاريات والأسماك. كما تعد مصدراً للأصداف واللؤلؤ، ويتم الحصول على الصدف من عدة أنواع من فصيلة محار الماء العذب، ويتشكّل اللؤلؤ جيداً عند المحار بينكداتا الشعاعي Pinctada radiata الذي يوجد بكثرة في البحر الأحمر والمحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر المتوسط حيث يعيش على عمق 5 -10م وتُقام حالياً مزارع خاصة في اليابان لتربيته.
فائز صقر
Mussel - Moule
المحار
المحار mussel حيوانات من الرخويات ذوات المصراعين [ر] Bivalvia، جسمها محاط بصدفة مؤلفة من مصراعين، يبرز من بينهما، في الناحية الخلفية العلوية من الحيوان، أنبوبان أحدهما عريض هو الأنبوب الشهيقي inhalant siphon والآخر ضيق هو الأنبوب الزفيري exhalant siphon. ومن مقدمة الحيوان السفلية تبرز قدم تحفر الطين والتراب كما يفعل الفأس، لذلك تسمى هذه الحيوانات أيضاً فأسيات القدم Pelecypoda. كما تتألف غلاصمها (خياشيمها) من صفائح رقيقة، لذلك تُسمى أيضاً صفيحيات الغلاصم Lamellibranchia.
يعيش المحار في الماء، وعلى القاع على أنواع مختلفة من المستندات القاعية، في البحار والمحيطات وفي المياه العذبة، في البحيرات والأنهار والبرك. وهذه الحيوانات بطيئة الحركة تعيش أحياناً مغمورة بالماء حتى منتصفها أو كلها في التربة أو في رمل القاع.
صفاته الخارجية
يُعدّ محار الماء العذب Anodonta rubens المثال النموذجي لهذه الحيوانات. والواقع يوجد نوعان من محار الماء العذب هما أنودونتا روبنز Anodonta rubens وأونيو الرئيس Unio praesidens، ولكن يمتاز النوع الأول بكبر حجمه فيصل طوله إلى 12سم في حين لا يتجاوز طول الثاني 6 سم، وهما متشابهان جداً ولا يختلف أحدهما عن الآخر إلا في بعض التفاصيل الصغيرة .
يعيش الأنودونتا على قاع النهر، حيث يرقد وطرفه الأمامي مغموراً في الطمي متحركاً ببطء شديد بوساطة القدم، ويمر تطوره الجنيني في طور يرقاني يعرف باسم اليرقة السهمية glochidium التي تتثبت على الأسماك العابرة لتنتشر بعيداً عن أمهاتها، مما يفسر انتشار هذا المحار في كثير من أنحاء العالم.
الشكل (1) السطح الخارجي والداخلي لمحار المياه العذبة (هيغنر وإنغمان 1968) |
تحيط بالحيوان صدفة تتألف من مصراعين (الشكل1) يتمفصلان في الناحية الظهرية ويتصل بعضهما ببعض برباط، ويمكن أن ينغلقا وينفتحا بوساطة مجموعة من العضلات المُقَرِّبَة والمُبَعِّدَة موجودة في الناحية البطنية من الحيوان. سطحها الخارجي خشن لونـها بنـي محمر، وسطحها الداخلي أملس أبيض متلألئ لمَّاع تُشاهد عليه مرتكزات العضلات المقربة والمبعدة للصدفة، تحتل ذروته الأمامية قمة umbo منتفخة صغيرة هي أول ما يتكون من الصدفة في النمو الجنيني، يُضاف إليها تدريجياً، وكلما تقدم العمر بالحيوان، حلقات كلسية جديدة تترك بينها خطوط متحدة المركز تسمى خطوط النمو.
تتألف الصدفة من ثلاث طبقات هي:
1) الطبقة القرنية periostracum وهي طبقة خارجية رقيقة جداً، تتألف من مادة قرنية لحماية الطبقات التي تقع تحتها من الصدفة تسمى الصدفين conchiolin، وهي مادة عضوية قريبة في تركيبها من الكيتين chitin.
2) الطبقة الموشورية prismatic layer هي الطبقة الوسطى، وتتألف من كربونات الكلسيوم.
3) الطبقة اللؤلؤية nacreous layer أو أم اللؤلؤ mother of pearl تتكون، بصفة رئيسة، إلى حد كبير من كربونات الكلسيوم المتلأليء على هيئة طبقات رقيقة موازية لسطح الصدفة، وهي التي تُفْرِزُ، في الأنواع البحرية التي تشكل اللؤلؤ، طبقات رقيقة متحدة المركز حول نواة مركزية مشكلة اللؤلؤ.
