حسني جزايري (جعفر)
Al-Hassani al-Djazaeri (Jaafar-) - Al-Hassani al-Jazaïri (Jaafar-)
الحسني الجزائري (جعفر-)
(1312-1390هـ/1895-1970م)
جعفر بن طاهر بن أحمد بن الأمير عبد القادر الحسني الجزائري، من رجالات سورية في العصر الحديث، وأحد الذين واكبوا نهضتها في ميادين العلم والثقافة والإدارة بعد الحرب العالمية الأولى. وهو عالم بالآثار، وأحد رواد هذا العلم في سورية، وأحد قدماء رجال المجمع العلمي بدمشق (اللغوي فيما بعد).
وُلد في مزرعة والده في حوش بلاس من ضواحي دمشق وأرخ مولده العلامة الشيخ طاهر الجزائري ببيتين من الشعر على طريقة المتأخرين.
تكاد سيرة حياته العامة تكون هي نفسها صورة حياته العلمية، فقد هيأت له مكانة أسرته تعليماً خاصاً كان له أثره في تيسير تحصيله العلمي، فدرس الابتدائية في مدرسة الآباء العازاريين الفرنسية في دمشق، ثم انتقل إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في بيروت (اللاييك)، ليحرز منها شهادة الدروس الثانوية.
حال إعلان الحرب العالمية الأولى بينه وبين إتمام دروسه العالية، وأبعدته الحكومة العثمانية مع عائلته إلى بروسة بالأناضول بعد إعلان الحرب العالمية ، ثم أفرجت عنه سنة 1918، فعاد إلى دمشق في صيف تلك السنة.
تولى في أيلول (1920م) أول أعماله العامة أميناً للمتحف العربي الذي أنشأه المجمع العلمي، وكان اسم المتحف آنذاك (دار الآثار)، ثم أوفد في تشــرين الأول (1921) إلى فرنسة للتخصص في علم الآثار القديمة، فبذل جهداً مضاعفاً، وأحرز نتيجتين في علمين يعين أحدهما على الآخر، أحرز من مدرســة اللوفـر (1924) شهادتها في علم الآثار الشرقية القديمة، وتابع في جامعة باريس دراسة اللغات العربية القديمة.
استأنف في دمشق عمله الذي أسند إليه في المتحف العربي حتى سنة 1928 فعين محافظاً له بعد أن انفصل عن المجمع، وصار مؤسسة رسمية مستقلة، وألحق به إدارة حديقة تدمر الأثرية.
وفي سنة 1947 عين مديراً عاماً للآثار، وفي كانون الثاني (1951) عين محافظاً في جبل العرب ، وقدم استقالته في نيسان من العام نفسه، واعتزل نهائياً الخدمات الحكومية.
لعل صلته بمجمع دمشق هي مظهر حياته العلمية عند كثيرين من أهل العلم في الوقت الحاضر، وكان قد انتخب سنة 1942 عضواً عاملاً فيه. ثم كان أمين سر عاماً له منذ سنة 1956 حتى وفاته، وكان مجلس المجمع قد قرر بالإجماع في تلك السنة انتخابه نائباً لرئيس المجمع، مع بقائه في أمانة سره، إلا أن وفاته حالت دون توليه منصبه الجديد.
استحوذت أعمال جعفر الحسني العامة بمعظم مجهوده العلمي والإنساني، فقل نتاجه المكتوب، وكثرت آثاره العامة التي غدت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ سورية الحديث.
ومن أول ذلك جهده الكبير في تنظيم المتحف العربي، وعمله على زيادة مواده من مصادرها المختلفة، ثم جهده في وضع دليل دقيق لمقتنياته جاء في (125) صفحة، وهو من أوائل أعماله العلمية المكتوبة المنشورة، ولعله أولها، ونشر سنة 1930.
ومن أبرز أعماله إقناع الحكومة بضرورة بناء متحف جديد يليق بالقطر، فوفق إلى ذلك، وتميز المتحف على يده صورة ومضموناً.
وكان له في تدمر أثر ظاهر سابق على عصره، حيث عمل على إخلاء خرائبها وإخلاء معبدها الكبير من السكان، وهدم دورهم التي كانت تحجب الآثار عن الأنظار، بعد أن ضمن لهم مساكن جديدة في قرية نموذجية بعيدة عن المنطقة الأثرية.
آثار الأمير المكتوبة المنشورة وغير المنشورة تتعلق بالآثار، منها ثلاث رسائل بالفرنسية.
ومن آثاره بالعربية سوى كتابه «دليل مختصر لمقتنيات دار الآثار الوطنية» تحقيقه لكتاب عبد القادر النعيمي (ت927هـ)، «الدارس في تاريخ المدارس»، وهو كتاب ذو أهمية فائقة في تاريخ الحضارة العربية، وإســهامـه في النظر في «معجم المصطلحات الأثرية»، الذي وضعه يحيى الشهابي، ونشره مجمع دمشــق (1967م)، إلا أن قمة أعماله العلمية وضعه للمعجم الجغرافي التاريخي للجمهورية العربية السورية، وقد كان مهيئاً للطبع، إلا أنه لم يطبع.
