ماك ارثر (دوغلاس)
MacArthur (Douglas-) - MacArthur (Douglas-)
ماك آرثر (دوغلاس ـ)
(1880ـ 1964)
دوغلاس ماك آرثر Douglas MacArthur جنرال أمريكي من أبرز القادة العسكريين الأمريكيين في القرن العشرين. تولى قيادة مسرح العمليات الجنوبي الغربي في المحيط الهادئ إبّان الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، ثم صار الحاكم العسكري لليابان بعد تلك الحرب، كما قاد قوات الأمم المتحدة في السنة الأولى من الحرب الكورية.
ولد دوغلاس ماك آرثر في بلدة ليتل روك Little Rock من ولاية أركنساس Arkansas، وهو الابن الثالث للجنرال آرثر ماك آرثر، من أبطال الحرب الأهلية الأمريكية، وحاكم الفيليبين بعد ذلك. وكانت والدته ماري هاردي Mary Hardy امرأة طموحة جداً أثرت في ولدها وأورثته كثيراً من أفكارها.
التحق دوغلاس ماك آرثر بأكاديمية وست بوينت العسكرية West Point Military Academy، وتخرج فيها عام 1903 بدرجة شرف، وأصبح ضابطاً مهندساً. تقلّب في عدد من المناصب التقليدية طوال أربعة عشر عاماً، قام في أثنائها بجولات في مناطق الشرق الأقصى مرافقاً لوالده الجنرال آرثر حاكم الفيليبين، ثم مرافقاً للرئيس الأمريكي تيودور روزفلت Theodore Roosevelt. عُيِّن بعدها الضابط الأول للعلاقات العامة للجيش. وفي الحرب العالمية الأولى رقي دوغلاس ماك آرثر إلى رتبة عميد، ومنح عدداً من الأوسمة لإنجازاته وأعماله البطولية في فرنسا في المعارك التي خاضها قائداً للفرقة 42 واحتلاله منطقة الراين.
في عام 1919 عيّن ماك أرثر مديراً لأكاديمية وست بوينت العسكرية حيث أمضى ثلاث سنوات، أدخل في أثنائها تحسينات كبيرة على مناهج التدريس وأساليبه فيها، وتقلّب بعد ترقيته إلى رتبة لواء في عدد من المناصب منها قيادة الإدارة العسكرية الأمريكية في الفيليبين، فرئاسة اللجنة الأولمبية الأمريكية (1928). وفي عام 1930 أصبح رئيساً لأركان الجيش برتبة جنرال واستمر في منصبه هذا خمس سنوات؛ سعى في أثنائها إلى زيادة قوة الجيش والمحافظة على قدراته على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، غير أنه تعرض للنقد لإفراطه في استعمال القوة في طرد المحاربين القدماء الساخطين، من الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وعُرفوا باسم «جيش العلاوة» Bonus Army عام 1932، إثر اعتصامهم في واشنطن العاصمة في حركة احتجاج؛ بسبب الانهيار الاقتصادي الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1935، تنحى ماك آرثر عن منصبه ليعمل مستشاراً عسكرياً لحكومة الفيليبين بعد استقلالها، واستمر في عمله هذا حتى عام 1941.
استدعي دوغلاس ماك آرثر للخدمة مجدداً في عام 1941 ليقود القوات الأمريكية في الفيليبين، فتقدَّم بخطة لسحب قواته من قواعدها إلى جزيرة باتان Bataan في حال هجوم اليابان، والدفاع عنها حتى وصول النجدات. وكان يأمل في إيقاف اليابانيين عند الشاطئ، غير أنه مع بدء الحرب في المحيط الهادئ وبناء على أوامر الرئيس تيودور روزفلت غادر الفيليبين إلى أستراليا قبل أن تستسلم القوات الأمريكية المدافعة عنها لليابانيين سنة 1942. وقد أصيب ماك آرثر بخيبة أمل وإحباط من استراتيجية الحلفاء التي منحت المسرح الأوربي الأفضلية الأولى، واضطرته إلى تقاسم القيادة في المحيط الهادئ مع قائد القوات البحرية هناك الأدميرال تشستر نيمتز[ر] Chester W. Nimitz.
قاد ماك آرثر بصفته القائد الأعلى لمسرح المحيط الهادئ الجنوبي الغربي قوات أمريكية - أسترالية مشتركة في سلسلة من الحملات المظفرة، استرد فيها جزيرة بعد جزيرة من المواقع التي كانت قد احتلتها اليابان منذ بداية الحرب، واختتمها بإعادة احتلال الفيليبين تشرين الأول/أكتوبر 1944 ورقي في أثنائها إلى رتبة جنرال الجيش، وكان على وشك غزو اليابان نفسها لما أعلنت استسلامها.
