متحف الدبابات الملكي
شهد الأردن تحوّلاً في نوعيّة المتاحف وحجمها خلال العقدين الماضيين، حيث تم إنشاء متاحف بمعاييّر عالميّة ومتخصِّصة في مجالات مُحدَّدة، مثل متحف السيارات الملكي (تم افتتاحه عام ٢٠٠٣) ومتحف الأطفال (تم افتتاحه عام ٢٠٠٧) و متحف الأردن (تم افتتاحه عام ٢٠١٤)، وجميعها يقع في العاصمة عمّان. ويُعتَبر متحف الدبابات الملكي من المتاحف المعنيّة بالحفاظ على الإرث الأردني والتي بلغ عددها أكثر من ٢٤ متحفًا مُنتشرة في مختلف محافظات المملكة.
متحف الدبابات الملكي هو متحف عسكري يقع في عمّان، المملكة الأردنيّة الهاشميّة. ضمن حدائق الملك عبد الله الثاني الممتدة على مساحة ٥٥٠ دونم في منطقة المقابلين في الجزء الشرقي من عمّان، وتحديدًا على تقاطع شارع الصخرة المشرّفة مع شارع جمال بدران. ويجاور المبنى عدّة معالم كالمدينة الإعلاميّة الأردنيّة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنيّة والبريد الأردني ومركز قوّات البادية ومديريّة أمن جنوب عمّان، كما أنه لا يبعد عن وسط المدينة سوى ٥ كم إلى الجنوب. يُعَد الأول من نوعه عربيًا، وواحدًا من أكبر المتاحف التاريخيّة للدبّابات ومن أكثرها تنوّعاً في العالم. إفتُتح في ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٨.
تبلغ مساحة المبنى حوالي ٢٠ ألف متر مربع، مما يجعله أكبر متحف في الأردن. ويضم نحو ١١٠ دبّابة ومُدرَّعة أردنيّة وعربيّة وأجنبيّة معروضة بترتيب زمني، جزء كبير منها أمريكي وبريطاني وسوفييتي وألماني الصنع، بالإضافة إلى صالة مُخصَّصة للصناعات العسكريّة المحليّة. ويشتمل المتحف على مقتنيات أصليّة وأخرى مُرمَّمة ونادرة تعرض تاريخ تطوّر تلك الآليّات العسكريّة منذ عام ١٩١٥، وهو من تصميم المعمار الأردني زيد داوود.
خُصَّص جزء كبير من مساحة المتحف للتراث العسكري الأردني من خلال عرض الآليّات العسكريّة التي اُستخدمت في الأردن والمنطقة. وتُظهِر هذه المعروضات الأثر الذي أحدثته الحروب على التحوّلات التي شهدها تاريخ الأردن عبر توفير تجربة تثقيفيّة وتفاعليّة للزوّار باستخدام تقنيّات مرئيّة ومسموعة.وبالإضافة إلى المعروضات الدائمة والثابتة، يوفّر المتحف برنامجًا لعروض الدبّابات والمُدرّعات بالمضمار الخارجي أمام الجمهور، حيث تبلغ مساحة أرض المتحف مع الساحات المحيطة ١٠٠ ألف متر مربع.
إستغرق بناء وتجهيز المتحف نحو عشرة سنوات، وله مجلس أمناء يضم بعضويته عدّة جهات منها أمانة عمان الكبرى، مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، العمليّات الخاصّة الملكيّة بالإضافة إلى متحف السيّارات الملكي، وآخرين.
تأسيس المتحف
كان في الأردن منذ عام ١٩٧٧ متحف حربي واحد مُختَص بالتاريخ العسكري الأردني على مستوى عَرض الآليّات العسكريّة والأسلحة بترتيب زمني، هو متحف صرح الشهيد، والكائن في المدينة الرياضيّة في عمّان.
