ساندبرغ (كارل ـ)
(1878 ـ 1967)
يعد كارل أوغست ساندبرغ Carl August Sandburg من أبرز الشعراء وكتاب السيرة الأمريكيين في القرن العشرين. ولد لعائلة فقيرة من المهاجرين السويديين في بلدة غيلزبرغ Galesburg بولاية إلِنوي ودرس فيها حتى الثالثة عشرة من عمره. عمل بعد ذلك في مهن بسيطة متعددة، وشارك في العشرين من عمره في الحرب الإسبانية ـ الأمريكية وعمل في أثنائها مراسلاً لصحيفة محلية. درس بعد عودته في كلية البلدة لمدة أربع سنوات، إلا أنه اختفى قبيل تخرجه فيها. وبدأ بالتجوال، حاملاً قيثارته، في أرجاء الولايات المتحدة بهدف تعرّف حياة الناس العاديين من عمال ومزارعين ورعاة بقر من كل الأجناس والألوان. تعرف رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعمل منظماً فيه، مما غذى ميوله البروليتارية. ثم استقر في مدينة مِلووكي Milwaukee بولاية وِسكنسن، وعمل ممثلاً للحزب هناك. بدأ كتابة الشعر الحر، وانتهى به المطاف في مدينة شيكاغو عام 1913 حيث عمل في صحافتها.
نشر ساندبرغ أول دواوينه «قصائد شيكاغو» (1916) Chicago Poems الذي وصف فيه المدينة بطبيعتها وحركتها ونشاطها بأسلوب يشي بتأثره البالغ بالشاعر وولت ويتمان[ر] Walt Whitman. ونشر أيضاً ديوانه الثاني «مقشرو الذرة» (1918)Cornhuskers الذي مُنح عليه جائزة جمعية الشعر Poetry Society، وكان قد نال قبل ذلك جائزة «مجلة الشعر» Poetry Magazine. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى صار مراسلاً لاتحاد الصحفيين في النروج والسويد، وعمل بعد عودته إلى شيكاغو في إحدى أكبر الصحف الأمريكية «ديلي نيوز» Daily Newsحتى عام 1933.
استمر ساندبرغ في كتابة الشعر، فنشر ديوان «الدخان والصلب» (1920) Smoke and Steel، ونال مرة ثانية جائزة جمعية الشعر، مما أرسى دعائم مكانته شاعراً لعامة الناس، إضافة إلى مؤلفاته الموجهة للأطفال ومنها «قصص روتاباغا» (1922) Rootabaga Stories. عمل في الوقت نفسه على جمع المعلومات اللازمة لكتابة سيرة حياة الرئيس لنكولن[ر]، الذي رأى فيه صورة الإنسان المثالي، فكتب «أبراهام لنكولن: سنوات البراري» (1926) Abraham Lincoln The Prairie Years في مجلدين، وبعد جهد أعوام طويلة نشر أيضاً «أبراهام لنكولن: سنوات الحرب» (1939) Abraham Lincoln: The War Years في أربعة مجلدات، فكُرم بجائزة بوليتزر عام 1940. ولم تنته بهذا علاقة ساندبرغ بلنكولن، بل نشر مؤلفات أخرى حول تلك الحقبة من تاريخ الولايات المتحدة مثل «عاصفة على البلاد» (1942) Storm Over the Land، و «أبراهام لنكولن» (1954)Abraham Lincoln، وهي دراسة مستفيضة حول الرئيس ضمنها خلاصة بحثه وخبرته التي تكونت عبر السنين.
تابع ساندبرغ كتابة الشعر وجمع قصائده، التي كان يلقيها أمام جمهوره بمرافقة قيثارته، في دواوين «حقيبة الأغنية الأمريكية» (1927) The American Songbagو«حقيبة الأغنية الأمريكية الجديدة» (1950) The New American Songbag، مطوراً بذلك الأغنية الشعبية، مما جعله الشاعر والمغني الأول في زمنه. وفي خضم الركود الاقتصادي الذي عانت منه الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين، كتب ساندبرغ شهادته على قوة الشعوب وقدرتها في وجه التحديات التي قد تواجهها، في ديوان «الشعب، نعم» (1936) The People,Yes. ومن أواخر مؤلفاته الشعرية ديوان «عسل وملح» (1963) Honey and Salt. وكتب أيضاً سيرته الذاتية تحت عنوان «الغرباء الشباب دوماً» (1953)Always the Young Strangers التي يمكن أن تعد تاريخاً للغرب الأوسط الأمريكي ولدور المهاجرين الاسكندنافيين في إعماره.
تميزت مؤلفات ساندبرغ بلغتها الشعبية البسيطة، العامية أحياناً، التي صاغها وجمع إليها حسه المرهف. وكان للطبيعة والإنسان دور مركزي فيها، فعلى كاهل سكان المدن والأرياف معاً، في رأيه، تقع مهمة تطوير إعمار الوطن.
توفي ساندبرغ في بلدة فلات روك Flat Rock بولاية نورث كارولينا.
