ماراتون (سباق)
Marathon - Marathon
الماراتون (سباق ـ)
استمد سباق الماراتون اسمه من المنطقة الإغريقية Marathon التي جرت على أرضها واحدة من أشهر المعارك وأهمها في تاريخ البشرية في القرن الخامس قبل الميلاد إذ كانت الامبراطورية الفارسية تحكم أجزاء كبيرة من العالم وصل امتدادها الجغرافي إلى مصر وتركيا وحدود بلاد الإغريق التي كانت يومها مجزّأة إلى ممالك صغيرة أشهرها مملكة أثينا Athens ومملكة إسبرطة Sparta التي عُرفت باهتمام سكانها بفنون القتال والحرب وحب النظام، واستمر توسع النفوذ الفارسي ليشمل البحر المتوسط مع السيطرة على بعض الممالك الإغريقية التي كانت تحاول التخلص من الاحتلال الفارسي كلما سنحت لها الفرصة لذلك. وكان مصير هذه المحاولات الإخفاق على الدوام لفارق القوة العسكرية.
في عام 490 ق.م حاول الفرس تحقيق توسع جديد لامبراطوريتهم نحو أوربا فحشدوا قواتهم على أرض مدينة ماراتون تمهيداً لاحتلال أثينا الضعيفة التي علمت بالأمر فاستنجدت بالجيوش الإغريقية ومنها جيش إسبرطة وأرسلت لهذه الغاية العدّاء فيديبيدس Phidippides لطلب نجدة إسبرطة فانطلق عبر الجبال الوعرة في رحلة شاقة بلغت مسافتها 140 ميلاً قطعها في 36 ساعة فوصلها في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر 490 ق.م وأعلم قادتها بالرسالة فوافقوا على نجدة أثينا وحددوا موعداً لذلك اكتمال القمر في التاسع عشر أو العشرين من شهر أيلول/سبتمبر عند انتهاء مهرجان أرنين وفقاً لما أمر به كاهنهم. وعاد فيديبيدس إلى أثينا عدواً قاطعاً المسافة ذاتها حاملاً هذا الرد المحبط لقادة أثينا الذين قرروا عدم الانتظار حتى الموعد والقيام بمباغتة الجيش الفارسي قبل أن يكمل استعداداته وشنوا هجوماً على جيوش الفرس هو أقرب ما يكون إلى الانتحار بسبب فارق القوى والعدد بين الجيشين؛ إلا أن شجاعة جيش أثينا قلبت الموازين وقتلوا 6400 جندي فارسي في يوم واحد مقابل خسارتهم 192 قتيلاً. مما أجبر الجيش الفارسي على الانسحاب نحو سفنه ليقوم بغزو أثينا من جهة الجنوب لتفويت فرصة وصول التعزيزات العسكرية الإغريقية لجيش أثينا، وبدورهم قام قادة الجيش الأثيني بتكليف العدّاء المراسل فيديبيدس مرة ثانية الجري من ماراتون إلى أثينا حاملاً لأهلها نبأ الانتصار العظيم وليحذرهم من سفن الفرس الغازية من جهة الجنوب.
اخترق فيديبيدس الجبال الوعرة بين ماراتون وأثينا بمسافة قدرها 26 ميلاً؛ متناسياً الجهد الكبير الذي بذله ذهاباً وإياباً بين أثينا وإسبرطة قبل ذلك ومشاركته في الحرب إلى جانب جيش مدينته والجهد البدني الكبير الناجم عن ذلك، ووصل أثينا بعد ثلاث ساعات وزفّ بشرى النصر إلى أهلها وحذرهم من الفرس وفارق الحياة نتيجة الجهد والإعياء الشديدين.
وصل جيش إسبرطة لدعم جيش أثينا ونجحا معاً في رد جيوش الفرس والانتصار عليها محدثين تحولاً تاريخياً كبيراً حال دون توسع الامبراطورية الفارسية نحو أوربا مانحاً الإغريق ثقة بأنفسهم وبقوتهم وبحضارتهم، مما أدى إلى انتشار الحضارة الإغريقية في أوربا، وعليه فقد عُدّت معركة ماراتون السبب الرئيسي في الحفاظ على الحضارة الغربية في مواجهة الحضارة الشرقية.
