مالك ريب مازني
Malik ibn al-Rieb al-Mazini - Malik ibn al-Rieb al-Mazini
مالك بن الريب المازني
(… ـ 56هـ/… ـ 676م )
مالك بن الرَّيب بن حَوْط بن قُرط ابن حِسْل، أبو عُقبة، المازني. من شعراء الإسلام في أول أيام بني أمية. كان ظريفاً أديباً فاتكاً.
نشأ في بادية بني تميم في البصرة، فأثرت فيه شدة البادية وغلظتها. «وكان من أجمل الناس وجهاً، وأحسنهم ثيابا»، وقد تزعّم في شبابه فئة من اللصوص والفُتّاك، وجاب البادية حتى وصل إلى مكة وأطرافها، ويبدو أنه أُمسك بها، وحُبس في مكة، وفي ذلك يقول:
وقد شفع له أحد بني مازن وأطلقه من سجنه. ولما كثر شرُّ مالك وأصحابه، طلبه مروان بن الحكم، وكان والياً على المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، فهرب حتى وصل إلى بلاد فارس، ومما قاله في هربه:
وذكر ابن قتيبة ومن تابعه أنّ مالكاً هجا الحجاج وهرب منه وقال شعراً في هجائه، وهذا لا يصح لأن الحجاج حين توفي مالك كان عمره ستة عشر عاماً فقط، وقد ردّ ابن سعيد الخير (ت 571هـ) على ابن قتيبة، قال: هذا غلط إنما هرب مالك بن الريب من مروان ابن الحكم في أيام معاوية، وإنما الشعر (يريد الشعر الذي هجي به الحجاج) للفرزدق.
وتشير الأخبار إلى أنه تاب عما كان عليه من لصوصية، وحسُنت أخلاقه وسيرته، ثم نسك، وخرج إلى خراسان غازياً. ولما أراد السفر «تعلقت ابنته بثوبه وبكت، وقالت له: أخشى أن يطول سفرك أو يحول الموت بيننا فلا نلتقي، فبكى» وقال:
مات شاباً في غزوه مع سعيد بن عثمان بن عفان في خراسان، وقبره فيها، وكان قد اعتلّ قبل وفاته، فقال في علته يرثي نفسه:
وتعد هذه من أشهر قصائد الرثاء في الشعر العربي.
وقد غلب على شعره صورة البادية وحيواناتها - ولاسيما قصيدته في الذئب وفي الأسد - وأماكنها التي مرّ بها، والحديث عن أخباره، إضافة إلى رثاء النفس.
وقد جمع نوري حمودي القيسي ما تبقى من شعره، ونشره في مجلة معهد المخطوطات العربية.
ع. أ. ز
Malik ibn al-Rieb al-Mazini - Malik ibn al-Rieb al-Mazini
مالك بن الريب المازني
(… ـ 56هـ/… ـ 676م )
مالك بن الرَّيب بن حَوْط بن قُرط ابن حِسْل، أبو عُقبة، المازني. من شعراء الإسلام في أول أيام بني أمية. كان ظريفاً أديباً فاتكاً.
نشأ في بادية بني تميم في البصرة، فأثرت فيه شدة البادية وغلظتها. «وكان من أجمل الناس وجهاً، وأحسنهم ثيابا»، وقد تزعّم في شبابه فئة من اللصوص والفُتّاك، وجاب البادية حتى وصل إلى مكة وأطرافها، ويبدو أنه أُمسك بها، وحُبس في مكة، وفي ذلك يقول:
أتلحق بالريب الرفاقُ ومالكٌ | بمكةَ في سجنٍ يُعنّيه راقبه |
ألا من مبلغٌ مروانَ عنـي | فإني ليس دهري بالفرار |
ولا جزِع من الحدثان يوما | ولكنـي أرود لكـم وَبارِ |
وتشير الأخبار إلى أنه تاب عما كان عليه من لصوصية، وحسُنت أخلاقه وسيرته، ثم نسك، وخرج إلى خراسان غازياً. ولما أراد السفر «تعلقت ابنته بثوبه وبكت، وقالت له: أخشى أن يطول سفرك أو يحول الموت بيننا فلا نلتقي، فبكى» وقال:
ولقد قلت لابنتي وهي تبكي | بدَخِيلِ الهموم قلبـاً كئيبـا |
حَذَر الحتف أن يصيبَ أباها | ويلاقي في غير أهلٍ شَعوبا |
اسكتي قد حززتِ بالدمع قلبي | طالما حـزّ دمعكنّ القلوبـا |
فعسـى الله أن يدافعَ عنـي | رَيبَ ما تحذرين حتى أؤوبا |
ألا ليت شـعري هل أبيتـنَّ ليلـةً | بوادي الغَضا أُزجي القِلاصَ النواجيا |
ألـم ترَنـي بعتُ الضلالـةَ بالهدى | وأصبحتُ في جيش ابن عفّان غازيا |
لعمري لئن غالَت خراسـانُ هامتي | لقد كنتُ عن بابَيْ خراسانَ نائيــا |
تذكّرتُ من يبكـي علـيّ فلـم أجد | سـوى السيفِ والرمحِ الرُدَينِيّ باكيا |
ولمّـا تراءت عنـد مَـرْوٍ منيتـي | وَخَلّ بها جسمي وحلّـت وفاتيــا |
أقول لأصحابـي ارفعونـي فإنــه | يقرُّ بعينـي أنْ سـهيلٌ بداليـــا |
فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزلا | برابيـةٍ إنـي مقيـم ٌ لياليــــا |
يـقولون لا تَبـْعَد وهـم يدفنوننـي | وأين مـكان البُعـد إلا مكانيـــا |
وبالـرمل مني نسـوةٌ لو شـَهِدْنَنَي | بكَيـن وفَدَّيـن الطـبيبَ المداويـا |
وقد غلب على شعره صورة البادية وحيواناتها - ولاسيما قصيدته في الذئب وفي الأسد - وأماكنها التي مرّ بها، والحديث عن أخباره، إضافة إلى رثاء النفس.
وقد جمع نوري حمودي القيسي ما تبقى من شعره، ونشره في مجلة معهد المخطوطات العربية.
ع. أ. ز