سيرجي باراجانوف
القسم الثاني
(باراجانوف خلف القضبان)
(الحلقة الأولى)
تحت مجهر "كي جي بي"
(لجنة أمن الدولة ـ جهاز المخابرات السوفييتية)
"السياسة أشبه بغابة مظلمة. الحياة والموت كلاهما فيها قاتم وممل"
الشاعر الروسي المنشق جوزيف ألكسندروفيتش برودسكي (١٩٤٠ ـ ١٩٩٦)
علي كامل
"الشيء الأكثر رعباً هو حين تُسحب بهدوء من قدميك ليلاً وأنت نائم. هذا يعني أنهم يوقظوك لتُنقل إلى سجن آخر" س. باراجانوف
كان الفنان في الحقبة السوفييتية مُهدَّد ومعرض للسجن أو الموت في أية لحظة، فقد قاسى الكثير منهم من الاضطهاد والقمع والملاحقة وأُودع البعض في معسكرات الاعتقال فيما هرب القسم الآخر إلى خارج البلاد. وليس ثمة مثال أقرب وأكثر جلاءً وشجناً من مصير المخرج السينمائي سيرجي ﭙاراجانوف الذي أثار سجنه المتكرر غضب واحتجاج الكثير من مثقفي العالم خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
باراجانوف في واقع الأمر ليس شخصاً منشقاً أو معارضاً سياسياً، إنما هو مجرد فنان حالم ومتمرد، وموقفه شبيهاً بموقف معاصره الشاعر الروسي الكبير جوزيف برودسكي الذي قال مرة: "السياسة أشبه بغابة مظلمة. الحياة والموت كلاهما فيها قاتم وممل".
لقد استهلّ ﭙاراجانوف مشاكساته مع السلطات منذ عام ١٩٤٧ إثر توقيعه على عريضة تستنكر ملاحقة الأجهزة الأمنية للفنانين الأوكراينيين وتنتقد أسلوبهم البربري في التعامل معهم، السبب الذي دفع بتلك الأجهزة إلى اعتقاله وسجنه لأسباب ملفقة كالمثلية وإثارة المشاعر القومية في البلاد وسواها. وهكذا ومنذ تلك اللحظة وُضع باراجانوف تحت مجهر أجهزة المخابرات السوفييتية (كي جي بي) وهو لم يزل بعد طالباً في معهد موسكو السينمائي، ليصبح فيما بعد زبوناً دائماً لسجونهم الرهيبة طوال حياته. يومها كتب صديقه الأقرب أندريه تاركوفسكي:
"في بلد مثل الإتحاد السوفييتي لا يمكنك مطلقاً أن تتفادى الرعب والتهديد والموت، ومع ذلك فقد أخفقوا جميعاً في اسكات صوت باراجانوف وسحق ارادته وتوقه إلى الحرية. باراجانوف ربما هو الشخص الوحيد في جميع أنحاء البلاد من جسّد القول المأثور: "إذا أردت أن تكون حراً فعليك أن تكون حراً".
إن محاولات التضييق والحصار وفرض الحظر على نشاطاته ومشاريع أفلامه ابتدأت منذ عام ١٩٦٥ من قِبل إدارات السينما السوفييتية، الاتحادية (لجنة الدولة لصناعة السينما) والمحلية (كييف وييرِفان) على حد سواء، دون تسويغ أو نقاش تقريباً. وقد تُّوج كل ذلك بإلقاء القبض عليه في أواخر عام ١٩٧٣ بعد أن أُلصقت به تهم ملفّقة عديدة مثل انتهاكه للأعراف الاجتماعية والثقافية وإثارة النعرات القومية ومحاولته الهرب من البلاد ثم الرشوة والسرقة وأخيراً تهمة اغتصابه أحد أعضاء الحزب الشيوعي السوفييتي! وقد أُحيل ملفّه حينها إلى محكمة أمن الدولة وزُّج في معتقل أوكراييني ذات تدابير أمنية قصوى بانتظار قرار المحكمة.
