اراس
Arras - Arras
أرّاس
أرّاس Arras بلدة في شمالي فرنسة على نهر سكارب، على مسافة 40كم جنوب غربي مدينة ليل،وهي المركز الإداري لمقاطعة «بادوكاليه» الفرنسية والعاصمة السابقة لمقاطعة أرتوا، وعقدة طرق ومركز تجاري وصناعي مهم للمنطقة. ومن صناعاتها التعدين وتخمير البيرة وصناعة الآلات والعدد والنسيج والنفط، وفيها سوق زراعية نشطة ومدرسة زراعية، سكانها نحو 50000 نسمة. تتوسط المدينة ساحتان تحيط بهما أبنية ذات أروقة على عُمد مزينة وأهم أبنيتها دار البلدية (القرن السادس عشر) والكاتدرائية (القرن الثامن عشر) ودير القديس فاست Vaast (القرن الثامن) وقد لحقت بها جميعاً أضرار بالغة في أثناء الثورة الفرنسية وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية وأعيد ترميمها كما كانت.
تُعد أرّاس مدينة غاليّة رومانية، وحاضرة قبائل أتريبات الغاليّة التي كانت آخر من خضع ليوليوس قيصر، وكانت تدعى أتريباتُم Atrebatum، وسماها الرومان نيمتوسينا Nemetocenna. وقد اشتهرت بصناعة الصوف والأغطية منذ القرن الرابع، وأصابها الدمار بالغزو الجرماني سنة 406م كما نهبها أتيلا ملك الهون سنة 451م وفقدت مكانتها مقراً للأسقفية، ثم أُعيد إعمارها في أواخر القرن الخامس وبدأت تسترد موقعها الديني منذ القرن السادس على يد القديس فاست. وفي سنة 863م أصبحت أرّاس تابعة لحكم بلدوين الأول كونت الفلاندر وتطورت المدينة بفضل اتخاذها مقر أسقفية وإنشاء دير سان فاست فيها فتحولت إلى مركز تبشير مسيحي، وزاد في إقبال الناس على سكناها إقامة دار للسكة فيها وتعزيز تحصيناتها بعد أن أحرقها النُرمان سنة 883م. وزاد في ثرائها نمو صناعة السجاد فيها حتى صار اسمها يعني بالإنكليزية «السجاد المعلق» (الجداري).
وكان نصيب المدينة في العصور الوسطى، على غناها، أن تتأثر بالاضطرابات التي شهدتها مقاطعة أرتوا فانتقلت تبعيتها من يد إلى يد، فقد كانت جزءاً من بائنة (مهر) إيزابيل هينو عند زواجها من الملك فيليب أغسطس ملك فرنسة سنة 1180م، ثم غدت عاصمة كونتية «أرتوا» التي أُحدثت بعد ذلك، وصار لها امتياز المدينة وحق المواطنة، وازدهرت صناعتها وتجارتها وارتفع عدد سكانها إلى عشرين ألفاً واتسعت أسواقها وأنشئ فيها «مصرف شمالي فرنسة والفلاندر»، ونمت فيها حركة التعليم فقصدها رجال العلم والمفكرون واهتم أبناؤها بعلوم الهندسة والفلك، وشجعت الطبقة البرجوازية النشاط الأدبي والمسرح. وفي القرن الرابع عشر أصبحت أرّاس من أملاك بُرغندي، وعقدت فيها معاهدة سلام سنة 1435م بين بُرغندي وفرنسة بعد حرب المئة عام، وفيها اعترف شارل السابع ملك فرنسة (1403- 1461) بفيليب الطيب (ت1467م) دوقاً على بُرغندي. وبعد مقتل شارل الجسور ابن فيليب سنة 1477م اجتاح لويس الحادي عشر مقاطعة أرتوا، وأمر بهدم أسوار أرّاس ونفي سكانها لتحرشهم بحامية المدينة وأحل محلهم مواطنين فرنسيين وبدل اسم المدينة إلى فرانشيس Franchis. وفي معاهدة أرّاس الثانية سنة 1482م تملك لويس الحادي عشر معظم أملاك شارل الجسور على حساب الإمبراطور مكسيمليان الأول من آل هبسبورغ الذي قدمها بائنة ابنته ماري التي خطبها لويس لابنه شارل الثامن.
ومع أن المدينة استعادت اسمها وحقوق مواطنيها في عهد شارل الثامن (1470- 1498) واستردها مكسيمليان مع بقية أملاك شارل المذكور في معاهدة سنليس Senlis (1493م) التي نسخت معاهدة أرّاس السابقة، فإنها لم تنهض من كبوتها وظلت في يد آل هبسبورغ حتى سقوطها بيد الفرنسيين سنة 1640م. وفي معاهدة البيرينية سنة 1659م أصبحت أرّاس جزءاً من ممتلكات التاج الفرنسي وقطعة من فرنسة.
