نـقـل الـطبيعة والادغـال الى داخل الاستديو
بعدما تعرفنا إلى تصوير الحيوانات والحشرات على أنواعها ، في مواقعها الطبيعية ووسط الأدغـال والجبال ، نتعرف هنا على أسلوب أكثر سهولة وأقل تعباً ، وذلك من خلال نقل هذه الحيوانات إلى داخل الاستديو لتصويرهـا بدقة أكثر وتقنيات أشمل .
مع الـتـصـويـر الفـوتـوغـرافي لحياة البراري في موقعها الطبيعي ، لا تتوفر إلا فرص قليلة لممارسة الضبط الفوتوغرافي فـالمصور اشبه بصياد عليه انتهاز الفرص ، عندما تتوفر لـه خـلال لحظات لا أكثر وهو رغم عمله ضمن مخبا . يبقى إلى حد كبير تحت رحمة نظام الحيوان وسلوكه .
على ان هناك بدائل تنوب عن العمل في المواقع الطبيعية لحياة البراري منها العمل على مخلوقات موجودة في الأسر وتصويرها تحت ظروف يـجـري ضبـطهـا والتحكم بها ، وعلى الرغم من التضحية بمتعة ودقة الظروف الطبيعية هنا ، يبقى اننا بدلا منها سنتمتع بحرية ترتيب برنامجنا الفوتوغرافي الذاتي ، مختارين زوايا الكاميرا والمـواضـيـع والتوقيت واي عامل آخر يساعد على صنع صور أفضل قد يكون هذا هو الأسلوب العملي الوحيد للعمل على بعض الحيـوانـات ه الخجولة المراوغة ، كالثدييات الصغيرة أو الكائنات البحرية الصغيرة بل وحـتـى مـع المواضيع ذات المزيد من وضوح المعـالم ، يجدر بنا اخذ فـائـدة العمل على مجموعات ماسورة بعين الاعتبار .
يقول المبدأ الأسـاسي انـه ينبغي الاستفادة من الظروف المنضبطة لتحسين الصورة من خلال اكبر قدر متوفر في التحكم بالأوضاع على ان هذا المبدأ البسيط كثيراً ما يتعرض للتجاهل في مجال الممارسة العملية . فقليل ما يبرر وجـود إمكـانيـة ضبط الاضاءة وتخطيط المحتوى ، ومع ذلك يتم التعـامـل مـع الصـورة عشوائيا . ولكن الصـورة العشوائية التي لا مجال لتجنبها في كثير من الاوضاع في الموقع الطبيعي ، تعكس فرصة مهدورة في الاستديو حيث تتوفر مجموعة بـالـغـة التـطور من الاساليب لتطبيقها على التـصـويـر الفوتوغرافي لحياة البراري من أمثـال ذلك ان الضبـط التقـني والجمالي للاضاءة هو الاعتبار الواحـد الأكثر أهمية في معظم الاعمال العادية داخل الاستديو .. ومع موضوع حيـاة بـراري ، يحتاج الأمر إلى التدبير الدقيق . كما ان إدارة شؤون الاستديو والتخطيط لجلسة الالتقاط فيـه مجال خبرة ودراية يستفيد منهما التصوير الفوتوغرافي لحيـاة الادغال .
معظم أعمـال الـتـصـويـر الفوتوغرافي المنضبط لحياة البراري هو لمخلوقات صغيرة ، وذلك لأسباب عملية : فالحيوانات البرية الكبيرة ليست بمتناول اي كان عادة ، ولا تتوفر الا لحدائق
حيوان قائمة وكاملة التجهيزات أما في الاستديو العادي من ناحية اخرى فمن الممكن تامين كل ما هو ضروري لاستيعاب ما هو صغيـر من ثدييات وزحـافـات وبرمائيات وأسماك وحشرات ، من سيـل ذلك العمل على تـربيـة المواضيع منذ صغرها في محاولة لتامين موطن دائم لها تستطيع العيش فيـه بشكـل عـادي دون تعرضها لضغوط والبديل عن ذلك ان الإستديو يستطيع ببساطة أن يعمل كمسـرح تـوضـع فيـه الحيوانات بعد جلبها في الحقل لإجراء جلسة تصوير فوتوغرافية واحدة قبل إعادة هذه الحيوانات إلى بيئتها الطبيعية دون التعرض لاية اضرار .
- المـعـدات
استديوهات البراري هو مزيج من حـديقـة حيـوان صغيرة ، وإستديو فـوتـوغـرافي للحيـاة السـاكنـة ، يمكن لتصميمـه ان يتفاوت إلى حـد هـائـل ، حيث يتوقف هذا كثيراً على أساليب عمل شخصية مثلما يتوقف على ما هـو مـتـوفـر من تسهيلات عمـل وفسحه ليست ظروف التربية والعيش المستمرين بضرورات جوهرية للحيوانات ، ولكن على مصلحتها ان تاتي قبل أي شيء وحتى السكن المـؤقت ينبغي أن يكون ملائماً .
من الممكن إستخدام العديد من اسالیب الاستديو الفوتوغرافي الأساسية . قد تكون هذه بالغة التنميق ، ولكـن غيـر بـاهـظة التكاليف بالضرورة وقد راحت الإضاءة تلعب دوراً تحسينياً رئيسياً في السنوات الأخيرة لم بعد هنالك وجـود للاختيار غيـر المناسب بين المصابيح الفياضة التي تبعث بـحـرارة شديدة والتنوير البدائي بوحدات جيب ذلك ان فـلاشـات الاسـتـديـو
المتطورة أحدثت تطوراً في عمل الإستديـو ، مـازجـة الانتـاج الضوئي الكبير مع إضاءة تشكيل مستمرة ( * ) . كما ان العمق الكبير للمجال ممكن حتى ببنيات كاميرا كبيرة ، والمقدرة على صنع تحسينات معقولة على نوعية الضوء اصبحت
شيئاً مؤكداً .