وقد تم إنشاء متحف الدبّابات الملكي بعد أن شهد الأردن مؤخرا نقلة كبيرة في نوعيّة المتاحف وحجمها وتخصّصها. وتعود فكرة إنشاء هذا المتحف إلى عام ٢٠٠٢، حيث كان مُقرَّراً له أن يكون في بادئ الأمر في مدينة العقبة جنوب الأردن، وتحديدًا في الجزء المحاذي لميناء العقبة، حيث كان العديد من الآليّات العسكريّة محفوظة هناك في المخازن، ولكن تم تغيير مكان تشييد المبنى لاحقًا ليكون في الجزء الشرقي من العاصمة عمّان، بعد أن ساهمت أمانة عمان الكبرى بتوفير الأرض للمشروع.
لقد تم البدء بالبناء في عمّان بعد صدور مرسوم ملكي رسمي عام ٢٠٠٧، وقد استغرق الأمر ماويُقارب عشرة سنوات، حيث افتتح المبنى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٨ ضمن احتفالات المملكة بمئويّة الثورة العربيّة الكبرى ومرور خمسين عاماً على معركة الكرامة.
لقد كان الهدف من إنشاء المتحف هو الحفاظ على الدبّابات والآليّات والمُدرَّعات التابعة للقوات المسلّحة الأردنيّة وأخرى من التراث العسكري العالمي وعرضها للزوار، وقد جرى الاحتفاظ برقم وحدة الجيش لكلّ دبّابة وبلونها الأصلي، وتم ترميم الأقسام الداخليّة فيها، كما أن ترميم الدبّابات كان تحت إشراف مجلس أمناء المتحف ودائرة التراث الأردني، وبمساعدة مُتخصِّصين عالمييّن.
استقبل المتحف ما يزيد عن ١٣ ألف زائر خلال الأيّام الأربعة الأولى لتشغيله حسب القائمين عليه، منهم مسؤولون ومُلحَقون عسكريّون لدول أخرى. وينظِّم المتحف أيضًا منذ افتتاحه جولات تعليميّة لطلاب المدارس من خلال عدد من الوسائل التفاعليّة التي تشرح تاريخ الدبّابات. ولقد تمّت تغطية جزء كبير من كُلَف الإنشاء والكُلَف التشغيليّة من خلال التبرّعات. ويُعتَبر هذا المتحف الثاني من نوعه في منطقة الشرق الأوسط،
يعرض المتحف الكثير من الأسلحة التي امتلكتها القوّات البريّة الملكيّة الأردنيّة منذ تأسيسها عام ١٩٢٠، والتي وصل عددها إلى ٤٦ نوع دبّابة ومُدرَّعة ومركبة، منها ما يزال في الخدمة ومنها ما خرج. ويمتلك الأردن مجموعة مُتنوِّعة من دبّابات المعارك الرئيسيّة والدبّابات الخفيفة يصل عددها إلى ١٣٢١ دبّابة، ومركبات مُدرَّعة يصل عددها إلى ٢٥٤٧ مُدرَّعة، ومدافع ذاتيّة الحركة يصل عددها إلى ٤٦١ مدفعًا، مما يجعله يحتل المرتبة ١٨ بقوّة سلاح الدبّابات والمرتبة ٣٠ بقوّة سلاح المُدرَّعات والمرتبة ١٥ بقوّة سلاح المدفعيّة الذاتيّة على مستوى العالم (٢٠١٨)، كما امتلك الأردن أسلحة أخرى كمُدمّرات الدبّابات سواءً كانت بعجلات أو مُجنزَرة، وسلاح المدفعيّة، ومركبات المشاة القتاليّة، وراجمات الصواريخ.
لقد ساهمت عدّة دول بتزويد المتحف بدبّابات ومُدرّعات وآليّات مُسانِدة، إذ تبادلت المتاحف في جمهوريّة التشيك وفرنسا الدبّابات مع الأردن، فيما قامت دول أخرى بإهداء دبّاباتها مثل جمهوريّة ألبانيا وبروناي وإسبانيا وسويسرا وجنوب أفريقيا وسوريا وأذربيجان، بعضها شارك في حروب. ولقد لَعِبت علاقات الأردن الرسميّة القويّة بحكومات بعض الدول إلى وجود كم مُتنوِّع ونادر من تلك الآليّات العسكريّة، حيث يمكن ملاحظة جزء كبير منها قد خدم في قوات حلف شمال الأطلسي، والجزء الآخر كان من ضمن قوات حلف وارسو.
