الباب الثالث
نواحي فنية
يعتبر التحميض والطبع والتكبير هو الخطوة المنطقية التالية لعملية التقاط الصورة بالكاميرا . وبذلك يمتلك المصور جميع وسائل السيطرة على المظهر الأخير للصورة قبل عرضها على المشاهدين .
وخلال عملية صنع الصورة هناك اختيارات عديدة ، فمن اختيار الموضوع ، إلى اختيار نوع الإضاءة ، إلى اختيار المقدمة والخلفية ، إلى اختيار نوع آلة التصوير ، إلى اختيار فتحة العدسة وسرعة الغالق المناسبتين ، إلى اختيار المرشحات المناسبة إلى اختيار الفيلم ثم اختيار طريقة التحميض ثم طريقة التكبير الخ .. كل هذه الإختيارات ليست تحصيل حاصل ! فالمصور الفنان يتخيل الصورة في شكلها النهائى قبل أن يضغط زناد الكاميرا ، وفي أحوال كثيرة قبل أن يشترى الفيلم .. ورؤيته المسبقة هذه ، هي التي تملى عليه نوع الفيلم أو الكاميرا الخ .. الخ ( انظر فصل الصورة المثالية في كتاب التصوير علم وفن للمؤلف .
ونجد أن الموضوعات التي نصورها تنقسم إلى قسمين : الأول هو الأجسام المادية أيا كانت و إنسان أو حيوان أو جماد أو إنسان .. الخ ) والثاني هو الاحساسات والمشاعر والأفكار المجردة. وهذه الأخيرة لا يمكن تصويرها مباشرة ، ولكن نوحى إليها برموز واشارات خفية يدركها معظم الناس إما بسليقتهم وإما بالدراسة والمران والتعود . ومن الإشارات الكثيرة الاستعمال تصوير الشر على وجوه الأشخاص بواسطة اضاءة غير طبيعية تأتى من أسفل ، أو تصوير مشاعر البهجة والفرح باضاءة من ذات المفتاح العالى ، وتصوير مشاهد الحزن أو الجدية باضاءة من ذات المفتاح المنخفض القائمة فمثلا ترغب في تصوير صورة تظهر معركة ركة الحياة والمنتصر - والمهزوم فيها، فالصورة المسبقة التي يضعها المصور فى ذهنه قد تكون صورة لرجل عجوز ذو ملامح قوية تظهر عليه التجاعيد والأخاديد التي تركها الزمن . ويلى ذلك صنع هذه الصورة من خلال الخيارات المتاحة للمصور . فأولا نختار الموديل لهذه الصورة ، رجلا عجوزا مكافحا ذو ملامح واضحة تبدو عليه علامات الزمن . ثم نختار فيلما أبيض وأسود لأن المشاعر الجادة أو الحزينة تبدو أكثر تأثيراً خلال الأبيض والأسود ونختار الفيلم ذو سرعة عالية حتى نستطيع أن نظهر الحبيبات فتظهر خشونة الحياة التى عاشها هذا الرجل ، ويفضل استعمال كاميرا صغيرة مقاس ٣٥ مم وبذلك يزداد ظهور الحبيبات عند التكبير ونستعمل اضاءة جانبية قوية مع إظلام الخلفية ، وبذلك تظهر تجاعيد الوجه قوية واضحة وإظلام الخلفية يوحى بجو عام للصورة جاد أو حزين. ثم اختيار اللحظة المناسبة لضغط الزناد عندما تكون تعبيرات الوجه مناسبة لموضوع الصورة . بعد ذلك نحمض الفيلم ، ونختار محلولا يظهر الحبيبات ثم نكبر الصورة على ورق سطحه محبب ذو تباين اكثر قليلا من المتوسط ( رقم ٣ أو ١٤ وبذلك يزيد ظهور التجاعيد في الصورة والحبيبات . وإذا كان هناك مناطق بيضاء في خلفية الصورة أو أطرافها نقوم بإحراق هذه المناطق حتى تصبح الخلفية سوداء لا تجذب الانتباه إليها بعيدا عن وجه الشيخ .
ومثال آخر : نرغب في تصوير البهجة والمرح في حياة الأطفال فهنا ليس من الضرورى اختيار طفلا جميلا ولكن من الضروري أن يكون له تعبيرات جذابة . وتختار له ملابس ملونة مبهجة تتناسب مع ألوان الخلفية وتتباين معها .