- مساحة الاستديو
على معظم الاستديوهات ان تصنع تبعاً لمقاييس الغرف التي تخصص لها ، ولكن هنالك حاجات دنيا معينة ، إذ تميل مجموعات الحيـوانـات المـأسـورة لتكـون صغيرة جداً ، بمقاييس ثقل عن بضعة اقدام مربعة ( متر مربع واحد ) من ناحية المساحة التي تحتلها ، مما يعني ان الحاجة لا تستدعي من الاستديو أن يكون واسعـاً جـدأ ومع ذلك فعلى سطحية العمل أن تكون مناسبة فمن الناحية النموذجية ، يحتاج التصوير الفوتوغرافي في استديو حيـاة البراري الى استعمال مجموعة كبيرة مختلفة من زوايا الـكـامـيـرا ستكون الطاولة المنتصبة ذاتياً كـافيـة لمعظم اللقطات الافقية في حوض زجاجي فارغ او مـائـي ، رغم أن الأطار المـفـتـوح ( * ) سيسـمـح كـذلك بالالتقاط نحو الأعلى من خلال قاعدة حوض شفاف . اما بالنسبة للقطات العمـوديـة والسفلى ، فتستعمل الأرض أو مقعد منخفض كالقاعدة عادة .
هنالك عوامل مهمة أخرى تشمل مـصـدر الطاقـة فـالمضـخـات والسخانات واضـواء الاستديـو غالبا ما تحمل الدارة الكهربائية العادية في الداخـل ما يتجاوز طاقتها . اضف إلى هذا ان إعداد الأحواض المائية وضبط عمقها و إعداد الترتيبات اللازمة لإضاءة الغرفة وضبط التهوية والحرارة فيها . جميعها أمور ينبغي أخذها بعين الاعتبار .
- دعائم الكاميرا
في الاستديو ، لا تحتاج دعامة الكاميرا لأن تكون ممكنة الحمـل والتنقل بشكل خاص ، ولكن عليها ان تتميـز بـمـا يكفي من تـعـدد الاستخدامات لمواجهة المواقع بالغة الاختلاف للكاميرا . فهناك بعض الركائز ثلاثية الأرجـل يمكن لأرجلها أن تنفتح في زاوية واسعة تناسب وضعاً منخفضاً للكاميرا . هذه يسهل العمـل بها كثر ، كما انها اكثر استقراراً في الأسلوب البديل الذي يقوم على
قلب عمـود الوسط راساً على عقب . كما أن هناك بعض الركائز التي يمكن دعمها بذراع افقي للقطات عمودية باتجاه الأسفل ، وذلك لتجنب شمول أرجل الركيزة الثلاثية في الصورة . هذا . ولمـقـدار كبـيـر مـن الالتـقـاط العمودي ، قد يكون الحامل الذي يستعمل للنسخ مناسباً أكثـر . أضف إلى هذا ان الركيزة ثلاثية الأرجل ، مما يوضع على الطاولة . أو الملقط المجهز براس ذي مفصل دوار هما إمكانات اخرى . اما الدعائم الأكثر تعدداً للاستعمالات والأكثر صلابة من كل شيء آخـر لكاميرات الاستديو فهي حامل كاميرا ، وعمود ثقيل دوار مع ذراع جانبي ممكن التعديل ، يستطيـع مسك الكاميرا الانقل وزنا وهي ثابتة
في العديد من المواقع .
- الاضاءة
نبدا القول هنا ان وحدة فلاش الاستديو هي نموذجية . فلانابيب الفلاش الاحادية نتاج يتراوح ما بین ۲۰۰ جول - واط .. ثواني واكثر من ٥٠٠٠ جـول . ويمكن للأشد قوة بينها ان ينشر الضوء بقـوة مـؤمنـا تنـويـراً خفيف التظليل ، ومع ذلك يسمح باعتماد مواقع فتحة بصغر ال ف / ٦٤ مع الفيلم الملون ذي التنقيط الدقيق ، والجدير بالذكر أن وحدة ال ٤٠٠ جول مناسبة من الناحيـة العملية لكل أعمال ال ٣٥ ملم داخل الاستديو وهناك العديد من مشتتات الضوء وعاكساته تعمل على تأمين كل اسلوب ضوئي ، من نقطة حادة مبـاشرة الى ضوء سمـاوي واسـع امـا الضـوء التشكيلي للفيض الضوئي فيعطي مشاهدة مسبقة لنـور الفـلاش تسمح بالتركيز وضبط المحتوى كما يمكن إستعماله كمصدر ضوئي رئيسي اذا دعت الحاجة إلى ذلك تاتي وحدات فلاش الاستديو في إتجاهين وحدات متكاملة وأخرى ذات على الطاقة منفصلة عن الرؤوس . يشيع اسعـمـال الوحدات الأحدث المتكاملة بسبب تصميمها المناسب ، مع القليل فقط من الآثار المتخلفة ، إلا أنها انقل من راس منفصل بالطبع .
ولا مفر من إستعمال عداد فلاش للقيام بعمل دقيق الضبط وتعمل معظم هذه كعدادات ضوء للحدث تقيس الضـوء السـاقـط عـلى الموضوع عوضاً عن المنعكس منه كما باستطاعة بعضها قياس ضـوء نـهـار ومـصـادر فـلاش مجتمعة .
اما عن نظام تدعيم الإضاءة فيحتاج لأن يكون أكثر مرونة حتى في دعامة الكاميرا . وفي مواقع الاضاءة الأكثر فائدة مـا يأتي من فوق الرأس مباشرة ، الا ان هذا يصعب تحقيقه مع حامل اضـاءة ذي قاعدة او اساس ( basic ) امـا البدائل فهي ذراع تطويل مع وزن مقابل ، وذراع افقي قصير ملقوط وقضيب معلق بين عمودين . يمكن للدعائم العمودية أن تكون إما على شكل حاملات ركائز ثلاثية الأرجل او اعمدة متطاولة ترتبط باحكام بين الأرض والسقف ، هذا بينما دعائم الركائز ثلاثية الأرجـل ، مما يستعمل لأضـواء كبيرة تتحرك في الارجاء بمزيد من السهولة إذا ما جرى تركيبها على عربة بعجلات .
- تجهيزات جافة
يوجد نوعان من التجهيزات المسيجة لتصوير حياة البراري في الاستديو ، تلك التي تعتمد لحيوانات تعيش على اليابسة احواض جافة - والأخرى التي تعتمد لكائنات مائيـة - أحواض مائية - . وهنالك إختلافات فيما يحتاجه هذا النوع وذاك من ناحية التشييد والتدبير ، كما يحتاج كل منهـا إلى اساليب فوتوغرافية تختلف عن الأساليب التي يحتاجها الآخر .
