كلمة العدد
نحن الكبار لا نستطيع احياناً معرفة الأسلوب المجدي لتمضية أوقات الفراغ ، فكيف هي الحال مع الصغار .. الأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة في هذا المجال ، واذكر هنا ظاهرة علمية - تقنية جرت على هامش معرض , فوتوكينا » هذه الظاهرة شارك فيها اختصاصيون فوتوغرافيون واساتذة فنون واطباء في علم النفس ... كل هؤلاء اجتمعوا في ندوة تبحث إمكانية استفادة الصغار من التصوير الفوتوغرافي لملء فراغهم .
واول سؤال طرح في هذا المجال هو : « كيف يتعامل الصغار مع التصوير ، وهل يتم ذلك بطريقة تختلف عن تعامل الأكبر سناً ؟ » والجواب عن هذا السؤال جاء بنعم . إذ يتضح منذ البداية أن الصغار يتعاملون مع التصوير بطريقة جديرة بالملاحظة والتتبع .
فالتصوير بطبيعته نشاط من النوع الذي يجب أن تضع فيه شيئاً ما ، إذا كنت تريد الحصول منه على شيء بالمقابل والأولاد بين ۱۲ و ١٦ سنة من جهتهم يتحلون بخيال خصب وبمقدرة فائقة في مجال قوة الملاحظة مما يعني ان لديهم الكثير من الجديد الذي يقدمونه للتصوير عبر خيالهم هذا . وقد أثبتت الإحصائيات التي طرحت خلال الندوة ان ثلاثين بالمائة من الأولاد الذين تفوق اعمارهم ١٢ سنة بداوا فعلا بممارسة التصويروان نسبة ٣٩ بالمائة هن من الأناث أما المواضيع التي يركز عليها الأولاد فهي تلك المتعلقة بمغامراتهم في العطل أو السفر إضافة للاهتمام الأشد بالطبيعة وبالحيوانات .
أسوق هذا الكلام ليكون بمثابة إشارة للمهتمين بامور الناشئين والناشئات في المدارس وفي المنازل ضمن وطننا العربي وذلك لإفساح المجال للأولاد للاستفادة من أوقات فراغهم في الاتجاه نحو التصوير الفوتوغرافي لتنمية الروح الفنية والحضارية في نفوسهم ولفتح الآفاق أمام أساليب حديثة ومتطورة للتعبير عن مكنوناتهم .
رئيس التحرير
فلاش يقدمه : فرید ظفور
انها حرب الملون على الابيض والاسود
الملون نتيجة حتمية لتطور الفن الضوئي .
يقع على درب النمو من الآلة ومن تطورها الى الأدوات التي تنتج سواها من الأدوات التقنية ، أي إلى الآلة الحديثة التي تمكن الإنسان من إستخدام ينابيع الطاقة الطبيعية الكبرى وتسخيرها لأغراضه ومآربه وقد بقيت الأداة خلال زمن طويل على تماس مباشر بيد الإنسان ، ولكن الآلة الحديثة تستمد غذاءها من ينابيع الطاقة وتنزل إلى تأليف عالم يكفي ذاته بذاته ، وكل شيء يجري أمام أعين الإنسان ، كما لو أن براعته وقدرته قد اخذت تقصيه هو نفسه عن منظومة آلاته ، ومن ثم عن علاقته بالقيم الضوئية وبتكوينها الجمالي ، التي لا يرتاب الإنسان في ان ذاك الكون الآلي لا ينضوي عليها بذاته .
بيد ان ذلك لا يمحو المشكلة الضوئية الناجمة عن مثل هذا التطور ولا مناص من إتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لإنقاذ غريق الضوء ـ الأبيض والأسود ـ من بحيرة التطور والتكنولوجيا ، وحتى يجد العاملون القادرون على العمل فيه عملا ما يكفل لهم حياة شريفة .
