ستالينغراد(ملحمه)(Stalingrad (Battle ofمعارك حاسمة بين قوات المحور والقوات السوڤييتية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ستالينغراد(ملحمه)(Stalingrad (Battle ofمعارك حاسمة بين قوات المحور والقوات السوڤييتية

    ستالينغراد (ملحمة ـ)

    مجموعة معارك حاسمة بين قوات المحور (الألمانية أساساً) والقوات السوڤييتية، إبان الحرب العالمية الثانية، في المنطقة المحصورة بين نهري الدون والفولغا ومركزها مدينة ستالينغراد، صيف العام 1942 وشتاء 1943، انتهت بهزيمة ساحقة للقوات الألمانية وحلفائها، فكانت نقطة التحول في مجرى الحرب لمصلحة الاتحاد السوڤييتي.
    تقع مدينة ستالينغراد (تساريتسين قبل العام 1925، واسمها اليوم فولغوغراد) في جنوبي شرقي روسيا عند منحنى المجرى الأدنى لنهر الفولغا وتمتد نحو سبعين كيلومتراً على الضفة اليمنى من النهر عند تفرع قناة الفولغا ـ الدون الصالحة للملاحة. وهي مركز صناعي ومرفأ نهري مهم وعقدة مواصلات للسكك الحديدية والسيارات تربط بين شمالي البلاد وجنوبيها.
    الموقف العام على الجبهة السوڤييتية الألمانية صيف 1942
    تمكنت القوات الألمانية النازية منذ بداية غزوها الاتحاد السوڤييتي في 22 حزيران 1941، من تحقيق نجاحات مهمة واختراق الأراضي السوڤييتية إلى عمق كبير، وفرضت الحصار على لينينغراد، ووصلت إلى مسافة 30 كم من موسكو واندفعت في الاتجاه الجنوبي الشرقي نحو القفقاس وشبه جزيرة القرم على البحر الأسود. وقد تمكنت القوات السوڤييتية من إيقاف التقدم الألماني على اتجاهي موسكو ولينينغراد، إلا أنها أخفقت في أوائل صيف 1942 في إيقاف التقدم الألماني على اتجاه القفقاس وشبه جزيرة القرم. وفي شهر تموز من ذلك العام كانت القوات الألمانية والمتحالفة معها تنتشر على جبهة يزيد طولها على ألفي كيلومتر، وتسيطر على قطاعات كبيرة من نهر الفولغا شمال ستالينغراد وجنوبها حتى بحر آزوف.
    قرر هتلر خطة العمليات لصيف عام 1942 على النحو الآتي: تركيز جهود القوى الرئيسية على الاتجاه الجنوبي الغربي للجبهة وتدمير القوات السوڤييتية غرب نهر الدون واحتلال مناطق النفط في القفقاس، واحتلال ستالينغراد بعد تدميرها عن طريق القصف الجوي، وإنهاء الحرب في مصلحة ألمانية. ولتنفيذ هذه الخطة تم حشد مجموعتي الجيوش /أ/ و /ب/، وتتألفان من الجيش المدرع الرابع والجيش السادس، للهجوم باتجاه ستالينغراد، والجيش المدرع الأول والجيش 17 للهجوم باتجاه القفقاس، والجيش 11 في الاحتياط، يضاف إليها الجيش الثالث والجيش الرابع الرومانيين والجيش الثامن الإيطالي والجيش الثاني الهنغاري. ومجموع تلك القوات 80 فرقة مشاة وتسع فرق مدرعة يدعمها الأسطول الجوي الرابع (1600 طائرة). ويقابلها من الجانب السوڤييتي الجبهة الجنوبية الغربية (صار اسمها جبهة ستالينغراد) بقيادة تيموشنكو[ر]، وقوامها ثلاثة جيوش مشاة وجيشان مدرعان وجيش جوي وقطعات متفرقة من بقايا القوات المتراجعة وأسيطيل نهر الفولغا. وقد امتدت الجبهة على أربعة خطوط بطول 530 كم، من نهر الدون إلى مشارف ستالينغراد.
    بدأت المعارك بين طلائع الطرفين في 17 تموز، وكان لدى الألمان، على اتجاه ستالينغراد، 18 فرقة (250ألف جندي و 7500مدفع و740دبابة و1200طائرة) و تتفوق على القوات السوڤييتية بالمشاة 1.2ـ1 والمدفعية 1ـ1 والدبابات 2ـ1 والطائرات 3.6ـ1.
    في 23 تموز 1942 بدأ الجيش السادس الألماني، بقيادة فون باولوس، هجومه باتجاه ستالينغراد، ونجحت القوات السوڤييتية في تأخيره بضربات معاكسة من جهات عدة، غير أنها لم تنجح في إيقافه. وتمكنت بعض قواته من اقتحام خطوط الدفاع عن المدينة من الغرب والجنوب الغربي. ودارت رحى معارك ضارية على مشارفها استمرت أكثر من شهر أخفقت إبانها القوات الألمانية في احتلال المدينة، فتوقفت وشرعت في إعادة تجميعها والإعداد لمعاودة الهجوم. وفي هذه الأثناء تولى ممثل القيادة العليا السوڤييتية، جوكوف ورئيس الأركان العامة فاسيليفسكي، الإشراف المباشر على سير العمليات على ذلك الاتجاه.
