عن فيلم "الزبد الطيب"

عن فيلم "الزبد الطيب"
---
الانتهازيون والمنتفعون في كل زمكان
=.=.=

خطر هذا الفيلم في بالي ليس من أجل الفيلم في حد ذاته، إنما قصته التي تتكرر، حتى في بلداننا... بل خصوصاً فيها.

مأخوذ عن رواية جان دُتُور Jean Dutourd، عضو الأكاديمية الفرنسية (1920 - 2011) بالعنوان نفسه "متجر الزبد الطيب Au Bon beurre".
--

الجشع والخسة و... السياسة

باختصار شديد:

في 1944، قبيل معركة تحرير باريس من الاحتلال الألماني.

الزوجان صاحبا متجر "الزبد الطيب" يتسمان بالجشع وانعدام الذمة واستغلال الحرب للإثراء والتلون حسب اتجاه الرياح...

يلجأ إليهما جندي مكلف هارب من الجيش الألماني، شاب مسكين سئم أهوال الحرب فأصبح "افرار".

أتعرفون في أي نية وافقا على تخبئته في قبو المتجر؟

طبعاً ليس من باب الإنسانية. هذه خطتهما:

دعنا ننتظر لمن ستُحسم معركة تحرير باريس:

- إن انتصر الألمان، سنسلم الجندي إليهم وندّعي بأننا "كمشنا" هذا الخائن الهارب من واجبه المقدس لإعادته إلى قوات بلاده ليأخذ قصاصه العادل.

- إن تغلب الأنصار، سنسلمه إليهم كأسير حرب ونزعم أننا أمسكنا به قبل أن يقوم بفتح النار عليهم.

وفعلاً، سلّماه إلى المقاومة الفرنسية بعد انتصارها، فأعدمته رمياً بالرصاص.

الأنكى: تمكن صاحب "الزبد الطيب" من تلفيق سمعة زائفة لنفسه كـ"بطل" من أبطال المقاومة.

وترشح للانتخابات النيابية، وفاز فيها، ثم صار سياسياً مرموقاً، ووزيراً!

فكم عرفت بلداننا من أمثاله، وما زالت خصوصاً منذ آذار (مارس) 2003؟
---

الفيلم: "متجر الزبد الطيب Au Bon beurre" (1981)

إخراج: إدوار مولينارو Edouard Molinaro

تمثيل:
. روجيه حنين Roger Hanin (صاحب المحل المنافق المداهن الانتهازي)

. آندريا فيريول Andréa Ferréol (زوجته المتواطئة معه)
سينما العالم