الشكل (2) تمثيل مقطع في محار الماء العذب لبيان موقع الجهاز التنفسي نسبة إلى الأعضاء الأخرى من الجسم (هيغنر 1968) |
يغطي الجسم غشاء رقيق يسمى الرداء mantle ينتشر متدلياً على جانبي الجسم مبطناً مصراعي الصدفة (الشكل2)، ويتحد المصراعان في الخلف في نقطتين تاركين فتحتين واضحتين لبروز أنبوبين قصيرين جداً هما الأنبوب الزفيري الظهري الصغير الأملس الجدران، والأنبوب الشهيقي البطني الواسع الذي تحمل حوافه حليمات تفيد في اختبار حالة الماء الداخل، ومن هذين الأنبوبين يدخل الماء للتنفس والغذاء وتخرج الفضلات.
جهاز الهضم: يتألف غذاء المحار من مواد عضوية، تدخل الجوف الردائي مع الماء الشهيقي البطني ومن ثم إلى الفم الذي يقع بين شفعين من الصفائح تسمى اللوامس الفموية labial palps؛ تحف بهما، والغشاء الردائي، مجموعة من الأهداب التي تدفع المعلقات الغذائية نحو الفم (الشكل3). ومن هناك تنتقل الأغذية إلى البلعوم ثم المعدة. وعلى كل من جانبي المعدة توجد غدة هاضمة تفرز كل منهما إفرازاتها الهاضـمة لتصب في المعدة.
ينتقل الغذاء المهضوم إلى الأمعاء التي تتلفف فوق القدم ثم تخترق الجوف حول القلب أو جوف التامور pericardial cavity ثم تنتهي بالشرج ثم الأنبوب الزفيري.
الشكل (3) تمثيل مواقع الأجهزة المختلفة لمحار الماء (هيغنروإنغمان 1968) |
الشكل (4) بنية الخيوط الغلصمية في محار الماء العذب(هيغنروإنغمان 1968) |
إضافة إلى ذلك تمثل أهداب الحيوان جهازاً فعالاً لجمع الغذاء، الذي يُرَشِّح دقائق الغذاء من تيار الماء ويدفعها إلى الأمام في حبال مخاطية باتجاه اللوامس الشفوية باتجاه الفتحة الفموية. وهكذا فإن الغلاصم تقوم بوظيفة التنفس وجمع الغذاء بآن واحد.
جهاز الدوران: يوجد القلب في جوف التامور، ويتألف من بطين وأذينين (الشكل 3). يحيط الأول بالمستقيم، ويخرج منه الشريان الأمامي والخلفي، ويمر منهما الدم إلى الشرايين ثم يعود في الوريد الأجوف vena cava إلى الكليتين ومنهما إلى الغلاصم ثم إلى الأذينين.
يقوم الرداء أيضاً بدور تنفسي، إذ يعود الدم منه إلى الأذينين مباشرة نقيّاً محملاً بالأكسجين المستخلص من ماء الجوف الردائي مباشرة.
والدم بصورة عامة لا لون له، ولكنه عند بعض الأنواع يكون لونه أحمر أو أزرق.
الجهاز العصبي: يتألف من عقدتين مخيتين صغيرتين تقعان على جانبي المريء وتتصل إحداهما بالأخرى بالحلقة حول المريء، كما تتصلان بعقدتين قدميتين pedal ganglia ملتحمتين وبوصلتين طويلتين بعقدتين حشويتين visceral ganglia ملتحمتين (الشكل 3).
لا يحمل محار الماء العذب جهازاً حسياً جيداً، بل هناك حويصل صغير هو حويصل التوازن [ر] statocyst يوجد خلف العقدة القدمية، يحوي بداخله كرة كلسية هي الحجر التوازني statolith الذي يمثل عضو التوازن لدى الحيوان.
الشكل (5) اليرقة السهمية للمحار (إلى اليمين) وتوضع اليرقات على غلاصم السمك (إلى اليسار) |
أعضاء الإطراح: هناك كليتان تقعان على جانبي التامور وتحته، لكل منهما شكل حرف U، تنتهي كل منهما بمثانة بولية تنفتحان معاً بفتحة بولية كبيرة خلف الحيوان في الحجرة فوق الغلصمية، في حين ينفتح كل من الكليتين أمامياً في التامور (الشكل 3).