كما يمتاز المتحف بتنوّع معروضاته الزماني والمكاني، إذ تُقسَم صالات العرض إلى عدة أقسام تأخذ كل منها الزوّار في جولة على النّزاعات المختلفة. فبالإضافة إلى أسلحة الحروب والنزاعات الإقليميّة والعالميّة، ابتداءً من الحرب العالميّة الأولى والثانية إلى الحروب بين العرب وإسرائيل وحرب الخليج، يعرِض المتحف التاريخ العسكري الأردني بشكل مُفصَّل، كما يُركِّز على استخدام تلك الدبّابات ضمن أسلحة القوّات المُسلّحة الأردنيّة ودور الأردن في القضيّة الفلسطينيّة.
صُمِّم المتحف ذو الطراز المُستقبَلي والمكوَّن من طابقين على شكل حصن مُربَّع الشكل بأربعة ركائز رئيسيّة، حيث يحاكي التصميم القصور الصحراويّة المنتشرة في البادية الأردنيّة وليمثّل قوّة الدبّابة الفعليّة وقدرتها على التحمّل، كما يُعبِّر الشكل العام عن تصميم الدبّابة. وتعلو المبنى قبّة زجاجيّة تقع بالمنتصف ويتدلّى منها مروحيّة كوبرا هجوميّة، وهو ما يجسّد الانتقال من إرث الأردن القديم إلى المستقبل.
تُقسَم صالات العرض إلى ١٤ قسمًا مختلفًا زمانيًا ومكانيًا، حيث تحتوي على مؤثّرات صوتيّة ودُمى لجنود وشاشات عرض.
الطابق الأرضي
يُعَد هذا الطابق هو الطابق الرئيسي بالمبنى، ويشمل على جميع القاعات الأربعة عشر التي تُشكِّل أقسام المتحف، حيث يبدأ الزائر عند صالة الاستقبال والتذاكر بمنطقة ما قبل التسلّح، ثم يليها مساحة مُخصصَّة لفترة الثورة العربيّة الكبرى والحرب العالميّة الأولى، ثم يليها منطقة الحرب العالميّة الثانيّة. تتداخل بعد ذلك قاعات القدس والجيش العربي والقوات المدرَّعة الملكيّة في الخمسينات والستّينات، ثم يدخل الزائر إلى قاعة معركة الكرامة، وبعد ذلك منطقة الحروب العربيّة الإسرائيليّة، إلى أن يصل إلى مركز المتحف والمتمثّل بقاعة الملك عبد الله الثاني، حيث طائرة الكوبرا المُميِّزة لها والمُتدليّة من قبة المتحف الزجاجيّة. ويجاور هذه المساحة عدد من القاعات الأخرى كالدبّابة المقطعيّة والدعم والإسناد. ثم يدخل الزائر إلى كل من قاعتيّ الدبّابات بالمعارك والقاعة الدوليّة، حتى ينتهي بقاعة الصناعات العسكريّة المحليّة التابعة لمركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير. يضم هذا الطابق مساحات خدميّة أيضًا كمتجر الهدايا، الذي يعرض بعض التذكارات المصنوعة محليًا.
الطابق الأول
يضم هذا الطابق مساحات خدميّة وإداريّة، حيث تقع فيه مكاتب الإدارة والموظفين والقائمين على المتحف. كما يشمل على مكتبة المتحف، ومركز البحوث والأرشيف، وقاعة محاضرات، ومنصّة للزوّار المهمّين مُشرِفة على مضمار الدبّابات والمُدرَّعات الخارجي المُخصَّص للعروض العسكريّة أمام الجمهور، بالإضافة إلى ركن للألعاب الإلكترونيّة العسكريّة للأطفال الذي يقع بين هذا الطابق والطابق الأرضي.