ملابسات محكمة أمن الدولة:
لابدَّ من إلقاء الضوء على ملابسات تلك المحكمة ونوع التُهم الملفقة والشهادات الكاذبة التي واجهها باراجانوف لوحده قبيل إيداعه السجن.
في كتابه (سينما باراجانوف) الصادر في عام ٢٠١٣ وفي الفصل المعنون بـ
"المنفى الداخلي.. الإعتقال والسجن، ١٩٧٣ ـ ١٩٨٢" يذكر المؤلف جيمس ستيفن، أن ڤيتالي نيكتيجنكو (رئيس المخابرات الأوكراينية) كان قد بعث تقريراً إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في أوكرانيا في ٤ أبريل ١٩٦٩ يتعلق بمشاكل وقعت في ستوديو دوڤجنكو السينمائي مشيراً بالتفصيل إلى الشكاوى العديدة التي وردتهم من قبل مخبرين في الاستوديو تتعلق بعمل الاستوديو وسلوك بعض الأفراد العاملين فيه وخصوصاً سرغي باراجانوف، جاء فيه:
"بلغنا من أحد مديري الإنتاج في الإستوديو إن المخرج سيرغي باراجانوف يحاول التأثير سلباً على أفكار الشباب العاملين في الحقل الإبداعي في الإستوديو. فقد صرح في أحاديثه المتكررة وأكثر من مرة بآرائه الفكرية المعادية للحكومة السوفييتية، وقد عبّر عن تلك الآراء بقوله: لو تسنّى له السفر إلى الخارج فلن يعود ثانية إلى البلاد".
وزعم التقرير أيضاً أنه حينما طُلب منه تقديم معلومات عن عمله من قبل الموسوعة السوفييتية الكبرى كتب في ردّه معلومات تتضمن شتم وتهجمات مضادة للاتحاد السوفييتي. ومن بين الأمور الأخرى التي ذكرها التقرير، "أنه كتب: أخبروا قرائكم بأنني متّ في عام ١٩٦٨ بسبب سياسة الإبادة الجماعية للنظام السوفييتي". ليس هذا فحسب، بل أشار تقرير كي جي بي أيضاً إلى إن باراجانوف طلب الزواج من طالبة فرنسية "كي يهاجر من البلاد متذرعاً بحجة أن بينه وبين الشيوعيين سوء فهم ولا يفهم أحدهم الآخر".
أما تقرير المخابرات الموّجه إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في أوكراينيا والمؤرخ في ٢٣ ديسمبر ١٩٧١ فقد تم ذكر اسم باراجانوف بشأن الجدل الدائر حول الحاجز الأيقوني لكنيسة (كوسماتش) الذي تم اقتلاعه خلال فترة إنتاج فيلمه (ظلال أجدادنا المنسيين) والذي نُقل في نهاية المطاف إلى متحف الدولة للفنون الأوكراييني في كييف للحفاظ عليه.
وفي تقرير ليونيد تشيرتشينكو، رئيس القسم الاداري للمخابرات الأوكراينية
ورئيس القسم الثالث للمديرية، وفي تقرير الخامسة، اتهمَّ تشيرتشينكو مختلف المعارضين لا سيما المؤرخان والسياسيان المعارضان ڤالنتين موروز وفياتشيسلاف تشورنوفيل بمحاولتهما "إثارة المشاعر القومية بين سكان قرية
كوسماتش". وقد أُرفقت بالتقرير رسالة دوّنها باراجانوف تتضمن احتجاجه على الاتهامات المتواصلة ضده بشأن سرقة تُحَف الكنيسة وكذلك احتجاجه ضد التقرير السلبي للمخابرات حول سلوكه وأنشطته كمخرج.