يمكن إستعمال التجـهـيـزات الجافة لثدييات صغيرة كفئران الحقول وعـدد من السحليـات والزحـافـات الأخـرى وبعض الحشرات . وعلى الرغم من ان سلوك العديد من المخلوقات يستدعي بناء احواض وخزانات تناسب ما هي معتادة عليه ، يبقى في الإمكـان تبني تصميم واحد اساسي يناسب معظمها .
من أساليب ذلك بناء حـوض كبير جاف ، جيد الدعم بما هو مناسب من نباتات او مواد اخرى معنية ، ثم وضع الحيوان فيـه وإنتظاره إلى حين يستقر هنـاك ويـاخـذ إلى ممـارسـة سلوكـه المعتاد على أنه كثيراً ما يبقى هناك مقدار لا بأس به من الحـظ فيما خص وجهة النظر وتشكيل المحتوى فلا مفـر تقـريبـاً من الالتقاط من مـوقـع مـرتفـع والتجهيز في هذا النوع لا يناسب في حقيقة الأمـر الا كـائـنـات لن تـحـاول التسلق والقفـز فـوق الجوانب .
- تصميم أحد التجهيزات
يمكن القيام بمقدار اكبر بكثير من الضبط بتشييد تجهيز يخدم الكاميرا يمكن تشييد التجهيز الذي يعطي تماماً زاوية المشاهدة لعدسة مختارة ، لا أكثر ولا أقل وبسهولة يمكن بناء مسكن بسيط يناسب المواضيع السهلة من الخشب الرقائقي - المعاكس - او الألواح الخشبيـة او الزجـاج
المشبك هنـا علينا إختيـار العدسة التي سنستعملها ـ عدسة ماکرو ٥٥ ملم على كاميرا ٣٥ ملم مثـلا وقياس مجال المشاهدة على القاعدة غير المقصوصة . بعد ذلك نستطيـع قص القاعـدة حسب الشكل المناسب ، وهذه هي الأساس لبقية التجهيز .
ومن النماذج الأكثر تنميقاً إلى حد ما ، ذلك الذي يتميز بغطاء من الزجـاج العـادي أو الزجاج المشبوك ، فيؤمن بالتالي عدم تمكن الكائنات من الهرب . هنا . ولنتجنب تعريض نوعية الصورة طب ، يستعان بكم مرن يسمح بإدخال العـدسـة إلى الحوض الجاف ، مع استمرار تأمينه إغلاقاً جيداً . ومن الكماليات الاضافية وجـود خلفية معقـوفـة بحيث لا يظهر خط افق اصطناعي واضح في اللقطة .
على أنـه يحـدث في حـالات متعددة ، وعلى الرغم من كل ما رافق تصميم التجهيـز فـي دقـة وعنـايـة وحسـن تـدبيـر ، ان الحيوانات لا تتخذ وضعا يناسب تصويرها فوتوغرافياً على أساسه دون مساعدة ، وقد تحتاج إلى تشجيعها لاتخاذ أوضاع مختلفة اما مقدار التدخل الذي نستطيع القيام به مع الحيوان فيتوقف على نوعية الحيوان علينا الحذر على كـل حـال من المبالغة بحصر الحيوان أو المبالغة بتحريكه في الأرجاء ذلك اننا إذا تجاوزنا في ذلك حدا معيناً ، تعرض الحيوان للضغوط ، ولا ننجح إلا بتصوير تعبير عن الخوف أو العداوة أو أحد أنواع السلوك الأخرى .
- خلفيات
يسمح التصوير الفوتوغرافي داخل الاستديو بمقدار كبير من الضبط والتحكم ، بمـا في ذلك فرصة ترتيب التجهيز للمواضيع بل ، حتى تصميم الصورة كلها مـن سـبـل ذلك تـقـلـيـد المـوطن الطبيعي قدر المستطاع ، الا ان هذا ليس بالسبيل الوحيد ابـدأ فالطريقة التي نختـارهـا لـعـرض الحيـوان لا تتـاثـر بسلوكه الا جزئياً ، ويعود الباقي إلى المصور الفوتوغرافي . قد تكون هناك ناحية معينـة نـريـد ابـرازهـا . كالطريقة التي يعتمدهـا ابو بريص ، بمسطح عمودي وقد نقرر معاملة هذه الظاهرة بطريقة علميـة منفصلة ، او قد نختار معاملة الصورة الفوتوغرافية كصورة إستديـو وجـهيـة ، دون الاهتمام بالناحية الطبيعية
اما الخلفيات الطبيعية فهي أكثر ما يتطلب من جهود . لمجرد ضرورة ظهورها صحيحة تماماً معنى هذا ان الضرورة تستدعي معرفة جيدة بموطن الحيوان فإذا ساورتنـا أية شكوك بهذا الخصوص علينا العمل بعناية على تفحص صور فوتوغرافية لبيئات مماثلة . وحالما ننتهي من تجميـع النبـاتـات والصخور والعناصر الأخـرى يجب البدء بإعداد التجهيز ، على أن نتجنب المبالغة في التصميم ستدفعنا الاغراءات للمبالغة في نظافة وترتيب التجهيز ، ولكن النتيجة ستبدو اصطناعية هكذا ، بينما إذا تعمـــــــــدنا بعض الاهمال من هذه الناحية ، فسيساعد ذلك على إضفاء مزيد من الطبيعية على الصورة .
- الاضاءة
لا تـوجــد قـوانين صـارمـة بخصوص الاضاءة ، ليست هنالك نوعية ضوئية واحدة او اتجاهاً صحيـحـاً للضـوء والاضاءة الجيدة من الناحية الجوهرية ، هي تلك التي تعطي تأثيراً جمالياً ممتعـاً ويمكن لذلك ان يـكـون مسألة شخصية جدا . ومع ذلك فالاذواق المعنية بالاضاءة تتاثر بالنمط السائد في كل عصر ويميـل الاتجاه الحـالي نحـو الطبيعية على وجه العموم مع انتشار عمـومي لضـوء مشتت - تقليداً لنور النهار فإذا كان الحيوان صغيرا من ناحية علاقته مع المصدر الضوئي . فسيتشتت الضوء كثيراً ، ومـع سحليـات صغيرة على سبيل المثال ، يمكن المصدر الضـوء المشتت ذي مساحة القدمين المربعين ان لا يخلف الا القليل من الظل ، غيـر منتج لأي تشكيل تقريباً في هذه الحال ، فإن الضوء المباشر اكثر والأقوى اكثر قد يبدو أفضل .