طارق علوش
(1878 ـ 1967)
يعد كارل أوغست ساندبرغ Carl August Sandburg من أبرز الشعراء وكتاب السيرة الأمريكيين في القرن العشرين. ولد لعائلة فقيرة من المهاجرين السويديين في بلدة غيلزبرغ Galesburg بولاية إلِنوي ودرس فيها حتى الثالثة عشرة من عمره. عمل بعد ذلك في مهن بسيطة متعددة، وشارك في العشرين من عمره في الحرب الإسبانية ـ الأمريكية وعمل في أثنائها مراسلاً لصحيفة محلية. درس بعد عودته في كلية البلدة لمدة أربع سنوات، إلا أنه اختفى قبيل تخرجه فيها. وبدأ بالتجوال، حاملاً قيثارته، في أرجاء الولايات المتحدة بهدف تعرّف حياة الناس العاديين من عمال ومزارعين ورعاة بقر من كل الأجناس والألوان. تعرف رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعمل منظماً فيه، مما غذى ميوله البروليتارية. ثم استقر في مدينة مِلووكي Milwaukee بولاية وِسكنسن، وعمل ممثلاً للحزب هناك. بدأ كتابة الشعر الحر، وانتهى به المطاف في مدينة شيكاغو عام 1913 حيث عمل في صحافتها.
نشر ساندبرغ أول دواوينه «قصائد شيكاغو» (1916) Chicago Poems الذي وصف فيه المدينة بطبيعتها وحركتها ونشاطها بأسلوب يشي بتأثره البالغ بالشاعر وولت ويتمان[ر] Walt Whitman. ونشر أيضاً ديوانه الثاني «مقشرو الذرة» (1918)Cornhuskers الذي مُنح عليه جائزة جمعية الشعر Poetry Society، وكان قد نال قبل ذلك جائزة «مجلة الشعر» Poetry Magazine. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى صار مراسلاً لاتحاد الصحفيين في النروج والسويد، وعمل بعد عودته إلى شيكاغو في إحدى أكبر الصحف الأمريكية «ديلي نيوز» Daily Newsحتى عام 1933.
استمر ساندبرغ في كتابة الشعر، فنشر ديوان «الدخان والصلب» (1920) Smoke and Steel، ونال مرة ثانية جائزة جمعية الشعر، مما أرسى دعائم مكانته شاعراً لعامة الناس، إضافة إلى مؤلفاته الموجهة للأطفال ومنها «قصص روتاباغا» (1922) Rootabaga Stories. عمل في الوقت نفسه على جمع المعلومات اللازمة لكتابة سيرة حياة الرئيس لنكولن[ر]، الذي رأى فيه صورة الإنسان المثالي، فكتب «أبراهام لنكولن: سنوات البراري» (1926) Abraham Lincoln The Prairie Years في مجلدين، وبعد جهد أعوام طويلة نشر أيضاً «أبراهام لنكولن: سنوات الحرب» (1939) Abraham Lincoln: The War Years في أربعة مجلدات، فكُرم بجائزة بوليتزر عام 1940. ولم تنته بهذا علاقة ساندبرغ بلنكولن، بل نشر مؤلفات أخرى حول تلك الحقبة من تاريخ الولايات المتحدة مثل «عاصفة على البلاد» (1942) Storm Over the Land، و «أبراهام لنكولن» (1954)Abraham Lincoln، وهي دراسة مستفيضة حول الرئيس ضمنها خلاصة بحثه وخبرته التي تكونت عبر السنين.
تابع ساندبرغ كتابة الشعر وجمع قصائده، التي كان يلقيها أمام جمهوره بمرافقة قيثارته، في دواوين «حقيبة الأغنية الأمريكية» (1927) The American Songbagو«حقيبة الأغنية الأمريكية الجديدة» (1950) The New American Songbag، مطوراً بذلك الأغنية الشعبية، مما جعله الشاعر والمغني الأول في زمنه. وفي خضم الركود الاقتصادي الذي عانت منه الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين، كتب ساندبرغ شهادته على قوة الشعوب وقدرتها في وجه التحديات التي قد تواجهها، في ديوان «الشعب، نعم» (1936) The People,Yes. ومن أواخر مؤلفاته الشعرية ديوان «عسل وملح» (1963) Honey and Salt. وكتب أيضاً سيرته الذاتية تحت عنوان «الغرباء الشباب دوماً» (1953)Always the Young Strangers التي يمكن أن تعد تاريخاً للغرب الأوسط الأمريكي ولدور المهاجرين الاسكندنافيين في إعماره.
تميزت مؤلفات ساندبرغ بلغتها الشعبية البسيطة، العامية أحياناً، التي صاغها وجمع إليها حسه المرهف. وكان للطبيعة والإنسان دور مركزي فيها، فعلى كاهل سكان المدن والأرياف معاً، في رأيه، تقع مهمة تطوير إعمار الوطن.
توفي ساندبرغ في بلدة فلات روك Flat Rock بولاية نورث كارولينا.
طارق علوش