وقد ورد في التقرير أيضاً: "إن العديد من العمال في الإستوديو قد وصفوا سيرغي باراجانوف بأنه شخصية منحلّة أخلاقياً، وقيل إنه أحال شقته إلى بؤرة تجمع العديد من الأشخاص المشكوك فيهم ممن يتعاطون السكر والفسوق والمضاربة والسياسات الضارة للبلاد، وقيل إن نقاشات مضادة لسياسة الإتحاد السوفييتي كانت تدور هناك في كل لقاء".
وإلى جانب تأكيد الاتهام وتكراره بشأن الرسالة التي بعثها إلى الموسوعة السوفيتية الكبرى، أشار التقرير كذلك إلى صلاته المشبوهة بالمفكرين القوميين وتصريحاته المتنوعة والمتعددة ضد الشيوعية والنظام السوفياتي فضلاً عن التعليقات التي عبّر فيها عن رغبته في مغادرة البلاد أمام الزوار والسياح الأجانب. ولم يكتف تشيرتشينكو بكل ذلك، إنما حاول الإيغال عميقاً في أحقاده حين زعم أن باراجانوف كان هو الوحيد وراء فقدان بعض القطع الأثرية لكنيسة كوسماتش متذرعاً ذلك بقوله:
"ووفقا لبيانات الشرطة السرية زعم باراجانوف أنه يتحمل لوحده مسؤولية ما يتعلق بحقيقة أن جزءاً من القطع الأثرية قيد البحث لم تصل إلى المتحف وبعضها تم استبداله".
تجدر الإشارة هنا إلى اللغة الغامضة والملتبسة التي يستخدمها التقرير فضلاً عن إقحامه موضوع سرقة تُحَف الكنيسة الذي جرى عام ١٩٧١ ليتزامن مع الفترة التي اعتقل فيها باراجانوف، على الرغم من أن استجواب هيئة الادعاء العام للشهود في وقت لاحق لم يثبت التهم المترتبة حول تلك السرقة.
(الحلقة الثانية تتمة "تحت مجهر كي جي بي"
القسم الثاني
(باراجانوف خلف القضبان)
(الحلقة الأولى)
تحت مجهر "كي جي بي"
(لجنة أمن الدولة ـ جهاز المخابرات السوفييتية)
"السياسة أشبه بغابة مظلمة. الحياة والموت كلاهما فيها قاتم وممل"
الشاعر الروسي المنشق جوزيف ألكسندروفيتش برودسكي (١٩٤٠ ـ ١٩٩٦)
علي كامل
"الشيء الأكثر رعباً هو حين تُسحب بهدوء من قدميك ليلاً وأنت نائم. هذا يعني أنهم يوقظوك لتُنقل إلى سجن آخر" س. باراجانوف
كان الفنان في الحقبة السوفييتية مُهدَّد ومعرض للسجن أو الموت في أية لحظة، فقد قاسى الكثير منهم من الاضطهاد والقمع والملاحقة وأُودع البعض في معسكرات الاعتقال فيما هرب القسم الآخر إلى خارج البلاد. وليس ثمة مثال أقرب وأكثر جلاءً وشجناً من مصير المخرج السينمائي سيرجي ﭙاراجانوف الذي أثار سجنه المتكرر غضب واحتجاج الكثير من مثقفي العالم خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
باراجانوف في واقع الأمر ليس شخصاً منشقاً أو معارضاً سياسياً، إنما هو مجرد فنان حالم ومتمرد، وموقفه شبيهاً بموقف معاصره الشاعر الروسي الكبير جوزيف برودسكي الذي قال مرة: "السياسة أشبه بغابة مظلمة. الحياة والموت كلاهما فيها قاتم وممل".
