حموي (صلاح دين يوسف كح)
Al-Hamawi (Salah ed- Din ibn Yusuf al-Kahhal-) - Al-Hamawi (Salah Eddine ibn Yussef al-Kahhal-)
الحموي (صلاح الدين بن يوسف الكحال-)
(…-696هـ/…-1296م)
صلاح الدين بن يوسف الكحال طبيب من الرعيل الأخير من الحكماء العرب نشأ في مدينة حماة، في وسط بلاد الشام (سورية اليوم)، تتلمذ على يد والده وأخذ ونقل عنه كثيراً من الأدوية والعقاقير المستعملة في علاج أمراض العيون. اطلع على جلّ ما ترجم وكتب قبل عهده وخاصة سابقيه من عمالقة الطب العربي ويظهر ذلك في كتابه «نور العيون وجامع الفنون».
ولم يكتف صلاح الدين بن يوسف بعلم الطب كعلم تطبيقي بل درس فلسفة الطب ويظهر في كتابه أنه برع في ذلك، فقد عرّف أسباب تعدد ألوان العين، وتحدث بعمق عن آلية الإبصار، وعن نظرية انكسار الضوء، وكان له في ذلك رأي يعد هو الأصح علمياً اليوم.
ويمكن لقارئ الكتاب أن يلمس مدى اطّلاعه على ما كتبه سابقوه، فقد اقتبس في كتابه من أربعة وتسعين مؤلفاً ممن سبقوه من يونان وفرس وعرب، ونقل عن واحدٍ وثلاثين كتاباً وأقرباذيناً، وقد أودع ذلك كله في كتابه الذي لم يتقدم من الكتب ما يفوقه ولا ما يوازيه بل قطع الطريق على كثير ممن فكّروا في التأليف في طب العيون فلم يظهر بعده من الكتب إلا «كشف الرين في أحوال العين» الذي كتبه ابن الأكفاني نحو سنة 1348هـ، و«العمدة الكحليه في الأمراض البصرية» الذي ألفه إبراهيم بن صدقه الشاذلي، في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي و«وقاية العين» الذي كتبه نور الدين علي المناوي في القرن الخامس عشر الميلادي و«رسالة في طب العيون» التي وضعها حسين الوفائي البغدادي، ويلاحظ أنه لم ينقل عن معاصرَيْه ابن النفيس مؤلف كتاب «المهذب في الكحل المجرب» أو خليفة بن أبي محاسن الحلبي مؤلف «الكافي في الكحل» إما لأسباب شخصية وإما لأنه خشي أن ينقل ما لم يثبت صحة أو زيف ما كتباه.
ويعد لوسيان لوكلير L.Leclerc أول المستشرقين الذين لفتوا الأنظار إلى الكتاب والمؤلف، ثم ذكره هيرشبرغ Hirschberg في موسوعته الشهيرة (تاريخ طب العيون)، ثم كتب عنه كتاباً مفصلاً مع كلٍ من المستشرقين «ليبرت» و«ميتفوخ».
ويمتاز كتاب «نور العيون وجامع الفنون» بأنه يعد بحق تلخيصاً لكل ما كتب قبله في طب العيون، فقد عزا كلّ معلومة إلى مصدرها، تقديراً لعلم الأوائل واعترافاً بفضلهم، إضافة إلى حسن الترتيب والتنسيق، وهو أمر كان مفتقداً في جلّ الكتب القديمة، وهو أول كتاب يحوي رسماً توضيحياً لتشريح العين، وذلك برسم مقطع للعين في نهاية المقالة الأولى، وقد نشر هذا المقطع بانسيه وشرحه هيرشبرغ بإسهاب في كتابه الموسوعي. ويعد أيضاً أول كتاب في طب العيون يضع رسوماً توضيحية لشرح نظرية الإبصار وذلك في المقالة الثانية، وقد اقتبس القسم الأعظم من هذه الأشكال من إقليدس وجالينوس ورسم هو بعضها، كما وضع رسوماً توضيحية لثماني عشرة آلة جراحية.
ويقع الكتاب في عشرة مقالات:
المقالة الأولى: يذكر فيها المؤلف حد العين وطبيعتها وتشريح أجزائها وتتألف هذه المقالة من ثلاثة وعشرين باباً ويوجد في نهاية المقالة رسم توضيحي لطبقات العين يعد بحق من أجمل ما رسم في تشريح العين، ولسوء الحظ لم تحز هذه الصورة المكانة اللائقة بها عند المؤرخين العرب.
المقالة الثانية: في أمر البصر ومذاهب الحكماء في كيفية إدراك المبصرات، وتتألف من خمسة أبواب، ولازالت بعض التفسيرات العلمية لظاهرة الرؤية عند المؤلف مقبولة علمياً حتى اليوم.
المقالة الثالثة: يذكر فيها المؤلف أجناس الأمراض وأسبابها وعلاماتها وأوقاتها وكيفية استعمال الأدوية والقوانين التي يجب على الطبيب أن يستعملها عند كل استفراغ، وتتألف من تسعة أبواب.
