ضمن تظاهرة «أيام السينما الأفريقية» بالرباط
«الثوار».. فيلم تنزاني يتناول قصة حب خلال الاحتلال البريطاني لزنجبار
الرباط ـ «سينماتوغراف»
في إطار انفتاح المغرب على محيطه الأفريقي والقضايا المشتركة في القارة السمراء، تتواصل حتى غدٍ الخميس، تظاهرة “أيام السينما الأفريقية” والتي تعرض لجمهور السينما في المغرب أفلاما لمخرجين أفارقة تتناول مواضيع جادة منها العنصرية والحرب والفقر والتهميش والثروات المنهوبة من المستعمر الغربي.
في هذا السياق، شاهد جمهور السينما في الرباط الفيلم التنزاني “الثوار” (Vuta N’Kuvute) لمخرجه أميل شيفجي، والذي يعد بمثابة دعوة للإفادة من تجارب التحرر من الاستعمار بالقارة الأفريقية لتحرير الذات ومقاومة أشكال الاستعمار الجديد.
الفيلم الذي تم عرضه في إطار الدورة الأولى لتظاهرة أيام السينما الأفريقية بالرباط، بحضور مخرجه، يحكي قصة حب خلال آخر سنوات الاحتلال البريطاني لزنجبار (1950)، تجمع بين دينجي وهو شاب متمرد ومحبط، وياسمين، الفتاة الهندية – الزنجبارية، التي فرت تحت جنح الظلام من رجل تزوجها وهو يكبرها بثلاثة أضعاف عمرها.
تبدأ القصة بهروب ياسمين من زواجها القسري وعودتها إلى زنجبار حيث ينبذها أهلها، فتلجأ إلى ضواحي جزيرة معزولة، وتلتقي ياسمين بدينجي الذي وهب حياته لنضال الاستقلال من الحكم البريطاني، وتجد نفسها في معركة نضالية من أجل تحريره بعد اعتقاله بسبب نشاطه.
وتقول الشركة المنتجة للفيلم إن “الثوار” أو “فوتا نكوفوت” “فيلم مستوحى من رواية للكاتب الأفريقي الشهير شافي آدم شافي، وهو دراما سياسية عن الحب والمقاومة تدور أحداثها في السنوات الأخيرة من الاستعمار البريطاني لزنجبار. وينسج الفيلم أحداثه من خلال الثقافة الساحلية عبر الانقسامات الطبقية والفصل العنصري اللذين فرضتهما الأنظمة الاستعمارية.. لذلك يجد بطلا العمل نفسيهما في رحى الصراعات اليومية، يناضلان من أجل إيجاد موقع لهما ضمن حركات المقاومة من أجل الاستقلال”.
ويضيف البيان أن “فوتا نكوفوت هي قصة شعب، قصة الذات والآخر. قصة فيلم يربط بين النضالات على جميع مستويات الاضطهاد في مجتمع استعماري، وفي تاريخ شعب واحد، شعب حر”.
من جانبه، قال مخرج الفيلم أميل شيفجي إن هذا العمل السينمائي الذي رأى النور في العام 2021 ليرصد قصة شاب يحمل الفكر الاشتراكي وفتاة ضحية زواج قسري، يحبان بعضهما، يسعى أولهما إلى تحرير بلاده والثانية إلى تحرير ذاتها، وكلاهما عمل لا يتحقق دون تحقق الآخر.
وأضاف شيفجي أن ما يميز فيلمه هو كونه “مقتبساً من رواية شهيرة في بلاده تحمل العنوان نفسه للكاتب آدم شافي، درسها أيام كان يدرس في التعليم الثانوي، وهي أيام كان يحلم فيها أن يصبح مخرجا سينمائيا، مضيفا أن تحويله الرواية إلى فيلم بمثابة طريقة لأحكي بها التاريخ وأنظر من خلاله إلى الحاضر”.
وعن دور الفن السابع في مقاومة الاستعمار، قال شيفجي إن السينما تعد “وسيلة قوية للتواصل والمقاومة وفهم التاريخ، وكذا تشريح السياسات المعتمدة اليوم”، مضيفا أن السينما الأفريقية برزت في الأصل من موقع نضالي وتبنت خطابا مقاوما منذ ستينات القرن الماضي”.
وبحسب المخرج التنزاني، فإن السينما ساهمت منذ ذلك العهد في “مقاومة التيار العام والوضع القائم. وشكلت بيانا للاستقلال والتحرر السياسي”، مشددا على أن رسالتها تكمن في “أننا أفارقة لنا أصواتنا التي يجب أن تسمع، ونحن من يجب أن يرفع هذه الأصوات. إن هذا شكل من أشكال مواجهة الاستعمار الجديد”.
وإضافة إلى فيلم “الثوار”، تشهد أيام السينما الأفريقية بالرباط عرض سلسلة من عروض الأفلام الروائية الأفريقية والأفلام القصيرة المفتوحة للجمهور.
يشار إلى أن الفيلم التنزاني “الثوار” فاز بالجائزة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة برسم الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية في العام 2022.
يذكر أن تظاهرة “أيام السينما الأفريقية” تهدف إلى الترويج لصناعة السينما في القارة وللمعرفة الفنية والاطلاع على تجارب المبدعين في دول المنطقة، وتعزيز التآزر والتعاون بين بلدان الجنوب التي تساهم في استدامة صناعة السينما بها.
