رافعي (عبد حميد)
Al-Rafe'y (Abd al-Hamid-) - Al-Rafe'y (Abd al-Hamid-)
الرافعي (عبد الحميد -)
(1275-1350هـ/1859-1932م)
هو عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. وآل الرافعي أسرة عريقة في طرابلس الشام أنجبت عدداً من العلماء والأدباء والسياسيين، وفي عدادهم الكاتب مصطفى صادق الرافعي. ولد عبد الحميد في طرابلس، ثم تعلم في الأزهر، ومكث مدة في مدرسة الحقوق بالآستانة. تقلد عدداً من المناصب والوظائف الإدارية في العهد العثماني، وعمل مستنطقاً في مدينته طرابلس زهاء عشر سنوات، ثم تولى وظيفة قائم مقام في بلدة الناصرة بفلسطين، حيث أمضى نحو عشرين سنة. اتصل بالشيخ أبي الهدى الصيادي ذي النفوذ في بلاط الدولة العثمانية بالآستانة والمقرب إلى السلطان عبد الحميد الثاني، وتوثقت أواصر الود بينهما، ونظم قصائد عديدة في مديحه والإشادة بمناقبه. وفي أواخر الحرب العالمية الأولى في ظل الأحكام العرفية اعتقلته السلطة التركية بتهمة تيسير فرار ابنه من الخدمة العسكرية، ونفته إلى الحجاز، حيث أقام بضعة أشهر، ثم نقل إلى قرق كليسا بالأناضول. والمرجح أن السبب الحقيقي في ذلك يرجع إلى مواقفه المناصرة للقضية العربية.
برز الشيخ عبد الحميد الرافعي في العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر ثم العقدين الأولين من القرن العشرين شاعراً ومناضلاً في بلاد الشام. وقد انخرط في أوساط الحركة العربية المطالبة بالإصلاح والمساواة في إطار الدولة العثمانية. وكان عربياً عثمانياً ينتمي إلى دعاة الجامعة الإسلامية، ويحرص على الحفاظ على دولة الخلافة الإسلامية في الآستانة. غير أنه وجمهرة مستنيرة من أمثاله تحولوا عن مواقفهم وآرائهم المعتدلة حين بطشت حكومة الاتحاد والترقي الطورانية بأحرار العرب، وعلقت العشرات من الوطنيين على المشانق في بيروت ودمشق. وأصبح منذ ذلك الحين شاعر الوطنية والعروبة إلى جانب الطليعة الأدبية من شعراء جيله ودعاة الاستقلال والتحرر.
يتسم شعر الرافعي بجزالة أسلوبه ونظمه على غرار أشعار السالفين، ويغلب على مضمونه المنحى الحماسي والاعتداد بأمجاد العرب وعظمة المسلمين حتى لُقّب «بلبل سورية».
أقام عارفو فضله حفل تكريم له سنة 1347هـ حين بلغ السبعين من عمره. وجمعت أقوالهم في كتاب صدر سنة 1349هـ بعنوان «ذكرى يوبيل بلبل سورية» بعناية الأمير شكيب أرسلان والسيد رشيد رضا. وتوفي في موطنه طرابلس. من آثاره: «الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة المحمدية» و«مدائح البيت الصيادي» و«المنهل الأصفى في خواطر المنفى».
عمر الدقاق
Al-Rafe'y (Abd al-Hamid-) - Al-Rafe'y (Abd al-Hamid-)
الرافعي (عبد الحميد -)
(1275-1350هـ/1859-1932م)
هو عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. وآل الرافعي أسرة عريقة في طرابلس الشام أنجبت عدداً من العلماء والأدباء والسياسيين، وفي عدادهم الكاتب مصطفى صادق الرافعي. ولد عبد الحميد في طرابلس، ثم تعلم في الأزهر، ومكث مدة في مدرسة الحقوق بالآستانة. تقلد عدداً من المناصب والوظائف الإدارية في العهد العثماني، وعمل مستنطقاً في مدينته طرابلس زهاء عشر سنوات، ثم تولى وظيفة قائم مقام في بلدة الناصرة بفلسطين، حيث أمضى نحو عشرين سنة. اتصل بالشيخ أبي الهدى الصيادي ذي النفوذ في بلاط الدولة العثمانية بالآستانة والمقرب إلى السلطان عبد الحميد الثاني، وتوثقت أواصر الود بينهما، ونظم قصائد عديدة في مديحه والإشادة بمناقبه. وفي أواخر الحرب العالمية الأولى في ظل الأحكام العرفية اعتقلته السلطة التركية بتهمة تيسير فرار ابنه من الخدمة العسكرية، ونفته إلى الحجاز، حيث أقام بضعة أشهر، ثم نقل إلى قرق كليسا بالأناضول. والمرجح أن السبب الحقيقي في ذلك يرجع إلى مواقفه المناصرة للقضية العربية.
برز الشيخ عبد الحميد الرافعي في العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر ثم العقدين الأولين من القرن العشرين شاعراً ومناضلاً في بلاد الشام. وقد انخرط في أوساط الحركة العربية المطالبة بالإصلاح والمساواة في إطار الدولة العثمانية. وكان عربياً عثمانياً ينتمي إلى دعاة الجامعة الإسلامية، ويحرص على الحفاظ على دولة الخلافة الإسلامية في الآستانة. غير أنه وجمهرة مستنيرة من أمثاله تحولوا عن مواقفهم وآرائهم المعتدلة حين بطشت حكومة الاتحاد والترقي الطورانية بأحرار العرب، وعلقت العشرات من الوطنيين على المشانق في بيروت ودمشق. وأصبح منذ ذلك الحين شاعر الوطنية والعروبة إلى جانب الطليعة الأدبية من شعراء جيله ودعاة الاستقلال والتحرر.
يتسم شعر الرافعي بجزالة أسلوبه ونظمه على غرار أشعار السالفين، ويغلب على مضمونه المنحى الحماسي والاعتداد بأمجاد العرب وعظمة المسلمين حتى لُقّب «بلبل سورية».
أقام عارفو فضله حفل تكريم له سنة 1347هـ حين بلغ السبعين من عمره. وجمعت أقوالهم في كتاب صدر سنة 1349هـ بعنوان «ذكرى يوبيل بلبل سورية» بعناية الأمير شكيب أرسلان والسيد رشيد رضا. وتوفي في موطنه طرابلس. من آثاره: «الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة المحمدية» و«مدائح البيت الصيادي» و«المنهل الأصفى في خواطر المنفى».
عمر الدقاق