فمثلا إذا كانت ملابس الطفل مزيج من الأحمر والأصفر ، نجعل الخلفية الأخضر والأزرق مثلا كحديقة مثلا . وفى هذه الحالة يجب علينا اختيار فيلما ملوناً بطيئاً حتى يعطى أجمل الألوان ولا تظهر به حبيبات . وإذا أمكن استعمال كاميرا أكبر من ٣٥ مم كان هذا أفضل . وتكون الإضاءة موزعة مثلا بالشمس مختفية خلف السحب ولإزالة المسحة الزرقاء التي تنتج مرشحا دافعاً عن ذلك نضع أمام العدسة . مثل ( 85 ) . ثم نعطى الطفل لعبة ليلعب بها وننتظر حتى اللحظة المناسبة عندما تبدو السعادة واضحة على وجه الطفل ونضغط زناد الكاميرا ، إما بفتحة ضيقة لإظهار تفاصيل الخلفية وإما بفتحة واسعة جداً لتركيز النظر على الطفل. ويتم التحميض روتينيا والتكبير على ورق ملون مصقول . وقد تظهر أشياء غير هامة . أو تجذب الاهتمام بعيدا عن الطفل هذه يتم التخلص منها بتكبير الأجزاء الهامة فقط .
أما إذا قمنا بتصوير هذه الصورة على فيلم أبيض وأسود فلابد في هذه الحالة من استخدام فيلما بطيئاً صغير الحبيبات وتحميضه في محلول إظهار دقيق الحبيبات قليل التباين ويتم تكبيره على ورق حساس متوسط ( رقم ۲ مثلا ) .
والآن لنتخيل الصورة الأولى ( صورة الشيخ ) وقد قمنا بتصويرها بطريقة صورة الطفل . إن الصورة فى هذه الحالة لن تعطى الإنطباع الذي نريده بل هي صورة شيخ منعم مرفه لم تعركه الحياة ولم يعركها . ولنتخيل صورة الطفل وقد قمنا بتصويرها بطريقة صورة الشيخ ! سوف يبدو الطفل أكبر سنا وربما يبدو مريضا ولكنه بالطبع لن يكون طبيعياً . واحساس البهجة والمرح سوف يزول تماما .
وهكذا نجد أن السيطرة على جميع مراحل التصوير هو السبيل لتحقيق الرؤية المسبقة للمصور . والسيطرة على مراحل التحميض والطبع والتكبير جزء هام من ذلك .
وفى بعض الأحيان ، بعد تصوير الصورة ، وأحياناً بعد تحميض الفيلم وطبعه ، يخطر على بال المصور طرقا أخرى ليعطى تأثيراً خاصاً استعمال طرق معينة أثناء تكبير وتحميض الورق الحساس .
وقد يكون هذا عن طريق زيادة التباين أو خفضه ، التظليل أو الاحراق أو كلاهما . تغيير تكون الصورة عن طريق تقليمها بطريقة مختلفة ، طبع عدة
سلبيات على ورقة واحدة .. الخ .. الخ والشيء الوحيد الذي يقف في طريقك
هو مدى قدرتك على التخيل والإبداع .
نواحي فنية
يعتبر التحميض والطبع والتكبير هو الخطوة المنطقية التالية لعملية التقاط الصورة بالكاميرا . وبذلك يمتلك المصور جميع وسائل السيطرة على المظهر الأخير للصورة قبل عرضها على المشاهدين .
وخلال عملية صنع الصورة هناك اختيارات عديدة ، فمن اختيار الموضوع ، إلى اختيار نوع الإضاءة ، إلى اختيار المقدمة والخلفية ، إلى اختيار نوع آلة التصوير ، إلى اختيار فتحة العدسة وسرعة الغالق المناسبتين ، إلى اختيار المرشحات المناسبة إلى اختيار الفيلم ثم اختيار طريقة التحميض ثم طريقة التكبير الخ .. كل هذه الإختيارات ليست تحصيل حاصل ! فالمصور الفنان يتخيل الصورة في شكلها النهائى قبل أن يضغط زناد الكاميرا ، وفي أحوال كثيرة قبل أن يشترى الفيلم .. ورؤيته المسبقة هذه ، هي التي تملى عليه نوع الفيلم أو الكاميرا الخ .. الخ ( انظر فصل الصورة المثالية في كتاب التصوير علم وفن للمؤلف .