يحتوي المصدر الضوئي الواحد جيد التشتيت على العديد من المـزايـا الـجـذابـة . ويمكن استخدامه كشكل إضاءة أساسيان لمعظم مواضيع حياة البراري داخل الاستديو فالظلال ناعمة نسبياً دون حواف حادة ، والتاثير الكلي شـامـل ومتساو . فإذا إستخدم هذا المصدر بشكل جيد . تصبح الحاجة ماسة إلى اضواء ثانوية دائماً مـا تبعث بانطباع اصطناعي - اما العاكسات ، أمثال المرايا اليدوية ورقائق الفضة المجعدة وقطع الكرتون الأبيض ، فيمكن إستخدامها لملء المناطق المظللة ، وإذا كان الضوء المشتت معلقـا فـوق التجهيـر مباشرة ، ومـوجها إلى الأسفل .
ستاتي النتيجة وفيها انطباع جيد بوجود أشعة شمسية يغشاها الضباب .
المشتت الضوئي ذو التصميم الأسهل هو صندوقة موصولة إلى الراس الضوئي ، يواجهـه زجاج . اوبال ، او مادة أخـرى شبـه شفافة . ومع وجود وحدة فلاش استـديـو مـوضـوعـة بقـرب المـوضـوع ، يمكن الاستعـانـة بمصباح منزلي منخفض القدرة - واط قليـل ـ كضـوء تشكيـل في الموقع ذاته لن يكون لهذا تاثير على نتاج الفلاش ، ولكنه سيمنع تعرض الحوض الناشف لتسخين شديد رغم هذا ، يجب الحذر لئلا تتسبب الانوار بوضع المواضيع في حالة اضطراب فالسحالي والافاعي المعتادة على حـرارة الصحـراء سوف تنتعش في الظروف الجـافـة والـحـارة تحت انوار الاستديو . أما الحيوانات التي تحتـاج نسبـة كبـيـرة من الرطوبة فقد تحتاج إلى توفر مقدار اضافي من هذه الرطوبة داخل التجهيز . كذلك يوجـد من الحيوانات ما لن يتصرف بشكل عـادي تـحـت ظروف الضوء البراق في هكذا حالات ، قد يكون من الأفـضـل أن نطفيء مصباح التشكيل كليـا ، والبقاء هكذا في شبه ظلمـة مستعملين تنوير الفلاش في الأعلى .
- مـصـلـحـة الـحـيـوان في الاستديو
الاهتمام بشؤون الحيوانات هو مهارة مهمة وصعبة كما ان تامين وسائل الراحـة الدائمـة للحيـوانـات يشبه إلى حد ما الاهتمام بشؤون حديقة حيوان ، و ينبغي الاستخفاف به . وفي بعض البلدان ، سنحـتـاج إلى ترخيص للعمـل هـكـذا عـلى حيوانات من الاصناف الخطيرة او المحمية .
وحتى لو جيء بالحيوانات إلى الاسـتـديـو لمـجـرد جـلسـة فوتوغرافية واحـدة ـ ليـوم أو اثنين فقط ـ علينا التأكد مسبقاً من أننا نستطيـع تامين الحـاجـات والتسهيلات الدنيا لها على الأقل وتتفاوت الظروف المعنية كثيراً ما بين صنف من الحيوانات وآخر ، ولكن على النقاط العامة التالية أن تؤخذ بالحسبان في المقام الأول :
١ - حاجات بيئية عامة : توفير فسحة وتغطية كافيتين ، بما في ذلك مـواقـع للراحـة والتغـذيـة وتشييد الاعـشـاش لهـذه الحيوانات
٢ - الحـرارة : قد تكفي لذلك انوار تانغستن منزلية ، ولكن اذا كانت الحيوانات من النوع الذي يفضل الظلمة ، تدعونا الضرورة إلى استخدام مصباح اشعة تحت الحمراء كما سيفيدنا التيرموستات - ضابط حراري - لضبط حرارة ثابتة تستدعيها الحاجة .
٣ ـ الاضاءة : بعض الحيوانات من لا يتأثر بالضوء الذي يكتنف موقعـه ولكن هنـالك أخـرى . كالأصناف الليلية ، لها متطلبات دقيقة من هذه الناحية .
وهنـاك الكثير من الثدييات الصغيرة التي تنشط ليلا أكثر ما تنشط ، ولكن من الممكن على مدى فترة طويلة ان تنجح تدريجياً بتعديل برنامجها هذا بحيث يتحول ليـل الحيوان ليصبح في فترة العمل النهارية وهذه فترة مناسبة أكثر عادة .
٤ - الرطوبة : جـهـاز بـعـث الرطوبة هو التدبير الذي يوفر أكبر مقدار من الضبط ، ولكن حتى الوعاء المملوء بالماء او الإسفنجة المبللة قد تكون لهما فائدتهما .
ه ـ اشعـة فـوق بنفسجيـة : للمحافظة على صحتها وعافيتها تحتاج الزحافات إلى الأشعة فوق البنفسجية التي تحصل عليها من الوقوف تحت الاشعة الشمسية عادة هنا ، نستطيع إستعمـال مصـابيـح الفلوريسـانـت ذات الاشعة فوق البنفسجية كبديل .
٦ - الاوكسيجين في الأحواض المائية ، قد تقل نسبة الأوكسيجين في المـاء إلى حـد يهدد بالخطر . من هنا ، غالباً ما تستدعي الضرورة توفير التهوية للماء بواسطة مضخة صغيرة .