عُيّن ماك آرثر بعد الحرب قائداً أعلى لقوات الحلفاء التي احتلت اليابان وتلقى استسلامها، وأشرف على نزع أسلحتها وتسريح قواتها، وترأس برنامجا للتحول الاجتماعي والاقتصادي والإصلاح السياسي فيها. ومع أنه حصل على تأييد بعض الليبراليين من الأمريكيين، فقد أُخذ عليه تحيّزه للجمهوريين في انتخابات الرئاسة عام 1948 وانتماؤه لفئة المحافظين المتشددين.
ومع غزو كوريا الشمالية للجنوبية عام 1950، دخلت الولايات المتحدة الحرب بتأييد من الأمم المتحدة، وعُين ماك آرثر قائداً عاماً لقوات الأمم المتحدة. فبادر إلى إرسال القسم الأكبر من قوات الاحتلال الأمريكية الموجودة في اليابان للدفاع عن كوريا الجنوبية، وبعد وصول تعزيزات كافية أصبح في وسعه التحول إلى الهجوم، فقام بإنزال جريء في ميناء إنشون Inch’on، وتمكن من إخراج القوات الشمالية من كوريا الجنوبية ومطاردتها إلى الحدود مع الصين، غير أن الصين بادرت إلى دفع تعزيزات إلى كوريا الشمالية. أراد ماك آرثر توسيع رقعة الحرب لكن الموقف السياسي الدولي لم يكن مناسباً، وامتنعت الإدارة الأمريكية عن مجاراته، فانتقدها بشدة، وكان ذلك سبب اتخاذ الرئيس هاري ترومان قراراً بإعفائه من القيادة في نيسان/أبريل 1951.
عاد ماك آرثر إلى بلاده ساخطاً، ومع أنه حاز إعجاب مؤيديه ومنتقديه على حد سواء لطموحه وجرأته في قراراته، ودوره القيادي في الشؤون العسكرية الأمريكية لمدة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن؛ فقد أخفق في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري له للانتخابات الرئاسية، وتولى في تقاعده رئاسة مجلس إدارة شركة رمنغتون رند Remington Rand Co.، وتوفي في واشنطن ودفن فيها.
محمد وليد الجلاد
MacArthur (Douglas-) - MacArthur (Douglas-)
ماك آرثر (دوغلاس ـ)
(1880ـ 1964)
دوغلاس ماك آرثر Douglas MacArthur جنرال أمريكي من أبرز القادة العسكريين الأمريكيين في القرن العشرين. تولى قيادة مسرح العمليات الجنوبي الغربي في المحيط الهادئ إبّان الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، ثم صار الحاكم العسكري لليابان بعد تلك الحرب، كما قاد قوات الأمم المتحدة في السنة الأولى من الحرب الكورية.
التحق دوغلاس ماك آرثر بأكاديمية وست بوينت العسكرية West Point Military Academy، وتخرج فيها عام 1903 بدرجة شرف، وأصبح ضابطاً مهندساً. تقلّب في عدد من المناصب التقليدية طوال أربعة عشر عاماً، قام في أثنائها بجولات في مناطق الشرق الأقصى مرافقاً لوالده الجنرال آرثر حاكم الفيليبين، ثم مرافقاً للرئيس الأمريكي تيودور روزفلت Theodore Roosevelt. عُيِّن بعدها الضابط الأول للعلاقات العامة للجيش. وفي الحرب العالمية الأولى رقي دوغلاس ماك آرثر إلى رتبة عميد، ومنح عدداً من الأوسمة لإنجازاته وأعماله البطولية في فرنسا في المعارك التي خاضها قائداً للفرقة 42 واحتلاله منطقة الراين.