    جددت القوات الألمانية هجومها في 15آب، ونجحت في عبور نهر الدون وشطر الدفاع السوڤييتي شطرين، واحتلت محطة القطارات وقسماً من المنطقة الصناعية، غير أن الروس تمكنوا، حتى 12إيلول، من إيقاف الهجوم عند حدود المدينة، و شن هجمات معاكسة عنيفة تبادل في أثنائها الطرفان مواقعهما أكثر من 13مرة. ومع ذلك تمكن الألمان من اقتحام أجزاء من المدينة، ودارت المعارك فيها من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت إلى منتصف شهر تشرين الثاني حين توقفت محاولات الألمان السيطرة الكاملة على المدينة، وانتقلت قواتهم إلى الدفاع عن المواقع التي احتلتها، كما توقف هجومها على شمالي القفقاس.
    مع انتهاء مرحلة الدفاع السوڤييتية في ملحمة ستالينغراد كان الجيش62 مشاة يدافع عن المنطقة الصناعية ومركز المدينة، والجيش 64 يدافع عن المشارف الجنوبية للمدينة، وبلغت خسائر القوات الألمانية 700ألف جندي و 100دبابة و2000مدفع وهاون و1400طائرة.
    الهجوم العام المعاكس السوڤييتي عند ستالينغراد
    مع حلول الشتاء قررت القيادة الألمانية التمسك بالمواقع الدفاعية التي احتلتها ومعاودة الهجوم في الربيع. غير أن القيادة السوڤييتية خططت للقيام بهجوم عام معاكس بقوى ثلاث جبهات من رؤوس الجسور التي تحتلها على الضفة اليمنى لنهر الدون وجنوبي ستالينغراد وتطويق القوى الرئيسية للتجمع الألماني في ستالينغراد، ودفع جزء من القوات في الوقت نفسه بالاتجاه الجنوبي الغربي، لتأمين جناح القوات المهاجمة وتشكيل جبهة خارجية للطوق.
    بلغ مجموع القوات التي حشدتها القيادة السوڤييتية نحو مليون جندي و13ألف مدفع و1000مدفع م/ط و115فرقة مدفعية صاروخية و900دبابة و1115طائرة. ويقابلها من الجانب الألماني قوات مجموعة الجيوش /ب/ وتضم مليون جندي و675 دبابة ومدفع اقتحام و 10000مدفع هاون و1100طائرة.
    بدأ الهجوم المعاكس صباح 19 تشرين الثاني 1942 بقوات جبهة الدون بتمهيد مدفعي قوي على عدة اتجاهات، ونجحت في خرق الدفاع باتجاه الغرب، وفي صباح اليوم التالي انتقلت جبهة ستالينغراد إلى الهجوم على الاتجاه المقابل، والتقت قوات الجبهتين يوم 24ت2 في منطقة كالاتش على مسافة40 كم إلى الغرب من ستالينغراد مطوقة التجمع الألماني بين نهري الدون والفولغا، المؤلف من الجيش السادس وقسم من الجيش المدرع الرابع و الجيش الثالث الروماني ومجموعها الإجمالي 330ألف جندي. ووصلت قوات الطوق الخارجي إلى نحو 100كم في العمق.
    في المدة بين 24 تشرين الثاني ومنتصف كانون الأول تمكنت القوات السوڤييتية من تضيق طوق الحصار الداخلي إلى نحو 80 كم من الغرب إلى الشرق ونحو40كم من الشمال إلى الجنوبي، وتابعت في الوقت نفسه توسيع الطوق الخارجي إلى أبعد مدى. ووصلت في 24 ك1 إلى مسافة 250ـ300كم إلى الغرب من ستالينغراد، ولم تنجح جميع محاولات القوات الألمانية بقيادة الفيلد مارشال مانشتاين في فك الطوق عن القوات المحاصرة على الرغم من التعزيزات الكبيرة التي وصلتها .
    أما القوات المحاصرة فقد ساءت أمورها إلى درجة كبيرة نتيجة القصف المدفعي العنيف ونقص الإمدادات وإخفاق القيادة الألمانية في مدها جواً بما يلزمها، وفي اليوم الأول من عام1943 أرسلت القيادة السوڤييتية إنذاراً نهائياً إلى فون باولوس بالاستسلام، غير أن هتلر ألزمه متابعة المقاومة، ومنحه رتبة فيلد مارشال. وفي العاشر من ك2 بدأت القوات السوڤييتية تصفية الجيب الألماني المحاصر في منطقة ستالينغراد، وتمكنت بعد معارك ضارية من شطر التجمع الألماني شطرين وتصفية الشطر الجنوبي تماماً في نهاية ذلك الشهر. وفي يوم 2 شباط استسلم الفيلد مارشال فون باولوس مع من بقي معه من القوات وبلغ عدد الأسرى 91000جندي، فيهم 2500ضابط. وبلغ إجمالي خسائر القوات الألمانية ودول المحور في هذه المرحلة 800 ألف جندي ونحو 2000 دبابة ومدفع اقتحام و10000مدفع وهاون و3000طائرة وما يزيد على 70000مركبة متنوعة وهو ما يعادل 25% من القوة الضاربة لدول المحور العاملة على الجبهة السوڤييتية الألمانية.
    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X