ولئن جازت الإستعاضة عن الأبيض والأسود بالملون ، فليس بجائز اخلاقيا إرسال الحصان العجوز ، إلى المسلخ ، ولا إحالته إلى التقاعد بحجة ان الملون أسرع وأوفرماديا ومعنوياً ، ولا يمكن بذريعة التوفير الزمني او المهني إرغام الأبيض والأسود على ان يموت جوعا ، ولا ان يصوم الدهر لعدم توفر مواده الخام في السوق ، والتي أصبحت خارج نطاق دائرة الإنتاج الضوئي ، ولا على إعتباره عاجزاً بدون ان يكلف بالعمل ، ولا أن يتحول إلى حصان يدور حول نفسه لإخراج الماء من البئر وهو معصوب العينين لا يدري بحاله ، بالرغم من قدرته على القيام بالقفز والعدو والسباقات الفنية في الميادين والمعارض الدولية ، وايضا رغم قدرته على القيام بابدع وابهي الظلال والتدرجات اللونية الرمادية ، ولن يضيرنا بشيء إذا علمنا أنه كلما إزداد الإنسان مقدرة على الإبداع كلما قل ماله ، لأن المال يبدل معنى القيم وبه تُصبح الرذيلة فضيلة والعكس بالعكس ، وهكذا حال الأبيض والأسود مع الملون والقوة بدون عدالة طغيان ، ومنتهى العدالة منتهى الظلم .
والعدالة مسطرة من حديد لا تعطي سوى قياس ثابت لا يتغير ، أو لانری أن إعالة خادم عجوز - الأبيض والأسود ـ أمضى حياته في خدمتنا منذما ينيف على القرن ، هو العدالة بذاتها ، اوليس الاقربون اولی بالمعروف ، أوليس من الإنصاف إتاحة الفرصة المتكافئة من الإسهام في خدمة الفن الضوئي للملون وللأبيض والأسود . لان مساواة الفن في التفاهة ، افضل اخلاقياً من تفاوته بين الرخاء والوفرة ، لأن بين العدالة والمساواة رباطاً وثيقاً يربط بذراعيه الأبيض والأسود والملون معاً فدرب العدالة غير مفروشة بالرياحين ، بالرغم من أن الإنسان يولد حراً ولكننا نجده مكبلا بالحديد في كل مكان ، لان الحرية شرطرئيسي لكل سلوك ضوئي إنساني مسؤول . وهي حريتنا بالقبول أو بالرفض بين كفتي الميزان .
وما الإنخلاع أو التحيز لأحدهما سوى سلخ الصفة الأخلاقية عن وظائفنا العملية ، وفي مقدمتها سلوكنا الإقتصادي في نطاق العمل الضوئي .
من الجلي ان قوانين العرض والطلب أو المنافسة تؤلف قوام القيمة الضوئية في السوق الذي يوفر الملون على حساب الأبيض والأسود ، مرجحاً كفته في ميزان التصوير اليومي ، تاركاً قواه تخور يوماً بعد يوم وقبل أن ينتهي الطريق فالابيض والأسود ينتظر القليل من الرحمة ، بعد ان قذفته السوق كما شظية صورة محطمة .
وعلى الإنسان أن يناضل ويبحث عما يريد ، منتقلا من محطة الى أخرى والرغبة جامحة في الوجود ، لأن الفن كالفتاة الحسناء غالي الثمن . ومهما قيل ومورس من تعسف ، يظل الصفر المطلق رمز الاثنين - الملون والعادي ـ لأنهما هما وجهان لعملة واحدة إسمها فن التصوير الضوئي .
لذا أصبح الخوف والرجاء على قاب قوسين أو أدنى من الإزدهار او الإنفجار ، ونحن امام كون لانهائي بصورة مزدوجة ، لانهائي في الكبر على نحو ما كشفت عنه صور بحوث علماء الفلك المعاصرين ، كما أماطت عنه اللثام الإكتشافات الذرية والنووية والالكترونية ..