۷ - مركبات معدنية : للمحتوى الكيميائي في ماء الحوض أهمية عادة ، وبالنسبة للكائنات المائية على وجه الخصوص من هنا . وحتى بالنسبة لحوض المـاء ، الذي نملأه مجدداً علينا الحذر من المياه المنزليـة المـدعمـة بالكلور⏹
بعدما تعرفنا إلى تصوير الحيوانات والحشرات على أنواعها ، في مواقعها الطبيعية ووسط الأدغـال والجبال ، نتعرف هنا على أسلوب أكثر سهولة وأقل تعباً ، وذلك من خلال نقل هذه الحيوانات إلى داخل الاستديو لتصويرهـا بدقة أكثر وتقنيات أشمل .
مع الـتـصـويـر الفـوتـوغـرافي لحياة البراري في موقعها الطبيعي ، لا تتوفر إلا فرص قليلة لممارسة الضبط الفوتوغرافي فـالمصور اشبه بصياد عليه انتهاز الفرص ، عندما تتوفر لـه خـلال لحظات لا أكثر وهو رغم عمله ضمن مخبا . يبقى إلى حد كبير تحت رحمة نظام الحيوان وسلوكه .
على ان هناك بدائل تنوب عن العمل في المواقع الطبيعية لحياة البراري منها العمل على مخلوقات موجودة في الأسر وتصويرها تحت ظروف يـجـري ضبـطهـا والتحكم بها ، وعلى الرغم من التضحية بمتعة ودقة الظروف الطبيعية هنا ، يبقى اننا بدلا منها سنتمتع بحرية ترتيب برنامجنا الفوتوغرافي الذاتي ، مختارين زوايا الكاميرا والمـواضـيـع والتوقيت واي عامل آخر يساعد على صنع صور أفضل قد يكون هذا هو الأسلوب العملي الوحيد للعمل على بعض الحيـوانـات ه الخجولة المراوغة ، كالثدييات الصغيرة أو الكائنات البحرية الصغيرة بل وحـتـى مـع المواضيع ذات المزيد من وضوح المعـالم ، يجدر بنا اخذ فـائـدة العمل على مجموعات ماسورة بعين الاعتبار .
يقول المبدأ الأسـاسي انـه ينبغي الاستفادة من الظروف المنضبطة لتحسين الصورة من خلال اكبر قدر متوفر في التحكم بالأوضاع على ان هذا المبدأ البسيط كثيراً ما يتعرض للتجاهل في مجال الممارسة العملية . فقليل ما يبرر وجـود إمكـانيـة ضبط الاضاءة وتخطيط المحتوى ، ومع ذلك يتم التعـامـل مـع الصـورة عشوائيا . ولكن الصـورة العشوائية التي لا مجال لتجنبها في كثير من الاوضاع في الموقع الطبيعي ، تعكس فرصة مهدورة في الاستديو حيث تتوفر مجموعة بـالـغـة التـطور من الاساليب لتطبيقها على التـصـويـر الفوتوغرافي لحياة البراري من أمثـال ذلك ان الضبـط التقـني والجمالي للاضاءة هو الاعتبار الواحـد الأكثر أهمية في معظم الاعمال العادية داخل الاستديو .. ومع موضوع حيـاة بـراري ، يحتاج الأمر إلى التدبير الدقيق . كما ان إدارة شؤون الاستديو والتخطيط لجلسة الالتقاط فيـه مجال خبرة ودراية يستفيد منهما التصوير الفوتوغرافي لحيـاة الادغال .
معظم أعمـال الـتـصـويـر الفوتوغرافي المنضبط لحياة البراري هو لمخلوقات صغيرة ، وذلك لأسباب عملية : فالحيوانات البرية الكبيرة ليست بمتناول اي كان عادة ، ولا تتوفر الا لحدائق
حيوان قائمة وكاملة التجهيزات أما في الاستديو العادي من ناحية اخرى فمن الممكن تامين كل ما هو ضروري لاستيعاب ما هو صغيـر من ثدييات وزحـافـات وبرمائيات وأسماك وحشرات ، من سيـل ذلك العمل على تـربيـة المواضيع منذ صغرها في محاولة لتامين موطن دائم لها تستطيع العيش فيـه بشكـل عـادي دون تعرضها لضغوط والبديل عن ذلك ان الإستديو يستطيع ببساطة أن يعمل كمسـرح تـوضـع فيـه الحيوانات بعد جلبها في الحقل لإجراء جلسة تصوير فوتوغرافية واحدة قبل إعادة هذه الحيوانات إلى بيئتها الطبيعية دون التعرض لاية اضرار .
- المـعـدات
استديوهات البراري هو مزيج من حـديقـة حيـوان صغيرة ، وإستديو فـوتـوغـرافي للحيـاة السـاكنـة ، يمكن لتصميمـه ان يتفاوت إلى حـد هـائـل ، حيث يتوقف هذا كثيراً على أساليب عمل شخصية مثلما يتوقف على ما هـو مـتـوفـر من تسهيلات عمـل وفسحه ليست ظروف التربية والعيش المستمرين بضرورات جوهرية للحيوانات ، ولكن على مصلحتها ان تاتي قبل أي شيء وحتى السكن المـؤقت ينبغي أن يكون ملائماً .
من الممكن إستخدام العديد من اسالیب الاستديو الفوتوغرافي الأساسية . قد تكون هذه بالغة التنميق ، ولكـن غيـر بـاهـظة التكاليف بالضرورة وقد راحت الإضاءة تلعب دوراً تحسينياً رئيسياً في السنوات الأخيرة لم بعد هنالك وجـود للاختيار غيـر المناسب بين المصابيح الفياضة التي تبعث بـحـرارة شديدة والتنوير البدائي بوحدات جيب ذلك ان فـلاشـات الاسـتـديـو
المتطورة أحدثت تطوراً في عمل الإستديـو ، مـازجـة الانتـاج الضوئي الكبير مع إضاءة تشكيل مستمرة ( * ) . كما ان العمق الكبير للمجال ممكن حتى ببنيات كاميرا كبيرة ، والمقدرة على صنع تحسينات معقولة على نوعية الضوء اصبحت
شيئاً مؤكداً .