التكاثر: المحار منفصل الجنس، والمناسل كبيرة ومزدوجة، وتنفتح الفوهة التناسلية أمام فوهة الشرج مباشرة على كلا الجانبين (الشكل 3). تُحْمَل النطاف إلى الماء عبر الأنبوب الزفيري للذكر، وتدخل الجوف الردائي للأنثى عبر أنبوبها الشهيقي، ويتم إلقاح البيضة في الجيب الردائي لتُحْضَن البيضة الملقحة بين الغلاصم. تتحول البيضة الملقحة إلى يرقة تسمى اليرقة السهمية glochidium (الشكل 5) التي تحيط بها صدفتان جانبيتان. تبقى هذه اليرقة بين غلاصم المحارة طوال الشتاء، ثم تنطلق في الربيع إلى الماء لتتعلق بغلاصم الأسماك بخيوطها اللاصقة byssus لتعيش حياة طفيلية على الأسماك. ثم لاتلبث أن تتحول إلى محار بالغ.
تربية المحار وأهميته الاقتصادية
يُستزرَع المحار لأنه يعد مصدراً غذائياً جيداً للإنسان وللأسماك، وقد استزرعه الرومان منذ زمن طويل. ويهتم العالم كثيراً بتربية المحاريات ويعد من المشروعات الواسعة الانتشار في أربع عشرة دولة. والأنواع التي تُربى في العالم هي: الجنس أوسترِيا Ostrea الذي تُربى أنواعه لأهميته التجارية، والجنس كراسوسترِيا Crassostrea الذي يضم سبعة أنواع تُربى على مستوى تجاري واسع، وكلا الجنسين منتشران في جميع بلدان العالم وخاصة في المياه الدافئة. ويُربى النوع الياباني كراسوسترِيا العملاق Crassostrea gigas بنجاح كبير في اليابان منذ القرن الثامن عشر حيث تُصَدَّر يرقاته بكميات كبيرة إلى بريطانيا وكندا وفرنسا وأمريكا. كما يُربى المحار الأمريكي الأصلي كراسوسترِيا الفضي C.virginica على نطاق واسع في كل مكان من أمريكا وكندا وعلى طول شاطئ المحيط الأطلسي بالشمال. ويُربى النوعان كراسوسترِيا الزاوي C.angulata وكراسوسترِيا التجاري C.commercialis في أستراليا. ويربى في الفيليبين النوع ميرسيناريا سْماراغدينوس Mercenaria smaragdinus الأصفر. ويربى في أمريكا ثنائي المصراع ميرسيناريا التجاري M.mercenaria الذي ينتشر على طول شاطئ الأطلسي، وكذلك النوع مايا أريناريا Mya arenaria الذي يصلح أيضاً للتربية.
أما في أوربا فيربى المحار كثيراً لسهولة تربيته، فتربيته لا تكلف كثيراً، والنوع الذي يُربى على نطاق واسع هو مايتيلوس إيدوليس Mytilus edulis، الذي يتثبت على الصخور بوساطة الخيوط اللاصقة. وتأتي إسبانيا في طليعة الدول المنتجة لهذا النوع، التي تطرح في الأسواق نحو 150 ألف طن سنوياً، وتأتي بعدها فرنسا وإيطاليا، وقد استبدل هذا النوع في إيطاليا بنوع البحر المتوسط مايتيلوس غالوبروفينسياليس Mytilus galloprovincialis. وتتم التربية في المنطقة الشاطئية، في منطقة المد والجزر، وفي الأحواض العائمة والمنطقة تحت الشاطئية.
إضافة إلى أهمية المحار الغذائية للإنسان، تؤدي المحاريات دوراً مهماً في النظام البيئي في الأحواض المائية العالمية، إذ تستخدم غذاءً لكثير من اللافقاريات والأسماك. كما تعد مصدراً للأصداف واللؤلؤ، ويتم الحصول على الصدف من عدة أنواع من فصيلة محار الماء العذب، ويتشكّل اللؤلؤ جيداً عند المحار بينكداتا الشعاعي Pinctada radiata الذي يوجد بكثرة في البحر الأحمر والمحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر المتوسط حيث يعيش على عمق 5 -10م وتُقام حالياً مزارع خاصة في اليابان لتربيته.
فائز صقر