محمد حرب فرزات
Arras - Arras
أرّاس
أرّاس Arras بلدة في شمالي فرنسة على نهر سكارب، على مسافة 40كم جنوب غربي مدينة ليل،وهي المركز الإداري لمقاطعة «بادوكاليه» الفرنسية والعاصمة السابقة لمقاطعة أرتوا، وعقدة طرق ومركز تجاري وصناعي مهم للمنطقة. ومن صناعاتها التعدين وتخمير البيرة وصناعة الآلات والعدد والنسيج والنفط، وفيها سوق زراعية نشطة ومدرسة زراعية، سكانها نحو 50000 نسمة. تتوسط المدينة ساحتان تحيط بهما أبنية ذات أروقة على عُمد مزينة وأهم أبنيتها دار البلدية (القرن السادس عشر) والكاتدرائية (القرن الثامن عشر) ودير القديس فاست Vaast (القرن الثامن) وقد لحقت بها جميعاً أضرار بالغة في أثناء الثورة الفرنسية وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية وأعيد ترميمها كما كانت.
تُعد أرّاس مدينة غاليّة رومانية، وحاضرة قبائل أتريبات الغاليّة التي كانت آخر من خضع ليوليوس قيصر، وكانت تدعى أتريباتُم Atrebatum، وسماها الرومان نيمتوسينا Nemetocenna. وقد اشتهرت بصناعة الصوف والأغطية منذ القرن الرابع، وأصابها الدمار بالغزو الجرماني سنة 406م كما نهبها أتيلا ملك الهون سنة 451م وفقدت مكانتها مقراً للأسقفية، ثم أُعيد إعمارها في أواخر القرن الخامس وبدأت تسترد موقعها الديني منذ القرن السادس على يد القديس فاست. وفي سنة 863م أصبحت أرّاس تابعة لحكم بلدوين الأول كونت الفلاندر وتطورت المدينة بفضل اتخاذها مقر أسقفية وإنشاء دير سان فاست فيها فتحولت إلى مركز تبشير مسيحي، وزاد في إقبال الناس على سكناها إقامة دار للسكة فيها وتعزيز تحصيناتها بعد أن أحرقها النُرمان سنة 883م. وزاد في ثرائها نمو صناعة السجاد فيها حتى صار اسمها يعني بالإنكليزية «السجاد المعلق» (الجداري).
وكان نصيب المدينة في العصور الوسطى، على غناها، أن تتأثر بالاضطرابات التي شهدتها مقاطعة أرتوا فانتقلت تبعيتها من يد إلى يد، فقد كانت جزءاً من بائنة (مهر) إيزابيل هينو عند زواجها من الملك فيليب أغسطس ملك فرنسة سنة 1180م، ثم غدت عاصمة كونتية «أرتوا» التي أُحدثت بعد ذلك، وصار لها امتياز المدينة وحق المواطنة، وازدهرت صناعتها وتجارتها وارتفع عدد سكانها إلى عشرين ألفاً واتسعت أسواقها وأنشئ فيها «مصرف شمالي فرنسة والفلاندر»، ونمت فيها حركة التعليم فقصدها رجال العلم والمفكرون واهتم أبناؤها بعلوم الهندسة والفلك، وشجعت الطبقة البرجوازية النشاط الأدبي والمسرح. وفي القرن الرابع عشر أصبحت أرّاس من أملاك بُرغندي، وعقدت فيها معاهدة سلام سنة 1435م بين بُرغندي وفرنسة بعد حرب المئة عام، وفيها اعترف شارل السابع ملك فرنسة (1403- 1461) بفيليب الطيب (ت1467م) دوقاً على بُرغندي. وبعد مقتل شارل الجسور ابن فيليب سنة 1477م اجتاح لويس الحادي عشر مقاطعة أرتوا، وأمر بهدم أسوار أرّاس ونفي سكانها لتحرشهم بحامية المدينة وأحل محلهم مواطنين فرنسيين وبدل اسم المدينة إلى فرانشيس Franchis. وفي معاهدة أرّاس الثانية سنة 1482م تملك لويس الحادي عشر معظم أملاك شارل الجسور على حساب الإمبراطور مكسيمليان الأول من آل هبسبورغ الذي قدمها بائنة ابنته ماري التي خطبها لويس لابنه شارل الثامن.
ومع أن المدينة استعادت اسمها وحقوق مواطنيها في عهد شارل الثامن (1470- 1498) واستردها مكسيمليان مع بقية أملاك شارل المذكور في معاهدة سنليس Senlis (1493م) التي نسخت معاهدة أرّاس السابقة، فإنها لم تنهض من كبوتها وظلت في يد آل هبسبورغ حتى سقوطها بيد الفرنسيين سنة 1640م. وفي معاهدة البيرينية سنة 1659م أصبحت أرّاس جزءاً من ممتلكات التاج الفرنسي وقطعة من فرنسة.
محمد حرب فرزات