لقد استهلّ ﭙاراجانوف مشاكساته مع السلطات منذ عام ١٩٤٧ إثر توقيعه على عريضة تستنكر ملاحقة الأجهزة الأمنية للفنانين الأوكراينيين وتنتقد أسلوبهم البربري في التعامل معهم، السبب الذي دفع بتلك الأجهزة إلى اعتقاله وسجنه لأسباب ملفقة كالمثلية وإثارة المشاعر القومية في البلاد وسواها. وهكذا ومنذ تلك اللحظة وُضع باراجانوف تحت مجهر أجهزة المخابرات السوفييتية (كي جي بي) وهو لم يزل بعد طالباً في معهد موسكو السينمائي، ليصبح فيما بعد زبوناً دائماً لسجونهم الرهيبة طوال حياته. يومها كتب صديقه الأقرب أندريه تاركوفسكي:
"في بلد مثل الإتحاد السوفييتي لا يمكنك مطلقاً أن تتفادى الرعب والتهديد والموت، ومع ذلك فقد أخفقوا جميعاً في اسكات صوت باراجانوف وسحق ارادته وتوقه إلى الحرية. باراجانوف ربما هو الشخص الوحيد في جميع أنحاء البلاد من جسّد القول المأثور: "إذا أردت أن تكون حراً فعليك أن تكون حراً".
إن محاولات التضييق والحصار وفرض الحظر على نشاطاته ومشاريع أفلامه ابتدأت منذ عام ١٩٦٥ من قِبل إدارات السينما السوفييتية، الاتحادية (لجنة الدولة لصناعة السينما) والمحلية (كييف وييرِفان) على حد سواء، دون تسويغ أو نقاش تقريباً. وقد تُّوج كل ذلك بإلقاء القبض عليه في أواخر عام ١٩٧٣ بعد أن أُلصقت به تهم ملفّقة عديدة مثل انتهاكه للأعراف الاجتماعية والثقافية وإثارة النعرات القومية ومحاولته الهرب من البلاد ثم الرشوة والسرقة وأخيراً تهمة اغتصابه أحد أعضاء الحزب الشيوعي السوفييتي! وقد أُحيل ملفّه حينها إلى محكمة أمن الدولة وزُّج في معتقل أوكراييني ذات تدابير أمنية قصوى بانتظار قرار المحكمة.
ملابسات محكمة أمن الدولة:
لابدَّ من إلقاء الضوء على ملابسات تلك المحكمة ونوع التُهم الملفقة والشهادات الكاذبة التي واجهها باراجانوف لوحده قبيل إيداعه السجن.
في كتابه (سينما باراجانوف) الصادر في عام ٢٠١٣ وفي الفصل المعنون بـ
"المنفى الداخلي.. الإعتقال والسجن، ١٩٧٣ ـ ١٩٨٢" يذكر المؤلف جيمس ستيفن، أن ڤيتالي نيكتيجنكو (رئيس المخابرات الأوكراينية) كان قد بعث تقريراً إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في أوكرانيا في ٤ أبريل ١٩٦٩ يتعلق بمشاكل وقعت في ستوديو دوڤجنكو السينمائي مشيراً بالتفصيل إلى الشكاوى العديدة التي وردتهم من قبل مخبرين في الاستوديو تتعلق بعمل الاستوديو وسلوك بعض الأفراد العاملين فيه وخصوصاً سرغي باراجانوف، جاء فيه:
"بلغنا من أحد مديري الإنتاج في الإستوديو إن المخرج سيرغي باراجانوف يحاول التأثير سلباً على أفكار الشباب العاملين في الحقل الإبداعي في الإستوديو. فقد صرح في أحاديثه المتكررة وأكثر من مرة بآرائه الفكرية المعادية للحكومة السوفييتية، وقد عبّر عن تلك الآراء بقوله: لو تسنّى له السفر إلى الخارج فلن يعود ثانية إلى البلاد".