في عام 1896 أُعيد إحياء الألعاب الأولمبية مجدداً بجهود اللورد الفرنسي بيير دي كوبرتان Pierre de Coubertin، واعتمد سباق الماراتون واحداً من السباقات الرئيسة في الألعاب الأولمبية بناء على اقتراح ميشيل بريال Michel Bréal تكريماً للمعركة والعداء الذي قضى في سبيل بلده. وفاز ساعي البريد المجنّد في الجيش اليوناني ببطولة أول سباق قاطعاً مسافة 40 كم بساعتين و 58 دقيقة و 50 ثانية، وهو زمن قريب جداً من الذي استغرقه الجندي فيديبيدس يوم معركة ماراتون ليزفّ بشرى الانتصار إلى أهالي أثينا قبل قرون عدة.
وقد عُدّلت مسافة السباق أكثر من مرة، وأشهر هذه التعديلات كانت في أولمبياد 1908؛ فقد أُضيف إلى مسافة السباق 385 ياردة كي تكون نهايته في ساحة القصر الملكي حتى يتمكن ملك بريطانيا إدوار السابع Edward VII من تتويج الفائزين. وتراوحت تعديلات المسافة بعدها من 40.26 كم إلى 41.86 كم، ثم إلى 42.195 كم.
خصائص السباق
يُجرى سباق الماراتون على الطرقات الترابية والإسفلتية وتكون نهايته ضمن الملعب الرئيسي للأولمبياد، ويشارك فيه الذكور والإناث ويُراعى عند تحديد الأرقام القياسية للسباقات الظروف الجوية في أثناء السباق مثل الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح. ويكون سباق الماراتون عادة آخر سباقات الألعاب الأولمبية إذ يتم تتويج الفائزين قبل ساعات قليلة من حفل ختام الأولمبياد.
يبدأ سباق الماراتون وينتهي داخل منطقة المنافسات ويسلك المتسابقون الطرق العادية المخصصة للدراجات أو المشاة ولا تكون الأرض الرخوة أو ذات الأعشاب الطويلة مناسبة للسباق. ويجب ألا يزيد ارتفاع الطريق بين بداية السباق ونهايته على واحد من الألف، أي ارتفاع متر واحد لكل ألف متر مسافة، كما يشترط وضع علامات لتحديد المسافات الكيلو مترية على طول طريق السباق.
ولضمان سلامة المتسابقين في هذا السباق المجهد تقوم الجهات المنظمة بتهيئة طريق السباق وقطع المواصلات عنه أو إبعادها عن المتسابقين. كما يقوم أطباء خاصون بالكشف عن المتسابقين في أماكن محددة للتأكد من إمكانية متابعتهم، ويحق لهم استبعاد أي متسابق يشكون في قدرته على متابعة السباق من دون أخطار عليه.
ولتنشيط المتسابقين يسمح بتقديم الماء والمنعشات في بداية السباق ونهايته وفي محطات على طول السباق تبعد الواحدة عن الأخرى 5 كم؛ كما تجهز سبل ترطيب المتسابقين بالإسفنج إذا كان الجو رطباً، كما يسمح بتقديم الماء في منتصف السباق إذا كانت حالة الطقس تستوجب ذلك. ويستبعد كل متسابق يتناول المنعشات في غير الأماكن المخصصة لذلك.
يفوز بالسباق من يصل إلى خط النهاية أولاً. وتحتسب نتائج بقية المتسابقين حسب تتالي وصولهم إلى خط النهاية شريطة عدم ارتكاب أي منهم مخالفة تستوجب إلغاء مشاركته.
ولأهمية سباق الماراتون تقوم مدن كبرى في العالم بتنظيمه سنوياً ويحمل السباق عندها اسم المدينة مثل بوسطن Boston، أو نيويورك، أو لندن، أو برلين، أو شيكاغو.
وأشهر عدائي سباق الماراتون عبر تاريخ السباق هم:
حبيبي بيكيلا Abebe Bikila، وألبيرتو سالازار Alberto Salazar، وكارلوس لوبيس Carlos Lopez، وإيميل زاتوبيك Emil Zatopek، وفرانك شورتر Frank Shorter، وجمعة إكانغا Juma Ikangaa، وخالد غنوجي.
