قال طه حسين يوم وفاته: "لقد عرفت مطرانًا وكنت معجبًا بشعره، مؤثرًا له على شعر المعاصرين جميعًا في الأقطار العربية كلها. وكان حافظ وشوقي يسمعان ولا ينكران، أو لا تنكر ألسنتهما على كل حال. وكنت أزعم لهما جميعًا أن مطران في المحدثين كأبي تمام في العصر القديم، وأنهما وغيرهما من الشعراء يعيشون حول مطران، كما كان شعراء الشام والعراق يعيشون حول أبي تمام".
داءٌ ألم فخِلتُ فِيهِ شفائِي
مِن صبوتِي فتضاعفت برحائِي
يا للضعِيفينِ استبدا بِي وما
فِي الظلمِ مِثل تحكمِ الضعفاءِ
قلبٌ أذابته الصبابة والجوى
وغِلالةٌ رثت مِنِ الأدواءِ
والروح بينهما نسِيم تنهدٍ
فِي حالي التصوِيبِ والصعداءِ
والعقل كالمِصباحِ يغشى نوره
كدرِي ويضعِفه نضوب دِمائِي
هذا الذِي أبقيتِهِ يا منيتِي
مِن أضلعِي وحشاشتِي وذكائِي
عمرينِ فِيكِ أضعت لو أنصفتِنِي
لم يجدرا بِتأسفِي وبكائِي
عمر الفتى الفانِي وعمر مخلدٍ
بِبيانِهِ لولاكِ في الأحياءِ