مانيثون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مانيثون

    مانيثون

    Manetho - Manéthon

    مانيثون

    مانيثون (أو مانيتون) Manetho، هو المؤرخ المصري الذي أرسى أسس كتابة التاريخ المصري القديم، ومازال المؤرخون يأخذون بمنهجيته وأسلوبه في كتابه تاريخ مصر القديم إلى هذا اليوم؛ وذلك لتطابق ماكتبه مع المكتشفات الأثرية المصرية في الزمن الحالي، واعتماده في كتاباته عن تاريخ مصر على الوثائق والآثار المصرية القديمة.
    مانيثون كاهن مصري عاش في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثالث (323- 245ق.م)، وُلد بمدينة Sebennytus (سمنود الحالية) بالدلتا، وتدرج بالمناصب الكهنوتية إلى أن وصل إلى مرتبة الكاهن الأكبر في مدينة «أون» (هليوبولِس) (عين شمس). ولذلك كان متمكناً من اللغتين المصرية القديمة والإغريقية، وخبيراً بالخطوط المصرية القديمة، متعمقاً بالدين والتاريخ المصريين القديمين. وقد سهلت له وظيفته «الكاهن الأكبر» الوصول إلى السجلات القديمة في المعابد.
    كتب مانيثون تاريخه في ثمانية كتب باسم «ايجبتياكا» Aegyptiaca أي تاريخ مصر. وقد كتبه باللغة اليونانية نحو عام 280 ق.م، بتكليف من بطلميوس Ptolemaios الثاني فيلادلفيوس، وقد ساعدته الدولة حينئذ بوضع كل ماتملك من مصادر ومايوجد في المعابد من وثائق تحت تصرفه، ولكن مما يؤسف له أنه لم يصلنا منه سوى فقرات يسيرة من خلال كتاب جوزيفوس Josephos «ضد أبيون» من القرن الأول الميلادي كما وصلتنا قوائم بأسماء ملوك الأسرات المصرية ومدد حكمهم مما نقله يوليوس أفريكانوس نحو 220 م وأوسبيوس[ر] نحو 320م. وآخر من نقل عن مانيثون الراهب جورجيس المسمى «سينكلوس» نحو 800م. ويمكن القول في هذا الصدد إن ما نقله أفريكانوس عن مانيثون كان الأكثر دقة، وما نقله سينكلوس الأكثر كمالاً. أما جوزيفوس فقد عمد إلى تزوير بعض الحقائق.
    قسَّم مانيثون تاريخ مصر القديم إلى ثلاثين أسرة حاكمة، وقد أخذ الباحثون بهذا التقسيم لتوافقه مع القوائم الملكية المصرية المكتوبة على آثار مصر، ولكنه كتب أسماء الملوك المصرية باللغة الإغريقية، كما كان ينطقها الإغريق، وكانت طريقته في ترتيب أسماء الملوك كالآتي: رتب أسماء ملوك مصر القدامى حسب تسلسلهم الزمني، وكان يضع بجانب كل اسم ملك مدة حكمه، ثم يجمع الملوك الذين يتحدرون من جد واحد في أسرة حاكمة، نسبها إما للبلد الذي تنتسب إليه الأسرة، أو إلى العاصمة التي أقامت حكمها فيها. وأخيراً كان يرقم الأسر المصرية حسب تعاقبها من رقم 1 إلى 30، ويجمع مدة حكم كل أسرة. ويظن الباحثون المحدثون أن مانيثون قد أخذ منهجيته هذه عن بردية «تورين» التي كتبت في عصر الأسرة التاسعة عشرة، والتي قسّمت ملوك مصر إلى أسر حاكمة. وهكذا يمكن القول، إن الفضل في إرساء أسس كتابة التاريخ المصري القديم على قواعد صحيحة، إنما يعود إلى مانيثون الذي اعتمد في كتاباته على الآثار المصرية، وعلى المسارد المصرية القديمة عامة، وبردية تورين خاصة، في ترتيب تعاقب الأسر المصرية الحاكمة. فجاءت كتاباته أقرب ما تكون إلى الحقيقة، وقد أيدتها الكشوف الأثرية الحديثة، ولذلك أخذ الباحثون بمعظم ما جاء في كتابات مانيثون عن تاريخ مصر القديمة، التي ضمت ترتيب الأسر المصرية الحاكمة وبعض الأحداث التاريخية.
    محمود عبد الحميد أحمد
يعمل...
X