وأشهر العداءات:
كاترين نديرِبا Catherine Ndereba، وروزا موتا Rosa Mota، وباتي ديلون Patti Dillon، ودينا كاستور Deena Kastor.
وحيد عرفات
Marathon - Marathon
الماراتون (سباق ـ)
استمد سباق الماراتون اسمه من المنطقة الإغريقية Marathon التي جرت على أرضها واحدة من أشهر المعارك وأهمها في تاريخ البشرية في القرن الخامس قبل الميلاد إذ كانت الامبراطورية الفارسية تحكم أجزاء كبيرة من العالم وصل امتدادها الجغرافي إلى مصر وتركيا وحدود بلاد الإغريق التي كانت يومها مجزّأة إلى ممالك صغيرة أشهرها مملكة أثينا Athens ومملكة إسبرطة Sparta التي عُرفت باهتمام سكانها بفنون القتال والحرب وحب النظام، واستمر توسع النفوذ الفارسي ليشمل البحر المتوسط مع السيطرة على بعض الممالك الإغريقية التي كانت تحاول التخلص من الاحتلال الفارسي كلما سنحت لها الفرصة لذلك. وكان مصير هذه المحاولات الإخفاق على الدوام لفارق القوة العسكرية.
في عام 490 ق.م حاول الفرس تحقيق توسع جديد لامبراطوريتهم نحو أوربا فحشدوا قواتهم على أرض مدينة ماراتون تمهيداً لاحتلال أثينا الضعيفة التي علمت بالأمر فاستنجدت بالجيوش الإغريقية ومنها جيش إسبرطة وأرسلت لهذه الغاية العدّاء فيديبيدس Phidippides لطلب نجدة إسبرطة فانطلق عبر الجبال الوعرة في رحلة شاقة بلغت مسافتها 140 ميلاً قطعها في 36 ساعة فوصلها في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر 490 ق.م وأعلم قادتها بالرسالة فوافقوا على نجدة أثينا وحددوا موعداً لذلك اكتمال القمر في التاسع عشر أو العشرين من شهر أيلول/سبتمبر عند انتهاء مهرجان أرنين وفقاً لما أمر به كاهنهم. وعاد فيديبيدس إلى أثينا عدواً قاطعاً المسافة ذاتها حاملاً هذا الرد المحبط لقادة أثينا الذين قرروا عدم الانتظار حتى الموعد والقيام بمباغتة الجيش الفارسي قبل أن يكمل استعداداته وشنوا هجوماً على جيوش الفرس هو أقرب ما يكون إلى الانتحار بسبب فارق القوى والعدد بين الجيشين؛ إلا أن شجاعة جيش أثينا قلبت الموازين وقتلوا 6400 جندي فارسي في يوم واحد مقابل خسارتهم 192 قتيلاً. مما أجبر الجيش الفارسي على الانسحاب نحو سفنه ليقوم بغزو أثينا من جهة الجنوب لتفويت فرصة وصول التعزيزات العسكرية الإغريقية لجيش أثينا، وبدورهم قام قادة الجيش الأثيني بتكليف العدّاء المراسل فيديبيدس مرة ثانية الجري من ماراتون إلى أثينا حاملاً لأهلها نبأ الانتصار العظيم وليحذرهم من سفن الفرس الغازية من جهة الجنوب.
لقطة من ماراتون شيكاغو عام 2004 |
وصل جيش إسبرطة لدعم جيش أثينا ونجحا معاً في رد جيوش الفرس والانتصار عليها محدثين تحولاً تاريخياً كبيراً حال دون توسع الامبراطورية الفارسية نحو أوربا مانحاً الإغريق ثقة بأنفسهم وبقوتهم وبحضارتهم، مما أدى إلى انتشار الحضارة الإغريقية في أوربا، وعليه فقد عُدّت معركة ماراتون السبب الرئيسي في الحفاظ على الحضارة الغربية في مواجهة الحضارة الشرقية.