وزعم التقرير أيضاً أنه حينما طُلب منه تقديم معلومات عن عمله من قبل الموسوعة السوفييتية الكبرى كتب في ردّه معلومات تتضمن شتم وتهجمات مضادة للاتحاد السوفييتي. ومن بين الأمور الأخرى التي ذكرها التقرير، "أنه كتب: أخبروا قرائكم بأنني متّ في عام ١٩٦٨ بسبب سياسة الإبادة الجماعية للنظام السوفييتي". ليس هذا فحسب، بل أشار تقرير كي جي بي أيضاً إلى إن باراجانوف طلب الزواج من طالبة فرنسية "كي يهاجر من البلاد متذرعاً بحجة أن بينه وبين الشيوعيين سوء فهم ولا يفهم أحدهم الآخر".
أما تقرير المخابرات الموّجه إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في أوكراينيا والمؤرخ في ٢٣ ديسمبر ١٩٧١ فقد تم ذكر اسم باراجانوف بشأن الجدل الدائر حول الحاجز الأيقوني لكنيسة (كوسماتش) الذي تم اقتلاعه خلال فترة إنتاج فيلمه (ظلال أجدادنا المنسيين) والذي نُقل في نهاية المطاف إلى متحف الدولة للفنون الأوكراييني في كييف للحفاظ عليه.
وفي تقرير ليونيد تشيرتشينكو، رئيس القسم الاداري للمخابرات الأوكراينية
ورئيس القسم الثالث للمديرية، وفي تقرير الخامسة، اتهمَّ تشيرتشينكو مختلف المعارضين لا سيما المؤرخان والسياسيان المعارضان ڤالنتين موروز وفياتشيسلاف تشورنوفيل بمحاولتهما "إثارة المشاعر القومية بين سكان قرية
كوسماتش". وقد أُرفقت بالتقرير رسالة دوّنها باراجانوف تتضمن احتجاجه على الاتهامات المتواصلة ضده بشأن سرقة تُحَف الكنيسة وكذلك احتجاجه ضد التقرير السلبي للمخابرات حول سلوكه وأنشطته كمخرج.
وقد ورد في التقرير أيضاً: "إن العديد من العمال في الإستوديو قد وصفوا سيرغي باراجانوف بأنه شخصية منحلّة أخلاقياً، وقيل إنه أحال شقته إلى بؤرة تجمع العديد من الأشخاص المشكوك فيهم ممن يتعاطون السكر والفسوق والمضاربة والسياسات الضارة للبلاد، وقيل إن نقاشات مضادة لسياسة الإتحاد السوفييتي كانت تدور هناك في كل لقاء".
وإلى جانب تأكيد الاتهام وتكراره بشأن الرسالة التي بعثها إلى الموسوعة السوفيتية الكبرى، أشار التقرير كذلك إلى صلاته المشبوهة بالمفكرين القوميين وتصريحاته المتنوعة والمتعددة ضد الشيوعية والنظام السوفياتي فضلاً عن التعليقات التي عبّر فيها عن رغبته في مغادرة البلاد أمام الزوار والسياح الأجانب. ولم يكتف تشيرتشينكو بكل ذلك، إنما حاول الإيغال عميقاً في أحقاده حين زعم أن باراجانوف كان هو الوحيد وراء فقدان بعض القطع الأثرية لكنيسة كوسماتش متذرعاً ذلك بقوله:
"ووفقا لبيانات الشرطة السرية زعم باراجانوف أنه يتحمل لوحده مسؤولية ما يتعلق بحقيقة أن جزءاً من القطع الأثرية قيد البحث لم تصل إلى المتحف وبعضها تم استبداله".
تجدر الإشارة هنا إلى اللغة الغامضة والملتبسة التي يستخدمها التقرير فضلاً عن إقحامه موضوع سرقة تُحَف الكنيسة الذي جرى عام ١٩٧١ ليتزامن مع الفترة التي اعتقل فيها باراجانوف، على الرغم من أن استجواب هيئة الادعاء العام للشهود في وقت لاحق لم يثبت التهم المترتبة حول تلك السرقة.
(الحلقة الثانية تتمة "تحت مجهر كي جي بي"