إضافة إلى مقالاته وأبحاثه ومحاضراته المنشورة في مجلة المجمع، وفي غيرها من المجلات العربية والأجنبية.
عز الدين البدوي النجار
Al-Hassani al-Djazaeri (Jaafar-) - Al-Hassani al-Jazaïri (Jaafar-)
الحسني الجزائري (جعفر-)
(1312-1390هـ/1895-1970م)
وُلد في مزرعة والده في حوش بلاس من ضواحي دمشق وأرخ مولده العلامة الشيخ طاهر الجزائري ببيتين من الشعر على طريقة المتأخرين.
تكاد سيرة حياته العامة تكون هي نفسها صورة حياته العلمية، فقد هيأت له مكانة أسرته تعليماً خاصاً كان له أثره في تيسير تحصيله العلمي، فدرس الابتدائية في مدرسة الآباء العازاريين الفرنسية في دمشق، ثم انتقل إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في بيروت (اللاييك)، ليحرز منها شهادة الدروس الثانوية.
حال إعلان الحرب العالمية الأولى بينه وبين إتمام دروسه العالية، وأبعدته الحكومة العثمانية مع عائلته إلى بروسة بالأناضول بعد إعلان الحرب العالمية ، ثم أفرجت عنه سنة 1918، فعاد إلى دمشق في صيف تلك السنة.
تولى في أيلول (1920م) أول أعماله العامة أميناً للمتحف العربي الذي أنشأه المجمع العلمي، وكان اسم المتحف آنذاك (دار الآثار)، ثم أوفد في تشــرين الأول (1921) إلى فرنسة للتخصص في علم الآثار القديمة، فبذل جهداً مضاعفاً، وأحرز نتيجتين في علمين يعين أحدهما على الآخر، أحرز من مدرســة اللوفـر (1924) شهادتها في علم الآثار الشرقية القديمة، وتابع في جامعة باريس دراسة اللغات العربية القديمة.
استأنف في دمشق عمله الذي أسند إليه في المتحف العربي حتى سنة 1928 فعين محافظاً له بعد أن انفصل عن المجمع، وصار مؤسسة رسمية مستقلة، وألحق به إدارة حديقة تدمر الأثرية.
وفي سنة 1947 عين مديراً عاماً للآثار، وفي كانون الثاني (1951) عين محافظاً في جبل العرب ، وقدم استقالته في نيسان من العام نفسه، واعتزل نهائياً الخدمات الحكومية.
لعل صلته بمجمع دمشق هي مظهر حياته العلمية عند كثيرين من أهل العلم في الوقت الحاضر، وكان قد انتخب سنة 1942 عضواً عاملاً فيه. ثم كان أمين سر عاماً له منذ سنة 1956 حتى وفاته، وكان مجلس المجمع قد قرر بالإجماع في تلك السنة انتخابه نائباً لرئيس المجمع، مع بقائه في أمانة سره، إلا أن وفاته حالت دون توليه منصبه الجديد.
استحوذت أعمال جعفر الحسني العامة بمعظم مجهوده العلمي والإنساني، فقل نتاجه المكتوب، وكثرت آثاره العامة التي غدت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ سورية الحديث.
ومن أول ذلك جهده الكبير في تنظيم المتحف العربي، وعمله على زيادة مواده من مصادرها المختلفة، ثم جهده في وضع دليل دقيق لمقتنياته جاء في (125) صفحة، وهو من أوائل أعماله العلمية المكتوبة المنشورة، ولعله أولها، ونشر سنة 1930.
ومن أبرز أعماله إقناع الحكومة بضرورة بناء متحف جديد يليق بالقطر، فوفق إلى ذلك، وتميز المتحف على يده صورة ومضموناً.
وكان له في تدمر أثر ظاهر سابق على عصره، حيث عمل على إخلاء خرائبها وإخلاء معبدها الكبير من السكان، وهدم دورهم التي كانت تحجب الآثار عن الأنظار، بعد أن ضمن لهم مساكن جديدة في قرية نموذجية بعيدة عن المنطقة الأثرية.
آثار الأمير المكتوبة المنشورة وغير المنشورة تتعلق بالآثار، منها ثلاث رسائل بالفرنسية.
ومن آثاره بالعربية سوى كتابه «دليل مختصر لمقتنيات دار الآثار الوطنية» تحقيقه لكتاب عبد القادر النعيمي (ت927هـ)، «الدارس في تاريخ المدارس»، وهو كتاب ذو أهمية فائقة في تاريخ الحضارة العربية، وإســهامـه في النظر في «معجم المصطلحات الأثرية»، الذي وضعه يحيى الشهابي، ونشره مجمع دمشــق (1967م)، إلا أن قمة أعماله العلمية وضعه للمعجم الجغرافي التاريخي للجمهورية العربية السورية، وقد كان مهيئاً للطبع، إلا أنه لم يطبع.
إضافة إلى مقالاته وأبحاثه ومحاضراته المنشورة في مجلة المجمع، وفي غيرها من المجلات العربية والأجنبية.
عز الدين البدوي النجار