في عام 1896 أُعيد إحياء الألعاب الأولمبية مجدداً بجهود اللورد الفرنسي بيير دي كوبرتان Pierre de Coubertin، واعتمد سباق الماراتون واحداً من السباقات الرئيسة في الألعاب الأولمبية بناء على اقتراح ميشيل بريال Michel Bréal تكريماً للمعركة والعداء الذي قضى في سبيل بلده. وفاز ساعي البريد المجنّد في الجيش اليوناني ببطولة أول سباق قاطعاً مسافة 40 كم بساعتين و 58 دقيقة و 50 ثانية، وهو زمن قريب جداً من الذي استغرقه الجندي فيديبيدس يوم معركة ماراتون ليزفّ بشرى الانتصار إلى أهالي أثينا قبل قرون عدة.
وقد عُدّلت مسافة السباق أكثر من مرة، وأشهر هذه التعديلات كانت في أولمبياد 1908؛ فقد أُضيف إلى مسافة السباق 385 ياردة كي تكون نهايته في ساحة القصر الملكي حتى يتمكن ملك بريطانيا إدوار السابع Edward VII من تتويج الفائزين. وتراوحت تعديلات المسافة بعدها من 40.26 كم إلى 41.86 كم، ثم إلى 42.195 كم.
خصائص السباق
يُجرى سباق الماراتون على الطرقات الترابية والإسفلتية وتكون نهايته ضمن الملعب الرئيسي للأولمبياد، ويشارك فيه الذكور والإناث ويُراعى عند تحديد الأرقام القياسية للسباقات الظروف الجوية في أثناء السباق مثل الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح. ويكون سباق الماراتون عادة آخر سباقات الألعاب الأولمبية إذ يتم تتويج الفائزين قبل ساعات قليلة من حفل ختام الأولمبياد.
يبدأ سباق الماراتون وينتهي داخل منطقة المنافسات ويسلك المتسابقون الطرق العادية المخصصة للدراجات أو المشاة ولا تكون الأرض الرخوة أو ذات الأعشاب الطويلة مناسبة للسباق. ويجب ألا يزيد ارتفاع الطريق بين بداية السباق ونهايته على واحد من الألف، أي ارتفاع متر واحد لكل ألف متر مسافة، كما يشترط وضع علامات لتحديد المسافات الكيلو مترية على طول طريق السباق.
ولضمان سلامة المتسابقين في هذا السباق المجهد تقوم الجهات المنظمة بتهيئة طريق السباق وقطع المواصلات عنه أو إبعادها عن المتسابقين. كما يقوم أطباء خاصون بالكشف عن المتسابقين في أماكن محددة للتأكد من إمكانية متابعتهم، ويحق لهم استبعاد أي متسابق يشكون في قدرته على متابعة السباق من دون أخطار عليه.
ولتنشيط المتسابقين يسمح بتقديم الماء والمنعشات في بداية السباق ونهايته وفي محطات على طول السباق تبعد الواحدة عن الأخرى 5 كم؛ كما تجهز سبل ترطيب المتسابقين بالإسفنج إذا كان الجو رطباً، كما يسمح بتقديم الماء في منتصف السباق إذا كانت حالة الطقس تستوجب ذلك. ويستبعد كل متسابق يتناول المنعشات في غير الأماكن المخصصة لذلك.
يفوز بالسباق من يصل إلى خط النهاية أولاً. وتحتسب نتائج بقية المتسابقين حسب تتالي وصولهم إلى خط النهاية شريطة عدم ارتكاب أي منهم مخالفة تستوجب إلغاء مشاركته.
ولأهمية سباق الماراتون تقوم مدن كبرى في العالم بتنظيمه سنوياً ويحمل السباق عندها اسم المدينة مثل بوسطن Boston، أو نيويورك، أو لندن، أو برلين، أو شيكاغو.
وأشهر عدائي سباق الماراتون عبر تاريخ السباق هم:
حبيبي بيكيلا Abebe Bikila، وألبيرتو سالازار Alberto Salazar، وكارلوس لوبيس Carlos Lopez، وإيميل زاتوبيك Emil Zatopek، وفرانك شورتر Frank Shorter، وجمعة إكانغا Juma Ikangaa، وخالد غنوجي.
وأشهر العداءات:
كاترين نديرِبا Catherine Ndereba، وروزا موتا Rosa Mota، وباتي ديلون Patti Dillon، ودينا كاستور Deena Kastor.
وحيد عرفات