صالة مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير
يضم الصناعات العسكريّة المحليّة الأردنيّة التي يعمل عليها مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير. تضم الصالة عدد من الآليّات المُصفَّحة مثل المارد والجواد وستاليون، والتي تُستخدم في عمليّات حفظ السلام والأمن الداخلي والدوريّات. بالإضافة إلى مركبات عسكرّية مُتعدِّدة الأغراض مثل آليّات سوسنة الصحراء والوشق والوحش وهي آليّات دفع رباعي مُدرّعة.
تشمل مجموعات المتحف أرشيفاً لبعض الوثائق الشخصيّة والرسميّة، والصور الفوتوغرافيّة لمعارك وأفراد القوات المُسلّحة الأردنيّة، بالإضافة إلى مواد الأفلام والفيديو، وتسجيلات التاريخ الشفهي مثل خطابات المعارك التي تُسمع ضمن جولة الزائر ضمن الحقبة الزمنيّة التي كانت فيها، ومجموعة فنيّة كبيرة من أهمها بانوراما الثورة العربيّة الكبرى والمشاهد ثلاثيّة الأبعاد للمعارك في قاعات القدس والسلاح المُدرَّع الملكي ومعركة الكرامة، وغيرها من الأعمال الفنيّة. كما تشمل مجموعة المتحف على كتب عسكريّة عديدة موجودة في المكتبة التابعة للمبنى بالإضافة إلى الأبحاث التابعة لمركز للبحوث.
يضم المتحف أيضًا قاعات مُتخصِّصة تروي أحداثًا حاسمة من تاريخ الأردن والمنطقة والعالم، حيث يوفّر تجربة تثقيفيّة وترفيهيّة للزوّار باستخدام التقنيات المرئيّة والمسموعة. كما قام المتحف بإصدار رزنامات تشمل مجموعة خاصّة من معروضات المتحف من دبّابات يعود تاريخها للحرب العالميّة الثانية ومُصوَّرة في مناطق مُختلفة في الأردن.
حديقة المتحف
تعرِض الحديقة المُحيطة بالمتحف عدّة دبّابات ومُدرَّعات أردنيّة في الهواء الطلق استخدمتها القوّات المُسلَّحة الأردنيّة في فترات مختلفة، وشارك بعضها في حروب، مثل مُدرَّعة ألفيس صلاح الدين البريطانيّة، ومُدرَّعة مارمون-هرنغتون الجنوب أفريقيّة/ البريطانيّة، ودبّابتيّ خالد بن الوليد (تشفتن) وطارق (سنتوريون) البريطانيّتين، ودبّابتيّ إم-٦٠ وإم-٤٧ الأمريكيّتين، وقد عمل الأردن على تعديل بعضها في السنوات السابقة.
تبلغ مساحة هذه الحديقة حوالي ٨٠ دونم، وتشمل مواقف السيّارات ومضمار الدبّابات والمُدرّعات والمناطق الخضراء ومناطق العرض والممرّات الخارجيّة ومداخل السيّارات. وقد تم اقتطاعها مع مساحة مبنى المتحف من حدائق الملك عبد الله الثاني التابعة لأمانة عمّان الكبرى، حيث تُشكّل الجزء الشمالي الغربي منها.
يُعتَبر قسم تأجير المُعدّات العسكريّة لصناعة الأفلام جزءاً مهماً من متحف الدبّابات الملكي، حيث أنشئ في عام ٢٠١٥ لتوسيع الإنتاج السينمائي الدولي داخل الأردن وخارجه لتوفير جميع المُعدّات العسكريّة في مكان واحد، ولتغطّي جميع احتياجات الأفلام المُصوَّرة داخل الأردن من خلال الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام. ويوفّر هذا القسم كل ما يتعلّق بالسيّارات والدرّاجات الناريّة (المدنيّة والعسكريّة)، والدبابات الثقيلة والمركبات المُدرَّعة، والشاحنات العسكريّة ومركبات الإمداد، والمدافع الميدانيّة، والأسلحة اليدويّة، والذخيرة، وأجهزة الراديو والمعدات الميدانيّة، والخيام والأثاث، بالإضافة إلى زي الجيوش.