«الثوار».. فيلم تنزاني يتناول قصة حب خلال الاحتلال البريطاني لزنجبار
الرباط ـ «سينماتوغراف»
في إطار انفتاح المغرب على محيطه الأفريقي والقضايا المشتركة في القارة السمراء، تتواصل حتى غدٍ الخميس، تظاهرة “أيام السينما الأفريقية” والتي تعرض لجمهور السينما في المغرب أفلاما لمخرجين أفارقة تتناول مواضيع جادة منها العنصرية والحرب والفقر والتهميش والثروات المنهوبة من المستعمر الغربي.
في هذا السياق، شاهد جمهور السينما في الرباط الفيلم التنزاني “الثوار” (Vuta N’Kuvute) لمخرجه أميل شيفجي، والذي يعد بمثابة دعوة للإفادة من تجارب التحرر من الاستعمار بالقارة الأفريقية لتحرير الذات ومقاومة أشكال الاستعمار الجديد.
الفيلم الذي تم عرضه في إطار الدورة الأولى لتظاهرة أيام السينما الأفريقية بالرباط، بحضور مخرجه، يحكي قصة حب خلال آخر سنوات الاحتلال البريطاني لزنجبار (1950)، تجمع بين دينجي وهو شاب متمرد ومحبط، وياسمين، الفتاة الهندية – الزنجبارية، التي فرت تحت جنح الظلام من رجل تزوجها وهو يكبرها بثلاثة أضعاف عمرها.
تبدأ القصة بهروب ياسمين من زواجها القسري وعودتها إلى زنجبار حيث ينبذها أهلها، فتلجأ إلى ضواحي جزيرة معزولة، وتلتقي ياسمين بدينجي الذي وهب حياته لنضال الاستقلال من الحكم البريطاني، وتجد نفسها في معركة نضالية من أجل تحريره بعد اعتقاله بسبب نشاطه.
وتقول الشركة المنتجة للفيلم إن “الثوار” أو “فوتا نكوفوت” “فيلم مستوحى من رواية للكاتب الأفريقي الشهير شافي آدم شافي، وهو دراما سياسية عن الحب والمقاومة تدور أحداثها في السنوات الأخيرة من الاستعمار البريطاني لزنجبار. وينسج الفيلم أحداثه من خلال الثقافة الساحلية عبر الانقسامات الطبقية والفصل العنصري اللذين فرضتهما الأنظمة الاستعمارية.. لذلك يجد بطلا العمل نفسيهما في رحى الصراعات اليومية، يناضلان من أجل إيجاد موقع لهما ضمن حركات المقاومة من أجل الاستقلال”.
ويضيف البيان أن “فوتا نكوفوت هي قصة شعب، قصة الذات والآخر. قصة فيلم يربط بين النضالات على جميع مستويات الاضطهاد في مجتمع استعماري، وفي تاريخ شعب واحد، شعب حر”.
من جانبه، قال مخرج الفيلم أميل شيفجي إن هذا العمل السينمائي الذي رأى النور في العام 2021 ليرصد قصة شاب يحمل الفكر الاشتراكي وفتاة ضحية زواج قسري، يحبان بعضهما، يسعى أولهما إلى تحرير بلاده والثانية إلى تحرير ذاتها، وكلاهما عمل لا يتحقق دون تحقق الآخر.
وأضاف شيفجي أن ما يميز فيلمه هو كونه “مقتبساً من رواية شهيرة في بلاده تحمل العنوان نفسه للكاتب آدم شافي، درسها أيام كان يدرس في التعليم الثانوي، وهي أيام كان يحلم فيها أن يصبح مخرجا سينمائيا، مضيفا أن تحويله الرواية إلى فيلم بمثابة طريقة لأحكي بها التاريخ وأنظر من خلاله إلى الحاضر”.
وعن دور الفن السابع في مقاومة الاستعمار، قال شيفجي إن السينما تعد “وسيلة قوية للتواصل والمقاومة وفهم التاريخ، وكذا تشريح السياسات المعتمدة اليوم”، مضيفا أن السينما الأفريقية برزت في الأصل من موقع نضالي وتبنت خطابا مقاوما منذ ستينات القرن الماضي”.
وبحسب المخرج التنزاني، فإن السينما ساهمت منذ ذلك العهد في “مقاومة التيار العام والوضع القائم. وشكلت بيانا للاستقلال والتحرر السياسي”، مشددا على أن رسالتها تكمن في “أننا أفارقة لنا أصواتنا التي يجب أن تسمع، ونحن من يجب أن يرفع هذه الأصوات. إن هذا شكل من أشكال مواجهة الاستعمار الجديد”.
وإضافة إلى فيلم “الثوار”، تشهد أيام السينما الأفريقية بالرباط عرض سلسلة من عروض الأفلام الروائية الأفريقية والأفلام القصيرة المفتوحة للجمهور.
يشار إلى أن الفيلم التنزاني “الثوار” فاز بالجائزة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة برسم الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية في العام 2022.
يذكر أن تظاهرة “أيام السينما الأفريقية” تهدف إلى الترويج لصناعة السينما في القارة وللمعرفة الفنية والاطلاع على تجارب المبدعين في دول المنطقة، وتعزيز التآزر والتعاون بين بلدان الجنوب التي تساهم في استدامة صناعة السينما بها.