اختام
Seals - Sceaux
الأختام
الختم seal قطعة رمزية من معدن، أو طين، أو زجاج، أو صلصال، أو حجرٍ كريم، أو غيره، تحمل طابعاً أو كتابة أو رسوماً، ويعبر نقشها أو رسمها عن «الملكية»، في الأثر الذي تطبعه عليه لدى استخدامها. ولكل ختم علامة تميزه من غيره، ويختلف باختلاف الأشخاص والمناطق.
تعد الأختام نقلة حضارية، ومظهراً من مظاهر تطور الفن، وتساعد في رصد الأحداث التاريخية وتشخيصها، وتعطي فكرة عن الأقوام التي استعملتها.
تاريخ الأختام
اخترع الإنسان الختم في الألف الخامس ق.م، وصنعه من الحجر الطري والطين على أشكال منها المثلث، والهرم، والفأس، والريشة، والمخروط، والمنجل، أو على شكل حيوان. وفي طرف الختم ثقب لتعليقه حليةً أو تميمة بالمعصم أو العنق.
وقد يكون الختم على شكل قرص، أو أسطوانياً، سطوحه مستوية أو محدبة، ومنقوشة أو عليها روسم. وفي العصر الحجري الحديث (5000-3000ق.م) استخدم الإنسان الختم تميمة لحماية نفسه، وعليها رسوم تدل على الصيد، والرعي، وأشكال هندسية ونباتية وحيوانية للتقرب من الآلهة (الشكل1). وأول من استعمله سكان بلاد الشام في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانوا يختمون به الجرار وغيرها. وينقشون الأشكال معكوسة على سطح الختم فتظهر صحيحة بعد طبعها.
ومع بدء نشوء الممالك (2900-2350ق.م) كانت الأختام رديئة الصنع، ثم اتجه صانعوها نحو تحسينها، ونقش الموضوعات المهمة عندهم، من أشكال متناظرة، وبجانبها اسم صاحب الختم أو رسمه وهو يتعبد.
وفي العصر الأكدي (2350-2150ق.م) أصبح رسم الختم باسم صاحبه تقليداً، واحتل موضوع تصوير الأرباب على الختم منذ العام 2150 ق.م أهمية خاصة ولاسيما «رب الطقس». كما صور البابليون رمز الرب بدلاً من صورته، وكذلك فعل الآشوريون بمحافظتهم على تقاليد صناعة الأختام (الشكل 2).
وفي العصر الكاشي (1500-1200ق.م) كتب على الختم مقاطع من الصلوات أمام رجل متعبد.
وكانت أختام الميتانيين، والآشوريين (1500-1200ق.م)، متميزة من الكاشية، وتحمل صورة شجرة بين حيوانين، أو ضفائر، أو قرص الشمس، أو غير ذلك.
في حين فقدت هذه الأختام أهميتها لدى الآراميين لأنهم كتبوا على الحجر، والجلد، وورق البردي، واستعملوا في هذا العصر «الختم القرصي».
أما الكلدانيون (612-539ق.م)، فاستعملوا الختم الأسطواني والختم القرصي المزين سطحه برمز الرب، وأمامه متعبد، مع النقوش الهندسية.
وقلد الأخمينيون (520-330ق.م) أختام حضارة بلاد الشام، والرافدين. وزينوا أختامهم بنقوش مستمدة من زخارف أختام الآشوريين والبابليين ونقوشها. وبانقضاء العصر الأخميني، استغنى الناس عن الختم الأسطواني، واتخذوا بدلاً منه الختم القرصي. وكان الختم الفارسي يحمل صورة الملك، وهو يصطاد، أو يقارع الأعداء، أو صور الحيوانات الأليفة. وانفردت حضارة مصر القديمة في مطلع القرن الثالث قبل الميلاد بصنع الختم على شكل «الجُعَل»؛ وهو «خنفس الزبل»، تمثيلاً للمعتقد المصري «الخلق من العدم»، واستخدم الختم حلية، وتميمة. وكتبت على سطحه مأثورات من كتاب «الأموات»، واستخدموا الختم الأسطواني أحياناً بتأثير حضارة بلاد الشام (الشكل 3).
أما الممالك اليونانية فقد استخدم فيها الختم للأعمال الاقتصادية، ولتحديد الملكية. كأختام جزيرة كريت، وقد حرم قانون صولون Solon على صانع الأختام إنتاج أكثر من نسخة واحدة منعاً للتزوير. واستخدم ختم «الخنفس» بتأثير من حضارة مصر القديمة وحضارة الكنعانيين، وأصبح الختم والخاتم صنوين في بلاد الإغريق، لأنه يستعمل حلية للأصبع وختماً للوثائق (الشكل4).
وفي عصر الإسكندر الكبير: أصبح الختم على شكل «الخنفس»، ودخلت الأختام إيطالية، منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتأثرت صناعة الأختام فيها بصناعة النقود. ونقشت عليها صور «فينوس» وصور الرب «أرتميس»، والرب «إيروس»، وصور الأسر الأرستقراطية- وأصبح الختم سلعة دعائية.