شهد الأردن تحوّلاً في نوعيّة المتاحف وحجمها خلال العقدين الماضيين، حيث تم إنشاء متاحف بمعاييّر عالميّة ومتخصِّصة في مجالات مُحدَّدة، مثل متحف السيارات الملكي (تم افتتاحه عام ٢٠٠٣) ومتحف الأطفال (تم افتتاحه عام ٢٠٠٧) و متحف الأردن (تم افتتاحه عام ٢٠١٤)، وجميعها يقع في العاصمة عمّان. ويُعتَبر متحف الدبابات الملكي من المتاحف المعنيّة بالحفاظ على الإرث الأردني والتي بلغ عددها أكثر من ٢٤ متحفًا مُنتشرة في مختلف محافظات المملكة.
متحف الدبابات الملكي هو متحف عسكري يقع في عمّان، المملكة الأردنيّة الهاشميّة. ضمن حدائق الملك عبد الله الثاني الممتدة على مساحة ٥٥٠ دونم في منطقة المقابلين في الجزء الشرقي من عمّان، وتحديدًا على تقاطع شارع الصخرة المشرّفة مع شارع جمال بدران. ويجاور المبنى عدّة معالم كالمدينة الإعلاميّة الأردنيّة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنيّة والبريد الأردني ومركز قوّات البادية ومديريّة أمن جنوب عمّان، كما أنه لا يبعد عن وسط المدينة سوى ٥ كم إلى الجنوب. يُعَد الأول من نوعه عربيًا، وواحدًا من أكبر المتاحف التاريخيّة للدبّابات ومن أكثرها تنوّعاً في العالم. إفتُتح في ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٨.
تبلغ مساحة المبنى حوالي ٢٠ ألف متر مربع، مما يجعله أكبر متحف في الأردن. ويضم نحو ١١٠ دبّابة ومُدرَّعة أردنيّة وعربيّة وأجنبيّة معروضة بترتيب زمني، جزء كبير منها أمريكي وبريطاني وسوفييتي وألماني الصنع، بالإضافة إلى صالة مُخصَّصة للصناعات العسكريّة المحليّة. ويشتمل المتحف على مقتنيات أصليّة وأخرى مُرمَّمة ونادرة تعرض تاريخ تطوّر تلك الآليّات العسكريّة منذ عام ١٩١٥، وهو من تصميم المعمار الأردني زيد داوود.
خُصَّص جزء كبير من مساحة المتحف للتراث العسكري الأردني من خلال عرض الآليّات العسكريّة التي اُستخدمت في الأردن والمنطقة. وتُظهِر هذه المعروضات الأثر الذي أحدثته الحروب على التحوّلات التي شهدها تاريخ الأردن عبر توفير تجربة تثقيفيّة وتفاعليّة للزوّار باستخدام تقنيّات مرئيّة ومسموعة.وبالإضافة إلى المعروضات الدائمة والثابتة، يوفّر المتحف برنامجًا لعروض الدبّابات والمُدرّعات بالمضمار الخارجي أمام الجمهور، حيث تبلغ مساحة أرض المتحف مع الساحات المحيطة ١٠٠ ألف متر مربع.
إستغرق بناء وتجهيز المتحف نحو عشرة سنوات، وله مجلس أمناء يضم بعضويته عدّة جهات منها أمانة عمان الكبرى، مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، العمليّات الخاصّة الملكيّة بالإضافة إلى متحف السيّارات الملكي، وآخرين.
تأسيس المتحف
كان في الأردن منذ عام ١٩٧٧ متحف حربي واحد مُختَص بالتاريخ العسكري الأردني على مستوى عَرض الآليّات العسكريّة والأسلحة بترتيب زمني، هو متحف صرح الشهيد، والكائن في المدينة الرياضيّة في عمّان.