في عام 1919 عيّن ماك أرثر مديراً لأكاديمية وست بوينت العسكرية حيث أمضى ثلاث سنوات، أدخل في أثنائها تحسينات كبيرة على مناهج التدريس وأساليبه فيها، وتقلّب بعد ترقيته إلى رتبة لواء في عدد من المناصب منها قيادة الإدارة العسكرية الأمريكية في الفيليبين، فرئاسة اللجنة الأولمبية الأمريكية (1928). وفي عام 1930 أصبح رئيساً لأركان الجيش برتبة جنرال واستمر في منصبه هذا خمس سنوات؛ سعى في أثنائها إلى زيادة قوة الجيش والمحافظة على قدراته على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، غير أنه تعرض للنقد لإفراطه في استعمال القوة في طرد المحاربين القدماء الساخطين، من الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى وعُرفوا باسم «جيش العلاوة» Bonus Army عام 1932، إثر اعتصامهم في واشنطن العاصمة في حركة احتجاج؛ بسبب الانهيار الاقتصادي الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1935، تنحى ماك آرثر عن منصبه ليعمل مستشاراً عسكرياً لحكومة الفيليبين بعد استقلالها، واستمر في عمله هذا حتى عام 1941.
استدعي دوغلاس ماك آرثر للخدمة مجدداً في عام 1941 ليقود القوات الأمريكية في الفيليبين، فتقدَّم بخطة لسحب قواته من قواعدها إلى جزيرة باتان Bataan في حال هجوم اليابان، والدفاع عنها حتى وصول النجدات. وكان يأمل في إيقاف اليابانيين عند الشاطئ، غير أنه مع بدء الحرب في المحيط الهادئ وبناء على أوامر الرئيس تيودور روزفلت غادر الفيليبين إلى أستراليا قبل أن تستسلم القوات الأمريكية المدافعة عنها لليابانيين سنة 1942. وقد أصيب ماك آرثر بخيبة أمل وإحباط من استراتيجية الحلفاء التي منحت المسرح الأوربي الأفضلية الأولى، واضطرته إلى تقاسم القيادة في المحيط الهادئ مع قائد القوات البحرية هناك الأدميرال تشستر نيمتز[ر] Chester W. Nimitz.
قاد ماك آرثر بصفته القائد الأعلى لمسرح المحيط الهادئ الجنوبي الغربي قوات أمريكية - أسترالية مشتركة في سلسلة من الحملات المظفرة، استرد فيها جزيرة بعد جزيرة من المواقع التي كانت قد احتلتها اليابان منذ بداية الحرب، واختتمها بإعادة احتلال الفيليبين تشرين الأول/أكتوبر 1944 ورقي في أثنائها إلى رتبة جنرال الجيش، وكان على وشك غزو اليابان نفسها لما أعلنت استسلامها.
عُيّن ماك آرثر بعد الحرب قائداً أعلى لقوات الحلفاء التي احتلت اليابان وتلقى استسلامها، وأشرف على نزع أسلحتها وتسريح قواتها، وترأس برنامجا للتحول الاجتماعي والاقتصادي والإصلاح السياسي فيها. ومع أنه حصل على تأييد بعض الليبراليين من الأمريكيين، فقد أُخذ عليه تحيّزه للجمهوريين في انتخابات الرئاسة عام 1948 وانتماؤه لفئة المحافظين المتشددين.
ومع غزو كوريا الشمالية للجنوبية عام 1950، دخلت الولايات المتحدة الحرب بتأييد من الأمم المتحدة، وعُين ماك آرثر قائداً عاماً لقوات الأمم المتحدة. فبادر إلى إرسال القسم الأكبر من قوات الاحتلال الأمريكية الموجودة في اليابان للدفاع عن كوريا الجنوبية، وبعد وصول تعزيزات كافية أصبح في وسعه التحول إلى الهجوم، فقام بإنزال جريء في ميناء إنشون Inch’on، وتمكن من إخراج القوات الشمالية من كوريا الجنوبية ومطاردتها إلى الحدود مع الصين، غير أن الصين بادرت إلى دفع تعزيزات إلى كوريا الشمالية. أراد ماك آرثر توسيع رقعة الحرب لكن الموقف السياسي الدولي لم يكن مناسباً، وامتنعت الإدارة الأمريكية عن مجاراته، فانتقدها بشدة، وكان ذلك سبب اتخاذ الرئيس هاري ترومان قراراً بإعفائه من القيادة في نيسان/أبريل 1951.
عاد ماك آرثر إلى بلاده ساخطاً، ومع أنه حاز إعجاب مؤيديه ومنتقديه على حد سواء لطموحه وجرأته في قراراته، ودوره القيادي في الشؤون العسكرية الأمريكية لمدة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن؛ فقد أخفق في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري له للانتخابات الرئاسية، وتولى في تقاعده رئاسة مجلس إدارة شركة رمنغتون رند Remington Rand Co.، وتوفي في واشنطن ودفن فيها.
محمد وليد الجلاد