أما في الصين، والهند، فقد صنع الختم من الحجر، والزجاج والصلصال، وجعلوه على شكل «زر»، أو مستطيل له مقبض هرمي فيه ثقب لدخول الخيط وتعليقه.
وانفردت الهند بنقش الختم على عدة وجوه. ووجدت أختام أسطوانية في الصين عليها صور «التنين» و «الحية ذات الرأسين»، التي أصبحت شعاراً للختم الصيني، مع ذكر اسم صاحبه بجانبه.
Seals - Sceaux
الأختام
الختم seal قطعة رمزية من معدن، أو طين، أو زجاج، أو صلصال، أو حجرٍ كريم، أو غيره، تحمل طابعاً أو كتابة أو رسوماً، ويعبر نقشها أو رسمها عن «الملكية»، في الأثر الذي تطبعه عليه لدى استخدامها. ولكل ختم علامة تميزه من غيره، ويختلف باختلاف الأشخاص والمناطق.
تعد الأختام نقلة حضارية، ومظهراً من مظاهر تطور الفن، وتساعد في رصد الأحداث التاريخية وتشخيصها، وتعطي فكرة عن الأقوام التي استعملتها.
تاريخ الأختام
اخترع الإنسان الختم في الألف الخامس ق.م، وصنعه من الحجر الطري والطين على أشكال منها المثلث، والهرم، والفأس، والريشة، والمخروط، والمنجل، أو على شكل حيوان. وفي طرف الختم ثقب لتعليقه حليةً أو تميمة بالمعصم أو العنق.
وقد يكون الختم على شكل قرص، أو أسطوانياً، سطوحه مستوية أو محدبة، ومنقوشة أو عليها روسم. وفي العصر الحجري الحديث (5000-3000ق.م) استخدم الإنسان الختم تميمة لحماية نفسه، وعليها رسوم تدل على الصيد، والرعي، وأشكال هندسية ونباتية وحيوانية للتقرب من الآلهة (الشكل1). وأول من استعمله سكان بلاد الشام في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانوا يختمون به الجرار وغيرها. وينقشون الأشكال معكوسة على سطح الختم فتظهر صحيحة بعد طبعها.
(الشكل 1) ختم من الحجر الكلسي يحمل نقش ثورين في وضعين متعاكسين، أوروك نحو 3000ق.م |
وفي العصر الأكدي (2350-2150ق.م) أصبح رسم الختم باسم صاحبه تقليداً، واحتل موضوع تصوير الأرباب على الختم منذ العام 2150 ق.م أهمية خاصة ولاسيما «رب الطقس». كما صور البابليون رمز الرب بدلاً من صورته، وكذلك فعل الآشوريون بمحافظتهم على تقاليد صناعة الأختام (الشكل 2).
(الشكل 2) صورة ختم أسطواني يمثل إلهاً يجلس على مقعد له أربع قوائم ورجل يتقرب إليه بالهبات، العصر الأكدي المتأخر 2390-2290ق.م (ماري ـ تل الحريري) |
وكانت أختام الميتانيين، والآشوريين (1500-1200ق.م)، متميزة من الكاشية، وتحمل صورة شجرة بين حيوانين، أو ضفائر، أو قرص الشمس، أو غير ذلك.
في حين فقدت هذه الأختام أهميتها لدى الآراميين لأنهم كتبوا على الحجر، والجلد، وورق البردي، واستعملوا في هذا العصر «الختم القرصي».
أما الكلدانيون (612-539ق.م)، فاستعملوا الختم الأسطواني والختم القرصي المزين سطحه برمز الرب، وأمامه متعبد، مع النقوش الهندسية.
(الشكل 3) جعران من اللازورد «1.5» يحمل صورة رمسيس الثاني على هيئة أبي الهول ويدوس على عدوه، واسمه إلى جانبه (مصر 1301-1234ق.م) |
(الشكل 4) فص خاتم من حجر أبيض ارتفاعه 1.5سم يحمل صورة العنقاء (القرن 3-2ق.م) |
وفي عصر الإسكندر الكبير: أصبح الختم على شكل «الخنفس»، ودخلت الأختام إيطالية، منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتأثرت صناعة الأختام فيها بصناعة النقود. ونقشت عليها صور «فينوس» وصور الرب «أرتميس»، والرب «إيروس»، وصور الأسر الأرستقراطية- وأصبح الختم سلعة دعائية.
(الشكر 5) طبعة ختم عليها نقش اسم الرب الهندي «أيان» تحته صورة ثور أمامه وعاء ماء فوار 6×6سم (الألف الثالث ق.م) |
وانفردت الهند بنقش الختم على عدة وجوه. ووجدت أختام أسطوانية في الصين عليها صور «التنين» و «الحية ذات الرأسين»، التي أصبحت شعاراً للختم الصيني، مع ذكر اسم صاحبه بجانبه.