وقد تم إنشاء متحف الدبّابات الملكي بعد أن شهد الأردن مؤخرا نقلة كبيرة في نوعيّة المتاحف وحجمها وتخصّصها. وتعود فكرة إنشاء هذا المتحف إلى عام ٢٠٠٢، حيث كان مُقرَّراً له أن يكون في بادئ الأمر في مدينة العقبة جنوب الأردن، وتحديدًا في الجزء المحاذي لميناء العقبة، حيث كان العديد من الآليّات العسكريّة محفوظة هناك في المخازن، ولكن تم تغيير مكان تشييد المبنى لاحقًا ليكون في الجزء الشرقي من العاصمة عمّان، بعد أن ساهمت أمانة عمان الكبرى بتوفير الأرض للمشروع.
لقد تم البدء بالبناء في عمّان بعد صدور مرسوم ملكي رسمي عام ٢٠٠٧، وقد استغرق الأمر ماويُقارب عشرة سنوات، حيث افتتح المبنى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٨ ضمن احتفالات المملكة بمئويّة الثورة العربيّة الكبرى ومرور خمسين عاماً على معركة الكرامة.
لقد كان الهدف من إنشاء المتحف هو الحفاظ على الدبّابات والآليّات والمُدرَّعات التابعة للقوات المسلّحة الأردنيّة وأخرى من التراث العسكري العالمي وعرضها للزوار، وقد جرى الاحتفاظ برقم وحدة الجيش لكلّ دبّابة وبلونها الأصلي، وتم ترميم الأقسام الداخليّة فيها، كما أن ترميم الدبّابات كان تحت إشراف مجلس أمناء المتحف ودائرة التراث الأردني، وبمساعدة مُتخصِّصين عالمييّن.
استقبل المتحف ما يزيد عن ١٣ ألف زائر خلال الأيّام الأربعة الأولى لتشغيله حسب القائمين عليه، منهم مسؤولون ومُلحَقون عسكريّون لدول أخرى. وينظِّم المتحف أيضًا منذ افتتاحه جولات تعليميّة لطلاب المدارس من خلال عدد من الوسائل التفاعليّة التي تشرح تاريخ الدبّابات. ولقد تمّت تغطية جزء كبير من كُلَف الإنشاء والكُلَف التشغيليّة من خلال التبرّعات. ويُعتَبر هذا المتحف الثاني من نوعه في منطقة الشرق الأوسط،
يعرض المتحف الكثير من الأسلحة التي امتلكتها القوّات البريّة الملكيّة الأردنيّة منذ تأسيسها عام ١٩٢٠، والتي وصل عددها إلى ٤٦ نوع دبّابة ومُدرَّعة ومركبة، منها ما يزال في الخدمة ومنها ما خرج. ويمتلك الأردن مجموعة مُتنوِّعة من دبّابات المعارك الرئيسيّة والدبّابات الخفيفة يصل عددها إلى ١٣٢١ دبّابة، ومركبات مُدرَّعة يصل عددها إلى ٢٥٤٧ مُدرَّعة، ومدافع ذاتيّة الحركة يصل عددها إلى ٤٦١ مدفعًا، مما يجعله يحتل المرتبة ١٨ بقوّة سلاح الدبّابات والمرتبة ٣٠ بقوّة سلاح المُدرَّعات والمرتبة ١٥ بقوّة سلاح المدفعيّة الذاتيّة على مستوى العالم (٢٠١٨)، كما امتلك الأردن أسلحة أخرى كمُدمّرات الدبّابات سواءً كانت بعجلات أو مُجنزَرة، وسلاح المدفعيّة، ومركبات المشاة القتاليّة، وراجمات الصواريخ.
لقد ساهمت عدّة دول بتزويد المتحف بدبّابات ومُدرّعات وآليّات مُسانِدة، إذ تبادلت المتاحف في جمهوريّة التشيك وفرنسا الدبّابات مع الأردن، فيما قامت دول أخرى بإهداء دبّاباتها مثل جمهوريّة ألبانيا وبروناي وإسبانيا وسويسرا وجنوب أفريقيا وسوريا وأذربيجان، بعضها شارك في حروب. ولقد لَعِبت علاقات الأردن الرسميّة القويّة بحكومات بعض الدول إلى وجود كم مُتنوِّع ونادر من تلك الآليّات العسكريّة، حيث يمكن ملاحظة جزء كبير منها قد خدم في قوات حلف شمال الأطلسي، والجزء الآخر كان من ضمن قوات حلف وارسو.