- مساحة الاستديو
على معظم الاستديوهات ان تصنع تبعاً لمقاييس الغرف التي تخصص لها ، ولكن هنالك حاجات دنيا معينة ، إذ تميل مجموعات الحيـوانـات المـأسـورة لتكـون صغيرة جداً ، بمقاييس ثقل عن بضعة اقدام مربعة ( متر مربع واحد ) من ناحية المساحة التي تحتلها ، مما يعني ان الحاجة لا تستدعي من الاستديو أن يكون واسعـاً جـدأ ومع ذلك فعلى سطحية العمل أن تكون مناسبة فمن الناحية النموذجية ، يحتاج التصوير الفوتوغرافي في استديو حيـاة البراري الى استعمال مجموعة كبيرة مختلفة من زوايا الـكـامـيـرا ستكون الطاولة المنتصبة ذاتياً كـافيـة لمعظم اللقطات الافقية في حوض زجاجي فارغ او مـائـي ، رغم أن الأطار المـفـتـوح ( * ) سيسـمـح كـذلك بالالتقاط نحو الأعلى من خلال قاعدة حوض شفاف . اما بالنسبة للقطات العمـوديـة والسفلى ، فتستعمل الأرض أو مقعد منخفض كالقاعدة عادة .
هنالك عوامل مهمة أخرى تشمل مـصـدر الطاقـة فـالمضـخـات والسخانات واضـواء الاستديـو غالبا ما تحمل الدارة الكهربائية العادية في الداخـل ما يتجاوز طاقتها . اضف إلى هذا ان إعداد الأحواض المائية وضبط عمقها و إعداد الترتيبات اللازمة لإضاءة الغرفة وضبط التهوية والحرارة فيها . جميعها أمور ينبغي أخذها بعين الاعتبار .
- دعائم الكاميرا
في الاستديو ، لا تحتاج دعامة الكاميرا لأن تكون ممكنة الحمـل والتنقل بشكل خاص ، ولكن عليها ان تتميـز بـمـا يكفي من تـعـدد الاستخدامات لمواجهة المواقع بالغة الاختلاف للكاميرا . فهناك بعض الركائز ثلاثية الأرجـل يمكن لأرجلها أن تنفتح في زاوية واسعة تناسب وضعاً منخفضاً للكاميرا . هذه يسهل العمـل بها كثر ، كما انها اكثر استقراراً في الأسلوب البديل الذي يقوم على
قلب عمـود الوسط راساً على عقب . كما أن هناك بعض الركائز التي يمكن دعمها بذراع افقي للقطات عمودية باتجاه الأسفل ، وذلك لتجنب شمول أرجل الركيزة الثلاثية في الصورة . هذا . ولمـقـدار كبـيـر مـن الالتـقـاط العمودي ، قد يكون الحامل الذي يستعمل للنسخ مناسباً أكثـر . أضف إلى هذا ان الركيزة ثلاثية الأرجل ، مما يوضع على الطاولة . أو الملقط المجهز براس ذي مفصل دوار هما إمكانات اخرى . اما الدعائم الأكثر تعدداً للاستعمالات والأكثر صلابة من كل شيء آخـر لكاميرات الاستديو فهي حامل كاميرا ، وعمود ثقيل دوار مع ذراع جانبي ممكن التعديل ، يستطيـع مسك الكاميرا الانقل وزنا وهي ثابتة
في العديد من المواقع .
- الاضاءة
نبدا القول هنا ان وحدة فلاش الاستديو هي نموذجية . فلانابيب الفلاش الاحادية نتاج يتراوح ما بین ۲۰۰ جول - واط .. ثواني واكثر من ٥٠٠٠ جـول . ويمكن للأشد قوة بينها ان ينشر الضوء بقـوة مـؤمنـا تنـويـراً خفيف التظليل ، ومع ذلك يسمح باعتماد مواقع فتحة بصغر ال ف / ٦٤ مع الفيلم الملون ذي التنقيط الدقيق ، والجدير بالذكر أن وحدة ال ٤٠٠ جول مناسبة من الناحيـة العملية لكل أعمال ال ٣٥ ملم داخل الاستديو وهناك العديد من مشتتات الضوء وعاكساته تعمل على تأمين كل اسلوب ضوئي ، من نقطة حادة مبـاشرة الى ضوء سمـاوي واسـع امـا الضـوء التشكيلي للفيض الضوئي فيعطي مشاهدة مسبقة لنـور الفـلاش تسمح بالتركيز وضبط المحتوى كما يمكن إستعماله كمصدر ضوئي رئيسي اذا دعت الحاجة إلى ذلك تاتي وحدات فلاش الاستديو في إتجاهين وحدات متكاملة وأخرى ذات على الطاقة منفصلة عن الرؤوس . يشيع اسعـمـال الوحدات الأحدث المتكاملة بسبب تصميمها المناسب ، مع القليل فقط من الآثار المتخلفة ، إلا أنها انقل من راس منفصل بالطبع .
ولا مفر من إستعمال عداد فلاش للقيام بعمل دقيق الضبط وتعمل معظم هذه كعدادات ضوء للحدث تقيس الضـوء السـاقـط عـلى الموضوع عوضاً عن المنعكس منه كما باستطاعة بعضها قياس ضـوء نـهـار ومـصـادر فـلاش مجتمعة .
اما عن نظام تدعيم الإضاءة فيحتاج لأن يكون أكثر مرونة حتى في دعامة الكاميرا . وفي مواقع الاضاءة الأكثر فائدة مـا يأتي من فوق الرأس مباشرة ، الا ان هذا يصعب تحقيقه مع حامل اضـاءة ذي قاعدة او اساس ( basic ) امـا البدائل فهي ذراع تطويل مع وزن مقابل ، وذراع افقي قصير ملقوط وقضيب معلق بين عمودين . يمكن للدعائم العمودية أن تكون إما على شكل حاملات ركائز ثلاثية الأرجل او اعمدة متطاولة ترتبط باحكام بين الأرض والسقف ، هذا بينما دعائم الركائز ثلاثية الأرجـل ، مما يستعمل لأضـواء كبيرة تتحرك في الارجاء بمزيد من السهولة إذا ما جرى تركيبها على عربة بعجلات .
- تجهيزات جافة
يوجد نوعان من التجهيزات المسيجة لتصوير حياة البراري في الاستديو ، تلك التي تعتمد لحيوانات تعيش على اليابسة احواض جافة - والأخرى التي تعتمد لكائنات مائيـة - أحواض مائية - . وهنالك إختلافات فيما يحتاجه هذا النوع وذاك من ناحية التشييد والتدبير ، كما يحتاج كل منهـا إلى اساليب فوتوغرافية تختلف عن الأساليب التي يحتاجها الآخر .