نحن الكبار لا نستطيع احياناً معرفة الأسلوب المجدي لتمضية أوقات الفراغ ، فكيف هي الحال مع الصغار .. الأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة في هذا المجال ، واذكر هنا ظاهرة علمية - تقنية جرت على هامش معرض , فوتوكينا » هذه الظاهرة شارك فيها اختصاصيون فوتوغرافيون واساتذة فنون واطباء في علم النفس ... كل هؤلاء اجتمعوا في ندوة تبحث إمكانية استفادة الصغار من التصوير الفوتوغرافي لملء فراغهم .
واول سؤال طرح في هذا المجال هو : « كيف يتعامل الصغار مع التصوير ، وهل يتم ذلك بطريقة تختلف عن تعامل الأكبر سناً ؟ » والجواب عن هذا السؤال جاء بنعم . إذ يتضح منذ البداية أن الصغار يتعاملون مع التصوير بطريقة جديرة بالملاحظة والتتبع .
فالتصوير بطبيعته نشاط من النوع الذي يجب أن تضع فيه شيئاً ما ، إذا كنت تريد الحصول منه على شيء بالمقابل والأولاد بين ۱۲ و ١٦ سنة من جهتهم يتحلون بخيال خصب وبمقدرة فائقة في مجال قوة الملاحظة مما يعني ان لديهم الكثير من الجديد الذي يقدمونه للتصوير عبر خيالهم هذا . وقد أثبتت الإحصائيات التي طرحت خلال الندوة ان ثلاثين بالمائة من الأولاد الذين تفوق اعمارهم ١٢ سنة بداوا فعلا بممارسة التصويروان نسبة ٣٩ بالمائة هن من الأناث أما المواضيع التي يركز عليها الأولاد فهي تلك المتعلقة بمغامراتهم في العطل أو السفر إضافة للاهتمام الأشد بالطبيعة وبالحيوانات .
أسوق هذا الكلام ليكون بمثابة إشارة للمهتمين بامور الناشئين والناشئات في المدارس وفي المنازل ضمن وطننا العربي وذلك لإفساح المجال للأولاد للاستفادة من أوقات فراغهم في الاتجاه نحو التصوير الفوتوغرافي لتنمية الروح الفنية والحضارية في نفوسهم ولفتح الآفاق أمام أساليب حديثة ومتطورة للتعبير عن مكنوناتهم .
رئيس التحرير
فلاش يقدمه : فرید ظفور
انها حرب الملون على الابيض والاسود
الملون نتيجة حتمية لتطور الفن الضوئي .
يقع على درب النمو من الآلة ومن تطورها الى الأدوات التي تنتج سواها من الأدوات التقنية ، أي إلى الآلة الحديثة التي تمكن الإنسان من إستخدام ينابيع الطاقة الطبيعية الكبرى وتسخيرها لأغراضه ومآربه وقد بقيت الأداة خلال زمن طويل على تماس مباشر بيد الإنسان ، ولكن الآلة الحديثة تستمد غذاءها من ينابيع الطاقة وتنزل إلى تأليف عالم يكفي ذاته بذاته ، وكل شيء يجري أمام أعين الإنسان ، كما لو أن براعته وقدرته قد اخذت تقصيه هو نفسه عن منظومة آلاته ، ومن ثم عن علاقته بالقيم الضوئية وبتكوينها الجمالي ، التي لا يرتاب الإنسان في ان ذاك الكون الآلي لا ينضوي عليها بذاته .
بيد ان ذلك لا يمحو المشكلة الضوئية الناجمة عن مثل هذا التطور ولا مناص من إتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لإنقاذ غريق الضوء ـ الأبيض والأسود ـ من بحيرة التطور والتكنولوجيا ، وحتى يجد العاملون القادرون على العمل فيه عملا ما يكفل لهم حياة شريفة .