كما يمتاز المتحف بتنوّع معروضاته الزماني والمكاني، إذ تُقسَم صالات العرض إلى عدة أقسام تأخذ كل منها الزوّار في جولة على النّزاعات المختلفة. فبالإضافة إلى أسلحة الحروب والنزاعات الإقليميّة والعالميّة، ابتداءً من الحرب العالميّة الأولى والثانية إلى الحروب بين العرب وإسرائيل وحرب الخليج، يعرِض المتحف التاريخ العسكري الأردني بشكل مُفصَّل، كما يُركِّز على استخدام تلك الدبّابات ضمن أسلحة القوّات المُسلّحة الأردنيّة ودور الأردن في القضيّة الفلسطينيّة.
صُمِّم المتحف ذو الطراز المُستقبَلي والمكوَّن من طابقين على شكل حصن مُربَّع الشكل بأربعة ركائز رئيسيّة، حيث يحاكي التصميم القصور الصحراويّة المنتشرة في البادية الأردنيّة وليمثّل قوّة الدبّابة الفعليّة وقدرتها على التحمّل، كما يُعبِّر الشكل العام عن تصميم الدبّابة. وتعلو المبنى قبّة زجاجيّة تقع بالمنتصف ويتدلّى منها مروحيّة كوبرا هجوميّة، وهو ما يجسّد الانتقال من إرث الأردن القديم إلى المستقبل.
تُقسَم صالات العرض إلى ١٤ قسمًا مختلفًا زمانيًا ومكانيًا، حيث تحتوي على مؤثّرات صوتيّة ودُمى لجنود وشاشات عرض.
الطابق الأرضي
يُعَد هذا الطابق هو الطابق الرئيسي بالمبنى، ويشمل على جميع القاعات الأربعة عشر التي تُشكِّل أقسام المتحف، حيث يبدأ الزائر عند صالة الاستقبال والتذاكر بمنطقة ما قبل التسلّح، ثم يليها مساحة مُخصصَّة لفترة الثورة العربيّة الكبرى والحرب العالميّة الأولى، ثم يليها منطقة الحرب العالميّة الثانيّة. تتداخل بعد ذلك قاعات القدس والجيش العربي والقوات المدرَّعة الملكيّة في الخمسينات والستّينات، ثم يدخل الزائر إلى قاعة معركة الكرامة، وبعد ذلك منطقة الحروب العربيّة الإسرائيليّة، إلى أن يصل إلى مركز المتحف والمتمثّل بقاعة الملك عبد الله الثاني، حيث طائرة الكوبرا المُميِّزة لها والمُتدليّة من قبة المتحف الزجاجيّة. ويجاور هذه المساحة عدد من القاعات الأخرى كالدبّابة المقطعيّة والدعم والإسناد. ثم يدخل الزائر إلى كل من قاعتيّ الدبّابات بالمعارك والقاعة الدوليّة، حتى ينتهي بقاعة الصناعات العسكريّة المحليّة التابعة لمركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير. يضم هذا الطابق مساحات خدميّة أيضًا كمتجر الهدايا، الذي يعرض بعض التذكارات المصنوعة محليًا.
الطابق الأول
يضم هذا الطابق مساحات خدميّة وإداريّة، حيث تقع فيه مكاتب الإدارة والموظفين والقائمين على المتحف. كما يشمل على مكتبة المتحف، ومركز البحوث والأرشيف، وقاعة محاضرات، ومنصّة للزوّار المهمّين مُشرِفة على مضمار الدبّابات والمُدرَّعات الخارجي المُخصَّص للعروض العسكريّة أمام الجمهور، بالإضافة إلى ركن للألعاب الإلكترونيّة العسكريّة للأطفال الذي يقع بين هذا الطابق والطابق الأرضي.