يمكن إستعمال التجـهـيـزات الجافة لثدييات صغيرة كفئران الحقول وعـدد من السحليـات والزحـافـات الأخـرى وبعض الحشرات . وعلى الرغم من ان سلوك العديد من المخلوقات يستدعي بناء احواض وخزانات تناسب ما هي معتادة عليه ، يبقى في الإمكـان تبني تصميم واحد اساسي يناسب معظمها .
من أساليب ذلك بناء حـوض كبير جاف ، جيد الدعم بما هو مناسب من نباتات او مواد اخرى معنية ، ثم وضع الحيوان فيـه وإنتظاره إلى حين يستقر هنـاك ويـاخـذ إلى ممـارسـة سلوكـه المعتاد على أنه كثيراً ما يبقى هناك مقدار لا بأس به من الحـظ فيما خص وجهة النظر وتشكيل المحتوى فلا مفـر تقـريبـاً من الالتقاط من مـوقـع مـرتفـع والتجهيز في هذا النوع لا يناسب في حقيقة الأمـر الا كـائـنـات لن تـحـاول التسلق والقفـز فـوق الجوانب .
- تصميم أحد التجهيزات
يمكن القيام بمقدار اكبر بكثير من الضبط بتشييد تجهيز يخدم الكاميرا يمكن تشييد التجهيز الذي يعطي تماماً زاوية المشاهدة لعدسة مختارة ، لا أكثر ولا أقل وبسهولة يمكن بناء مسكن بسيط يناسب المواضيع السهلة من الخشب الرقائقي - المعاكس - او الألواح الخشبيـة او الزجـاج
المشبك هنـا علينا إختيـار العدسة التي سنستعملها ـ عدسة ماکرو ٥٥ ملم على كاميرا ٣٥ ملم مثـلا وقياس مجال المشاهدة على القاعدة غير المقصوصة . بعد ذلك نستطيـع قص القاعـدة حسب الشكل المناسب ، وهذه هي الأساس لبقية التجهيز .
ومن النماذج الأكثر تنميقاً إلى حد ما ، ذلك الذي يتميز بغطاء من الزجـاج العـادي أو الزجاج المشبوك ، فيؤمن بالتالي عدم تمكن الكائنات من الهرب . هنا . ولنتجنب تعريض نوعية الصورة طب ، يستعان بكم مرن يسمح بإدخال العـدسـة إلى الحوض الجاف ، مع استمرار تأمينه إغلاقاً جيداً . ومن الكماليات الاضافية وجـود خلفية معقـوفـة بحيث لا يظهر خط افق اصطناعي واضح في اللقطة .
على أنـه يحـدث في حـالات متعددة ، وعلى الرغم من كل ما رافق تصميم التجهيـز فـي دقـة وعنـايـة وحسـن تـدبيـر ، ان الحيوانات لا تتخذ وضعا يناسب تصويرها فوتوغرافياً على أساسه دون مساعدة ، وقد تحتاج إلى تشجيعها لاتخاذ أوضاع مختلفة اما مقدار التدخل الذي نستطيع القيام به مع الحيوان فيتوقف على نوعية الحيوان علينا الحذر على كـل حـال من المبالغة بحصر الحيوان أو المبالغة بتحريكه في الأرجاء ذلك اننا إذا تجاوزنا في ذلك حدا معيناً ، تعرض الحيوان للضغوط ، ولا ننجح إلا بتصوير تعبير عن الخوف أو العداوة أو أحد أنواع السلوك الأخرى .
- خلفيات
يسمح التصوير الفوتوغرافي داخل الاستديو بمقدار كبير من الضبط والتحكم ، بمـا في ذلك فرصة ترتيب التجهيز للمواضيع بل ، حتى تصميم الصورة كلها مـن سـبـل ذلك تـقـلـيـد المـوطن الطبيعي قدر المستطاع ، الا ان هذا ليس بالسبيل الوحيد ابـدأ فالطريقة التي نختـارهـا لـعـرض الحيـوان لا تتـاثـر بسلوكه الا جزئياً ، ويعود الباقي إلى المصور الفوتوغرافي . قد تكون هناك ناحية معينـة نـريـد ابـرازهـا . كالطريقة التي يعتمدهـا ابو بريص ، بمسطح عمودي وقد نقرر معاملة هذه الظاهرة بطريقة علميـة منفصلة ، او قد نختار معاملة الصورة الفوتوغرافية كصورة إستديـو وجـهيـة ، دون الاهتمام بالناحية الطبيعية
اما الخلفيات الطبيعية فهي أكثر ما يتطلب من جهود . لمجرد ضرورة ظهورها صحيحة تماماً معنى هذا ان الضرورة تستدعي معرفة جيدة بموطن الحيوان فإذا ساورتنـا أية شكوك بهذا الخصوص علينا العمل بعناية على تفحص صور فوتوغرافية لبيئات مماثلة . وحالما ننتهي من تجميـع النبـاتـات والصخور والعناصر الأخـرى يجب البدء بإعداد التجهيز ، على أن نتجنب المبالغة في التصميم ستدفعنا الاغراءات للمبالغة في نظافة وترتيب التجهيز ، ولكن النتيجة ستبدو اصطناعية هكذا ، بينما إذا تعمـــــــــدنا بعض الاهمال من هذه الناحية ، فسيساعد ذلك على إضفاء مزيد من الطبيعية على الصورة .
- الاضاءة
لا تـوجــد قـوانين صـارمـة بخصوص الاضاءة ، ليست هنالك نوعية ضوئية واحدة او اتجاهاً صحيـحـاً للضـوء والاضاءة الجيدة من الناحية الجوهرية ، هي تلك التي تعطي تأثيراً جمالياً ممتعـاً ويمكن لذلك ان يـكـون مسألة شخصية جدا . ومع ذلك فالاذواق المعنية بالاضاءة تتاثر بالنمط السائد في كل عصر ويميـل الاتجاه الحـالي نحـو الطبيعية على وجه العموم مع انتشار عمـومي لضـوء مشتت - تقليداً لنور النهار فإذا كان الحيوان صغيرا من ناحية علاقته مع المصدر الضوئي . فسيتشتت الضوء كثيراً ، ومـع سحليـات صغيرة على سبيل المثال ، يمكن المصدر الضـوء المشتت ذي مساحة القدمين المربعين ان لا يخلف الا القليل من الظل ، غيـر منتج لأي تشكيل تقريباً في هذه الحال ، فإن الضوء المباشر اكثر والأقوى اكثر قد يبدو أفضل .