المقالة الرابعة: ويذكر فيها المؤلف قوانين حفظ صحة العين ثم أمراض الجفن وأسبابها وأنواعها ومداواتها وتتألف من خمسة وعشرين باباً.
المقالة الخامسة: ويذكر فيها المؤلف أمراض المآق وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من أربعة أبواب.
المقالة السادسة: يذكر فيها المؤلف أمراض الملتحمة وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من اثني عشر باباً.
المقالة السابعة: يذكر فيها المؤلف أمراض الطبقة القرنية وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من آثني عشر باباً أيضا.ً
المقالة الثامنة: يذكر فيها أمراض الطبقة العنبية والماء العارض في وجه الحدقة وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من خمسة أبواب.
المقالة التاسعة: يذكر فيها المؤلف الأمراض الخفية عن الحس وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من عشرين باباً.
المقالة العاشرة: يذكر فيها المؤلف الأدوية المفردة المستعملة في العين وقواها ورتبها على أحرف المعجم. وتعدّ هذه المقالة بحق مرجع المراجع لكل الأدوية المفردة المستعملة في طب العين حتى تاريخ حياة المؤلف.
وللكتاب أربع مخطوطات: مخطوطة باريس المحفوظة في المكتبة الوطنية برقم 1042 وهي أقدم النسخ (1127هـ) وأكملها إذ إنها تحتوي على جميع الرسوم التوضيحية التشريحية منها والهندسية وآلات الجراحة. مخطوطة مكتبة غوتا رقم 1994، مجهولة تاريخ النسخ غير أنه يبدو أنها أحدثها وقد أسقط ناسخها جميع الرسوم التوضيحية. مخطوطة مكتبة الإسكندرية رقم 1098، نسخت عام 1154هـ واسم ناسخها غير مقروء ومكتوب بخطين مختلفين، وقد أحاط الناسخان كل صفحة من صفحاتها بإطار، ولكنهما أسقطا جميع الرسوم التوضيحية حتى مقطع العين في نهاية المقالة الأولى، كما وقع في المخطوطة سقط كثير يصل أحياناً إلى فصول بل إلى نقالات كاملة. مخطوطة اصطنبول (حميدية) 1038.
حقق مخطوط «نور العيون وجامع الفنون» محمد ظافر الوفائي ومحمد رواس قلعه جي، ونشره مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض عام 1407هـ/1987م.
محمد ظافر الوفائي
Al-Hamawi (Salah ed- Din ibn Yusuf al-Kahhal-) - Al-Hamawi (Salah Eddine ibn Yussef al-Kahhal-)
الحموي (صلاح الدين بن يوسف الكحال-)
(…-696هـ/…-1296م)
صلاح الدين بن يوسف الكحال طبيب من الرعيل الأخير من الحكماء العرب نشأ في مدينة حماة، في وسط بلاد الشام (سورية اليوم)، تتلمذ على يد والده وأخذ ونقل عنه كثيراً من الأدوية والعقاقير المستعملة في علاج أمراض العيون. اطلع على جلّ ما ترجم وكتب قبل عهده وخاصة سابقيه من عمالقة الطب العربي ويظهر ذلك في كتابه «نور العيون وجامع الفنون».
ولم يكتف صلاح الدين بن يوسف بعلم الطب كعلم تطبيقي بل درس فلسفة الطب ويظهر في كتابه أنه برع في ذلك، فقد عرّف أسباب تعدد ألوان العين، وتحدث بعمق عن آلية الإبصار، وعن نظرية انكسار الضوء، وكان له في ذلك رأي يعد هو الأصح علمياً اليوم.
ويمكن لقارئ الكتاب أن يلمس مدى اطّلاعه على ما كتبه سابقوه، فقد اقتبس في كتابه من أربعة وتسعين مؤلفاً ممن سبقوه من يونان وفرس وعرب، ونقل عن واحدٍ وثلاثين كتاباً وأقرباذيناً، وقد أودع ذلك كله في كتابه الذي لم يتقدم من الكتب ما يفوقه ولا ما يوازيه بل قطع الطريق على كثير ممن فكّروا في التأليف في طب العيون فلم يظهر بعده من الكتب إلا «كشف الرين في أحوال العين» الذي كتبه ابن الأكفاني نحو سنة 1348هـ، و«العمدة الكحليه في الأمراض البصرية» الذي ألفه إبراهيم بن صدقه الشاذلي، في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي و«وقاية العين» الذي كتبه نور الدين علي المناوي في القرن الخامس عشر الميلادي و«رسالة في طب العيون» التي وضعها حسين الوفائي البغدادي، ويلاحظ أنه لم ينقل عن معاصرَيْه ابن النفيس مؤلف كتاب «المهذب في الكحل المجرب» أو خليفة بن أبي محاسن الحلبي مؤلف «الكافي في الكحل» إما لأسباب شخصية وإما لأنه خشي أن ينقل ما لم يثبت صحة أو زيف ما كتباه.