صالة مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير
يضم الصناعات العسكريّة المحليّة الأردنيّة التي يعمل عليها مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير. تضم الصالة عدد من الآليّات المُصفَّحة مثل المارد والجواد وستاليون، والتي تُستخدم في عمليّات حفظ السلام والأمن الداخلي والدوريّات. بالإضافة إلى مركبات عسكرّية مُتعدِّدة الأغراض مثل آليّات سوسنة الصحراء والوشق والوحش وهي آليّات دفع رباعي مُدرّعة.
تشمل مجموعات المتحف أرشيفاً لبعض الوثائق الشخصيّة والرسميّة، والصور الفوتوغرافيّة لمعارك وأفراد القوات المُسلّحة الأردنيّة، بالإضافة إلى مواد الأفلام والفيديو، وتسجيلات التاريخ الشفهي مثل خطابات المعارك التي تُسمع ضمن جولة الزائر ضمن الحقبة الزمنيّة التي كانت فيها، ومجموعة فنيّة كبيرة من أهمها بانوراما الثورة العربيّة الكبرى والمشاهد ثلاثيّة الأبعاد للمعارك في قاعات القدس والسلاح المُدرَّع الملكي ومعركة الكرامة، وغيرها من الأعمال الفنيّة. كما تشمل مجموعة المتحف على كتب عسكريّة عديدة موجودة في المكتبة التابعة للمبنى بالإضافة إلى الأبحاث التابعة لمركز للبحوث.
يضم المتحف أيضًا قاعات مُتخصِّصة تروي أحداثًا حاسمة من تاريخ الأردن والمنطقة والعالم، حيث يوفّر تجربة تثقيفيّة وترفيهيّة للزوّار باستخدام التقنيات المرئيّة والمسموعة. كما قام المتحف بإصدار رزنامات تشمل مجموعة خاصّة من معروضات المتحف من دبّابات يعود تاريخها للحرب العالميّة الثانية ومُصوَّرة في مناطق مُختلفة في الأردن.
حديقة المتحف
تعرِض الحديقة المُحيطة بالمتحف عدّة دبّابات ومُدرَّعات أردنيّة في الهواء الطلق استخدمتها القوّات المُسلَّحة الأردنيّة في فترات مختلفة، وشارك بعضها في حروب، مثل مُدرَّعة ألفيس صلاح الدين البريطانيّة، ومُدرَّعة مارمون-هرنغتون الجنوب أفريقيّة/ البريطانيّة، ودبّابتيّ خالد بن الوليد (تشفتن) وطارق (سنتوريون) البريطانيّتين، ودبّابتيّ إم-٦٠ وإم-٤٧ الأمريكيّتين، وقد عمل الأردن على تعديل بعضها في السنوات السابقة.
تبلغ مساحة هذه الحديقة حوالي ٨٠ دونم، وتشمل مواقف السيّارات ومضمار الدبّابات والمُدرّعات والمناطق الخضراء ومناطق العرض والممرّات الخارجيّة ومداخل السيّارات. وقد تم اقتطاعها مع مساحة مبنى المتحف من حدائق الملك عبد الله الثاني التابعة لأمانة عمّان الكبرى، حيث تُشكّل الجزء الشمالي الغربي منها.
يُعتَبر قسم تأجير المُعدّات العسكريّة لصناعة الأفلام جزءاً مهماً من متحف الدبّابات الملكي، حيث أنشئ في عام ٢٠١٥ لتوسيع الإنتاج السينمائي الدولي داخل الأردن وخارجه لتوفير جميع المُعدّات العسكريّة في مكان واحد، ولتغطّي جميع احتياجات الأفلام المُصوَّرة داخل الأردن من خلال الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام. ويوفّر هذا القسم كل ما يتعلّق بالسيّارات والدرّاجات الناريّة (المدنيّة والعسكريّة)، والدبابات الثقيلة والمركبات المُدرَّعة، والشاحنات العسكريّة ومركبات الإمداد، والمدافع الميدانيّة، والأسلحة اليدويّة، والذخيرة، وأجهزة الراديو والمعدات الميدانيّة، والخيام والأثاث، بالإضافة إلى زي الجيوش.