يحتوي المصدر الضوئي الواحد جيد التشتيت على العديد من المـزايـا الـجـذابـة . ويمكن استخدامه كشكل إضاءة أساسيان لمعظم مواضيع حياة البراري داخل الاستديو فالظلال ناعمة نسبياً دون حواف حادة ، والتاثير الكلي شـامـل ومتساو . فإذا إستخدم هذا المصدر بشكل جيد . تصبح الحاجة ماسة إلى اضواء ثانوية دائماً مـا تبعث بانطباع اصطناعي - اما العاكسات ، أمثال المرايا اليدوية ورقائق الفضة المجعدة وقطع الكرتون الأبيض ، فيمكن إستخدامها لملء المناطق المظللة ، وإذا كان الضوء المشتت معلقـا فـوق التجهيـر مباشرة ، ومـوجها إلى الأسفل .
ستاتي النتيجة وفيها انطباع جيد بوجود أشعة شمسية يغشاها الضباب .
المشتت الضوئي ذو التصميم الأسهل هو صندوقة موصولة إلى الراس الضوئي ، يواجهـه زجاج . اوبال ، او مادة أخـرى شبـه شفافة . ومع وجود وحدة فلاش استـديـو مـوضـوعـة بقـرب المـوضـوع ، يمكن الاستعـانـة بمصباح منزلي منخفض القدرة - واط قليـل ـ كضـوء تشكيـل في الموقع ذاته لن يكون لهذا تاثير على نتاج الفلاش ، ولكنه سيمنع تعرض الحوض الناشف لتسخين شديد رغم هذا ، يجب الحذر لئلا تتسبب الانوار بوضع المواضيع في حالة اضطراب فالسحالي والافاعي المعتادة على حـرارة الصحـراء سوف تنتعش في الظروف الجـافـة والـحـارة تحت انوار الاستديو . أما الحيوانات التي تحتـاج نسبـة كبـيـرة من الرطوبة فقد تحتاج إلى توفر مقدار اضافي من هذه الرطوبة داخل التجهيز . كذلك يوجـد من الحيوانات ما لن يتصرف بشكل عـادي تـحـت ظروف الضوء البراق في هكذا حالات ، قد يكون من الأفـضـل أن نطفيء مصباح التشكيل كليـا ، والبقاء هكذا في شبه ظلمـة مستعملين تنوير الفلاش في الأعلى .
- مـصـلـحـة الـحـيـوان في الاستديو
الاهتمام بشؤون الحيوانات هو مهارة مهمة وصعبة كما ان تامين وسائل الراحـة الدائمـة للحيـوانـات يشبه إلى حد ما الاهتمام بشؤون حديقة حيوان ، و ينبغي الاستخفاف به . وفي بعض البلدان ، سنحـتـاج إلى ترخيص للعمـل هـكـذا عـلى حيوانات من الاصناف الخطيرة او المحمية .
وحتى لو جيء بالحيوانات إلى الاسـتـديـو لمـجـرد جـلسـة فوتوغرافية واحـدة ـ ليـوم أو اثنين فقط ـ علينا التأكد مسبقاً من أننا نستطيـع تامين الحـاجـات والتسهيلات الدنيا لها على الأقل وتتفاوت الظروف المعنية كثيراً ما بين صنف من الحيوانات وآخر ، ولكن على النقاط العامة التالية أن تؤخذ بالحسبان في المقام الأول :
١ - حاجات بيئية عامة : توفير فسحة وتغطية كافيتين ، بما في ذلك مـواقـع للراحـة والتغـذيـة وتشييد الاعـشـاش لهـذه الحيوانات
٢ - الحـرارة : قد تكفي لذلك انوار تانغستن منزلية ، ولكن اذا كانت الحيوانات من النوع الذي يفضل الظلمة ، تدعونا الضرورة إلى استخدام مصباح اشعة تحت الحمراء كما سيفيدنا التيرموستات - ضابط حراري - لضبط حرارة ثابتة تستدعيها الحاجة .
٣ ـ الاضاءة : بعض الحيوانات من لا يتأثر بالضوء الذي يكتنف موقعـه ولكن هنـالك أخـرى . كالأصناف الليلية ، لها متطلبات دقيقة من هذه الناحية .
وهنـاك الكثير من الثدييات الصغيرة التي تنشط ليلا أكثر ما تنشط ، ولكن من الممكن على مدى فترة طويلة ان تنجح تدريجياً بتعديل برنامجها هذا بحيث يتحول ليـل الحيوان ليصبح في فترة العمل النهارية وهذه فترة مناسبة أكثر عادة .
٤ - الرطوبة : جـهـاز بـعـث الرطوبة هو التدبير الذي يوفر أكبر مقدار من الضبط ، ولكن حتى الوعاء المملوء بالماء او الإسفنجة المبللة قد تكون لهما فائدتهما .
ه ـ اشعـة فـوق بنفسجيـة : للمحافظة على صحتها وعافيتها تحتاج الزحافات إلى الأشعة فوق البنفسجية التي تحصل عليها من الوقوف تحت الاشعة الشمسية عادة هنا ، نستطيع إستعمـال مصـابيـح الفلوريسـانـت ذات الاشعة فوق البنفسجية كبديل .
٦ - الاوكسيجين في الأحواض المائية ، قد تقل نسبة الأوكسيجين في المـاء إلى حـد يهدد بالخطر . من هنا ، غالباً ما تستدعي الضرورة توفير التهوية للماء بواسطة مضخة صغيرة .
۷ - مركبات معدنية : للمحتوى الكيميائي في ماء الحوض أهمية عادة ، وبالنسبة للكائنات المائية على وجه الخصوص من هنا . وحتى بالنسبة لحوض المـاء ، الذي نملأه مجدداً علينا الحذر من المياه المنزليـة المـدعمـة بالكلور⏹
تعليق