ولئن جازت الإستعاضة عن الأبيض والأسود بالملون ، فليس بجائز اخلاقيا إرسال الحصان العجوز ، إلى المسلخ ، ولا إحالته إلى التقاعد بحجة ان الملون أسرع وأوفرماديا ومعنوياً ، ولا يمكن بذريعة التوفير الزمني او المهني إرغام الأبيض والأسود على ان يموت جوعا ، ولا ان يصوم الدهر لعدم توفر مواده الخام في السوق ، والتي أصبحت خارج نطاق دائرة الإنتاج الضوئي ، ولا على إعتباره عاجزاً بدون ان يكلف بالعمل ، ولا أن يتحول إلى حصان يدور حول نفسه لإخراج الماء من البئر وهو معصوب العينين لا يدري بحاله ، بالرغم من قدرته على القيام بالقفز والعدو والسباقات الفنية في الميادين والمعارض الدولية ، وايضا رغم قدرته على القيام بابدع وابهي الظلال والتدرجات اللونية الرمادية ، ولن يضيرنا بشيء إذا علمنا أنه كلما إزداد الإنسان مقدرة على الإبداع كلما قل ماله ، لأن المال يبدل معنى القيم وبه تُصبح الرذيلة فضيلة والعكس بالعكس ، وهكذا حال الأبيض والأسود مع الملون والقوة بدون عدالة طغيان ، ومنتهى العدالة منتهى الظلم .
والعدالة مسطرة من حديد لا تعطي سوى قياس ثابت لا يتغير ، أو لانری أن إعالة خادم عجوز - الأبيض والأسود ـ أمضى حياته في خدمتنا منذما ينيف على القرن ، هو العدالة بذاتها ، اوليس الاقربون اولی بالمعروف ، أوليس من الإنصاف إتاحة الفرصة المتكافئة من الإسهام في خدمة الفن الضوئي للملون وللأبيض والأسود . لان مساواة الفن في التفاهة ، افضل اخلاقياً من تفاوته بين الرخاء والوفرة ، لأن بين العدالة والمساواة رباطاً وثيقاً يربط بذراعيه الأبيض والأسود والملون معاً فدرب العدالة غير مفروشة بالرياحين ، بالرغم من أن الإنسان يولد حراً ولكننا نجده مكبلا بالحديد في كل مكان ، لان الحرية شرطرئيسي لكل سلوك ضوئي إنساني مسؤول . وهي حريتنا بالقبول أو بالرفض بين كفتي الميزان .
وما الإنخلاع أو التحيز لأحدهما سوى سلخ الصفة الأخلاقية عن وظائفنا العملية ، وفي مقدمتها سلوكنا الإقتصادي في نطاق العمل الضوئي .
من الجلي ان قوانين العرض والطلب أو المنافسة تؤلف قوام القيمة الضوئية في السوق الذي يوفر الملون على حساب الأبيض والأسود ، مرجحاً كفته في ميزان التصوير اليومي ، تاركاً قواه تخور يوماً بعد يوم وقبل أن ينتهي الطريق فالابيض والأسود ينتظر القليل من الرحمة ، بعد ان قذفته السوق كما شظية صورة محطمة .
وعلى الإنسان أن يناضل ويبحث عما يريد ، منتقلا من محطة الى أخرى والرغبة جامحة في الوجود ، لأن الفن كالفتاة الحسناء غالي الثمن . ومهما قيل ومورس من تعسف ، يظل الصفر المطلق رمز الاثنين - الملون والعادي ـ لأنهما هما وجهان لعملة واحدة إسمها فن التصوير الضوئي .
لذا أصبح الخوف والرجاء على قاب قوسين أو أدنى من الإزدهار او الإنفجار ، ونحن امام كون لانهائي بصورة مزدوجة ، لانهائي في الكبر على نحو ما كشفت عنه صور بحوث علماء الفلك المعاصرين ، كما أماطت عنه اللثام الإكتشافات الذرية والنووية والالكترونية ..
تعليق