ويعد لوسيان لوكلير L.Leclerc أول المستشرقين الذين لفتوا الأنظار إلى الكتاب والمؤلف، ثم ذكره هيرشبرغ Hirschberg في موسوعته الشهيرة (تاريخ طب العيون)، ثم كتب عنه كتاباً مفصلاً مع كلٍ من المستشرقين «ليبرت» و«ميتفوخ».
ويمتاز كتاب «نور العيون وجامع الفنون» بأنه يعد بحق تلخيصاً لكل ما كتب قبله في طب العيون، فقد عزا كلّ معلومة إلى مصدرها، تقديراً لعلم الأوائل واعترافاً بفضلهم، إضافة إلى حسن الترتيب والتنسيق، وهو أمر كان مفتقداً في جلّ الكتب القديمة، وهو أول كتاب يحوي رسماً توضيحياً لتشريح العين، وذلك برسم مقطع للعين في نهاية المقالة الأولى، وقد نشر هذا المقطع بانسيه وشرحه هيرشبرغ بإسهاب في كتابه الموسوعي. ويعد أيضاً أول كتاب في طب العيون يضع رسوماً توضيحية لشرح نظرية الإبصار وذلك في المقالة الثانية، وقد اقتبس القسم الأعظم من هذه الأشكال من إقليدس وجالينوس ورسم هو بعضها، كما وضع رسوماً توضيحية لثماني عشرة آلة جراحية.
ويقع الكتاب في عشرة مقالات:
المقالة الأولى: يذكر فيها المؤلف حد العين وطبيعتها وتشريح أجزائها وتتألف هذه المقالة من ثلاثة وعشرين باباً ويوجد في نهاية المقالة رسم توضيحي لطبقات العين يعد بحق من أجمل ما رسم في تشريح العين، ولسوء الحظ لم تحز هذه الصورة المكانة اللائقة بها عند المؤرخين العرب.
المقالة الثانية: في أمر البصر ومذاهب الحكماء في كيفية إدراك المبصرات، وتتألف من خمسة أبواب، ولازالت بعض التفسيرات العلمية لظاهرة الرؤية عند المؤلف مقبولة علمياً حتى اليوم.
صورة مقطع العين في نهاية المقالة الأولى كما وردت في مخطوطة باريس لكتاب «نور العيون وجامع الفنون» |
المقالة الرابعة: ويذكر فيها المؤلف قوانين حفظ صحة العين ثم أمراض الجفن وأسبابها وأنواعها ومداواتها وتتألف من خمسة وعشرين باباً.
المقالة الخامسة: ويذكر فيها المؤلف أمراض المآق وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من أربعة أبواب.
المقالة السادسة: يذكر فيها المؤلف أمراض الملتحمة وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من اثني عشر باباً.
المقالة السابعة: يذكر فيها المؤلف أمراض الطبقة القرنية وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من آثني عشر باباً أيضا.ً
المقالة الثامنة: يذكر فيها أمراض الطبقة العنبية والماء العارض في وجه الحدقة وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من خمسة أبواب.
المقالة التاسعة: يذكر فيها المؤلف الأمراض الخفية عن الحس وأسبابها وأنواعها ومداواتها، وتتألف من عشرين باباً.
المقالة العاشرة: يذكر فيها المؤلف الأدوية المفردة المستعملة في العين وقواها ورتبها على أحرف المعجم. وتعدّ هذه المقالة بحق مرجع المراجع لكل الأدوية المفردة المستعملة في طب العين حتى تاريخ حياة المؤلف.
وللكتاب أربع مخطوطات: مخطوطة باريس المحفوظة في المكتبة الوطنية برقم 1042 وهي أقدم النسخ (1127هـ) وأكملها إذ إنها تحتوي على جميع الرسوم التوضيحية التشريحية منها والهندسية وآلات الجراحة. مخطوطة مكتبة غوتا رقم 1994، مجهولة تاريخ النسخ غير أنه يبدو أنها أحدثها وقد أسقط ناسخها جميع الرسوم التوضيحية. مخطوطة مكتبة الإسكندرية رقم 1098، نسخت عام 1154هـ واسم ناسخها غير مقروء ومكتوب بخطين مختلفين، وقد أحاط الناسخان كل صفحة من صفحاتها بإطار، ولكنهما أسقطا جميع الرسوم التوضيحية حتى مقطع العين في نهاية المقالة الأولى، كما وقع في المخطوطة سقط كثير يصل أحياناً إلى فصول بل إلى نقالات كاملة. مخطوطة اصطنبول (حميدية) 1038.
حقق مخطوط «نور العيون وجامع الفنون» محمد ظافر الوفائي ومحمد رواس قلعه جي، ونشره مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض عام 1407هـ/1987م.
محمد ظافر الوفائي