ونجد أن الموضوعات التي نصورها تنقسم إلى قسمين : الأول هو الأجسام المادية أيا كانت و إنسان أو حيوان أو جماد أو إنسان .. الخ ) والثاني هو الاحساسات والمشاعر والأفكار المجردة. وهذه الأخيرة لا يمكن تصويرها مباشرة ، ولكن نوحى إليها برموز واشارات خفية يدركها معظم الناس إما بسليقتهم وإما بالدراسة والمران والتعود . ومن الإشارات الكثيرة الاستعمال تصوير الشر على وجوه الأشخاص بواسطة اضاءة غير طبيعية تأتى من أسفل ، أو تصوير مشاعر البهجة والفرح باضاءة من ذات المفتاح العالى ، وتصوير مشاهد الحزن أو الجدية باضاءة من ذات المفتاح المنخفض القائمة فمثلا ترغب في تصوير صورة تظهر معركة ركة الحياة والمنتصر - والمهزوم فيها، فالصورة المسبقة التي يضعها المصور فى ذهنه قد تكون صورة لرجل عجوز ذو ملامح قوية تظهر عليه التجاعيد والأخاديد التي تركها الزمن . ويلى ذلك صنع هذه الصورة من خلال الخيارات المتاحة للمصور . فأولا نختار الموديل لهذه الصورة ، رجلا عجوزا مكافحا ذو ملامح واضحة تبدو عليه علامات الزمن . ثم نختار فيلما أبيض وأسود لأن المشاعر الجادة أو الحزينة تبدو أكثر تأثيراً خلال الأبيض والأسود ونختار الفيلم ذو سرعة عالية حتى نستطيع أن نظهر الحبيبات فتظهر خشونة الحياة التى عاشها هذا الرجل ، ويفضل استعمال كاميرا صغيرة مقاس ٣٥ مم وبذلك يزداد ظهور الحبيبات عند التكبير ونستعمل اضاءة جانبية قوية مع إظلام الخلفية ، وبذلك تظهر تجاعيد الوجه قوية واضحة وإظلام الخلفية يوحى بجو عام للصورة جاد أو حزين. ثم اختيار اللحظة المناسبة لضغط الزناد عندما تكون تعبيرات الوجه مناسبة لموضوع الصورة . بعد ذلك نحمض الفيلم ، ونختار محلولا يظهر الحبيبات ثم نكبر الصورة على ورق سطحه محبب ذو تباين اكثر قليلا من المتوسط ( رقم ٣ أو ١٤ وبذلك يزيد ظهور التجاعيد في الصورة والحبيبات . وإذا كان هناك مناطق بيضاء في خلفية الصورة أو أطرافها نقوم بإحراق هذه المناطق حتى تصبح الخلفية سوداء لا تجذب الانتباه إليها بعيدا عن وجه الشيخ .
ومثال آخر : نرغب في تصوير البهجة والمرح في حياة الأطفال فهنا ليس من الضرورى اختيار طفلا جميلا ولكن من الضروري أن يكون له تعبيرات جذابة . وتختار له ملابس ملونة مبهجة تتناسب مع ألوان الخلفية وتتباين معها .
فمثلا إذا كانت ملابس الطفل مزيج من الأحمر والأصفر ، نجعل الخلفية الأخضر والأزرق مثلا كحديقة مثلا . وفى هذه الحالة يجب علينا اختيار فيلما ملوناً بطيئاً حتى يعطى أجمل الألوان ولا تظهر به حبيبات . وإذا أمكن استعمال كاميرا أكبر من ٣٥ مم كان هذا أفضل . وتكون الإضاءة موزعة مثلا بالشمس مختفية خلف السحب ولإزالة المسحة الزرقاء التي تنتج مرشحا دافعاً عن ذلك نضع أمام العدسة . مثل ( 85 ) . ثم نعطى الطفل لعبة ليلعب بها وننتظر حتى اللحظة المناسبة عندما تبدو السعادة واضحة على وجه الطفل ونضغط زناد الكاميرا ، إما بفتحة ضيقة لإظهار تفاصيل الخلفية وإما بفتحة واسعة جداً لتركيز النظر على الطفل. ويتم التحميض روتينيا والتكبير على ورق ملون مصقول . وقد تظهر أشياء غير هامة . أو تجذب الاهتمام بعيدا عن الطفل هذه يتم التخلص منها بتكبير الأجزاء الهامة فقط .
أما إذا قمنا بتصوير هذه الصورة على فيلم أبيض وأسود فلابد في هذه الحالة من استخدام فيلما بطيئاً صغير الحبيبات وتحميضه في محلول إظهار دقيق الحبيبات قليل التباين ويتم تكبيره على ورق حساس متوسط ( رقم ۲ مثلا ) .
والآن لنتخيل الصورة الأولى ( صورة الشيخ ) وقد قمنا بتصويرها بطريقة صورة الطفل . إن الصورة فى هذه الحالة لن تعطى الإنطباع الذي نريده بل هي صورة شيخ منعم مرفه لم تعركه الحياة ولم يعركها . ولنتخيل صورة الطفل وقد قمنا بتصويرها بطريقة صورة الشيخ ! سوف يبدو الطفل أكبر سنا وربما يبدو مريضا ولكنه بالطبع لن يكون طبيعياً . واحساس البهجة والمرح سوف يزول تماما .
وهكذا نجد أن السيطرة على جميع مراحل التصوير هو السبيل لتحقيق الرؤية المسبقة للمصور . والسيطرة على مراحل التحميض والطبع والتكبير جزء هام من ذلك .
وفى بعض الأحيان ، بعد تصوير الصورة ، وأحياناً بعد تحميض الفيلم وطبعه ، يخطر على بال المصور طرقا أخرى ليعطى تأثيراً خاصاً استعمال طرق معينة أثناء تكبير وتحميض الورق الحساس .
وقد يكون هذا عن طريق زيادة التباين أو خفضه ، التظليل أو الاحراق أو كلاهما . تغيير تكون الصورة عن طريق تقليمها بطريقة مختلفة ، طبع عدة
سلبيات على ورقة واحدة .. الخ .. الخ والشيء الوحيد الذي يقف في طريقك
هو مدى قدرتك على التخيل والإبداع .
تعليق