مجاهد جبر
Mudjadid ibn Djabir - Mudjadid ibn Djabir
مجاهد بن جبر
(21 ـ 103هـ/640 ـ 721م)
العالم الحبر شيخ القراء والمفسرين، مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ويقال مولى عبد الله بن السائب، وقيل غير ذلك.
روى عن ابن عباسt، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه، وعن ابن عمر وأم سلمة وجويرية بنت الحارث وأم كرز الكعبية وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعطيه القرظي. أما روايته عن عليt وسعد وابن مسعود ومعاوية وكعب بن عجرة وسراقة بن مالك، فهي مرسلة، كما أنه لم يسمع من أبي سعيد ولا من رافع بن خديج، واختلف في سماعه من أبي هريرةt كما اختلف في روايته عن عبد الله بن عمرو. وكذا اختلف في سماعه من السيدة عائشة رضي الله عنها، وقال البخاري: لا أعرف له سماعاً من أم هانئ بنت أبي طالب، وقيل: إنه كان يحدث عن «صحيفة جابر بن عبد الله».
أخذ عنه القراءة جماعة منهم عبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال ابن الجزيري: وله اختيارٌ في القراءة رواه الهذلي في «كامله» بإسناد غير صحيح، وحدث عنه عكرمة وطاوس وعطاء - وهم من أقرانه - وعمرو بن دينار وأبو الزبير المكي والحكم بن عتيبة.
أجمعت الأمة على إمامته والاحتجاج به، وصفه غير واحد بأنه كان ثقة فقيهاً قارئاً عالماً ورعاً عابداً متقناً كثير الحديث، قال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحداً أراد بهذا العلم وجه الله تعالى إلا عطاء وطاوساً ومجاهداً.
وجّه عنايته إلى القرآن الكريم قراءة وتفسيراً، قال رحمه الله: استفرغ علمي القرآن. وقال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين عرضة، كما قال: عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس أقفه عند كل آية أسأله: فِيمَ نزلت؟ وكيف كانت؟ وقال أيضاً: لو كنت قرأت على ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس. قال غير واحد من العلماء: «أعلم من بقي بالتفسير مجاهد»، وقال قتادة: «أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد». وقال سفيان الثوري: «خذوا التفسير من أربعة: مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك». قال الذهبي: «لمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر». وقد عيب عليه إكثاره من الروايات الإسرائيلية، فمما رواه أن موسى\ سأل ربه عزّ وجلّ: «أي عبادك أغنى»؟ قال: «الذي يقنع بما يؤتى»، قال: «فأي عبادك أحكم»؟ قال: «الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه»، قال: «فأي عبادك أعلم»؟ قال: «أخشاهم».
صرّح رحمه الله تعالى بأنه صحب عبد الله بن عمرt، وقال: «كنت أريد أن أخدمه، فكان يخدمني، وربما أخذ لي بالركاب».
قال له ابنه يعقوب: «يا أبتاه إن لنا أصحاباً يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد»، فقال: «يا بني: ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له».
من أقواله: «ما أدري أي النعمتين أعظم، أن هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء؟» وقال: «الفقيه من يخاف الله عزّ وجلّ»، وقال أيضاً: «إن العبد إذا أقبل على الله تعالى بقلبه أقبل الله عزّ وجلّ بقلوب المؤمنين إليه». كما قال: «من أعز نفسه أذل دينه، ومن أذلّ نفسه أعز دينه». وقال: «طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد».
ويُنسب إلى مجاهد كتاب في «التفسير» قيل إن المفسّرين كانوا يتّقونه، وسئل الأعمش عن ذلك، فقال: «كانوا يَرَوْن أنه يسأل أهل الكتاب».
تُوفِّي في مكّة وهو ساجد، وقد اختلف في تاريخ وفاته على أقوالٍ، أشهرها ما تقدم.
نصار نصار
Mudjadid ibn Djabir - Mudjadid ibn Djabir
مجاهد بن جبر
(21 ـ 103هـ/640 ـ 721م)
العالم الحبر شيخ القراء والمفسرين، مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ويقال مولى عبد الله بن السائب، وقيل غير ذلك.
روى عن ابن عباسt، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه، وعن ابن عمر وأم سلمة وجويرية بنت الحارث وأم كرز الكعبية وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعطيه القرظي. أما روايته عن عليt وسعد وابن مسعود ومعاوية وكعب بن عجرة وسراقة بن مالك، فهي مرسلة، كما أنه لم يسمع من أبي سعيد ولا من رافع بن خديج، واختلف في سماعه من أبي هريرةt كما اختلف في روايته عن عبد الله بن عمرو. وكذا اختلف في سماعه من السيدة عائشة رضي الله عنها، وقال البخاري: لا أعرف له سماعاً من أم هانئ بنت أبي طالب، وقيل: إنه كان يحدث عن «صحيفة جابر بن عبد الله».
أخذ عنه القراءة جماعة منهم عبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال ابن الجزيري: وله اختيارٌ في القراءة رواه الهذلي في «كامله» بإسناد غير صحيح، وحدث عنه عكرمة وطاوس وعطاء - وهم من أقرانه - وعمرو بن دينار وأبو الزبير المكي والحكم بن عتيبة.
أجمعت الأمة على إمامته والاحتجاج به، وصفه غير واحد بأنه كان ثقة فقيهاً قارئاً عالماً ورعاً عابداً متقناً كثير الحديث، قال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحداً أراد بهذا العلم وجه الله تعالى إلا عطاء وطاوساً ومجاهداً.
وجّه عنايته إلى القرآن الكريم قراءة وتفسيراً، قال رحمه الله: استفرغ علمي القرآن. وقال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين عرضة، كما قال: عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس أقفه عند كل آية أسأله: فِيمَ نزلت؟ وكيف كانت؟ وقال أيضاً: لو كنت قرأت على ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس. قال غير واحد من العلماء: «أعلم من بقي بالتفسير مجاهد»، وقال قتادة: «أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد». وقال سفيان الثوري: «خذوا التفسير من أربعة: مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك». قال الذهبي: «لمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر». وقد عيب عليه إكثاره من الروايات الإسرائيلية، فمما رواه أن موسى\ سأل ربه عزّ وجلّ: «أي عبادك أغنى»؟ قال: «الذي يقنع بما يؤتى»، قال: «فأي عبادك أحكم»؟ قال: «الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه»، قال: «فأي عبادك أعلم»؟ قال: «أخشاهم».
صرّح رحمه الله تعالى بأنه صحب عبد الله بن عمرt، وقال: «كنت أريد أن أخدمه، فكان يخدمني، وربما أخذ لي بالركاب».
قال له ابنه يعقوب: «يا أبتاه إن لنا أصحاباً يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد»، فقال: «يا بني: ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له».
من أقواله: «ما أدري أي النعمتين أعظم، أن هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء؟» وقال: «الفقيه من يخاف الله عزّ وجلّ»، وقال أيضاً: «إن العبد إذا أقبل على الله تعالى بقلبه أقبل الله عزّ وجلّ بقلوب المؤمنين إليه». كما قال: «من أعز نفسه أذل دينه، ومن أذلّ نفسه أعز دينه». وقال: «طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد».
ويُنسب إلى مجاهد كتاب في «التفسير» قيل إن المفسّرين كانوا يتّقونه، وسئل الأعمش عن ذلك، فقال: «كانوا يَرَوْن أنه يسأل أهل الكتاب».
تُوفِّي في مكّة وهو ساجد، وقد اختلف في تاريخ وفاته على أقوالٍ، أشهرها ما تقدم.
نصار نصار